أتباع ذو الخويصرة يحنون للخارجي في يوم حنين للشيخ الفاضل محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد.
الوصية بـ : ماذا يجب على المسلم في مثل هذه الفتن؟
الأصل في مثل هذا أن المسلم إذا أتت الفتن أن يعتزلها وأن يجتنبها، وإن كان مبتلىً وحصلت في محلِّه أو في بلده فلا يسعَ فيها، والجالس فيها خيرٌ من القائم؛ فهذا صرفٌ له عنها، فتفجع الفواجع وتأتي للناس الفتن فعلينا أن نتدبر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا: «ستكونُ فتن، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، و القائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، ومن يُشْرِف لها تستشرِفْهُ، و من وجد ملجأً أو معاذًا فليعُذ به» رواه البخاري ( 3601 ) ومسلم ( 2776).
فالواجب على العبد الصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ » ( أخرجه مسلم كتاب الإمارة باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم ).
ويحصل في الناس مشاكل وفتن فالواجب على الإنسان أن يصبر مهما حصلت الأمور.
فماذا يريد الناس؟!
غالب هؤلاء يريدون المال، يريدون الحُكم، وإنِ ادَّعوا غرضهم الدِّيانة، فهم لا يمشون بالأحكام الشرعية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أوصاف أشد من هؤلاء، فقد أخرج مسلم في صحيحه: [كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة ] بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: « يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى ... » ، هؤلاء الذين قاموا ضد حكامهم ينطبق عليهم وصف عدم الاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم وعدم الاستنان بسنته؛ فهم أيضًا لم يهتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستنوا بسنته لمواجهة فتنهم وأحداثهم.
قَالَ صلى الله عليه وسلم : « يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِى جُثْمَانِ إِنْسٍ ». قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ».
أعلمُ أن هناك من لا يفرح بمثل هذه الأحاديث، لكن إن الذين يستدلون بأحاديث الظلم وجور الأئمة أَلا يعلموا أن الذي قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وهذا صحيحٌ في صحيح مسلم.
إذن ينبغي على المسلم أن يكون في فلك الشريعة ويعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالصبر عند جور الأئمة وعند ظهور الفتن، فلا ينبغي للعبد أن يستشرف الفتن؛ فالفتن تُجتنب ولا تُجتلب، ولذلك يسعى مرضى القلوب بالسعي في الفتن والسير فيها، كيف وقد أخذوا من سُنة الخوارج قدوةً لهم فهم الذين تظاهروا على عثمان رضي الله عنه وقتلوه، وقاتلوا عليا رضي الله عنه بعد أن اجتمعوا ذلك التجمع، وحصل من ذلك التجمع المقاتلة، إلى أن ذهبوا إلى حروراء ليعلنوا عدم رضاهم بما عليه علي رضي الله عنه حتى أصبحوا جيش يقاتل أمير المؤمنين.
إن ما يقع في كثير من البلاد الإسلامية لم يفرح به إلا الرافضة والكفار من اليهود والنصارى، هؤلاء هم الذين فرحوا به، وقد قال الله تعالى: يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم [سورة التوبة:47].
ووالله لم يفرحوا بما فيه نصرة للإسلام والمسلمين، ففرحوا بذلك لأنهم علموا أن في ذلك تمزيقٌ للمسلمين وفوضى.
ولن نذهب بعيد، انظروا كم حصل في بعض البلاد الإسلامية!
لا أقول في غابر الزمن بل في هذه الأعصار، كيف تحولت الأمور قديما كما حصل في الجزائر وكما حصل في الصومال، وإلى يوم الناس هذا لم يستقر أمرهم بعد أن كان بلدًا من القوة والاقتصاد في التصدير وأشياء وإذا به في فقرٍ وعوز، وبعد أن كان القرن الأفريقي فإذا به الذَّنَب الأفريقي، هذا هو السبب في كثير من الأمور.
ليس هذا الكلام فيما يتعلق بالسياسة وأمور السياسة والمواقف السياسية؛ نحن نتكلم - نحن السلفيون - نتكلم عن موقف السلفي، عن موقف السني، وإن خالف أهواء الكثير، فنحن نمشي ونسير في فلك الشرع لا كرغبات أهوائنا وميل نفوسنا وشهواتنا وإن وافق هذا بعض شهوات الناس وأهوائهم بما يكون من أحوال فنحن نسعى لموافقة الحق لا الخلق.
