تفريغ للأخت -الأثرية-في منتديات نور اليقين
لحفظ التَّفريغ ( pdf ) اِضغط هنا
صلابة السنة لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.pdf
لتحميل المادة صوتية من (هنا)
للإستماع
(تفريغ)
تفريغ للأخت -الأثرية-في منتديات نور اليقين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمَينْ ؛ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينْ ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلـٰهَ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَريِكَ لَهُ ، إِلـٰهُ الأَوَلِينَ وَالآخِرينْ ، وَقَيُّومِ السَّمَٰـواتِ وَالأَرْضِينْ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفْوَتُه مِنْ خَلْقِهِ ، وخَلِيلِهُ ،
صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلهِ وأَصْحَابِه وأَتْبَاعِه بإِحْسَانٍ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينْ .
صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلهِ وأَصْحَابِه وأَتْبَاعِه بإِحْسَانٍ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينْ .
أَمَّا بَعْدُ :
فإنَّه لمن دواعِ السُّرور والغِبطة أنْ نلتقي بإخوةٍ في الله أحببناهم في الله وأحبونا لله ،
واجتمعت القُلوب علىٰ ذٰلك ونسأل الله جلَّ وعَلا الأُلفة علىٰ ذٰلك ،
فإنَّه ما مِن موضوعٍ يدور في الذِّهن إلِّا وأظنُ مع إخواني هٰؤلاء قد تطرقنا له ،
إمَّا اِستقلالاً ، وإمَّا عرضاً في مجالسنا ، وفي لقاءاتنا ، وفي كلماتنا ، وفي دروسنا ونحو ذٰلك .
ولـٰكن الجديد دائماً تتطلَّع الأنفس وتتشوَّق إليه ، ونفسي تتوق إلىٰ القديم دائماً ؛
لأنَّ القديم هُو : العتيق .
وكُلَّما عتق كُلَّما زاد نُدْرةً ، وكلما زاد نُدْرةً كُلَّما ازداد الطَّلب عليه .
ألا إنَّ ذٰلك الأمر هُو : أمر الصَّلابة في السُّنَّة النَّبويَّة ، والطَّريقة السَّلفيَّة الَّتي كلنا - ولله الحمد -
يسير عليها ، ويدعو إليها ، وينافح مِن أجلها ، ويُعادِي لها ويُوالِي لأجلها .
إنَّ مسألة التَّمسُّك بالسُّنَّة مسألةٌ عظيمة ، والظَّفَر بها وبأهلها مطلبٌ عزيز ،
وغايةٌ تسمو إليها الأنفس ، وتَشْرئِبُّ إليها الأعناق .
وقد أمر بها عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام في أوَّل حياته ، وفي آخر حياته ،
فكانت آخر وصاياه أو من آخر وصاياه الَّتي ما فَتِئَ يوصي بها دائماً وأبداً ،
ويستفتح بها الكلام دائماً وأبداً ، فَكُلُّكم يعرف حديث العِرباض رَضِيَ اللهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ ؛
الَّذي وعظ فيه رسول اللهِ صَلَّىٰ اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلكم الموعظة البليغة ؛
فكان من سؤال الصَّحابة ما تعرفون ، فجاءت الوَصيَّة النَّبويَّة الجامعة المانعة ،
الَّتي لا نزال نردِّدها ، ونسأل الله جلَّ وعَلا أنْ يجعل ألسنتنا رطبةً بها إلىٰ أن نفارق الدُّنيا ؛
فنلقاه عليها كما لقيه رسولهُ صَلَّىٰ اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأصحابه
رِضْوَان اللهِ تَعَالىٰ عَلَيْهم أَجْمَعِينَ مِنْ بعده عليها .
ذٰلك أنَّ الله جَلَّ وعَلا قد أمر بمعناها في كتابه جَلَّ وعَزَّ في مواضع :
˘ إمَّا أمراً صريحاً .
˘ وإمَّا إخباراً عن حال من تَنكَّب هٰذه الطَّريق .
˘ وإمَّا إخباراً عن حكمته في إيجاد الخلق سُبْحَانَهُ وتَعَالىٰ .
