العلامة مقبل الوادعي : ولا نحب أن تقوم ثورةٌ في ليبيا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد وقع بين يدي جزءٌ بعنوان ( الأسئلة اليمنية في مسائل الإيمان والتكفير المنهجية ) وهي أجوبة للعلامة مقبل بن هادي الوادعي _ رحمه الله _ جمعها علي الحلبي من كتبٍ متفرقة للشيخ ، وقد صدر من الحلبي في السنين الأخيرة الفواقر الكثيرة التي أوجبت تبديعه ، ولا يضر ذلك الرسالة إذ ليس للحلبي فيها إلا الجمع وبعض التعليقات ، وقد ذكر أنه انتقاها من الكتب التالية
1_ إجابة السائل
2_تحفة المجيب
3_ غارة الأشرطة
4_ فضائح ونصائح
وقد بدا لي أن أنقل من هذه الفتاوى ما تمس إليه الحاجة في هذه الأيام
والآن مع نصوص الشيخ
أ_ قال الشيخ مقبل كما في ص10 من الكتاب المذكور :" فليس العيب _ كل العيب _ هو عيب الحكام ، بل المجتمع المسلم يعتبر مفرطاً ، وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون ) .
فالمجتمع ظالم أخلد إلى الدنيا ، والحاكم ظالم أخلد إلى المنصب .
وليس السبيل في هذا هو ما ظنه بعض الناس ، أنها الثورات والانقلابات ، فقد جربت الثورات والانقلابات فكانت سبباً لضعف المسلمين ، فما أكثر ما جربت من زمن قديم "
أقول : وقد أبان الشيخ مقبل ، أن الداعي لتحريم الثورات والانقلابات ليس التجربة فقط ، بل مخالفة ذلك للنصوص وهدي السلف كما سيأتي في نصوصه التالية
إلى أن قال الشيخ :" كأن الدين هو الثورات والانقلابات ، وسفك دماء المسلمين
وينبغي أن يعلموا : أنه ما من شعب إلا وغالب سكانه مسلمون : سوريا ، العراق ، الجزائر ، ليبيا ، عدن ، غالب السكان مسلمون ، وتأتي الدائرة على رءوس هؤلاء الضعفاء
والله سبحانه وتعالى قد أخر فتح مكة من أجل أن بها أناساً من المسلمين فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍلِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"
فقد أخر الله سبحانه وتعالى فتح مكة من أجل بعض المسلمين ، فكيف والمجتمعات أكثرها مسلمة ؟!"
أقول : وفتح مكة المراد منه إقامة التوحيد ، لا تشييد الديمقراطية الكافرة
ب_ قال الشيخ كما في ص 19 من الكتاب المذكور :" هؤلاء الثوريون : لا تخلو النفس من شهوة إلى هذا الأمر _ من أجل المناصب _
والعمل يجب أن يكون خالصاً لوجه الله .
