السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
والاية دليل على ان صلاح الاقوام و الدول والامم والمجتمعات يكون باصلاح انفسنا
والاية الكريمة تشمل كل مسلم حاكما ومحكوما فاذا اردنا صلاح مجتمعنا فعلينا بالاقبال على انفسنا فنزكيها بالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة الى الله على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وذلك هوسبيل الاصلاح ولنا في نبينا عليه الصلاة والسلام اسوة فانه بدأ دعوته بذلك ونوح عليه السلام صبر في دعوته الف سنة الا خمسين عاما
والدعوة بالتي هي احسن تشمل الحاكم والمحكوم ولا يستثنى منها الحاكم كما يقوله اهل الخروج ولنا في نبي الله موسى كليم الرحمان خير اسوة حيث بعث الله تعالى اتقى اهل الارض الى شر اهل الارض وهو فرعون ورغم ذلك قال تعالى لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام قولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى مع ان الله تعالى يعلم انه لا يتذكر ولا يخشى وهذا اقامة للحجة عيه ولتعليمنا الطريقة المشروعة في الدعوة الى الله تعالى
فاذا سلكنا الطريقة الشرعية في الدعوة الى الله وهي ما كان يعبر عنه العلامة الالباني رحمه الله تعالى بالتصفية والتربية فانه يصلح المجتمع ولكن علينا ان لا نستعجل والمخلص الذي يبتغي الاجر من الله لا يهمه متى تتحقق النتائج وانما يهمه بذل الجهد لينال الاجر عند الله تعالى كما قال تعالى في الهجرة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله
فاذا صبرنا على اصلاح انفسنا والدعوة الى الله علما وعملا وتعليما وارشادا وسلوكا ومعاملة تبدأ تظهر بوادر الخير في المجتمع واذا ظهر الخير في المحكومين ظهر في الحكام لان هؤلاء الحكام هم نابتون من الشعب ولم يأتوا من كوكب اخر فاذا كان الشعب صالحا كان الحكام صالحين واذا كان فاسدا كانوا فاسدين كما قيل كيفما تكونوا يولى عليكم وقيل اعمالكم عمالكم يعني امراؤكم يكونون بصورة اعمالك ان كانت صالحة فصالحة وان كانت فاسدة ففاسدة والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك احدا
اذن اذا اردنا صلاح احوالنا فليقبل كل واحد منا على نفسه فليزكها بالعلم والعمل كما قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ثم ليدع كل واحد منا اهله وجيرانه واقرباءه ومن قدر على دعوته بالقول الحسن والقدوة الحسنة وبذلك تصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها حكاما وحكومين
واما المضاهرات والمسيرات والاضرابات والخروج المسلح فهذا كله لا يفيد المسلمين شيئا بل يجلب لهم الويلات والدمار
وبناء المجتمع يشبه بناء البيت فكلنا يبدأه من الاساس ثم الاعمدة ثم اللبن شيئا فشيئا حتى يصل الى السقف واما لو بدأ مباشرة من السقف فان البيت لا يبنى فاذا كان هذا في بناء بيت فكيف الحال في بناء دولة ومجتمع وامة
وهذه الطريقة الشرعية في الاصلاح لا يثبت عليها الا الصادقون المخلصون المبتغون الاجر من الله واما اصحاب الشهرة والمناصب والزعامات فان هذه الطريق لا تعجبهم لانها طويلة فربما يموتون ولا يحصلون على شيء واما المؤمن الصادق فيهمه تحصيل رضا الله تبارك وتعالى
والله الموفق لما فيه الخير ونسأله سبحانه ان يصلح احوالنا
ملاحظة الكلام الذي ذكرته سابقا ذكره كبار اهل العلم في هذا العصر امثال الالباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وال الشيخ والفوزان وغيرهم ذكروه بادلته من الكتاب والسنة واقوال اهل العلم ولم نذكر ذلك اختصارا و لكن اذكر كلاما للعلامة الالباني رحمه الله تعالى قال :
