من أجمل الفوائد التي مرت بي [ و يتضمتها حديث سمعت به اليوم فقط ]

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

السلام عليكم و رحمة الله .

أما بعد فهده من أجمل الفوائد التي مرت عليه أحببت أن أشارك فيها إخواني إلتقطتها من كتاب الشيخ أبو عبد الأعلى عثمان المصري الموسوم بـ " التفجيرات و الأعمال الإرهابية و المظاهرات هي من منهج الخوارج البغاة و ليست من منهج السلف الصالح " ساقها المؤلف في بيان صفاة الخوارج و أن من سيماتهم كثرة العبادة [ بلا إدراك لحقيقتها و هي لزوم هدي نبينا الكريم ]

قال - حفظه الله - : "

أخرج الإمام أحمد [5/42] : عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم مر برجل ساجد و هو ينطلق إلى الصلاة فقضى الصلاة و رجع إليه و هو ساجد فقام النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " من يقتل هذا ؟ " فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه و هزه ثم قال : يا نبي الله بأبي أنت و أمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ثم قال : " من يقتل هذا ؟ " فقام رجل فقال أنا فحسر عن يديه فاخترط سيفه و هزه حتى أرعدت يده فقال : يا نبي الله بأبي أنت و أمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " و الذي نفسي بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة و آخرها "

انتهى .

[أبو عبد الله يوسف سعيدي الجزائري]

السلام عليكم
هل بإمكان احد الإخوة تقديم شرح بسيط للحديث؟ فلم أفهم قول النبي صلى الله عليه و سلم لكانت أول فتنة و آخرها

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

تفسر الحديث يظهر جليا بناء على ما أوده المؤلف حيث قال أن من علامات الخوارج : "..
[أنهم] يتعمقون في الدين كما جاء في حديث أبي بكرة و هذا التعمق و التقعر يؤدي بهم إلى المروق من الدين كما يمرق السهم من الرمية و هذا مصداقا لحديث أبي هريرة هن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن الدين يسر و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه " أخرجه البخاري [39] .

و مما أفادنيه أحد الإخوة جزاه الله خيرا : أن الحديث "أورد الحافظ شواهد الحديث في "الفتح" 12/299، واستدل بها على أن هذا الرجل الذي أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله هو ذو الخويصرة- أو ابن ذي الخويصرة- التميمي الذي اعترض على قسمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك الموقف: "إن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..." وذكر الحديث.

وقد جاء في هذه الأحاديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن قتل هذا الرجل عندما استأذنه بعض أصحابه في ذلك، وهو الصحيح في هذا الباب، وهذا يخالف ما في حديث أبي بكرة من إذنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله.

وفي حديث أوس بن أبي أوس الثقفي برقم (16160) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل رجل، ثم رجع عن ذلك رداً للأمر إلى ظاهره، لكون هذا الرجل كان يشهد أن لا إله إلا الله، وقال السندي في ذلك الحديث: الأقرب أن يكون أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله عملاً بباطن الأمر، ثم ترجح عنده العمل بالظاهر لكونه أعم وأشمل له ولأمته، فمال إليه وترك العمل بالباطن. قلنا: وقد يحمل حديث أبي بكرة على ذلك إن صَحَّ، وإلا فقد حكم بعضهم على هذا الحديث بنكارة متنه "

و الله أعلم

[أبو عبد الرحمن محمد العنبري]

الحديث شرحه فضيلة الشيخ عبد المالك الرمضاني في تعليقه على باب الخوارج من كتاب الشريعة للآجري رحمه الله تعالى فليرجع اليه و الله الموفق .

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

لو أوردها أحدكم لتعم الفائدة الجميع ... بارك الله فيكم .

[أبو عبد الله محمد بن سلة]

الحديث قال فيه الشيخ الألباني رحمه الله: إسناده صحيح على شرط مسلم، انظر السلسلة الصحيحة.