ثم بعد ذلك أيضاً : هذه لم تكن عادة السلف ، بل لم تكن موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ) الفتن _ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ استعاذ منها )
ج _ وقال الشيخ كما في ص24 من الكتاب المذكور :" أما مسألة التكفير ، فلا يجوز لنا أن نكفر مسلماً إلا أن نرى كفراً بواحاً ، كما في حديث عبادة بن الصامت _ رضي الله عنه _ (بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ ? عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنْ اللَّهِ بُرْهَانٌ) متفق عليه
فالواجب علينا السمع والطاعة ، وأن ندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالصلاح ، وننكر كل شر يأتون به "
أقول : وإنكار المنكر على الولاة يكون بالوسائل الشرعية السالمة من المفاسد ، لا التهييج عليهم
إلى أن قال الشيخ :" وغالب ملوك المسلمين وحكامهم ورؤسائهم يعتبرون جهالاً
فالواجب على الدعاة إلى الله أن ينصحوا لهم ، وأن يحذروهم بأس الله "
د_ قال الشيخ في ص29 من الكتاب المذكور :" وإذا كنا تكلمنا على الحكام ، فلا ينبغي أن نترك الكلام على الرعايا _ أيضاً _ لا ينصحون للحكام ، تجدون القبيلي والمواطن مستعداً أن يقيم الثورة والانقلاب لأتفه الأسباب
ما هكذا دين الإسلام ، نحن مأمورون بالصبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول للأنصار :" إنكم ستجدون بعدي أثرةً فاصبروا " ويقول أيضاً كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إنها ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال :" أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الحق الذي لكم "
أقول : ولم يقل طالبوا بحقكم ، أو هيجوا الشعوب ، أو سبوهم على المنابر والله المستعان
ه_ وقال الشيخ في 32 من الكتاب المذكور :" فلا أنصح بالكلام في الحكام ، ولكن يجب التثبت ، فلا أنصح أحداً بالاصطدام مع حكوماتهم "
وهذا الذي أوصى به الشيخ هو منهج السلف
قال ابن أبي عاصم في السنة 847 - حدثنا هدية بن عبد الوهاب ، ثنا الفضل بن موسى ، حدثنا حسين بن واقد ، عن قيس بن وهب ، عن أنس بن مالك ، قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تسبوا أمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تبغضوهم ، واتقوا الله واصبروا ؛ فإن الأمر قريب »
أقول : ولم ينفرد حسين بن واقد بل تابعه أبو حمزة وقال ( ولا تعصوهم ) بدل ( ولا تبغضوهم )
قال البيهقي في شعب الإيمان 7523 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنا عبدان بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب الهمداني عن أنس بن مالك قال :" نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال : لا تسبوا أمراءكم و لا تغشوهم و لا تعصوهم و اتقوا الله و اصبروا فإن الأمر إلى قريب "
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان 774 - حدث إسماعيل بن عباد ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي ، ثنا أحمد بن منصور زاج ، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا الحسين بن واقد ، أنا قيس بن وهب ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : « نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تسبوا أمراءكم ، ولا تعيبوهم ، واتقوا الله واصبروا ، فإن الأمر قريب » رواه غيلان ، عن قيس الهمداني ، عن عبد الله بن موهب ، عن أنس بن مالك ، مثله . حدثناه محمد بن عبد الله ، ثنا الحضرمي ، ثنا ابن نمير ، ثنا يحيى بن يعلى ، ثنا أبي ، ثنا غيلان ، عن قيس ، حدثني عبد الله بن موهب ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول مثله"
أقول : ولم يقل ( ولا تبغضوهم )
وقال الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة :" وَلاَ نَرَى الخُرُوجَ عَلى أَئِمتِنَا وَوُلاَةِ أُمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلاَ نَدْعُو عَلَيْهِم، وَلاَ نَنْزَعُ يَداً مِنْ طَاعَتِهم، وَنَرى طَاعَتَهُم مِنْ طَاعَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ فَريضة، مَا لَمْ يَأْمُروا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُوا لَهُم بِالصَّلاحِ والمعَافَاةِ "
وقال البربهاري في شرح السنة :" 107 - وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا في السلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين "
و _ وقال الشيخ في ص38 من الكتاب المذكور :" فالخروج على الحكام يعتبر فتنة ، فبسببه تسفك الدماء ويضعف المسلمون حتى لو كان الحاكم كافراً ، فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته حتى لا تسفك دماء المسلمين "
ز_ وقال الشيخ مقبل في ص62 :" فنحن ننكر هذه الأمور ، ولا نشجع على الثورات والانقلابات ، لأنها ما صارت ثورة ولا انقلاب من صالح الإسلام والمسلمين ، لكن يخسر المسلمون رجالهم وأعمارهم وأموالهم ، وتخرب دورهم ، ثم يؤتى بعلماني بدل علماني ، أو يؤتى بشيوعي بدل شيوعي ، يؤتى ببعثي بدل بعثي ، وربما تفضلوا وأتوا بعلماني بدل شيوعي ! ، أما الثورات والانقلابات على الحكام _ الذين هم في الديار الاسلامية _ فهذه ليست سبيل الإصلاح !
