هذا مقال قيِّم للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني سدده الله وعنون له ب:
( آية في القرآن منسية في الأحداث العصرية فيها سبب لمثل هذه المظاهرات الخارجية )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد:
فقد قال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله تعالى في كتابه الحوادث والبدع ومما أحدثه أهل هذا الزمن أي في عصره وقد عاش في القرن السادس أي قبل نحو تسعمائة عام من الآن
أنهم صاروا يقرأون القرآن من غير أن يتفقهوا فيه ولا أن يتدبروا معانيه ولقد قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنوات يتدبر حلالها وحرامها محكمها ومتشابها ناسخها ومنسوخها
قال تعالى: "ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون"
قيل إلا أماني أي إلا تلاوة من غير معرفة لحقيقة معانيه
والا أخال كثير من أهل العصر حتى مما ينتسب للوعظ والقصص والصلاح والاصلاح إلا كذلك
فانظر كيف يستدلون بقوله تعالى: "ومن لايحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
على كفر الحاكم مطلقا بلاتفصيل جحد أم لم يجحد حكم الله مخالفين سلفهم كابن عباس حبر الامة في معنى الاية فقال كفر دون كفر وفي رواية إذا جحد حكم الله فهو الكافر وإذا لم يجحد فهو الفاسق وكذلك قوله تعالى: "ومن يتوله منكم فإنه منهم"
قالوا في قوله تعالى: "ومن يتوله منكم فإنه منهم" بتكفير الحاكم اذا أعان الكفار ضد المسلمين وفي قصة حاطب بيان وتفسير للآية أنه إذا لم يقصد نصرتهم من أجل الكفر فهو فاسق وليس كافر وغير ذلك كقول عوامهم في قول الله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"
أي أن الماء اذا انقطع ماتت الخلائق والقول المحقق أن معناها أن أصل خلقة كل دابة من الماء كما قال تعالى: "الله خلق كل دابة من ماء"
ومنعوا من الحلف بالله أخذا من قوله تعالى: " ولاتجعلوا الله عرضة لأيمانكم " مع أن المعنى لاتجعلوا أيمانكم مانعة من البر والتقوى فتحلفوا أن تقطعوا ارحامكم ونحو ذلك كما يدل عليه آخر الاية فقال: " أن تبروا وتتقوا "....وهكذا
وقد قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً"
وقال: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
فتدبر القرآن عبادة عظيمة لها ميزة على سائر العبادات من جهة أن القرآن من العلم الذي اذا طلبه الرجل ودرسه سهل له طريقاً إلى الجنة وحرسه من الفتن والاهواء إذا مافسره بالسنة
قال تعالى: " الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "
فمن كان تقيا وتدبر القرآن صار له كتاب هداية
ومن كان قلبه بالنفاق وحب الدنيا مريضاً كان له عمى وغواية وكان من جنس الخوارج والذين لم يفهموا القرآن بفهم السلف فاستدلوا بالقرآن على ضلالهم وتكفيرهم أهل الاسلام والخروج على الحكام كآية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما فعلته المعتزلة
فمن أصولهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر استدلالاً بالآية: " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
ويعنون بذلك الخروج على أئمة الجور وتركوا السنة المفسرة للقرآن
" اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك "
" ولاتخرجوا حتى تروا كفر بواحا "
وحديث " من كان له نصيحة عند ذي سلطان فلايبدها علانية وليخلوا به وليسر إليه فإن قَبِل فذاك وإلا فقد أدى الذي عليه "
فقد قال تعالى: " وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزُّل إليهم "
فلم يتدبروا هذه الأخيرة ليستدلوا بها على فضل السنة وأنها مفسرة للقرآن
وأما الآية المنسية
فقد شدتني بعد ظهر هذا اليوم وتدبرتها بالرجوع لكلام المحققين وهو الحافظ بن كثير فقال في معناها