(القضية ليس لها علاقة بالحُكام فقط، بل لها علاقة قبل الحُكَّام بالمحكومين!! المحكومون- هم في حقيقة- أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحُكَّام! وكما يقولون: «دودُ الخل منه وفيه»! هؤلاء الحُكام ما نزلوا علينا من المريخ! وانَّما نَبَعوا «منَّا وفينا!». فاذا أردنا صلاح أوضاعنا: فلا يكون ذلك بأن نُعلن الحربَ الشعواء على حُكَّامنا، وأن ننسى أنفسنا، ونحن من تمام مُشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الاسلامي! لذلك، نحن ننصح المسلمين ان يعودوا الى دينهم، وأن يُطبِّقوا ما عرفوه من دينهم {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ}... فاذن يا اخواننا ليس الأمر كما نتصوره: عبارة عن حماسات وحرارات الشباب، وثورات كرغوة الصابون: (تثور ثم تخور!)- في أرضها-، ثم لا ترى لها أثراً اطلاقاً).انتهى مختصراً من كلامه رحمه الله في شريط بعنوان «كيفية التعامل مع الواقع».
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة «وتأمل حكمته تعالى فى أن جعل ملوك العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم،بل كأن أعمالهم ظهرت فى صور ولاتهم وملوكهم،فإن استقاموا استقامت ملوكهم،وإن عدلوا عدلت عليهم،وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم،وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك،وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بهامنعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم ،وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه فى معاملتهم أخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
وليس فى الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،ولما كان الصدر الأول خيارالقرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك،فلما شابوا شابت لهم الولاة،فحكمة الله تأبى أن يولى علينا فى مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز؛ فضلا عن مثل أبى بكروعمر،بل ولاتنا على قدرنا،وولاة من قبلنا على قدرهم».
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوامَابِأَنْفُسِهِم﴿
يقول الله تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
والاية دليل على ان صلاح الاقوام و الدول والامم والمجتمعات يكون باصلاح انفسنا
والاية الكريمة تشمل كل مسلم حاكما ومحكوما فاذا اردنا صلاح مجتمعنا فعلينا بالاقبال على انفسنا فنزكيها بالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة الى الله على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وذلك هوسبيل الاصلاح ولنا في نبينا عليه الصلاة والسلام اسوة فانه بدأ دعوته بذلك ونوح عليه السلام صبر في دعوته الف سنة الا خمسين عاما
والدعوة بالتي هي احسن تشمل الحاكم والمحكوم ولا يستثنى منها الحاكم كما يقوله اهل الخروج ولنا في نبي الله موسى كليم الرحمان خير اسوة حيث بعث الله تعالى اتقى اهل الارض الى شر اهل الارض وهو فرعون ورغم ذلك قال تعالى لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام قولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى مع ان الله تعالى يعلم انه لا يتذكر ولا يخشى وهذا اقامة للحجة عيه ولتعليمنا الطريقة المشروعة في الدعوة الى الله تعالى
فاذا سلكنا الطريقة الشرعية في الدعوة الى الله وهي ما كان يعبر عنه العلامة الالباني رحمه الله تعالى بالتصفية والتربية فانه يصلح المجتمع ولكن علينا ان لا نستعجل والمخلص الذي يبتغي الاجر من الله لا يهمه متى تتحقق النتائج وانما يهمه بذل الجهد لينال الاجر عند الله تعالى كما قال تعالى في الهجرة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله
فاذا صبرنا على اصلاح انفسنا والدعوة الى الله علما وعملا وتعليما وارشادا وسلوكا ومعاملة تبدأ تظهر بوادر الخير في المجتمع واذا ظهر الخير في المحكومين ظهر في الحكام لان هؤلاء الحكام هم نابتون من الشعب ولم يأتوا من كوكب اخر فاذا كان الشعب صالحا كان الحكام صالحين واذا كان فاسدا كانوا فاسدين كما قيل كيفما تكونوا يولى عليكم وقيل اعمالكم عمالكم يعني امراؤكم يكونون بصورة اعمالك ان كانت صالحة فصالحة وان كانت فاسدة ففاسدة والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك احدا