وسبيل الإصلاح هو تعليم المسلمين كتاب ربهم وسنة نبيهم "
ح_ وقال الشيخ مقبل في ص79 من الكتاب المذكور :" فوالله ما نحب أن تقوم ثورة في العراق ، لأنها ستسفك دماء المسلمين ، ولا نحب أن تقوم ثورة في ليبيا ، لأن الدائرة ستكون على رءوس المساكين "
أقول : هذا مع تكفير الشيخ مقبل لصدام التكريتي العراق السابق
وأختم هنا بلطيفة
قال علي الحلبي في ص68 من حاشيته على الكتاب المذكور :" وأقولها صراحةً : قد كنت إلى فترةٍ _ ليست بعيدة جداً _ قبل سنوات _ متعاطفاً مع سيد قطب ، ومتلمساً له بعض المعاذير ، إلى أن ظهرت كتابات فضيلة الشيخ ربيع الفاحصة ، وتأملتها ، ورأيت حججه ضده ، وردوده عليه ...
والحق أحق أن يتبع "
أقول : نعم الحق أحق أن يتبع ، وإحسان الظن المتجاوز للحد مرضٌ ، وطبيبه العلم النافع الذي تجده عند الجهابذة النقاد من أمثال ذاك المدخلي الذي شفاك الله بكتاباته ، مما كان فيك ، من تعاطفٍ غير شرعي مع سيد ابن قطب ، وإذا كنت قد أحسنت الظن بهذا الضال فمن باب أولى أن يدفعك جهلك إلى أن تحسن الظن بمن هو ( على سوئه ) خيرٌ منه ، فاطلب العلاج لهذا المرض من أهله وابتهل إلى الله ، عسى أن يشفيك مما هو فيك
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من منتدى البيضاء العلمية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد وقع بين يدي جزءٌ بعنوان ( الأسئلة اليمنية في مسائل الإيمان والتكفير المنهجية ) وهي أجوبة للعلامة مقبل بن هادي الوادعي _ رحمه الله _ جمعها علي الحلبي من كتبٍ متفرقة للشيخ ، وقد صدر من الحلبي في السنين الأخيرة الفواقر الكثيرة التي أوجبت تبديعه ، ولا يضر ذلك الرسالة إذ ليس للحلبي فيها إلا الجمع وبعض التعليقات ، وقد ذكر أنه انتقاها من الكتب التالية
1_ إجابة السائل
2_تحفة المجيب
3_ غارة الأشرطة
4_ فضائح ونصائح
وقد بدا لي أن أنقل من هذه الفتاوى ما تمس إليه الحاجة في هذه الأيام
والآن مع نصوص الشيخ
أ_ قال الشيخ مقبل كما في ص10 من الكتاب المذكور :" فليس العيب _ كل العيب _ هو عيب الحكام ، بل المجتمع المسلم يعتبر مفرطاً ، وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون ) .
فالمجتمع ظالم أخلد إلى الدنيا ، والحاكم ظالم أخلد إلى المنصب .
وليس السبيل في هذا هو ما ظنه بعض الناس ، أنها الثورات والانقلابات ، فقد جربت الثورات والانقلابات فكانت سبباً لضعف المسلمين ، فما أكثر ما جربت من زمن قديم "
أقول : وقد أبان الشيخ مقبل ، أن الداعي لتحريم الثورات والانقلابات ليس التجربة فقط ، بل مخالفة ذلك للنصوص وهدي السلف كما سيأتي في نصوصه التالية
إلى أن قال الشيخ :" كأن الدين هو الثورات والانقلابات ، وسفك دماء المسلمين
وينبغي أن يعلموا : أنه ما من شعب إلا وغالب سكانه مسلمون : سوريا ، العراق ، الجزائر ، ليبيا ، عدن ، غالب السكان مسلمون ، وتأتي الدائرة على رءوس هؤلاء الضعفاء
والله سبحانه وتعالى قد أخر فتح مكة من أجل أن بها أناساً من المسلمين فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍلِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"
فقد أخر الله سبحانه وتعالى فتح مكة من أجل بعض المسلمين ، فكيف والمجتمعات أكثرها مسلمة ؟!"
أقول : وفتح مكة المراد منه إقامة التوحيد ، لا تشييد الديمقراطية الكافرة
ب_ قال الشيخ كما في ص 19 من الكتاب المذكور :" هؤلاء الثوريون : لا تخلو النفس من شهوة إلى هذا الأمر _ من أجل المناصب _
والعمل يجب أن يكون خالصاً لوجه الله .
ثم بعد ذلك أيضاً : هذه لم تكن عادة السلف ، بل لم تكن موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ) الفتن _ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ استعاذ منها )
ج _ وقال الشيخ كما في ص24 من الكتاب المذكور :" أما مسألة التكفير ، فلا يجوز لنا أن نكفر مسلماً إلا أن نرى كفراً بواحاً ، كما في حديث عبادة بن الصامت _ رضي الله عنه _ (بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ ? عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنْ اللَّهِ بُرْهَانٌ) متفق عليه
فالواجب علينا السمع والطاعة ، وأن ندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالصلاح ، وننكر كل شر يأتون به "
أقول : وإنكار المنكر على الولاة يكون بالوسائل الشرعية السالمة من المفاسد ، لا التهييج عليهم
إلى أن قال الشيخ :" وغالب ملوك المسلمين وحكامهم ورؤسائهم يعتبرون جهالاً
فالواجب على الدعاة إلى الله أن ينصحوا لهم ، وأن يحذروهم بأس الله "
د_ قال الشيخ في ص29 من الكتاب المذكور :" وإذا كنا تكلمنا على الحكام ، فلا ينبغي أن نترك الكلام على الرعايا _ أيضاً _ لا ينصحون للحكام ، تجدون القبيلي والمواطن مستعداً أن يقيم الثورة والانقلاب لأتفه الأسباب
ما هكذا دين الإسلام ، نحن مأمورون بالصبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول للأنصار :" إنكم ستجدون بعدي أثرةً فاصبروا " ويقول أيضاً كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إنها ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال :" أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الحق الذي لكم "
أقول : ولم يقل طالبوا بحقكم ، أو هيجوا الشعوب ، أو سبوهم على المنابر والله المستعان
ه_ وقال الشيخ في 32 من الكتاب المذكور :" فلا أنصح بالكلام في الحكام ، ولكن يجب التثبت ، فلا أنصح أحداً بالاصطدام مع حكوماتهم "
وهذا الذي أوصى به الشيخ هو منهج السلف
قال ابن أبي عاصم في السنة 847 - حدثنا هدية بن عبد الوهاب ، ثنا الفضل بن موسى ، حدثنا حسين بن واقد ، عن قيس بن وهب ، عن أنس بن مالك ، قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تسبوا أمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تبغضوهم ، واتقوا الله واصبروا ؛ فإن الأمر قريب »
أقول : ولم ينفرد حسين بن واقد بل تابعه أبو حمزة وقال ( ولا تعصوهم ) بدل ( ولا تبغضوهم )
قال البيهقي في شعب الإيمان 7523 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنا عبدان بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب الهمداني عن أنس بن مالك قال :" نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال : لا تسبوا أمراءكم و لا تغشوهم و لا تعصوهم و اتقوا الله و اصبروا فإن الأمر إلى قريب "
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان 774 - حدث إسماعيل بن عباد ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي ، ثنا أحمد بن منصور زاج ، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا الحسين بن واقد ، أنا قيس بن وهب ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : « نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تسبوا أمراءكم ، ولا تعيبوهم ، واتقوا الله واصبروا ، فإن الأمر قريب » رواه غيلان ، عن قيس الهمداني ، عن عبد الله بن موهب ، عن أنس بن مالك ، مثله . حدثناه محمد بن عبد الله ، ثنا الحضرمي ، ثنا ابن نمير ، ثنا يحيى بن يعلى ، ثنا أبي ، ثنا غيلان ، عن قيس ، حدثني عبد الله بن موهب ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول مثله"
أقول : ولم يقل ( ولا تبغضوهم )
وقال الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة :" وَلاَ نَرَى الخُرُوجَ عَلى أَئِمتِنَا وَوُلاَةِ أُمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلاَ نَدْعُو عَلَيْهِم، وَلاَ نَنْزَعُ يَداً مِنْ طَاعَتِهم، وَنَرى طَاعَتَهُم مِنْ طَاعَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ فَريضة، مَا لَمْ يَأْمُروا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُوا لَهُم بِالصَّلاحِ والمعَافَاةِ "
وقال البربهاري في شرح السنة :" 107 - وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا في السلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين "
و _ وقال الشيخ في ص38 من الكتاب المذكور :" فالخروج على الحكام يعتبر فتنة ، فبسببه تسفك الدماء ويضعف المسلمون حتى لو كان الحاكم كافراً ، فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته حتى لا تسفك دماء المسلمين "
ز_ وقال الشيخ مقبل في ص62 :" فنحن ننكر هذه الأمور ، ولا نشجع على الثورات والانقلابات ، لأنها ما صارت ثورة ولا انقلاب من صالح الإسلام والمسلمين ، لكن يخسر المسلمون رجالهم وأعمارهم وأموالهم ، وتخرب دورهم ، ثم يؤتى بعلماني بدل علماني ، أو يؤتى بشيوعي بدل شيوعي ، يؤتى ببعثي بدل بعثي ، وربما تفضلوا وأتوا بعلماني بدل شيوعي ! ، أما الثورات والانقلابات على الحكام _ الذين هم في الديار الاسلامية _ فهذه ليست سبيل الإصلاح !
وسبيل الإصلاح هو تعليم المسلمين كتاب ربهم وسنة نبيهم "
ح_ وقال الشيخ مقبل في ص79 من الكتاب المذكور :" فوالله ما نحب أن تقوم ثورة في العراق ، لأنها ستسفك دماء المسلمين ، ولا نحب أن تقوم ثورة في ليبيا ، لأن الدائرة ستكون على رءوس المساكين "
أقول : هذا مع تكفير الشيخ مقبل لصدام التكريتي العراق السابق
وأختم هنا بلطيفة
قال علي الحلبي في ص68 من حاشيته على الكتاب المذكور :" وأقولها صراحةً : قد كنت إلى فترةٍ _ ليست بعيدة جداً _ قبل سنوات _ متعاطفاً مع سيد قطب ، ومتلمساً له بعض المعاذير ، إلى أن ظهرت كتابات فضيلة الشيخ ربيع الفاحصة ، وتأملتها ، ورأيت حججه ضده ، وردوده عليه ...
والحق أحق أن يتبع "
أقول : نعم الحق أحق أن يتبع ، وإحسان الظن المتجاوز للحد مرضٌ ، وطبيبه العلم النافع الذي تجده عند الجهابذة النقاد من أمثال ذاك المدخلي الذي شفاك الله بكتاباته ، مما كان فيك ، من تعاطفٍ غير شرعي مع سيد ابن قطب ، وإذا كنت قد أحسنت الظن بهذا الضال فمن باب أولى أن يدفعك جهلك إلى أن تحسن الظن بمن هو ( على سوئه ) خيرٌ منه ، فاطلب العلاج لهذا المرض من أهله وابتهل إلى الله ، عسى أن يشفيك مما هو فيك
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من منتدى البيضاء العلمية