براءة السلفية الغراء
من فتنة التكفير والتفجير وسفك الدماء
ويليه
بيان هيئة كبار العلماء
حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أما بعد :
فإنه لما جرى الحادث المروع الأليم بمدينــــة رفح بقطــــــــاع غــــــزة ضمن مسلسل طويل من جرائم متنوعـــــة من قتل وتفجير وتدمير للمنشآت العامة والخاصة إلا أنها في هذه المرة وقعت الحادثة عــلى أيدي فئة تناقلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعــــة والمقـــــروءة أنها فئة سلفية ، والحقيقة أن الدعوة السلفية بريئة من هذه الأفعال ، فهؤلاء الذين يقومون بهذه الجرائم والبلايا والرزايا ، خرجـــوا عن التمسك بدين الله الصحيح والقيم الإنسانية الحميدة ، وكانــوا مطية لغيرهم من الأحزاب للنيل من الدعوة السلفية الغراء ومـــن أهلها ، وكان فعلهم هذا نتيجة جهلهم بقواعد الدين واقتصارهم على أفهامهم الخاطئة ، وآرائهـم الكاسدة ، شأنهم في ذلك شــــــــــأن الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم الذين قَتَلوا من قبلُ الخليفتين الراشـــدين عثمان وعليـاً رضي الله عنهما ولا يزالـون يتجرءون على قتل المسلمين في كل زمان.
ولما حصـل في أيامنا هذا الفعل الشنيع وهـذا الحــــــــــدث الأثيــــــــم ، تنفس فئة من الناس الصعـداء وحمّلـــوا مسئوليــــــة فعــــــــل أولئك النفر علـى السلفيين ، لينالوا من هذه الدعوة المباركة لمِا علموا من احترام الناس لها ولأهلها ومن المعلــــوم أن السلفيين - الذيـــــــن ينتسبون بحـق وصدق للسـلف الصالح من الصحابــــــة والتابعـــــــين وتابعيهم بإحسان - أنهم يرتبطون بكبـــــار علماء الأمة الربانيـــــــين وليس لهم ارتباط بالفرق والأحزاب والجمعيـــــــات والمراكـــــــز التي تخالف منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، وليــــــس صحيحـــــــا تقسيـــــــــــم السلفية إلى جهادية أو غيرها وتحت هذا المسمى يستبــــاح التكفير والتفجير والتقتيل ،فليس أحدٌ حجةٌ على الدعوة السلفية الغرَّاء سوى النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليــــه السلف الصـــــالح، فمــــــــــن سار على ذلك فهو السلفي ومن خالفه فليس سلفياً، وإن تسمـــــى باسمهـــــا وانتسب إليها ، فالسلفيون بحق هم أبعد الناس عن التسرع في التكفير وعن القيام بالتفجـــير والتخريب ، لأنهم يحتكمون في كـــــل ما يحدث في الواقــــــع الـــــــذي يحيونه إلى الكتاب والسنـــــة وما عليه سلف الأمـــــة ، عملا بقولـــــــه تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) }النساء59 .
وعلى ذلك فإننا نضع بين أيديكـم فتوى لهيئة كبار العلماء الذين يشهد لهم العالم الإسلامي بالعلم والفضــــــل والتي سئلــــــوا فيها عن التسرع في التكفير والتفجير والتخريب ، فكان الجواب :
إن ما يجري في كثير من البـلاد الإسلامية وغيرها من التكفــــير والتفجير، وما ينشـأ عنه من سفـــــــك الدماء، وتخريب المنشـــــــآت، ونظراً إلى خطورة هـذا الأمر، وما يـــــــــترتب عليه من إزهــــــاق أرواح بريئة، وإتلاف أمـوال معصومة، وإخافة للناس، وزعزعــــــة لأمنهــــــم واستقرارهـم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكــــم ذلك نصحا لله ولعباده، وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لــــدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: التكفير حُكْمٌ شَرعي، مَرَدُّهُ إلى الله ورسولـــــــه، فكما أنَّ التحــــــــليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفــير، وليس كل ما وُصف بالكفر مِن قول أو فعل، يكون كفراً أكبر مُخرجــــــاً عــن الملة
ولما كان مَرَدّ حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نُكَفِّرَ إلا مَـن دَلَّ الكتاب والسُّنَّة على كُفره دلالةً واضحــة، فلا يكفي في ذلــــــك مُجرد الشبهة والظن، لِـما يترتب على ذلك مِن الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تُدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ولذلك حـــــذر النبي صلى الله عليه وسلم مِن الحُكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال :" أَيُّمَا امرئ قال لأخيه : يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كــما قال وإلا رجعت عليه"، وقد يَرِدُ في الكتاب والسنة ما يُفهم منـــــه أنَّ هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كُفر، ولا يَكْفُر مَن اتَّصَــــــفَ بــــــــه، لوجود مانع يَمنع من كُفره.
وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تـتم إلا بوجود أسبابهـا وشروطهـا، وانتفاء موانعها كما في الإرث، سببه القـرابة - مثلاً - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين، وهكذا الكفر يُكْـــــرَهُ عليه المؤمـن فلا يكفر به.وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر لِغَلَبَةِ فَــرحٍ أو غضب أو نحوهمـا فلا يكفر بها لــــعـدم القصد، كما في قصــــــــــة الذي قال : " اللهـم أنت عبدي وأنا ربك "، أخطأ من شــــدة الفرح.
والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الــــــدم والمـــــال، ومنع التوارث، وفسخ النكاح، وغيرها مما يـترتب على الــردة، فكيـف يسوغ للمؤمن أن يَقْدُمَ عليه لأدنى شُبهة .
وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم، وإشاعــة الفوضى، وسفك الدمــــــــاء، وفساد العبـاد والبــلاد، ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم من منابذتهـــم، فقال :" إلاَّ أَنْ تَروا كفراً بواحـاً عندكم فيه من الله برهان"، فأفاد قوله : " إلا أن تروا "، أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة . وأفـــاد قوله: " كُفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ، كالظلم وشرب الخمـــــــر ولــــــــعب القمار، والاستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحاً " أنه لا يكفـــي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظـــاهر، وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله بـرهان " . أنه لابد من دليل صريح، بحيث يكـــون صحيح الثبـــــــوت، صريح الدلالة، فـــــلا يكفي الدليل ضعيف الســـــــــند، ولا غامــــــــض الدلالة . وأفاد قوله : " مِن الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلـــــــم والأمـــــــانة إذا لم يكن لقوله دليل صــــــــــريح صحــــيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وهذه القــــــيود تدل على خـــــطورة الأمر .
وجملة القول:أن التسرع في التكفـير له خطره العظيم ، لقـول الله عزوجل "قل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَـطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" - الأعراف. 33
ثانياً : ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدمــــــــــــاء وانتهاك الأعراض، وسلب الأمـــــــوال الخاصة والعامـــــــة، وتفــــــــجير المساكن والمركبات، وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها مُحرمة شرعاً بإجماع المسلمـــــــــين ، لما في ذلك مِن هَتْكٍ لِحُرمـة الأنفــــــــس المعصومـــــــة، وهتك لحـــــــــرمة الأموال، وهتك لِـــــحُرُمــَات الأمــــــن والاستقرار، وحياة النـــــــــاس الآمنـين المطمئنـين في مســــــــاكنهــــــــم ومعايشهم، وغُدُوُّهِم ورَوَاحهم، وهَتكٍ للمصـــــــالح العامـــــة التي لا غِنى للناس في حياتهم عنها.
وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهـــــم وأعراضهم وأبدانـــــهم، وحَــــــــــرَّم انتهاكها، وشـدَّدَ في ذلك، وكان مِن آخر ما بَلَّغَ به النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّــتَهُ فقال في خُطبة حجة الـــوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكــــــــم عليكم حرام كحــــــرمة يومكم هذا، في شهـــــــركم هذا، في بلدكم هذا "، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " ألاَ هَل بَلَّغْـــــــــتُ ؟ اللهــم فاشهد " متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام، دمه ومــــــــــــاله وعرضـــه "، وقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يـــــــوم القيامــــــــة " وقد توعد الله سبحانه مَن قتل نفساً معصومـــــةً بأشــــــــــد الوعيد، فقالسبحانه في حقّ المؤمن:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَــــعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّـمُ خَالِــداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَـنَهُ وَأَعدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"النساء: 93. وقال سبحانه في حقّ الكافر الذي له ذِمَّة في حُكم قتل الخطأ:" وَإِن كَانَ مِـن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً" النساء 92 ، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قُتِل خطأ فيه الدِّية والكفارة، فكيف إذا قُتِلَ عمداً، فإن الجريمة تكون أعظم، والإثم يكون أكبر . وقد صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مَن قَتَل معـاهداً لم يَرَح رائحة الجنة ".