معنى الآية الكريمة،
(( كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة التي أغوتهم من الجن، كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم))
وهي قوله تعالى: " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون "
فتدبروها كما تدبرها ابن كثير
لتعلموا واقعكم الأليم
ظلم الحكام شعوبهم وأسرفوا بفعل المعاصي فسلطت شعوبهم عليهم بالمظاهرات وإظهار البغض عقوبة لهم بما كسبوا
واقترفت الشعوب المعاصي والبدع والشركيات فسلط عليهم حكامهم بالظلم والبغي
ولن يستريحوا بتغير حكامهم حتى يرجعوا إلى ربهم
قال تعالى: " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم "
ولم يقل حتى يغيروا حكامهم
بل حتى يرجعوا الى دينهم الحق الذي نزل به محمد صلى الله عليه وسلم دين السلف بلا شهوات ولاشبهات ولابدع ولاشركيات
لا دين حسن البنا ولا الجهم بن صفوان ولا أبو الحسن الاشعري ولا أسامة بن لادن ولا إلياس
روى أبوداود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
وضلت المبتدعة من خوارج الزمان فحرفوا كلام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فقالوا إلى دينكم أي الجهاد وكذبوا
بل حتى يرجعوا الى دين السلف فكان الخطاب بالدرجة الاولى للصحابة وهم السلف
ثم الرجوع في كليات الدين الإسلام فيتركوا الشرك والبدع والمعاصي والإيمان فيتركوا الإعتقادات الباطلة بلا مذهب الخوارج ولا الإرجاء أو التمشعر والتجهم والتفويض وتأليه الأولياء دون رب الارض والسماء بالذبح لهم والنذر والخوف
كما جاء لفظ الدين مفسر في حديث جبريل: " أتاكم يعلمكم دينكم " وهو الإسلام والإيمان والإحسان
ولايزالون فقراء أذلاء حتى يحكموا دين رب الأرض والسماء في محاكمهم
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وماحكم قوم بغير ما أنزل الله إلا ابتلاهم الله بالفقر".
منقول من سحاب
( آية في القرآن منسية في الأحداث العصرية فيها سبب لمثل هذه المظاهرات الخارجية )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد:
فقد قال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله تعالى في كتابه الحوادث والبدع ومما أحدثه أهل هذا الزمن أي في عصره وقد عاش في القرن السادس أي قبل نحو تسعمائة عام من الآن
أنهم صاروا يقرأون القرآن من غير أن يتفقهوا فيه ولا أن يتدبروا معانيه ولقد قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنوات يتدبر حلالها وحرامها محكمها ومتشابها ناسخها ومنسوخها
قال تعالى: "ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون"
قيل إلا أماني أي إلا تلاوة من غير معرفة لحقيقة معانيه
والا أخال كثير من أهل العصر حتى مما ينتسب للوعظ والقصص والصلاح والاصلاح إلا كذلك
فانظر كيف يستدلون بقوله تعالى: "ومن لايحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
على كفر الحاكم مطلقا بلاتفصيل جحد أم لم يجحد حكم الله مخالفين سلفهم كابن عباس حبر الامة في معنى الاية فقال كفر دون كفر وفي رواية إذا جحد حكم الله فهو الكافر وإذا لم يجحد فهو الفاسق وكذلك قوله تعالى: "ومن يتوله منكم فإنه منهم"
قالوا في قوله تعالى: "ومن يتوله منكم فإنه منهم" بتكفير الحاكم اذا أعان الكفار ضد المسلمين وفي قصة حاطب بيان وتفسير للآية أنه إذا لم يقصد نصرتهم من أجل الكفر فهو فاسق وليس كافر وغير ذلك كقول عوامهم في قول الله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"
أي أن الماء اذا انقطع ماتت الخلائق والقول المحقق أن معناها أن أصل خلقة كل دابة من الماء كما قال تعالى: "الله خلق كل دابة من ماء"