فالصبر منهجٌ شرعي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ...فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ » ، وهؤلاء لم يصبروا.
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ...فَاسْمَعْ وَأَطِعْ » فهذا منهج الصبر، منهج السمع والطاعة.
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ » أخرجه مسلم كتاب الإمارة باب فى طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق.
والمخالفين الذين خطَّطوا لهذه المظاهرات لا يريدون هذه النصوص، بل يهزأون ويضحكون على أهل السنة وعلى السلفيين خاصة عندما يسمعون مثل هذه الأدلة، ويتجمهرون وتُراق الدماء، الدماء، الدماء، الدماء التي لها حرمة عظيمة، وهي من أعظم الأمور أن تنتهك الدماء، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لئن تُهدم الكعبة حجر حجر أهون عند الله من أن يهرق دم امرئ مسلم » ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» ( أخرجه الترمذي رقم 1395 وصححه الألباني )، وفي رواية: « ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دمه لأدخلهم الله النار» ( صحيح الترهيب والترغيب المجلد الثاني برقم 629 ).
وهؤلاء يتهاونون في ذلك ويزجُّون بهؤلاء الشبيبة، ويزجون بهؤلاء الأبناء ضد الحكام، والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر أن تُجتنب الفتن وأن يجلس الإنسان ولا يخرج فيها، فالقاعد فيها خيرٌ من القائم، فيأتي هؤلاء ويقولون: اخرُجوا بأولادكم وبنسائكم وبأطفالكم وها نحن نخوض فيها ونأتيها!! وهم يجلبون الناس إلى الفتن، والفتن تُجتنب ولا تُجتلب، وهؤلاء الذين يَصرفون عن هذه الأدلة ويَدعُون الناس إلى الفتنة هم أول من ينصرف عنها ويهرب منها!
نعم يجتمعون وربما لهم مطلبٌ واحد، لكنهم لا يتَّفقون على ما بعده، فمن هنا تبدأ الفتن أكثر فأكثر فأكثر، فيزداد في الناس الهرج، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « العبادة في الهرج كهجرة إليّ ».
يَقتُل القاتل ويُقتل المقتول، ولا يدري القاتل لِـمَ قَتل ولا المقتول لِـمَ قُتل.
هرجٌ وفتن والواجب على العاقل أن يعتزل ويجتنب هذه الشرور ويدعو الله - عز وجل- بسلامة الأمور، وأن يصلح الحال ويصلح الراعي والرعية، و أن يصلح عامة بلاد المسلمين، ويقيهم هذا الشر الذي يُخطط لها ويُدبَّر لها.
فالواجب على العقلاء جميعًا - كلُّ من يسمع هذه النصيحة وأنا أولكم - أن يلزم هدي الشريعة، وألا نتَّبع أهواءنا وعواطفنا، وألا نتبع رغباتنا ونفوسنا.
لو قيل لهذه الجموع هيا اجتمعوا إلى لا إله إلا الله.
لإقامة توحيد الله.
لهدم مظاهر الشرك.
لإقامة السُّنـَّة.
لإزالة القِباب.
لإزالة القبور، لهدمها وإزالتها من على وجه الأرض.
هلموا أيها الناس!
اجتمعوا لنشر العقيدة الصحيحة.
لنشر السُّنـَّة بين الناس.
لِقمع البدع وأهل البدع وأهل الاهواء.
هل ترى هذه الجموع تجتمع؟!
هل يا ترى هؤلاء الناس يجتمعون لذلك؟
أم اجتمعوا من أجل الدنيا ومطالب الدنيا!
فالفقر والله لم يخَـفْه علينا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم « والله ما الفقر أخشى عليكم... ».
ولكن هذه الفتن هي التي كان يخشاها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : صلى الله عليه وسلم « لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع و باعا بباع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب دخلتم و حتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم » أي لتتبعنّ في ذلك سنن الكفار.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من أبغض الناس إلى الله - عز وجل- : ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، و مطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه » البخاري).
وهذه المظاهرات والاعتصامات ليست إلا من فعل الخوارج، وليست من فعل أهل الإسلام وأهل السنة؛ بل هي فعل المخالفين من الكفار ومن أهل الأهواء والبدع وأول من فعلها في الاسلام الخوارج على عثمان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « من رَغِب عن سنتي فليس مني ».
كيف يقعون في مثل هذه المظاهرات ثم يجوِّزون الخروج على حكام المسلمين ويجوِّزون الانضمام للثورات على أنها واجب شرعي، بل هذا من الباطل ومن تزوير الشيطان.
كيف وإذا كان دعاة هذه الفتن ممن يوصفون بأهل العلم وأهل الفقه ممن خرجوا وسُمعوا في الإذاعات أو سُمعوا في بعض القنوات،
وهؤلاء ما هم إلا دعاة خوارج، ما هم إلا دعاة فتنة، فانتبهوا منهم! يقولون للناس كونوا احزاب تفرقوا والله يامر بالاجتماع ونبيه صلى الله عليه وسلم يامر بذلك ولكن أقول من شذ شذ في النار.
هم هم الذين كانوا يدعون إلى الخروج في أيام أحداث الجزائر.
وفي أيام أحداث العراق.
وفي أيام أحداث الكويت.
وفي أيام أحداث الشام.
وفي أيام احداث الصومال.
وفي غيرها من البلدان التي لا تزال على ما هى عليه في كثير من الويلات التي تجرعوها ولا يزالون يتفيؤون حرَّها وشرَّها و أخبارها.
والان يبغونها عوجا غبرا شمطا دماء واشلاء نار ودمار .
فاللهم لاتحقق لهم غاية ولاترفع لهم راية
فيا معشر العقلاء انتبهوا من مثل هذه الفتن ولا تكونوا في حطامها، ولا تكونوا ممن تضرم فيكم نيرانها، بل عليكم بالصبر والسكينة والدعاء بأن يصرف الله عن العباد والبلاد شر النيران والفتن وأن يحقن دماء المسلمين.
وهذه نصيحتي، وهذه وصيتي لإخواني مَن يسمعون نصيحتي ويبلغوها غيرهم.
أسال الله الهداية والسداد، وأن يدفع عن البلاد والعباد شرا يراد
، وأن يدحض أهل الرفض وأهل الكفر من اليهود والنصارى والعلمانيين واللبرالليين وأهل العناد، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يصرف عن المسلمين كيد الخوارج الذين يفعلون هذه الأمور وهذه الأشياء.
وقد ورد عن مسلم بن حامد الخولاني أنه قال: ( كان يُقال: من أدركته الفتنة فعليه فيها بذكرٍ خامل)، و على هذا يُفسّر قول حذيفة بن أسيد و قد ذكر الدَّجال: ( أنا لغير الدّجال أخوف عليّ وعليكم. قال: فقلنا: ما هو يا أبا سَريحَة؟ قال: فتنٌ كأنّها قطع اللّيل المظلم. قال: فقلنا: أيّ النّاس فيها شرّ؟ قال: كلُّ خطيب مِصْقَع، وكلّ راكب موضِع. قال: فقلنا: أيُّ النّاس فيها خير؟ قال: كلُّ غنيٍّ خفيّ. قال: فقلت: ما أنا بالغنيّ ولا بالخفيّ. قال: فكن كابن اللّبون لا ظهر فيُركبَ و لا ضرعٌ فيُحلَب).
والله ما غرض هؤلاء إلا كراسي وأموال، يعيبون على الموجودين الكراسي والأموال وهم والله ما يسعون إلا لذلك وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقد روى البخاري في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهم ولا يزكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ » ثم ذكر منهم: « ورجلٌ بايَعَ إِمامًا لا يبايعه إلَّا لدُنيا، فإن أعطاه منها رَضِي وإن لم يُعطِه منها سّخِط » ، وكذلك روى مُسلمٌ في (صحيحه) (برقم 1855): عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» ، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نُنَابذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَقُلْتُ: - يَعْنِي لِرُزَيْقٍ - حِينَ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ: آللَّهِ، يَا أَبَا الْمِقْدَامِ، لَحَدَّثَكَ بِهَذَا، أَوْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: إِي وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَسَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهؤلاء الخوارج ما دعوتهم إلَّا للأموال والحُكم، كفى الله المسلمين شرهم.
والعاقل المتأمل للاحداث الان يرى ان الفتن والشر والدماء زادت بعد خروجهم في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن وغيرها من البلاد ولم يقل الشر فلا دين ولا دنيا اللهم سلم سلم.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمدوآله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين.
وفقكم الله جميعا.
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد.
الوصية بـ : ماذا يجب على المسلم في مثل هذه الفتن؟
الأصل في مثل هذا أن المسلم إذا أتت الفتن أن يعتزلها وأن يجتنبها، وإن كان مبتلىً وحصلت في محلِّه أو في بلده فلا يسعَ فيها، والجالس فيها خيرٌ من القائم؛ فهذا صرفٌ له عنها، فتفجع الفواجع وتأتي للناس الفتن فعلينا أن نتدبر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا: «ستكونُ فتن، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، و القائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، ومن يُشْرِف لها تستشرِفْهُ، و من وجد ملجأً أو معاذًا فليعُذ به» رواه البخاري ( 3601 ) ومسلم ( 2776).
فالواجب على العبد الصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ » ( أخرجه مسلم كتاب الإمارة باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم ).
ويحصل في الناس مشاكل وفتن فالواجب على الإنسان أن يصبر مهما حصلت الأمور.
فماذا يريد الناس؟!
غالب هؤلاء يريدون المال، يريدون الحُكم، وإنِ ادَّعوا غرضهم الدِّيانة، فهم لا يمشون بالأحكام الشرعية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أوصاف أشد من هؤلاء، فقد أخرج مسلم في صحيحه: [كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة ] بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: « يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى ... » ، هؤلاء الذين قاموا ضد حكامهم ينطبق عليهم وصف عدم الاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم وعدم الاستنان بسنته؛ فهم أيضًا لم يهتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستنوا بسنته لمواجهة فتنهم وأحداثهم.
قَالَ صلى الله عليه وسلم : « يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِى جُثْمَانِ إِنْسٍ ». قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ».
أعلمُ أن هناك من لا يفرح بمثل هذه الأحاديث، لكن إن الذين يستدلون بأحاديث الظلم وجور الأئمة أَلا يعلموا أن الذي قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وهذا صحيحٌ في صحيح مسلم.
إذن ينبغي على المسلم أن يكون في فلك الشريعة ويعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالصبر عند جور الأئمة وعند ظهور الفتن، فلا ينبغي للعبد أن يستشرف الفتن؛ فالفتن تُجتنب ولا تُجتلب، ولذلك يسعى مرضى القلوب بالسعي في الفتن والسير فيها، كيف وقد أخذوا من سُنة الخوارج قدوةً لهم فهم الذين تظاهروا على عثمان رضي الله عنه وقتلوه، وقاتلوا عليا رضي الله عنه بعد أن اجتمعوا ذلك التجمع، وحصل من ذلك التجمع المقاتلة، إلى أن ذهبوا إلى حروراء ليعلنوا عدم رضاهم بما عليه علي رضي الله عنه حتى أصبحوا جيش يقاتل أمير المؤمنين.
إن ما يقع في كثير من البلاد الإسلامية لم يفرح به إلا الرافضة والكفار من اليهود والنصارى، هؤلاء هم الذين فرحوا به، وقد قال الله تعالى: يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم [سورة التوبة:47].
ووالله لم يفرحوا بما فيه نصرة للإسلام والمسلمين، ففرحوا بذلك لأنهم علموا أن في ذلك تمزيقٌ للمسلمين وفوضى.
ولن نذهب بعيد، انظروا كم حصل في بعض البلاد الإسلامية!
لا أقول في غابر الزمن بل في هذه الأعصار، كيف تحولت الأمور قديما كما حصل في الجزائر وكما حصل في الصومال، وإلى يوم الناس هذا لم يستقر أمرهم بعد أن كان بلدًا من القوة والاقتصاد في التصدير وأشياء وإذا به في فقرٍ وعوز، وبعد أن كان القرن الأفريقي فإذا به الذَّنَب الأفريقي، هذا هو السبب في كثير من الأمور.
ليس هذا الكلام فيما يتعلق بالسياسة وأمور السياسة والمواقف السياسية؛ نحن نتكلم - نحن السلفيون - نتكلم عن موقف السلفي، عن موقف السني، وإن خالف أهواء الكثير، فنحن نمشي ونسير في فلك الشرع لا كرغبات أهوائنا وميل نفوسنا وشهواتنا وإن وافق هذا بعض شهوات الناس وأهوائهم بما يكون من أحوال فنحن نسعى لموافقة الحق لا الخلق.