فقالَ عَليْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام : « عَلَيْكُم بِسُنَّتِي » (1) .
" . . . وقوله : " عَلَيْكُم " ليس أمراً فقط ، وإنَّما هو أمرٌ وفيه تحضيضٌ وتحريض .
" عليكم بسنتي "، أمرٌ فيه حضّ ، وفيه تحريض ، وهو متضمنٌ معنىٰ التَّعهُّد لهٰذه السُّنَّة دائماً وأبداً .
لأنَّ الإنسان يعتريه الغفلة ؛ ويعتريه النِّسيان ، وتعتريه المشاغل ، ويعتريه الضَّعف ،
فهٰذه أربع عوامل تكاد تُنسيه أحياناً عن سُنَّة رسول اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ؛
الغفلة ، والنِّسيان ، والشَّواغل ، والضَّعف أحياناً ، وكلِّها مُردِيةٌ مُهلكة !
وأشدُّها إهلاكاً لصاحبه الضَّعف في الأخذ بِسُنَّة رسول اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ؛
فإنَّ الأخذ لِلإِسلام بقوَّة ، ونعني بالقوَّة : التَّمسُّك به ، لا الغُلُوّ !
هٰذا مطلبٌ نفيس ، بل هو أمر الله للأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلاةَ وَالسَّلام ،
كما قالَ جلَّ وعَلا : ﴿ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [ مريم : 12 ] .
فهٰذا معنىٰ الأخذ بقوة ، التَّمسُّك بهٰذه الشَّريعة الَّتي ينزلها الله سُبْحَانَهُ وتَعَالىٰ علىٰ عباده ،
وحسن التَّعاهد والمداومة عليها .
ولا شكَّ أنَّنا دائماً وأبداً نحتاج إلىٰ التَّوصية بهٰذا ؛ لِمَ ؟
لعروض هٰذه العوامل الأربعة ؛ أو بعضها دائماً في حياتنا ، لا تخلو لحظةٍ من لحظات حياتنا منها
أو من بعضها ؛ الغفلة ، والنِّسيان ، والشَّواغل ، والضَّعف عن الأخذ بالسُّنَّة النَّبويّة .
* فينبغي التَّذكير حين الشَّغْلَة .
* والتَّذكير حين الغَفْلَة .
* والتَّذكير حين النِّسيان .
* والتَّذكير حين الضَّعف .
˜ فحين الضَّعف يبعثُ التَّذكير في المرء القُوَّة .
˜ وحين النِّسيان يبعثُ التَّذَكُّر .
˜ وحين الإنشغال يبعثُ التَّذكرة ، فَيُقبل القلب ويدع الشَّواغل ، وينقطع عنها .
˜ وحين عروض الغفلة تحصلُ الإنتباه لمن كان قد غفل إذا ذُكِّر .
والسُّنَّة النَّبويَّة كلٌّ يَدَّعي الأخذ بها ؛ حَتَّىٰ الطَّوائف الضَّالة ؛ ولـٰكن لا كلام لنا مع الطَّوائف الضَّالة ؛
لأنَّ الأمر معهم مفروغٌ منه من قديم !!
ولـٰكن الَّذي يهمُّنا ونحرص عليه هو بيننا نحن معاشر أهل السُّنَّة والجماعة .
من انتسب إلىٰ ما كان عليه سلف الأُمَّة ؛ صحابة رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن كان معهم .
فقد كان الواحد منهم يقول لأخيه : ( اجلس بنا نؤمن ساعة ) ، لِمَ ؟
ليزداد إيماناً ، ولّا هو مؤمنٌ - ولله الحمد - ، ولـٰكن ليزدد إيماناً مع إيمانه ،
ويقيناً إلىٰ يقينه ، وقوةً إلىٰ قوته ، وصلابةً إلىٰ صلابته ، وعلماً إلىٰ علمه .
فما كانوا يأنفون من أن يُذَكِّرَ بعضهم بعضاً ، ولا كانوا يأنفون من التِّكرار ،
بل ما كان عندهم إلَّا حديث رسولُ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأنفون مِن تكراره ،
ولا يسأمون مِن تدبره والتَّذكير به في كُلِّ وقتٍ وحين . . ."