ومنعوا من الحلف بالله أخذا من قوله تعالى: " ولاتجعلوا الله عرضة لأيمانكم " مع أن المعنى لاتجعلوا أيمانكم مانعة من البر والتقوى فتحلفوا أن تقطعوا ارحامكم ونحو ذلك كما يدل عليه آخر الاية فقال: " أن تبروا وتتقوا "....وهكذا
وقد قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً"
وقال: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
فتدبر القرآن عبادة عظيمة لها ميزة على سائر العبادات من جهة أن القرآن من العلم الذي اذا طلبه الرجل ودرسه سهل له طريقاً إلى الجنة وحرسه من الفتن والاهواء إذا مافسره بالسنة
قال تعالى: " الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "
فمن كان تقيا وتدبر القرآن صار له كتاب هداية
ومن كان قلبه بالنفاق وحب الدنيا مريضاً كان له عمى وغواية وكان من جنس الخوارج والذين لم يفهموا القرآن بفهم السلف فاستدلوا بالقرآن على ضلالهم وتكفيرهم أهل الاسلام والخروج على الحكام كآية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما فعلته المعتزلة
فمن أصولهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر استدلالاً بالآية: " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
ويعنون بذلك الخروج على أئمة الجور وتركوا السنة المفسرة للقرآن
" اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك "
" ولاتخرجوا حتى تروا كفر بواحا "
وحديث " من كان له نصيحة عند ذي سلطان فلايبدها علانية وليخلوا به وليسر إليه فإن قَبِل فذاك وإلا فقد أدى الذي عليه "
فقد قال تعالى: " وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزُّل إليهم "
فلم يتدبروا هذه الأخيرة ليستدلوا بها على فضل السنة وأنها مفسرة للقرآن
وأما الآية المنسية
فقد شدتني بعد ظهر هذا اليوم وتدبرتها بالرجوع لكلام المحققين وهو الحافظ بن كثير فقال في معناها
معنى الآية الكريمة،
(( كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة التي أغوتهم من الجن، كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم))
وهي قوله تعالى: " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون "
فتدبروها كما تدبرها ابن كثير
لتعلموا واقعكم الأليم
ظلم الحكام شعوبهم وأسرفوا بفعل المعاصي فسلطت شعوبهم عليهم بالمظاهرات وإظهار البغض عقوبة لهم بما كسبوا
واقترفت الشعوب المعاصي والبدع والشركيات فسلط عليهم حكامهم بالظلم والبغي
ولن يستريحوا بتغير حكامهم حتى يرجعوا إلى ربهم
قال تعالى: " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم "
ولم يقل حتى يغيروا حكامهم
بل حتى يرجعوا الى دينهم الحق الذي نزل به محمد صلى الله عليه وسلم دين السلف بلا شهوات ولاشبهات ولابدع ولاشركيات
لا دين حسن البنا ولا الجهم بن صفوان ولا أبو الحسن الاشعري ولا أسامة بن لادن ولا إلياس
روى أبوداود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
وضلت المبتدعة من خوارج الزمان فحرفوا كلام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فقالوا إلى دينكم أي الجهاد وكذبوا
بل حتى يرجعوا الى دين السلف فكان الخطاب بالدرجة الاولى للصحابة وهم السلف
ثم الرجوع في كليات الدين الإسلام فيتركوا الشرك والبدع والمعاصي والإيمان فيتركوا الإعتقادات الباطلة بلا مذهب الخوارج ولا الإرجاء أو التمشعر والتجهم والتفويض وتأليه الأولياء دون رب الارض والسماء بالذبح لهم والنذر والخوف
كما جاء لفظ الدين مفسر في حديث جبريل: " أتاكم يعلمكم دينكم " وهو الإسلام والإيمان والإحسان
ولايزالون فقراء أذلاء حتى يحكموا دين رب الأرض والسماء في محاكمهم
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وماحكم قوم بغير ما أنزل الله إلا ابتلاهم الله بالفقر".
منقول من سحاب