تويت
وأنا أشاهد وأرى ما يحصل في بلداننا الإسلامية من احتجاجات وتقتيل وتشريد وهموم أخرى أتألم لما يحصل ، وأتألم أكثر لما أرى أصحاب الشر أقوياء ومتحدين وأرى أصحاب الخير ضعفاء ولا حيلة لهم ، وأتألم لما أرى أطفالا صغارا كانوا ينعمون بنعمة الوالدين وأصبحوا بسبب هذه المظاهرات يتامى محرومين ، وأتألم أيضا لما أرى أناسا كانوا بصحة جيدة وأصبحوا بسبب الاحتجاجات معوقين ، وأتألم أيها الناس لما أرى المعارضين الذين أشعلوا نار الفتنة يرقصون ويمرحون لأنهم استطاعوا أن يحرضوا الشعوب ضد حكامهم وهم قاب قوسين أو أدنى من جلوسهم على الكراسي الحكومية التي يريدون الجلوس عليها ولو على جثث المسلمين ، وأتألم لما أرى هذا الشباب مخدوعا يرى ما يرى بأم عينيه ما يحصل لإخوانه المسلمين الذين كانوا آمنين مطمئنين وأصبحوا بسبب هذه الاحتجاجات مشردين لا مأوى لهم وأرامل ويتامى لا معيل لهم ومنهم من يبيت في الشارع يتألم من البرد ومنهم من يتألم من الجوع ومنهم من جراحه تنزف ومنهم ومنهم فأين عقولكم وقلوبكم قال تعالى :" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
يا أيها الشباب قبل أن تحتجوا فكروا جيدا فكروا في أن هناك مستضعفين من الرجال والنساء والولدان سيعانون الويلات بسبب المظاهرات وسيكونون وأنتم منهم فريسة سهلة للمجرمين فتتعرض أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم للاغتصاب وأموالكم للسرقة وأبدانكم للآهات وقلوبكم للرعب ومنكم من يرمى جثة ميتة في المزابل أو يقبر ولا يصلي عليه إلا الفوضويون الذين هم عاصون خارجون عن طاعة الله ورسوله وولاة الأمور الذين أمر الشرع بعدم الخروج عليهم ومصائب أخرى هي من الفتن النائمة التي لعن الله من أيقظها
يا شباب الأمة كيف استجبتم لهذه الدعايات الصادرة من حشرات لا ينشطون إلا في وسط المزابل والقاذورات ، لا ينشطون إلا في وسط الفوضى وعلى دماء الغلابى من المسلمين ليحققوا مآربهم الفانية ، فأنا أتعجب من هذه الغفلة التي أصابت الأمة حتى وصل بهم الحال إلى ما نرى من هذه المصائب والويلات ، وأتعجب كيف سمحوا لهؤلاء المعارضين ليلعبوا بهم ويقضوا مصالحهم على أكتافهم
لقد قرأت منذ أيام في الجرائد مقالات لصحفيين ينقل فيها أصحابها آراء بعض الوعاظ ـ لا أقول الدعاة ـ في فتوى الشيخ العلامة مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله واتفق هؤلاء الوعاظ جميعا على أن فتوى الشيخ ليست في محلها وخطأوه جميعا لأنه يرى أن المظاهرات خروج على الحكام وهم يرون أن الخروج لا يكون إلا بالسلاح والمتظاهرين لم يرفعوا السلاح ضد الحكام قالوا هذا قبل أحداث ليبيا فلا أدري ماذا يقولون اليوم والحال كما ترون في ليبيا وهؤلاء المتفيقهون الذين يردون على الشيخ لم يردوا عليه بالعلم وإنما ردوا عليه بأهوائهم لأنهم هيهات أن يجدوا نصا شرعيا يردون به على الشيخ
أقول لهؤلاء القصاصين منهم طارق سويدان وصفوة حجازي ومفتي فلسطين وسلمان العودة الزموا حدودكم أيها الوعاظ وتأكدوا أنكم لستم أهلا حتى تردوا على العلماء الربانيين من أمثال هذا الشيخ الكريم عبد العزيز آل الشيخ فأنتم سوى وعاظ وفاقد الشيء لا يعطيه ولحوم العلماء مسمومة والدنيا فانية ولن تدوموا فيها وهذا الشباب الغاضب سيغضب عليكم في يوم ما لأنكم تسعون إلى إرضائه وتسخطون ربكم