بل كانوا يحرصون حَتَّىٰ في أخذهم وسماعهم من بعضهم علىٰ مَن كانت فيه هٰذه الأُمور ،
أمر الصَّلابة في السُّنَّة ، كما جاء ذٰلك فيما لا يخفاكم في صحيح البخاري مِن طريق عبد الرحمٰن بْن يزيد النَّخَعِيّ رحمه الله أنَّه قالَ :
" سألنا حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهً عَنْهُ ، فقلنا : دُلُّنا علىٰ رجلٍ أقربُ سمتاً وهدياً ودلَّاً بسمت رسولِ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهديه حَتَّىٰ نأخذ عنه .
فقالَ رَضِيَ اللهُ تَعَالىٰ عَنْهُ مقالته الَّتي تعرفون : « ما رأيتُ أحداً . . .» (2) .
ثُمَّ ذكر هٰذه الصِّفات الَّتي سألوا عنها في هديه وسمته ودلِّه أقرب إلىٰ هدي رسولُ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمته من ابن أم عبد .
مَن هُو ؟ عبد الله بن مسعود .
ولقد والله صدق ، فلقد كان فقيهاً ، ولقد كان والله العظيم شديداً في السُّنَّة والتَّمسُّك بها ،
ولقد كان والله العظيم ثاقب النَّظر نَيِّر البصيرة نافذ البصر ، في حياته رَضِيَ اللهُ تَعَالىٰ عَنْهُ وأَرضَاهُ ،
فقد كان النَّاس في عصره مع النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شأنٍ وهو في شأن ،
في التَّعلُّم ، والتَّفقُّه، وأخذ القُرآن وعلومه .
ثُمَّ بعد لحوق النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرَّفيق الأعلىٰ كان أكثر الصَّحابة فقهاً وهُو أكبر العَبَادِلَة رَضِيَ اللهُ تَعَالىٰ عَنْهُ وأَرضَاهُ .
وكان مقدماً في الفقه ، وهُو إمام أهل الكوفة ، وموقفه في السُّنن والأخذ بها ، والبدع والتَّحذير منها ،
أشهر مِن أنْ يُذْكر ، وأوسع مِن أنْ يُحصر رَضِيَ اللهُ تَعَالىٰ عَنْهُ وأَرضَاهُ .
فالحاصل الهدي والسَّمت في الإنسان مطلوبٌ دائماً وأبداً ، ولـٰكن قد يعتريه مع ذٰلك كما قلنا أحد الشَّواغل الأربعة ؛
فيحصل عليه ما يحصل ، فالواجب علينا جميعاً أنْ نعرف هدي رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وسمته ، وصفاته صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فنعمل بها في جميع أحوالنا ، شِدَّته فنشتدَّ حيثُ يشتدُّ ؛ ولينه فنلينَ حيثُ يلينُ ،
مزحه ودُعابته ، فنمزح ونداعب كما كان عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ،
تَروحه وترويحه عن نفسه وعن أصحابه ، وسماعه لما يطيب في ذٰلك مِن المباح ونعمل ذٰلك ،
جِدُّهُ عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم وحياته كلها دين ، في الأمور وأخذها بالمأخذ الَّذي ينبغي أنْ يكون عليه المرء العابد لربه ،
فنأخذ بذٰلك كما كان عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ولا نُفرِّط في هٰذا قدر أنملة علىٰ حسب الاستطاعة ،
وإنَّه في كُلِّ يومٍ ، وفي كُلِّ عصرٍ وفي كُلَّ مصرٍ تزيد من البدع ، بدعٌ أخرىٰ إلىٰ ما كان معروفاً من قبل ؛
وإنَّ من النَّاس من تنطلي عليه هٰذه البدع الحديثة وإن كانت في أصولها قديمة ؛
لـٰكن تتغير في أشكالها الَّتي تطرح بها في الأعصار كل عصرٍ بما يناسبه ؛
ومن أعظم البدع الَّتي حدثت في هٰذه الآونة الأخيرة وفَرَّقت عباد الله في كثير من البلدان ؛
ودبَّ إلينا نحن هنا الأمر العظيم من جرائها وبسببها بدعة التَّحزُّب !!