ثالثاً:إن المجلس إذْ يُبين حُكم تكفير الناس بغير برهان مِن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك، لمـــا يترتـــــب عليـه مـــــن شرور وآثام،فإنه يُعلن للعالم أنَّ الإسلام بريء مِن هذا المعتقد الخاطئ ، وأن ما يجري في بعض البـلدان مِن سَفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكــــن والمركبــات والمرافق العامة والخاصـة، وتخريب للمنشــــــآت هو عمـــــــــل إجرامي، والإسـلام بريء منه، وهكذا كُل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بــــــــــريء منه، وإنما هو تصرف من صـــــاحب فكــــــــر منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتســـــــب عملــــــه على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهــــــدي الإسلام، المعتصمـــــــــين بالكتاب والسنة، المستمسكين بحبــل الله المتـــــين، وإنما هو مَحــــــض إفساد وإجرام تأباه الشريعـــــــة والفطـــــــــرة؛ ولهــذا جاءت نصـــــــوص الشريعة قاطعة بتحريمه مُحذرة من مصاحبة أهله .
قال الله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَـعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" . - البقرة 204 ،والواجب على جميع المسلمين في كل مكـــــــان التواصي بالحق، والتناصح والتعاون على البر والتقـــــوى، والأمـــــــر بالمعروف والنهـي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجـــــــــدال بالتي هي أحسن، كمـا قال الله سبحانه وتعالى:" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " المائدة ، وقال سبحانه:" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَـأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّـلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكـاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِك َسَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة: 71 ، وقال عز وجل:" وَالْعَصْرِ-إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ-إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " - سورة العصر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الدين النصيحـة " قيل: لِمـن يا رسول الله ؟ قال: " لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم "، وقال صلى الله عليه وسلم :"مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهِم وتَراحمهم وتَعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتــــــكى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سائر الجسد بالسَّهَرِ والحُمى "، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاتـــه العلي أنْ يَكُــــــــــفَّ البأس عن جميع المسلمين، وأن يوفق جميـــــــــع ولاة أمور المسلمـــين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفســــــاد والمفســــــــــــدين، وأن ينصــر بهم دينه، ويُعلي بهم كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمــــــــين جميعاً في كل مكان، وأن ينصر بهم الحق، إنه ولي ذلك والقـــــادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
مجلة البحوث الإسلامية، عدد (56) صفحة: 357-362.
العلامة عبد العزيز بن باز
العلامة محمد بن صالح العثيمين -العلامة عبد العزيز آل الشيخ
العلامة صالح بن فــــــوزان الفــــــــــــوزان – العلامة صالح اللحيـــــــــدان
العلامة محمد السبيل - العلامة عبد الله الغديان وآخرون...
وأخيراً نصيحتنــــا: لأولئك الذين وقعوا في التكفير والتفجيــــر والتخريب أن يتوبوا إلى ربهم وأن يعتـــــبروا بما حدث في الجزائــــــر وغيرها وأن لا يخالفوا شرع الله وطريق السلــــــــف ، فهـــــــــذه فتــــوى العلماء أمامهم واضحة جلية ، لا يجوز لهم مخالفتها .
وليعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصــول الدين، أوجبه الله علينا، ولا يكون إلا على الوجه الذي يحبه الله ويرضـــاه، فإن كان على غير ما يحبه الله ويرضــاه، فحينئــــــــذ يترتب علـــــــى تغيير المنكر من المفاسد ما يكون فيه ضرر على الإسلام والمسلمــين، ولم تبرأ ذمة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إلا إذا وافق شــــــــــرع الله في أمره ونهيه كما هو منصوص عليه في كتب أهل العلــــــــم، قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) }النحل125
نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يجمع كلمتنا على منهج الإسلام الصحيح ــ منهج السلف الصالح ــ، وأن يــــــؤلف بين قلوبنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وصلـــــــــى الله وسلم على نبيه محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أعد هذه المطوية مجموعة من طلبة العلم في فلسطين- غزة وهم:
أبي عبد الله إياد بــن عطــا الله لقـــان
أبي عبـد الله محمــد بن يحيــى سكيـك
أبي عبد الرحمن نبيل بن محمد شاهين