بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
فهذا جزء من كتاب "منهج السلف في العقيدة, وأثره في وحدة المسلمين", لفضيلة الشيخ/ صالح بن سعد السحيمي -حفظه الله-, والباب بعنوان "الولاء والبراء عند الجماعات الحزبية":
قلت: وهذه الدعوات لا يخلو أمرها من حالين:
إحداهما: الخطأ في المنهج والسلوك.
كمناهج الطرق الصوفية التي ذكرنا فيما سبق بعض مقالاتهم الإلحادية التي لا تمت بصلة, بل صرفت أتباعها عن الاعتماد على الكتاب والسنة اللذين هما مصدر شريعة الإسلام.
والحالة الثانية: الخطأ في الفكر.
كمثل جماعات الدعوة الإسلامية المعاصرة، والتي تنطلق في دعواتها من منطلق حزبي ضيق.
الأمر الذي بعد بهم عن منهج السلف الصالح، إذ أن هذه الجماعات لم تؤسس بناء دعوتها على توحيد الباري -جل وعلا- والعقيدة السلفية الصافية من الشوائب.
فإن من تأثر بتلك الدعوات إن كان من أهل العقيدة أصلاً لا يكون ولاؤه لها، ولا يكون فكره متفقاً معها، بسبب سيطرة هذه المناهج على أفكاره، حتى ماتت العقيدة في نفسه، فأصبح لا يدعو لها وإن كان يعتقدها، لكنه بعد عنها تحت تأثير المنهج الحزبي، لأنه يوالي ويعادي على ذلك الفكر الضيق، الذي بني على غير أسس سليمة، فلا يكون للعقيدة مكان ولا مجال في التطبيق العملي، ولا تعطي ثمراتها الطيبة اليانعة، فهي لا تفيد معتقدها، لأنها قد فقدت روحها، فأصبحت بلا روح, كالجذوة التي استترت وانغمرت تحت الرماد.
وخطورة هذا الأمر لا تقل عن الجهل بالعقيدة، فإن من يعرف العقيدة ولا يدعو إليها، هو كالجاهل بها سواء بسواء, وهؤلاء إنما أصيبوا بالخرس عن الدعوة إلى العقيدة بدعوى أن ذلك يفرق الأمة ويمزق كيانها؛ لأنهم يريدون أن يجمعوا تحت لوائهم من هب ودب لا فرق في ذلك عندهم بين ملتزم بالعقيدة الصحيحة وغيره.
إذ أن الهدف الذي يقصدونه هو مجرد الجمع دون تمييز، وهذا منهج بلا شك سينتهـي بأصحابه إلى الفشل الذريع، نظراً لكونه قد بني على غير أسس سليمة، وذلك أن أصحاب هذا المسلك أتوا من عدم الفهم والإدراك الصحيح حيث لم يفرقوا في الدعوة بين الأصول والفروع.
فتراهم يبدءون بالدعوة إلى بعض الفروع، ويزعمون أنه متى أقيم هذا الفرع فإنه سوف يوجد الأصل تلقائياً، ولذا نرى كثيراً منهم يهتمون بالجانب السياسي، بدعوى أنه متى وجدت الدولة التي ينشدونها عند ذلك تصلح العقيدة وغيرها مما فسد من أحوال المسلمين، وهذا تصور غير صحيح؛ لأن صاحب هذا التصور ذكر شيئاً وغابت عنه أشياء.
هذا على فرض أن صاحب هذا الفكر حسن النية، بيد أننا نشك في حسن نية كثير منهم، فقد اتضح أن بعضاً ممن ينتمي إلى هذه الأحزاب لا هم له إلا تحقيق هدف سياسي وهو الحصول على منصب معين، وإنما يموه بذلك على أولئك الذين لا رسوخ لهم في فهم العقيدة مستغلاً عواطفهم نحوها، لكنه ينوي خلاف ذلك لأنه ليس من أهل العقيدة، ولا أدل على ذلك من كونه يدعـي أن الدعوة إلى العقيدة تفرق الأمة كما أسلفنا. انتهي.
الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد
أبو عبد الله هيثم آل فايد