وهٰذا الأمر فيه قد كثر والكلام ، والحديث فيه قد كثر وتَنوَّع ؛
ولـٰكن نحتاج دائماً إلىٰ التَّذكير فيه لأنَّنا كم قد رأينا مِن الصَّرعىٰ لهٰذه البدع كلما غفل النَّاس عنها ،
أو تهاونوا فيها ؛ والباب الَّذي دُخِلَ علينا منه في هٰذه المسألة هو :
أنَّ هٰذه القضية يكثرُ فيها الكلام وأصبحت مشتهرة عند النَّاس ، وأصبحت معروفة عند النَّاس ،
لماذا لا تصرفون النَّاس إلىٰ العلم والتَّعلُّم ؟
لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
وهٰذه في الحقيقة من أساليب هٰؤلاء الَّذين نعرفهم ولا يخفىٰ حالهم علينا .
فهل أنتم في الوقت هٰذا الَّذي تقولون فيه هٰذا القول ؛
˘ تُفَقِّهون النَّاس ؟!
˘ تُعلِّمون النَّاس ؟!
˘ تُبيِّنون لهم أحكام دينهم ؟!
˘ تُبيِّنون لهم عقائدهم ؟!
˘ تُبيِّنون لهم معاملاتهم ؟! لاء !!
وإن جاءوا بهٰذا فإنَّما هو من باب التَّسكيت ؛ لا غير !!
وينطلي مثل هٰذا الكلام علىٰ بعض من حسنت نيته من إخواننا ، وطابت سريرته ،
ولا يعلم خبث أهل الأهواء ؛ ولا يعلم مقاصدهم ؛ والمقاصد علمها عند الله .
ولـٰكن يستدلُّ عليها العارفون بأسبابها ومقدماتها ؛ فإنَّ الفتن إذا نزلت لا يعرفها كُلُّ أحد ،
وإنَّما يعلمها العلماء – كما قالَ ذٰلك الحسن البصري – فإذا أدبرت عرفها العامَّة .
لا فضل لهم ؛ يعني في المثل العامِّي يقولون عندنا العوام " لا شكر لمن غدَّاني يوم العيد " !
يوم عيد الأضحىٰ كُلُّ النَّاس تذبح .
فإذا أدبرت الفتن عرفها العوام ، لا شكر لهم ، أن النَّاس قد عرفوها ووقع كثير منهم فيها وهم غافلون عنها .
فما يعرفونها إلَّا بعد إدبارها وربَّما بعد أن يقعوا فيها ويتندمون بعد ذٰلك علىٰ وقوعهم فيها ؛ يقولون : - والله - ما كنَّا نعرفها ، ما ظننا الأمر .
فهٰنا ميزةُ العالم علىٰ العامِّي ، وميزة طالب العِلم الَّذي نَوَّر الله بصره وبصيرته علىٰ العامِّي في هٰذا الباب .
فينظر بنور الله جلَّ وعَلا ، هٰذا أولاً ، لما منحه اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالىٰ مِن العِلم والبصيرة والهدىٰ ،
ثُمَّ أيضاً ينظر من ناحيةٍ أخرىٰ وهي قياس الأُمور علىٰ مثيلاتها ،
وجمع الأنواع المشتبهة بعضها مع بعض .
فإذا كان الأمر كذٰلك فهٰذه ميزتنا نحن طلبة العِلم مع علماءنا أهل السُّنَّة والجماعة - السَّلفيَّة - ،
يجب علينا أن نكون حذرين في هٰذا الباب ،
مُلْتفِّين عليهم آخذين بما يقولون ، وقد جرَّبنا - ولله الحمد - نحن وإياكم جميعاً
مُلْتفِّين عليهم آخذين بما يقولون ، وقد جرَّبنا - ولله الحمد - نحن وإياكم جميعاً
يوم أن كانت الفتن مُدْلَهِمَّة ؛كيف كانت المواقف لنا جميعاً بفضل الله جلَّ وعَلا ورحمته ، ثُمَّ بفضل أئِمَّة السُّنَّة .