وعلماء الدين يا أصحاب الألسن الطويلة ليسوا علماء سلطة بل هم يقولون قال الله قال رسوله ولم يقولوا قال السلطان فهم يتكلمون بالأدلة الشرعية المأخوذة من الكتاب والسنة ونحن المسلمين مأمورون شرعا بأن نسألهم ونتبعهم قال تعالى :" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ولم يقل اسألوا القصاصين
ومسألة الخروج على الحكام مسألة مهمة تكلم عليها العلماء بالتفصيل وذكروا أن هذا الخروج يكون بشيئين بالسلاح وبالتحريض بالألسن والكتابة على الحكام عبر وسائل الإعلام والمحاضرات والمظاهرات والإعتصامات حتى ولو كانت سلمية
ومحدثكم هذا لا يعرفه إلا خالقه فأنا لم أتكلم وأنقل هذا الحق لكي يرضى عني السلطان وفلان فأنا سوى عبد أعيش من كد يدي ومرة أجد ما أقوت به أبنائي ومرة لا أجد وأنتظر السكن من الله منذ عشرين سنة ولا زلت أنتظر ولن أخرج على السلطة حتى ولو وضع سيف الحجاج على رأسي لأن رأسي إذا قطعت فستقطع وحدها وإذا رضيت بالمظاهرات فسأكون مشاركا في كل ما يحصل من قتل الأنفس والتخريب والإفساد حتى ولو لم أفعل ذلك بيدي لأني أنا من قويتهم بوجودي ليفعلوا ذلك وأكون عاصيا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الخروج على الحكام وأمر بالصبر عليهم فلماذا لا تتبعوا الحق مثل ما اتبعته أنا وتبتعدوا عن الشباب وتتركوهم للعلماء لينيروا لهم الطريق المستقيم ويبينوا لهم الحق الذي يجهلوه أم أنتم خائفون على مستقبلكم المادي وتوقف فضائياتكم إن لم تبثوا من خلالها الشر وتلبسوا الحق بالباطل ولكن هيهات وصدق من قال قناة الرقص والفسق أهون من قناة طارق سويدان وصفوة حجازي وعمرو خالد
كذلك الإخوان المفلسون في مصر لقد قبلوا بالحوار الذي دعاهم إليه نائب الرئيس عمر سليمان ولكن لما لم يحصلوا على شيء من الكعكة اعتبروا موافقتهم على الحوار اجتهادا خاطئا ولن يتوقفوا عن المظاهرات حتى رحيل مبارك
في هذه الاحتجاجات كتبت بعض الصحف تقول بأن السلفيين خرجوا متظاهرين في مصر وتونس مرددين بألسنتهم بعض الأشياء مثل نريد دولة إسلامية وإلى آخره ، ولكن عند المطالعة لكتب علماء السلف كالشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ صالح اللحيدان والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ زيد المدخلي والشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم ممن نهج منهجهم عند قراءة كتب هؤلاء والاستماع لأشرطتهم تدرك أخي الكريم أن أولئك الملتحين ليسوا سلفيين لأن المنهج الذي يتبعه السلفيون هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وهو المنهج الذي أمر الله باتباعه وهو الذي يحرم الخروج على الحكام حتى ولو كانوا من الظالمين قال عليه الصلاة والسلام :" عليك بطاعة الأمير ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك " ولقد أرشدنا عليه الصلاة والسلام إلى الصبر والدعاء لما سأله الصحابة عن الحاكم الظالم فقال عليه الصلاة والسلام :" اصبروا حتى تلقوني على الحوض "