فالصبر منهجٌ شرعي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ...فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ » ، وهؤلاء لم يصبروا.
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ...فَاسْمَعْ وَأَطِعْ » فهذا منهج الصبر، منهج السمع والطاعة.
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ » أخرجه مسلم كتاب الإمارة باب فى طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق.
والمخالفين الذين خطَّطوا لهذه المظاهرات لا يريدون هذه النصوص، بل يهزأون ويضحكون على أهل السنة وعلى السلفيين خاصة عندما يسمعون مثل هذه الأدلة، ويتجمهرون وتُراق الدماء، الدماء، الدماء، الدماء التي لها حرمة عظيمة، وهي من أعظم الأمور أن تنتهك الدماء، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لئن تُهدم الكعبة حجر حجر أهون عند الله من أن يهرق دم امرئ مسلم » ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» ( أخرجه الترمذي رقم 1395 وصححه الألباني )، وفي رواية: « ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دمه لأدخلهم الله النار» ( صحيح الترهيب والترغيب المجلد الثاني برقم 629 ).
وهؤلاء يتهاونون في ذلك ويزجُّون بهؤلاء الشبيبة، ويزجون بهؤلاء الأبناء ضد الحكام، والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر أن تُجتنب الفتن وأن يجلس الإنسان ولا يخرج فيها، فالقاعد فيها خيرٌ من القائم، فيأتي هؤلاء ويقولون: اخرُجوا بأولادكم وبنسائكم وبأطفالكم وها نحن نخوض فيها ونأتيها!! وهم يجلبون الناس إلى الفتن، والفتن تُجتنب ولا تُجتلب، وهؤلاء الذين يَصرفون عن هذه الأدلة ويَدعُون الناس إلى الفتنة هم أول من ينصرف عنها ويهرب منها!
نعم يجتمعون وربما لهم مطلبٌ واحد، لكنهم لا يتَّفقون على ما بعده، فمن هنا تبدأ الفتن أكثر فأكثر فأكثر، فيزداد في الناس الهرج، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « العبادة في الهرج كهجرة إليّ ».
يَقتُل القاتل ويُقتل المقتول، ولا يدري القاتل لِـمَ قَتل ولا المقتول لِـمَ قُتل.
هرجٌ وفتن والواجب على العاقل أن يعتزل ويجتنب هذه الشرور ويدعو الله - عز وجل- بسلامة الأمور، وأن يصلح الحال ويصلح الراعي والرعية، و أن يصلح عامة بلاد المسلمين، ويقيهم هذا الشر الذي يُخطط لها ويُدبَّر لها.
فالواجب على العقلاء جميعًا - كلُّ من يسمع هذه النصيحة وأنا أولكم - أن يلزم هدي الشريعة، وألا نتَّبع أهواءنا وعواطفنا، وألا نتبع رغباتنا ونفوسنا.
لو قيل لهذه الجموع هيا اجتمعوا إلى لا إله إلا الله.
لإقامة توحيد الله.
لهدم مظاهر الشرك.
لإقامة السُّنـَّة.
لإزالة القِباب.
لإزالة القبور، لهدمها وإزالتها من على وجه الأرض.
هلموا أيها الناس!
اجتمعوا لنشر العقيدة الصحيحة.
لنشر السُّنـَّة بين الناس.
لِقمع البدع وأهل البدع وأهل الاهواء.
هل ترى هذه الجموع تجتمع؟!
هل يا ترى هؤلاء الناس يجتمعون لذلك؟
أم اجتمعوا من أجل الدنيا ومطالب الدنيا!
فالفقر والله لم يخَـفْه علينا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم « والله ما الفقر أخشى عليكم... ».
ولكن هذه الفتن هي التي كان يخشاها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : صلى الله عليه وسلم « لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع و باعا بباع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب دخلتم و حتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم » أي لتتبعنّ في ذلك سنن الكفار.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من أبغض الناس إلى الله - عز وجل- : ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، و مطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه » البخاري).
وهذه المظاهرات والاعتصامات ليست إلا من فعل الخوارج، وليست من فعل أهل الإسلام وأهل السنة؛ بل هي فعل المخالفين من الكفار ومن أهل الأهواء والبدع وأول من فعلها في الاسلام الخوارج على عثمان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « من رَغِب عن سنتي فليس مني ».