لأنَّهم عرفوا الفتن عند إقبالها ، فَنجَّانا الله جلَّ وعَلا بفضله ورحمته .
ثُمَّ بفضل مَسْكِنا لغرز هٰؤلاء ، وأخذنا بركابهم والتفافنا حولهم .
لأنَّهم قد وُفِقُوا للعِلم الصَّحيح والمنهج الصَّحيح ، فعرفوا الحقَّ وحَذَّروا مما عداه !،
وعرفوا الفتن والمشتبهات ، وحَذَّروا منها قبل أن تَعُمَّ وتَطُمَّ !
فكانت لهم علينا المِنَّة العُظمىٰ بعد رحمة الله جلَّ وعَلا بنا ، فجزاهم الله عنَّا خير الجزاء . . . "
" . . وإذا كان أئِمَّة أهل السُّنَّة في هٰذا الباب أصلب مِن أنْ يُضْحكَ عليهم ،
فكذٰلك الواجب علينا نحن أنْ نقتفي آثارهم فلا يُضْحك علينا ؛
فهٰذا أحمد رحمه الله ، وكلكم تعرفون قصته في الكرابيسي كما خرَّجها ابن هانئ النَّيسابوري
في مسائله عن أحمد ، لـمَّا ذكر له الكرابيسي قالَ :
« أخزىٰ الله الكرابيسي » . شوف أخزاهُ الله ! ومَن الكرابيسي ؟
الكرابيسي عالمٌ فقيه مُحدِّث له قدره ، يقول فيه أحمد :
« أخزىٰ الله الكرابيسي » دعىٰ عليه بالخزي ؛ أعوذ بالله ! من يقول هٰذا ؟ هٰذا أحمد .
ما هو بِأنا ولا أنت ، « أخزىٰ الله الكرابيسي ، لا يُجالس ، ولا يُجالس مَن يُجالَسه ،
ولا يُؤخذ عنه العِلم ولا يُكتب عنه » (3) .
مسكين الكرابيسي ؛ إذا جئت تلقىٰ عنده حاجة ، يعني سهلة إذا ما قارنتها بأئِمَّة
أهل الأهواء ؛ ومع ذٰلك أحمد وقف منه هٰذا الموقف الصَّلب مع عامَّة المسلمين في عصره .
يدعو عليه بالخزي " أخزىٰ الله الكرابيسي" .
ثُمَّ يقول فيه : " لا يُجالس ولا يُجالس مَن يُجالسه . . . " لما ؟
لأنَّ الَّذي يجالسه يأتي بفيروس ؛ يأتي معه بالمرض ، ينقله فيعديك !!
صح أنت ما تروح للكرابيسي ، لـٰكن تلميذ الكرابيسي أنت تجالسه ؛ فيبدأ ينفث فيك فيأتيك فيروسه !
والفيروس هو : أخذه من شيخه ؛ فتنتقل العدوىٰ إليك وحينئذٍ أحمد أخذ بماذا ؟
« لا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَىٰ الْمُصحِّ » (4) ؛ أنت صحيح ما تروح للمرضىٰ ؛
" ولا يُكتب عنه ، ولا تُكتب كتبه "
بالله ؛ ماذا يكون الكرابيسي عند أهل الأهواء والبدع مِن عصره من أهل التَّجهُّم وغُلاة المعتزلة والصُّوفية وأصحاب الطَّرائق ؟!!
بل حَكَوْا عن عبد الواحد الخفاف مرَّ علىٰ عمرو بن عبيد وهو منعزل وحده ،
فقالَ له : ما لكَ تركك النَّاس ؟ فقالَ : « حَضَّ النَّاسَ ابنُ عونٍ علىٰ تركي فتركوني » .
انظر ! راح وحده ، أصبح عمرو بن عبيد وحده ، لماذا ؟!
هو بنفسه يشهد ؛ قالَ " حضَّ النَّاسَ ابنُ عونٍ علىٰ تركي فتركوني " ،
أين أنت من هٰذا ؟ يعني انقياد لأئِمَّة السُّنَّة ، ما هو انقياد تقليد أعمىٰ ؛ لاء !
تحذير لهم من البدع ؛ خلاص تركوه ، فأصبح وحيداً .
فهٰكذا كان طلبة أئِمَّة السُّنَّة مع أهل السُّنَّة . . ."
لإتمام القرأة حميل تفريغ
لحفظ التَّفريغ ( pdf ) اِضغط هنا
صلابة السنة لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.pdf
" . . وإذا كان أئِمَّة أهل السُّنَّة في هٰذا الباب أصلب مِن أنْ يُضْحكَ عليهم ،
فكذٰلك الواجب علينا نحن أنْ نقتفي آثارهم فلا يُضْحك علينا ؛
فهٰذا أحمد رحمه الله ، وكلكم تعرفون قصته في الكرابيسي كما خرَّجها ابن هانئ النَّيسابوري
في مسائله عن أحمد ، لـمَّا ذكر له الكرابيسي قالَ :
« أخزىٰ الله الكرابيسي » . شوف أخزاهُ الله ! ومَن الكرابيسي ؟
الكرابيسي عالمٌ فقيه مُحدِّث له قدره ، يقول فيه أحمد :
« أخزىٰ الله الكرابيسي » دعىٰ عليه بالخزي ؛ أعوذ بالله ! من يقول هٰذا ؟ هٰذا أحمد .
ما هو بِأنا ولا أنت ، « أخزىٰ الله الكرابيسي ، لا يُجالس ، ولا يُجالس مَن يُجالَسه ،
ولا يُؤخذ عنه العِلم ولا يُكتب عنه » (3) .
مسكين الكرابيسي ؛ إذا جئت تلقىٰ عنده حاجة ، يعني سهلة إذا ما قارنتها بأئِمَّة
أهل الأهواء ؛ ومع ذٰلك أحمد وقف منه هٰذا الموقف الصَّلب مع عامَّة المسلمين في عصره .
يدعو عليه بالخزي " أخزىٰ الله الكرابيسي" .
ثُمَّ يقول فيه : " لا يُجالس ولا يُجالس مَن يُجالسه . . . " لما ؟
لأنَّ الَّذي يجالسه يأتي بفيروس ؛ يأتي معه بالمرض ، ينقله فيعديك !!
صح أنت ما تروح للكرابيسي ، لـٰكن تلميذ الكرابيسي أنت تجالسه ؛ فيبدأ ينفث فيك فيأتيك فيروسه !
والفيروس هو : أخذه من شيخه ؛ فتنتقل العدوىٰ إليك وحينئذٍ أحمد أخذ بماذا ؟
« لا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَىٰ الْمُصحِّ » (4) ؛ أنت صحيح ما تروح للمرضىٰ ؛
" ولا يُكتب عنه ، ولا تُكتب كتبه "
بالله ؛ ماذا يكون الكرابيسي عند أهل الأهواء والبدع مِن عصره من أهل التَّجهُّم وغُلاة المعتزلة والصُّوفية وأصحاب الطَّرائق ؟!!
بل حَكَوْا عن عبد الواحد الخفاف مرَّ علىٰ عمرو بن عبيد وهو منعزل وحده ،
فقالَ له : ما لكَ تركك النَّاس ؟ فقالَ : « حَضَّ النَّاسَ ابنُ عونٍ علىٰ تركي فتركوني » .
انظر ! راح وحده ، أصبح عمرو بن عبيد وحده ، لماذا ؟!
هو بنفسه يشهد ؛ قالَ " حضَّ النَّاسَ ابنُ عونٍ علىٰ تركي فتركوني " ،
أين أنت من هٰذا ؟ يعني انقياد لأئِمَّة السُّنَّة ، ما هو انقياد تقليد أعمىٰ ؛ لاء !
تحذير لهم من البدع ؛ خلاص تركوه ، فأصبح وحيداً .
فهٰكذا كان طلبة أئِمَّة السُّنَّة مع أهل السُّنَّة . . ."
لإتمام القرأة حميل تفريغ
لحفظ التَّفريغ ( pdf ) اِضغط هنا
صلابة السنة لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.pdf