ووالله لن تنعموا بالخير يا من خرجتم على الحكام حتى ترجعوا إلى طاعة الرسول الذي نبذتم أقواله وراء ظهوركم واستجبتم للذين آثروا الدنيا على الآخرة قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " وقال تعالى :" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " وقال تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " فمصيركم إذا تكبرتم وأعرضتم عن الهدي النبوي الذي يحي القلوب فسيعاقبكم الله بموت القلب والضلال والشقاء في هذه الدنيا وغدا في الآخرة قال تعالى :" فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " والذكر هنا في هذه الآية هو اتباع الكتاب والسنة بفهم الرسول والصحابة لا بفهم الإخوان المسلمين والشيعة الذين أوقدوا نار هذه الفتنة التي أسال الله تعالى أن ينطبق عليها ما جاء في قوله عز وجل :" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين " فاعتزل أخي الكريم وابتعد وعليك بخاصة نفسك ولا تستجب إلا لأمر ربك ورسولك واحذر من أولئك المعارضين الذين يريدون الكرسي وزخارف الدنيا ولو على جثث المسلمين
وهذه علامات تعرف بها الملتحي السلفي من الملتحي غير السلفي وهي كاتالي : السلفي لا يشارك في الإضرابات والمظاهرات والمسيرات ، والسلفي لا يشارك في الإنتخابات إلا إذا شهر سيف الحجاج مهددا مصالحه الضرورية فيضع لا شيء في الصندوق لكي يمضي وينصرف ، والسلفي لا يجلس في مجلس يسب فيه ولاة الأمور ولو كان متيقنا من أن هؤلاء الولاة ظالمون ، والسلفي منهجه في نصح الحكام أن يكون سرا وليس علانية أمام الناس والطغام ، وهذا ما سار عليه السلف في القرون الأولى فصلح حالهم وأما نحن فلن يصلح حالنا إلا بما صلح به الأولون ، والسلفي لا يسبل الثياب ولا يمشي في الشارع إلا بالقميص وإذا رأيتم أصحاب أقمصة متظاهرين فاعلموا أنهم تكفيريون وليسوا سلفيين ، والسلفي ألد أعدائه الإخوان المسلمون والمتصوفة والشيعة ووسائل الإعلام التي معتقدها أن كل ذي لحية كثيفة وقميص قصير سلفي ، وهناك جرائد تكره علماء السلف السعوديين والسلفيين يعرفها الإنسان من خلال مقالاتها ورسوماتها القذرة والعلماء عند هذه الجرائد لا يكونون علماء ربانيين إلا إذا كانوا يحرضون على الحكام ومشهورين في مختلف وسائل الإعلام ويسير وراءهم ما لا يحصى عددا من العوام والطغام، ومنهج السلفي أيضا أنه لو خير بين أن يغتال أو أن ينضم إلى هذه الحركات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة لاختار أن يكون مقتولا ممتثلا قوله عليه الصلاة والسلام في زمن الفتن :" كن عبد الله المقتول ولا تكن القاتل "
والسلفيون في كل العالم ليس لهم حزب سياسي ولن يكون أبدا إلى يوم الدين ولا تجد أحدا منهم في البرلمان الشيطاني الذي تكون من خلاله المعاصي مباحة في البلاد إذا كان تصويت الغالبية فيه بنعم لبيع الخمور وإلى آخره من المعاصي والمحرمات
والسلفي منهجه في الجهاد أنه ينقسم إلى نوعين : جهاد شرعي وهو الذي يكون تحت راية حاكم بلاده وتوفرت فيه باقي الشروط المعروفة عند أهل العلم والنوع الثاني الجهاد البدعي وهو الجهاد الذي يدعوا إلى قتل المسلمين والمعاهدين من الكفار والخروج على الحكام بالسلاح والسفر بتأشيرة يعطيها الحركيون الإسلاميون للشباب ليقاتلوا اليهود والنصارى في الدول الإسلامية المحتلة بدون موافقة العلماء والحكام فهؤلاء إذا ماتوا في ساحة القتال لا يعدون في نظر الشرع شهداء بل نقول عن الذي لم يعلم بأنه مخالف للشرع أن أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وأما من عرف الفرق ومع ذلك لم ينصت فهذا مخالف يموت عاصيا والعياذ بالله وهناك أمور أخرى ولكن لعدم الإطالة أكتف بما ذكرت ومن أراد التوسع في هذا الموضوع المهم فليقرأ كتب من أشرت إلى أسمائهم وغريهم من علماء السلف
وليحذر من القرضاوي وكتبه وعلي الصلابي وكتبه التي أخشى على الشباب المسلم منها وليحذر ممن يزعمون أنهم سلفيون أمام الناس الذين لا يعرفون المنهج السلفي كأبي إسحاق الحويني ومحمد حسان الذين لم يشوه المنهج السلفي في هذا العصر أحد مثلهما وليحذر من كل الذين سممت عقولهم و أفكارهم كتب حسن البنا وسيد قطب وغيرها من أهل البدع والأهواء
بقلم أبي عائشة عبد الرحمن
يا أيها الشباب قبل أن تحتجوا فكروا جيدا فكروا في أن هناك مستضعفين من الرجال والنساء والولدان سيعانون الويلات بسبب المظاهرات وسيكونون وأنتم منهم فريسة سهلة للمجرمين فتتعرض أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم للاغتصاب وأموالكم للسرقة وأبدانكم للآهات وقلوبكم للرعب ومنكم من يرمى جثة ميتة في المزابل أو يقبر ولا يصلي عليه إلا الفوضويون الذين هم عاصون خارجون عن طاعة الله ورسوله وولاة الأمور الذين أمر الشرع بعدم الخروج عليهم ومصائب أخرى هي من الفتن النائمة التي لعن الله من أيقظها
يا شباب الأمة كيف استجبتم لهذه الدعايات الصادرة من حشرات لا ينشطون إلا في وسط المزابل والقاذورات ، لا ينشطون إلا في وسط الفوضى وعلى دماء الغلابى من المسلمين ليحققوا مآربهم الفانية ، فأنا أتعجب من هذه الغفلة التي أصابت الأمة حتى وصل بهم الحال إلى ما نرى من هذه المصائب والويلات ، وأتعجب كيف سمحوا لهؤلاء المعارضين ليلعبوا بهم ويقضوا مصالحهم على أكتافهم
لقد قرأت منذ أيام في الجرائد مقالات لصحفيين ينقل فيها أصحابها آراء بعض الوعاظ ـ لا أقول الدعاة ـ في فتوى الشيخ العلامة مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله واتفق هؤلاء الوعاظ جميعا على أن فتوى الشيخ ليست في محلها وخطأوه جميعا لأنه يرى أن المظاهرات خروج على الحكام وهم يرون أن الخروج لا يكون إلا بالسلاح والمتظاهرين لم يرفعوا السلاح ضد الحكام قالوا هذا قبل أحداث ليبيا فلا أدري ماذا يقولون اليوم والحال كما ترون في ليبيا وهؤلاء المتفيقهون الذين يردون على الشيخ لم يردوا عليه بالعلم وإنما ردوا عليه بأهوائهم لأنهم هيهات أن يجدوا نصا شرعيا يردون به على الشيخ
أقول لهؤلاء القصاصين منهم طارق سويدان وصفوة حجازي ومفتي فلسطين وسلمان العودة الزموا حدودكم أيها الوعاظ وتأكدوا أنكم لستم أهلا حتى تردوا على العلماء الربانيين من أمثال هذا الشيخ الكريم عبد العزيز آل الشيخ فأنتم سوى وعاظ وفاقد الشيء لا يعطيه ولحوم العلماء مسمومة والدنيا فانية ولن تدوموا فيها وهذا الشباب الغاضب سيغضب عليكم في يوم ما لأنكم تسعون إلى إرضائه وتسخطون ربكم
وعلماء الدين يا أصحاب الألسن الطويلة ليسوا علماء سلطة بل هم يقولون قال الله قال رسوله ولم يقولوا قال السلطان فهم يتكلمون بالأدلة الشرعية المأخوذة من الكتاب والسنة ونحن المسلمين مأمورون شرعا بأن نسألهم ونتبعهم قال تعالى :" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ولم يقل اسألوا القصاصين
ومسألة الخروج على الحكام مسألة مهمة تكلم عليها العلماء بالتفصيل وذكروا أن هذا الخروج يكون بشيئين بالسلاح وبالتحريض بالألسن والكتابة على الحكام عبر وسائل الإعلام والمحاضرات والمظاهرات والإعتصامات حتى ولو كانت سلمية
ومحدثكم هذا لا يعرفه إلا خالقه فأنا لم أتكلم وأنقل هذا الحق لكي يرضى عني السلطان وفلان فأنا سوى عبد أعيش من كد يدي ومرة أجد ما أقوت به أبنائي ومرة لا أجد وأنتظر السكن من الله منذ عشرين سنة ولا زلت أنتظر ولن أخرج على السلطة حتى ولو وضع سيف الحجاج على رأسي لأن رأسي إذا قطعت فستقطع وحدها وإذا رضيت بالمظاهرات فسأكون مشاركا في كل ما يحصل من قتل الأنفس والتخريب والإفساد حتى ولو لم أفعل ذلك بيدي لأني أنا من قويتهم بوجودي ليفعلوا ذلك وأكون عاصيا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الخروج على الحكام وأمر بالصبر عليهم فلماذا لا تتبعوا الحق مثل ما اتبعته أنا وتبتعدوا عن الشباب وتتركوهم للعلماء لينيروا لهم الطريق المستقيم ويبينوا لهم الحق الذي يجهلوه أم أنتم خائفون على مستقبلكم المادي وتوقف فضائياتكم إن لم تبثوا من خلالها الشر وتلبسوا الحق بالباطل ولكن هيهات وصدق من قال قناة الرقص والفسق أهون من قناة طارق سويدان وصفوة حجازي وعمرو خالد
كذلك الإخوان المفلسون في مصر لقد قبلوا بالحوار الذي دعاهم إليه نائب الرئيس عمر سليمان ولكن لما لم يحصلوا على شيء من الكعكة اعتبروا موافقتهم على الحوار اجتهادا خاطئا ولن يتوقفوا عن المظاهرات حتى رحيل مبارك
في هذه الاحتجاجات كتبت بعض الصحف تقول بأن السلفيين خرجوا متظاهرين في مصر وتونس مرددين بألسنتهم بعض الأشياء مثل نريد دولة إسلامية وإلى آخره ، ولكن عند المطالعة لكتب علماء السلف كالشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ صالح اللحيدان والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ زيد المدخلي والشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم ممن نهج منهجهم عند قراءة كتب هؤلاء والاستماع لأشرطتهم تدرك أخي الكريم أن أولئك الملتحين ليسوا سلفيين لأن المنهج الذي يتبعه السلفيون هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وهو المنهج الذي أمر الله باتباعه وهو الذي يحرم الخروج على الحكام حتى ولو كانوا من الظالمين قال عليه الصلاة والسلام :" عليك بطاعة الأمير ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك " ولقد أرشدنا عليه الصلاة والسلام إلى الصبر والدعاء لما سأله الصحابة عن الحاكم الظالم فقال عليه الصلاة والسلام :" اصبروا حتى تلقوني على الحوض "
ووالله لن تنعموا بالخير يا من خرجتم على الحكام حتى ترجعوا إلى طاعة الرسول الذي نبذتم أقواله وراء ظهوركم واستجبتم للذين آثروا الدنيا على الآخرة قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " وقال تعالى :" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " وقال تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " فمصيركم إذا تكبرتم وأعرضتم عن الهدي النبوي الذي يحي القلوب فسيعاقبكم الله بموت القلب والضلال والشقاء في هذه الدنيا وغدا في الآخرة قال تعالى :" فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " والذكر هنا في هذه الآية هو اتباع الكتاب والسنة بفهم الرسول والصحابة لا بفهم الإخوان المسلمين والشيعة الذين أوقدوا نار هذه الفتنة التي أسال الله تعالى أن ينطبق عليها ما جاء في قوله عز وجل :" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين " فاعتزل أخي الكريم وابتعد وعليك بخاصة نفسك ولا تستجب إلا لأمر ربك ورسولك واحذر من أولئك المعارضين الذين يريدون الكرسي وزخارف الدنيا ولو على جثث المسلمين
وهذه علامات تعرف بها الملتحي السلفي من الملتحي غير السلفي وهي كاتالي : السلفي لا يشارك في الإضرابات والمظاهرات والمسيرات ، والسلفي لا يشارك في الإنتخابات إلا إذا شهر سيف الحجاج مهددا مصالحه الضرورية فيضع لا شيء في الصندوق لكي يمضي وينصرف ، والسلفي لا يجلس في مجلس يسب فيه ولاة الأمور ولو كان متيقنا من أن هؤلاء الولاة ظالمون ، والسلفي منهجه في نصح الحكام أن يكون سرا وليس علانية أمام الناس والطغام ، وهذا ما سار عليه السلف في القرون الأولى فصلح حالهم وأما نحن فلن يصلح حالنا إلا بما صلح به الأولون ، والسلفي لا يسبل الثياب ولا يمشي في الشارع إلا بالقميص وإذا رأيتم أصحاب أقمصة متظاهرين فاعلموا أنهم تكفيريون وليسوا سلفيين ، والسلفي ألد أعدائه الإخوان المسلمون والمتصوفة والشيعة ووسائل الإعلام التي معتقدها أن كل ذي لحية كثيفة وقميص قصير سلفي ، وهناك جرائد تكره علماء السلف السعوديين والسلفيين يعرفها الإنسان من خلال مقالاتها ورسوماتها القذرة والعلماء عند هذه الجرائد لا يكونون علماء ربانيين إلا إذا كانوا يحرضون على الحكام ومشهورين في مختلف وسائل الإعلام ويسير وراءهم ما لا يحصى عددا من العوام والطغام، ومنهج السلفي أيضا أنه لو خير بين أن يغتال أو أن ينضم إلى هذه الحركات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة لاختار أن يكون مقتولا ممتثلا قوله عليه الصلاة والسلام في زمن الفتن :" كن عبد الله المقتول ولا تكن القاتل "
والسلفيون في كل العالم ليس لهم حزب سياسي ولن يكون أبدا إلى يوم الدين ولا تجد أحدا منهم في البرلمان الشيطاني الذي تكون من خلاله المعاصي مباحة في البلاد إذا كان تصويت الغالبية فيه بنعم لبيع الخمور وإلى آخره من المعاصي والمحرمات
والسلفي منهجه في الجهاد أنه ينقسم إلى نوعين : جهاد شرعي وهو الذي يكون تحت راية حاكم بلاده وتوفرت فيه باقي الشروط المعروفة عند أهل العلم والنوع الثاني الجهاد البدعي وهو الجهاد الذي يدعوا إلى قتل المسلمين والمعاهدين من الكفار والخروج على الحكام بالسلاح والسفر بتأشيرة يعطيها الحركيون الإسلاميون للشباب ليقاتلوا اليهود والنصارى في الدول الإسلامية المحتلة بدون موافقة العلماء والحكام فهؤلاء إذا ماتوا في ساحة القتال لا يعدون في نظر الشرع شهداء بل نقول عن الذي لم يعلم بأنه مخالف للشرع أن أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وأما من عرف الفرق ومع ذلك لم ينصت فهذا مخالف يموت عاصيا والعياذ بالله وهناك أمور أخرى ولكن لعدم الإطالة أكتف بما ذكرت ومن أراد التوسع في هذا الموضوع المهم فليقرأ كتب من أشرت إلى أسمائهم وغريهم من علماء السلف
وليحذر من القرضاوي وكتبه وعلي الصلابي وكتبه التي أخشى على الشباب المسلم منها وليحذر ممن يزعمون أنهم سلفيون أمام الناس الذين لا يعرفون المنهج السلفي كأبي إسحاق الحويني ومحمد حسان الذين لم يشوه المنهج السلفي في هذا العصر أحد مثلهما وليحذر من كل الذين سممت عقولهم و أفكارهم كتب حسن البنا وسيد قطب وغيرها من أهل البدع والأهواء
بقلم أبي عائشة عبد الرحمن
تعليق