بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
فلا يجوز لأحد أن يقدم على قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أحد من الناس ، وليعلم في هذا الباب أمرين عظيمين ، ويحققهما فإن هو حققهما قد فاز وأفلح وإن هو فرّط فيهما أو في واحد منهما فقد خاب وخسر .
الأول : أن الله جلّ وعلا إنما افترض علينا طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن الحق هو ما قامت الأدلة من الكتاب والسنّة عليه صريحة وصحيحة وإذا كان كذلك فلا يجوز لك أن تعدل عنه ، ولتعلم أن الرجال يعرفون بالحق ، لا الحق بالرجال .
قال الشافعي رحمه الله : أجمع الناس على أنّ من استبانت له سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس ، فنحن نعلم أن العلماء إنما هم واسطة وأدلة يدلوننا على شرع الله تبارك و تعالى فيما عجزنا عن فهمه ، فنستعين بآرائهم وأقوالهم وشروحاتهم للأحاديث والآيات القرآنية ، نستعين بها على فهم كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أصاب الحق فذلك من فضل الله عليه قبلنا قوله ومن أخطأ الحق وكان من أهل الفضل والصدق والإتباع فهو لا يخلو إن شاء الله من أجر الإجتهاد ونرد عليه قوله الذي أخطأ فيه لأننا على هذه القاعدة نعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الإمام مالك ، إمام دار الهجرة رضي الله عنه ، فإذا نحن سلكنا هذا المسلك ووطنّا أنفسنا عليه وثبتناها على هذا السبيل فلنبشر بالخير ، نعلم أنّ الرجال يُطلب الحجة لأقوالهم لا أنّ أقوالهم تكون حجة على الله ورسوله وفي شرعه لا ، الرجال يطلب لهم الحجة ، يطلب لهم الدليل على ما يقولون فمن جاء بالدليل واضحا على مقاله صريحا صحيحا قُبل ومن لا ، فلا .
فالعلماء كما قلت هم واسطة ومع هذا يحتج لهم ولا يحتج بهم إنما الحجة في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلابد ان يتقررهذا في قلوبنا جميعا ، إذا قلنا أنّ العلماء يُحتج لهم ، يعني إذا قالوا قولا فحصناه ونظرنا فيه ، هل الأدلة الصحيحة الصريحة عليه فلا يجوز رد هذا القول ، ويجب أخذه ، أو أنّ الأدلة عليه إما أن تكون ضعيفة أو صحيحة لكنها غير صريحة في الموضوع فيُحتاج فيها إلى الإجتهاد بدلائل أخرى وقرائن أخرى حتى يتضح أن هذا القول هو المراد . واضح هذا هو ، ولنعلم أنّ من خالف الأدلة الصحيحة الصريحة التي لا ناسخ لها ولا معارض فإن قوله مردود ، وإذا كان له هو عذر فعذره يشفع له عند الله تبارك وتعالى ويؤجر أجر الإجتهاد ولكن لا يجوز تقليده على هذا ومن اتبعه على ذلك أنكرنا عليه ، فإن استمر أغلظنا في الإنكار عليه ، من خالف النصوص الصريحة الصحيحة التي لا ناسخ لها ولا معارض هذا ينكر عليه ، غاية الإنكار وإنما الإجتهاد في المسائل التي تخفى مآخذها من الأدلة ، يعني الأدلة قد تكون صحيحة لكنها ليست صريحة في هذا الباب فيحتاج الإنسان فيها إلى نظر وإلى تأمل وإلى اجتهاد ، واضح .
فهذا الواجب علينا جميعا أن نعلم أنّ العلماء هم مبلّغون لشرع الله إلى الناس لأنهم ورثة الأنبياء ولكن في الوقت نفسه نعلم أنّ قولهم إنما يُحتج له ولا يُحتج به ، وإنما الحجة في كلام الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه ، هكذا كان سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم على هذا النهج ساروا وبهذا الطريق تفقهوا فعظموا النصوص من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدورهم ،فوزنوا الرجال بذلك ، فمن أخطأ ردوا قوله عليه كائنا من كان ومن وفق للحق فإنهم يقبلون قوله ولو كان أصغر سنا أو أقل علما ممن رُد قوله ، فإذا الميزان الصحيح هو إيش ؟ معرفة الرجال بالحق ، لا معرفة الحق بالرجال فأنتم في هذا الباب ، في باب طلب العلم تتفقهون على هذا المنوال والدليل ما ستجدونه أمامكم إذا ما دخلتم في الفقه فإنكم واجدون بإذن الله هذا الأمر في مسائل الفقه كثير، وفي الحديث ، شروح الحديث كثير بإذن الله تجدونه فتجد القول الراجح هنا قول الشافعي وقول أحمد وقول مالك وقول أبي حنيفة ،مثلا مرجوح وهكذا القول الراجح هنا قول أحمد وقول الشافعي وقول مالك وقول أبي حنيفة مرجوح وهكذا ، الراجح هنا قول مالك والآخرين قولهم مرجوح ، الراجح هنا قول أبي حنيفة والآخرين قولهم مرجوح ،بسبب ماذا ؟ بسبب الأدلة ، بسبب الأدلة ، فيا عجبا لمن يرجح بين أقوال الأئمة هؤلاء الفحول وإذا جاء إلى علماء العصرتوقف ، فهو جريئ على أن يرد على الأوائل من الأئمة ، وإذا جاء إلى علماء العصر صار أحط درجة من المقلدين ،ما هو فقط مقلد بل أحط درجة من المقلدين ، أصبح مثل البهيمة يقاد ، لا تدري أين يذهب بها بل أعجب من هذا ما نراه من بعض الناس يكون ذكيا ويكون مناظرا ومجادلا في مثل هذه المسائل ، فإذا جاء إلى ما يهوى من مشايخ عصره أو وقته رمى هذا خلف ظهره وترك اتباع الأدلة وأصبح من أحط الناس درجة في باب التقليد .
فأنا أحثكم معشرالأبناء على أن تنهجوا هذا النهج يقول الإمام أحمد رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان ، رأي مالك والأوزاعي والثوري كله رأي وهو عندي سواء إنما الحجة في الآثار .
ديــن النبي محمد آثــــار ـ ـ ـ نعم المطية للفــتى الأخـــبار
لا تخدّعن عن الحديث وأهله ـ ـ ـ فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى طرق الهدى ـ ـ ـ والشمس طالعة لها أنوار
يكون أعمى، مثل الأعمى إذا كانت الشمس طالعة وهو لا يراها فهو مثل الأعمى تماما ، وإذا كان مبصرا فهو مثل الخفاش .
مثل النهار إذا طلع ازداد في الناس نوره وتزداد الناس به نورا ويعمى الخفافيش مثل النهار يقول الشاعر :
يزيد أبصار الورى نورا ـ ـ ـ ويُعمي أعين الخـــفاش
تعرفون الخفاش؟ الذي يطير بالليل إذا طلع النهارعمي فهذا مثله مثل الخفاش ، إذا قامت الأدلة واتضحت الأدلة فعاد أخس درجة من المقلدين ، وأحط فهو مثل الخفاش ، الذي إذا طلعت الشمس الناس يزدادون نورا وهو يعمى .
فأوصيكم معشر الأبناء بتعظيم كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبكم وأن لا تقدموا على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم قول أحد من الناس كائنا من كان ، كما أوصيكم أيضا بالجد والإجتهاد في هذا الباب والحرص على حفظ الأوقات وصرفها في النافع .
المصدر :
مقطع مفرغ من شريط بعنوان وصايا للأندونيسيين
[ الدقيقة 19 و55 ثا ]
لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
قال فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
فلا يجوز لأحد أن يقدم على قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أحد من الناس ، وليعلم في هذا الباب أمرين عظيمين ، ويحققهما فإن هو حققهما قد فاز وأفلح وإن هو فرّط فيهما أو في واحد منهما فقد خاب وخسر .
الأول : أن الله جلّ وعلا إنما افترض علينا طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن الحق هو ما قامت الأدلة من الكتاب والسنّة عليه صريحة وصحيحة وإذا كان كذلك فلا يجوز لك أن تعدل عنه ، ولتعلم أن الرجال يعرفون بالحق ، لا الحق بالرجال .
قال الشافعي رحمه الله : أجمع الناس على أنّ من استبانت له سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس ، فنحن نعلم أن العلماء إنما هم واسطة وأدلة يدلوننا على شرع الله تبارك و تعالى فيما عجزنا عن فهمه ، فنستعين بآرائهم وأقوالهم وشروحاتهم للأحاديث والآيات القرآنية ، نستعين بها على فهم كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أصاب الحق فذلك من فضل الله عليه قبلنا قوله ومن أخطأ الحق وكان من أهل الفضل والصدق والإتباع فهو لا يخلو إن شاء الله من أجر الإجتهاد ونرد عليه قوله الذي أخطأ فيه لأننا على هذه القاعدة نعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الإمام مالك ، إمام دار الهجرة رضي الله عنه ، فإذا نحن سلكنا هذا المسلك ووطنّا أنفسنا عليه وثبتناها على هذا السبيل فلنبشر بالخير ، نعلم أنّ الرجال يُطلب الحجة لأقوالهم لا أنّ أقوالهم تكون حجة على الله ورسوله وفي شرعه لا ، الرجال يطلب لهم الحجة ، يطلب لهم الدليل على ما يقولون فمن جاء بالدليل واضحا على مقاله صريحا صحيحا قُبل ومن لا ، فلا .