كيف يقعون في مثل هذه المظاهرات ثم يجوِّزون الخروج على حكام المسلمين ويجوِّزون الانضمام للثورات على أنها واجب شرعي، بل هذا من الباطل ومن تزوير الشيطان.
كيف وإذا كان دعاة هذه الفتن ممن يوصفون بأهل العلم وأهل الفقه ممن خرجوا وسُمعوا في الإذاعات أو سُمعوا في بعض القنوات،
وهؤلاء ما هم إلا دعاة خوارج، ما هم إلا دعاة فتنة، فانتبهوا منهم! يقولون للناس كونوا احزاب تفرقوا والله يامر بالاجتماع ونبيه صلى الله عليه وسلم يامر بذلك ولكن أقول من شذ شذ في النار.
هم هم الذين كانوا يدعون إلى الخروج في أيام أحداث الجزائر.
وفي أيام أحداث العراق.
وفي أيام أحداث الكويت.
وفي أيام أحداث الشام.
وفي أيام احداث الصومال.
وفي غيرها من البلدان التي لا تزال على ما هى عليه في كثير من الويلات التي تجرعوها ولا يزالون يتفيؤون حرَّها وشرَّها و أخبارها.
والان يبغونها عوجا غبرا شمطا دماء واشلاء نار ودمار .
فاللهم لاتحقق لهم غاية ولاترفع لهم راية
فيا معشر العقلاء انتبهوا من مثل هذه الفتن ولا تكونوا في حطامها، ولا تكونوا ممن تضرم فيكم نيرانها، بل عليكم بالصبر والسكينة والدعاء بأن يصرف الله عن العباد والبلاد شر النيران والفتن وأن يحقن دماء المسلمين.
وهذه نصيحتي، وهذه وصيتي لإخواني مَن يسمعون نصيحتي ويبلغوها غيرهم.
أسال الله الهداية والسداد، وأن يدفع عن البلاد والعباد شرا يراد
، وأن يدحض أهل الرفض وأهل الكفر من اليهود والنصارى والعلمانيين واللبرالليين وأهل العناد، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يصرف عن المسلمين كيد الخوارج الذين يفعلون هذه الأمور وهذه الأشياء.
وقد ورد عن مسلم بن حامد الخولاني أنه قال: ( كان يُقال: من أدركته الفتنة فعليه فيها بذكرٍ خامل)، و على هذا يُفسّر قول حذيفة بن أسيد و قد ذكر الدَّجال: ( أنا لغير الدّجال أخوف عليّ وعليكم. قال: فقلنا: ما هو يا أبا سَريحَة؟ قال: فتنٌ كأنّها قطع اللّيل المظلم. قال: فقلنا: أيّ النّاس فيها شرّ؟ قال: كلُّ خطيب مِصْقَع، وكلّ راكب موضِع. قال: فقلنا: أيُّ النّاس فيها خير؟ قال: كلُّ غنيٍّ خفيّ. قال: فقلت: ما أنا بالغنيّ ولا بالخفيّ. قال: فكن كابن اللّبون لا ظهر فيُركبَ و لا ضرعٌ فيُحلَب).
والله ما غرض هؤلاء إلا كراسي وأموال، يعيبون على الموجودين الكراسي والأموال وهم والله ما يسعون إلا لذلك وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقد روى البخاري في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهم ولا يزكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ » ثم ذكر منهم: « ورجلٌ بايَعَ إِمامًا لا يبايعه إلَّا لدُنيا، فإن أعطاه منها رَضِي وإن لم يُعطِه منها سّخِط » ، وكذلك روى مُسلمٌ في (صحيحه) (برقم 1855): عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» ، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نُنَابذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَقُلْتُ: - يَعْنِي لِرُزَيْقٍ - حِينَ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ: آللَّهِ، يَا أَبَا الْمِقْدَامِ، لَحَدَّثَكَ بِهَذَا، أَوْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: إِي وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَسَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهؤلاء الخوارج ما دعوتهم إلَّا للأموال والحُكم، كفى الله المسلمين شرهم.
والعاقل المتأمل للاحداث الان يرى ان الفتن والشر والدماء زادت بعد خروجهم في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن وغيرها من البلاد ولم يقل الشر فلا دين ولا دنيا اللهم سلم سلم.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمدوآله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين.
وفقكم الله جميعا.