اذن اذا اردنا صلاح احوالنا فليقبل كل واحد منا على نفسه فليزكها بالعلم والعمل كما قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ثم ليدع كل واحد منا اهله وجيرانه واقرباءه ومن قدر على دعوته بالقول الحسن والقدوة الحسنة وبذلك تصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها حكاما وحكومين
واما المضاهرات والمسيرات والاضرابات والخروج المسلح فهذا كله لا يفيد المسلمين شيئا بل يجلب لهم الويلات والدمار
وبناء المجتمع يشبه بناء البيت فكلنا يبدأه من الاساس ثم الاعمدة ثم اللبن شيئا فشيئا حتى يصل الى السقف واما لو بدأ مباشرة من السقف فان البيت لا يبنى فاذا كان هذا في بناء بيت فكيف الحال في بناء دولة ومجتمع وامة
وهذه الطريقة الشرعية في الاصلاح لا يثبت عليها الا الصادقون المخلصون المبتغون الاجر من الله واما اصحاب الشهرة والمناصب والزعامات فان هذه الطريق لا تعجبهم لانها طويلة فربما يموتون ولا يحصلون على شيء واما المؤمن الصادق فيهمه تحصيل رضا الله تبارك وتعالى
والله الموفق لما فيه الخير ونسأله سبحانه ان يصلح احوالنا
ملاحظة الكلام الذي ذكرته سابقا ذكره كبار اهل العلم في هذا العصر امثال الالباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وال الشيخ والفوزان وغيرهم ذكروه بادلته من الكتاب والسنة واقوال اهل العلم ولم نذكر ذلك اختصارا و لكن اذكر كلاما للعلامة الالباني رحمه الله تعالى قال :
(القضية ليس لها علاقة بالحُكام فقط، بل لها علاقة قبل الحُكَّام بالمحكومين!! المحكومون- هم في حقيقة- أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحُكَّام! وكما يقولون: «دودُ الخل منه وفيه»! هؤلاء الحُكام ما نزلوا علينا من المريخ! وانَّما نَبَعوا «منَّا وفينا!». فاذا أردنا صلاح أوضاعنا: فلا يكون ذلك بأن نُعلن الحربَ الشعواء على حُكَّامنا، وأن ننسى أنفسنا، ونحن من تمام مُشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الاسلامي! لذلك، نحن ننصح المسلمين ان يعودوا الى دينهم، وأن يُطبِّقوا ما عرفوه من دينهم {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ}... فاذن يا اخواننا ليس الأمر كما نتصوره: عبارة عن حماسات وحرارات الشباب، وثورات كرغوة الصابون: (تثور ثم تخور!)- في أرضها-، ثم لا ترى لها أثراً اطلاقاً).انتهى مختصراً من كلامه رحمه الله في شريط بعنوان «كيفية التعامل مع الواقع».
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة «وتأمل حكمته تعالى فى أن جعل ملوك العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم،بل كأن أعمالهم ظهرت فى صور ولاتهم وملوكهم،فإن استقاموا استقامت ملوكهم،وإن عدلوا عدلت عليهم،وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم،وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك،وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بهامنعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم ،وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه فى معاملتهم أخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
وليس فى الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،ولما كان الصدر الأول خيارالقرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك،فلما شابوا شابت لهم الولاة،فحكمة الله تأبى أن يولى علينا فى مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز؛ فضلا عن مثل أبى بكروعمر،بل ولاتنا على قدرنا،وولاة من قبلنا على قدرهم».
وصدق الله عز وجل إذ يقول
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوامَابِأَنْفُسِهِم﴿