بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فقرة مأخوذة من شرح نواقض الإسلام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله..
حول عبّاد القبور ومن يدافع عنهم..
*يقول الشيخ حفظه الله: وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنّهم جهّال.
فنقول لهم: كيف يكونون جهّالاً وهم يقرؤون القرآن وفيه النهي عن الشرك..!؟
والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل...!؟
ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجّة، قال تعالى (( وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )) [الأنعام: 19]
فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجّة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفهمه، وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربيّة والبلاغة ومع هذا يعبد القبور، هل هذا معذور بالجهل..!؟
وأكثر ما تكون هذه القبور والأضرحة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
فكيف تقولون: هؤلاء جهّال..!؟ إلى متى الجهل..!؟
لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجّة، فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن..!؟ ويقرأ القرآن ويسمعه..!! ويسمع كلامأهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم..!!! ويقرأ فيها القرآن صباحاً ومساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
كيف يقال: إن هؤلاء جهّال!!!
مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربيّة وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
*فالحاصل:-
أنهم لا حجّة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم، نسأل الله أن يهديهم إلى الصواب، وأن يستبين لهم الحق، وأن يتركوا العناد، ويتركوا التقليد الأعمى، ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من امة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.
*فهذا في الواقع أمر عظيم وخطير، وأنتم يا عبّاد الله تقرؤون وتسمعون ومنكم من سافر ورأى العجب العجاب من أفعال هؤلاء وشركيّاتهم و وثنيّاتهم ولا يقبلون نصيحة، ولا يصغون إلى من يناديهم إلى الحق إلاّ من شاء الله، فهذا أمر خطير.
*ولا يجوز لطالب العلم والعالم أن يسكت على هذا بل عليه ان يبين للناس ويوضح للناس ويدعو إلى الله تعالى.
ويجب على ولاة المسلمين جهاد هؤلاء حتى يكون الدين لله وحده.
*ما معنى الدعوة إلى الله ما دمنا ساكتين عن هؤلاء..!؟ ندعوهم إلى الصدق، وعدم الغش في البيع والشراء، وعدم الزنا..!!!
ونترك الشرك لا ندعوهم إلى تركه، نترك الخطر العظيم ولا نبدأ بالتوحيد والنهي عن الشرك.
وأمّا بقيّة الذنوب فإنها تحت المشيئة لكن الشرك لا يقبل المغفرة ولا يدخل تحت مشيئة الله في المغفرة.
وكوننا نبدأ بالفروع ونترك الأصل هذه ليست طريقة الدعوة إلى الله عز وجل، فإن الرسل أول ما يبدأون بتصحيح العقيدة في الدعوة إلى الله عز وجل، لا يبدأون بالأطراف والجوانب التي لا تنفع مع عدم التوحيد وعدم العقيدة الصحيحة.
فلو ان الانسان ترك الزنا وترك شرب الخمر والربا وترك جميع المحرمات إلا أنه مشرك لم ينفعه ذلك كلّه، ولو يصلّي الليل والنهار، ولو تصدّق بجميع أمواله ما دام عنده شرك أكبر فلن ينفعه ذلك.
أمّا لو كان عنده توحيد وسلامة من الشرك وإخلاص لله فهو لو عمل الكبائر التي دون الشرك فإنه يرجى له المغفرة، وإنن عذّب فإنه لا بخلد في العذاب، فكيف نترك الأمر الخطير ونتجه إلى ما دونه ونقول هذا العمل هو الدعوة إلى الله عز وجل.
*الآن تعرفون جهود الدعوة وكثرة الدعاة وأن لها مؤسسات ومراكز، لكن الأضرحة على حالها، بل تزيد في العالم الإسلامي، والتصوّف والبدع يكثران!!!
أين الدعوة إلى الله..!!؟ أين هذه الجهود وثمراتها..!!؟
*فالواجب علينا أن نتنبه لهذا الأمر وأن ندعو إلى الله على بصيرة ونبدأ بما بدأت به الأنبياء والرسل، وهو تصحيح العقيدة ثم البناء عليها، لأنها هي الأساس وما عداها مبني عليها، فإذا كان الأساس صحيحاً كان البناء صحيحاً، وإذا كان البناء صحيحاً، وإذا كان الأساس فاسداً انهار البناء ولا ينفع صاحبه (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنّم والله لا يهدي القوم الظالمين )) [التوبة: 109]
هذا مثال واضح لمن أسس دينه على عقيدة صحيحة ونيّة صالحة ومن أسس بنيانه على شرك وعلى أمور أخرى مخالفة لدين الله.
هذا، ونسأل الله أن يرينا الحق حقّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه سميع مجيب. اهـ
[شرح نواقض الإسلام ص52-53-54-55]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فقرة مأخوذة من شرح نواقض الإسلام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله..
حول عبّاد القبور ومن يدافع عنهم..
*يقول الشيخ حفظه الله: وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنّهم جهّال.
فنقول لهم: كيف يكونون جهّالاً وهم يقرؤون القرآن وفيه النهي عن الشرك..!؟
والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل...!؟
ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجّة، قال تعالى (( وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )) [الأنعام: 19]
فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجّة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفهمه، وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربيّة والبلاغة ومع هذا يعبد القبور، هل هذا معذور بالجهل..!؟
وأكثر ما تكون هذه القبور والأضرحة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
فكيف تقولون: هؤلاء جهّال..!؟ إلى متى الجهل..!؟
لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجّة، فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن..!؟ ويقرأ القرآن ويسمعه..!! ويسمع كلامأهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم..!!! ويقرأ فيها القرآن صباحاً ومساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
كيف يقال: إن هؤلاء جهّال!!!
مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربيّة وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
*فالحاصل:-
أنهم لا حجّة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم، نسأل الله أن يهديهم إلى الصواب، وأن يستبين لهم الحق، وأن يتركوا العناد، ويتركوا التقليد الأعمى، ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من امة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.
*فهذا في الواقع أمر عظيم وخطير، وأنتم يا عبّاد الله تقرؤون وتسمعون ومنكم من سافر ورأى العجب العجاب من أفعال هؤلاء وشركيّاتهم و وثنيّاتهم ولا يقبلون نصيحة، ولا يصغون إلى من يناديهم إلى الحق إلاّ من شاء الله، فهذا أمر خطير.
*ولا يجوز لطالب العلم والعالم أن يسكت على هذا بل عليه ان يبين للناس ويوضح للناس ويدعو إلى الله تعالى.
ويجب على ولاة المسلمين جهاد هؤلاء حتى يكون الدين لله وحده.
*ما معنى الدعوة إلى الله ما دمنا ساكتين عن هؤلاء..!؟ ندعوهم إلى الصدق، وعدم الغش في البيع والشراء، وعدم الزنا..!!!
ونترك الشرك لا ندعوهم إلى تركه، نترك الخطر العظيم ولا نبدأ بالتوحيد والنهي عن الشرك.
وأمّا بقيّة الذنوب فإنها تحت المشيئة لكن الشرك لا يقبل المغفرة ولا يدخل تحت مشيئة الله في المغفرة.
وكوننا نبدأ بالفروع ونترك الأصل هذه ليست طريقة الدعوة إلى الله عز وجل، فإن الرسل أول ما يبدأون بتصحيح العقيدة في الدعوة إلى الله عز وجل، لا يبدأون بالأطراف والجوانب التي لا تنفع مع عدم التوحيد وعدم العقيدة الصحيحة.
فلو ان الانسان ترك الزنا وترك شرب الخمر والربا وترك جميع المحرمات إلا أنه مشرك لم ينفعه ذلك كلّه، ولو يصلّي الليل والنهار، ولو تصدّق بجميع أمواله ما دام عنده شرك أكبر فلن ينفعه ذلك.
أمّا لو كان عنده توحيد وسلامة من الشرك وإخلاص لله فهو لو عمل الكبائر التي دون الشرك فإنه يرجى له المغفرة، وإنن عذّب فإنه لا بخلد في العذاب، فكيف نترك الأمر الخطير ونتجه إلى ما دونه ونقول هذا العمل هو الدعوة إلى الله عز وجل.
*الآن تعرفون جهود الدعوة وكثرة الدعاة وأن لها مؤسسات ومراكز، لكن الأضرحة على حالها، بل تزيد في العالم الإسلامي، والتصوّف والبدع يكثران!!!
أين الدعوة إلى الله..!!؟ أين هذه الجهود وثمراتها..!!؟
*فالواجب علينا أن نتنبه لهذا الأمر وأن ندعو إلى الله على بصيرة ونبدأ بما بدأت به الأنبياء والرسل، وهو تصحيح العقيدة ثم البناء عليها، لأنها هي الأساس وما عداها مبني عليها، فإذا كان الأساس صحيحاً كان البناء صحيحاً، وإذا كان البناء صحيحاً، وإذا كان الأساس فاسداً انهار البناء ولا ينفع صاحبه (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنّم والله لا يهدي القوم الظالمين )) [التوبة: 109]
هذا مثال واضح لمن أسس دينه على عقيدة صحيحة ونيّة صالحة ومن أسس بنيانه على شرك وعلى أمور أخرى مخالفة لدين الله.
هذا، ونسأل الله أن يرينا الحق حقّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه سميع مجيب. اهـ
[شرح نواقض الإسلام ص52-53-54-55]