فالعلماء كما قلت هم واسطة ومع هذا يحتج لهم ولا يحتج بهم إنما الحجة في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلابد ان يتقررهذا في قلوبنا جميعا ، إذا قلنا أنّ العلماء يُحتج لهم ، يعني إذا قالوا قولا فحصناه ونظرنا فيه ، هل الأدلة الصحيحة الصريحة عليه فلا يجوز رد هذا القول ، ويجب أخذه ، أو أنّ الأدلة عليه إما أن تكون ضعيفة أو صحيحة لكنها غير صريحة في الموضوع فيُحتاج فيها إلى الإجتهاد بدلائل أخرى وقرائن أخرى حتى يتضح أن هذا القول هو المراد . واضح هذا هو ، ولنعلم أنّ من خالف الأدلة الصحيحة الصريحة التي لا ناسخ لها ولا معارض فإن قوله مردود ، وإذا كان له هو عذر فعذره يشفع له عند الله تبارك وتعالى ويؤجر أجر الإجتهاد ولكن لا يجوز تقليده على هذا ومن اتبعه على ذلك أنكرنا عليه ، فإن استمر أغلظنا في الإنكار عليه ، من خالف النصوص الصريحة الصحيحة التي لا ناسخ لها ولا معارض هذا ينكر عليه ، غاية الإنكار وإنما الإجتهاد في المسائل التي تخفى مآخذها من الأدلة ، يعني الأدلة قد تكون صحيحة لكنها ليست صريحة في هذا الباب فيحتاج الإنسان فيها إلى نظر وإلى تأمل وإلى اجتهاد ، واضح .
فهذا الواجب علينا جميعا أن نعلم أنّ العلماء هم مبلّغون لشرع الله إلى الناس لأنهم ورثة الأنبياء ولكن في الوقت نفسه نعلم أنّ قولهم إنما يُحتج له ولا يُحتج به ، وإنما الحجة في كلام الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه ، هكذا كان سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم على هذا النهج ساروا وبهذا الطريق تفقهوا فعظموا النصوص من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدورهم ،فوزنوا الرجال بذلك ، فمن أخطأ ردوا قوله عليه كائنا من كان ومن وفق للحق فإنهم يقبلون قوله ولو كان أصغر سنا أو أقل علما ممن رُد قوله ، فإذا الميزان الصحيح هو إيش ؟ معرفة الرجال بالحق ، لا معرفة الحق بالرجال فأنتم في هذا الباب ، في باب طلب العلم تتفقهون على هذا المنوال والدليل ما ستجدونه أمامكم إذا ما دخلتم في الفقه فإنكم واجدون بإذن الله هذا الأمر في مسائل الفقه كثير، وفي الحديث ، شروح الحديث كثير بإذن الله تجدونه فتجد القول الراجح هنا قول الشافعي وقول أحمد وقول مالك وقول أبي حنيفة ،مثلا مرجوح وهكذا القول الراجح هنا قول أحمد وقول الشافعي وقول مالك وقول أبي حنيفة مرجوح وهكذا ، الراجح هنا قول مالك والآخرين قولهم مرجوح ، الراجح هنا قول أبي حنيفة والآخرين قولهم مرجوح ،بسبب ماذا ؟ بسبب الأدلة ، بسبب الأدلة ، فيا عجبا لمن يرجح بين أقوال الأئمة هؤلاء الفحول وإذا جاء إلى علماء العصرتوقف ، فهو جريئ على أن يرد على الأوائل من الأئمة ، وإذا جاء إلى علماء العصر صار أحط درجة من المقلدين ،ما هو فقط مقلد بل أحط درجة من المقلدين ، أصبح مثل البهيمة يقاد ، لا تدري أين يذهب بها بل أعجب من هذا ما نراه من بعض الناس يكون ذكيا ويكون مناظرا ومجادلا في مثل هذه المسائل ، فإذا جاء إلى ما يهوى من مشايخ عصره أو وقته رمى هذا خلف ظهره وترك اتباع الأدلة وأصبح من أحط الناس درجة في باب التقليد .
فأنا أحثكم معشرالأبناء على أن تنهجوا هذا النهج يقول الإمام أحمد رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان ، رأي مالك والأوزاعي والثوري كله رأي وهو عندي سواء إنما الحجة في الآثار .
ديــن النبي محمد آثــــار ـ ـ ـ نعم المطية للفــتى الأخـــبار
لا تخدّعن عن الحديث وأهله ـ ـ ـ فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى طرق الهدى ـ ـ ـ والشمس طالعة لها أنوار
يكون أعمى، مثل الأعمى إذا كانت الشمس طالعة وهو لا يراها فهو مثل الأعمى تماما ، وإذا كان مبصرا فهو مثل الخفاش .
مثل النهار إذا طلع ازداد في الناس نوره وتزداد الناس به نورا ويعمى الخفافيش مثل النهار يقول الشاعر :
يزيد أبصار الورى نورا ـ ـ ـ ويُعمي أعين الخـــفاش
تعرفون الخفاش؟ الذي يطير بالليل إذا طلع النهارعمي فهذا مثله مثل الخفاش ، إذا قامت الأدلة واتضحت الأدلة فعاد أخس درجة من المقلدين ، وأحط فهو مثل الخفاش ، الذي إذا طلعت الشمس الناس يزدادون نورا وهو يعمى .
فأوصيكم معشر الأبناء بتعظيم كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبكم وأن لا تقدموا على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم قول أحد من الناس كائنا من كان ، كما أوصيكم أيضا بالجد والإجتهاد في هذا الباب والحرص على حفظ الأوقات وصرفها في النافع .
المصدر :
مقطع مفرغ من شريط بعنوان وصايا للأندونيسيين
[ الدقيقة 19 و55 ثا ]
لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله