الذِين خَرَجُوا مِن قَبلُ أفعَالُهُم لا حُجَّةَ فِيهَا (*)
قَدْ يَحْتَجُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَيَقُولُ مَثَلاً: وَلَكِنْ خَرَجَ الحُسَيْنُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-, بَلْ خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ, وَصَارَ أَمِيراً لِلْمُؤْمِنِينَ, وَهُوَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَكُونَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ-.
وَكَذَلِكَ خَرَجَ فُلانٌ وَفُلانٌ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ قَبْلُ!!
فَيُقَالُ: هَؤُلاءِ يُحْتَجُّ لَهُمْ, وَلا يُحْتَجُّ بِهِمْ.
وَمَا وَقَعَ مِنْ بَعْضِ السَّلَفِ مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-, وَمِنْ غَيْرِهِمْ, فَالحُجُّةُ فِيمَا قَالَهُ اللهُ, وَمَا قَالَهُ رَسُولُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ-, وَالصَّحَابَةُ وَأَئِمَّةُ التَّابِعِينَ أَنْكَرُوا عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ؛ فَقَدْ أَنْكَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَقَالَ لَهُ: ((لَوْلا أَنْ يُزْرَى بِي وَبِكَ, لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ, وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُقِيمُ, إِذَنْ لَفَعَلْتُ, ثُمَّ بَكَى)) (1).
وَكَذَلِكَ لَحِقَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَلَى مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ, فَنَصَحَهُ, فَأَبَى, فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ, وَقَالَ: ((أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيلٍ)) (2).
وَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((اتَّقِ اللهَ, وَالْزَمْ بَيْتَكَ)).
وَكَلَّمَهُ جَابِرٌ, وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.
وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ تُعَظِّمُ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ, وَتُخْبِرُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُسَاقُ إِلَى مَصْرَعِهِ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُحَذِّرُهُ وَيُنَاشِدُهُ الله.
وَقَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ, لَكَانَ خَيْراً لَهُ (3).
وَقَدِ اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ, فَهُوَ اجْتِهَادٌ خَاطِيءٌ مِنْهُ, وَالمُجْتَهِدُ المُخْطِيءُ لا يُتَابَعُ عَلَى خَطَئِهِ.
وَلِذَلِكَ قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَغَيْرُهُ: ((وَكَانَ الخُرُوجُ عَلَى وُلاةِ الجَوْرِ فِي السَّلَفِ قَدِيماً مَذْهَباً, وَلَكِنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْ ذَلِكَ وَمَنَعُوا الخُرُوجَ؛ لأَنَّهُ لَمْ يُؤَدِّ إِلَى شَيءٍ, بَلْ أَدَّى إِلَى مِحَنٍ كَبِيرَةٍ)) (4).
وَكَذَلِكَ خَرَجَ فُلانٌ وَفُلانٌ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ قَبْلُ!!
فَيُقَالُ: هَؤُلاءِ يُحْتَجُّ لَهُمْ, وَلا يُحْتَجُّ بِهِمْ.
وَمَا وَقَعَ مِنْ بَعْضِ السَّلَفِ مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-, وَمِنْ غَيْرِهِمْ, فَالحُجُّةُ فِيمَا قَالَهُ اللهُ, وَمَا قَالَهُ رَسُولُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ-, وَالصَّحَابَةُ وَأَئِمَّةُ التَّابِعِينَ أَنْكَرُوا عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ؛ فَقَدْ أَنْكَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَقَالَ لَهُ: ((لَوْلا أَنْ يُزْرَى بِي وَبِكَ, لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ, وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُقِيمُ, إِذَنْ لَفَعَلْتُ, ثُمَّ بَكَى)) (1).
وَكَذَلِكَ لَحِقَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَلَى مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ, فَنَصَحَهُ, فَأَبَى, فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ, وَقَالَ: ((أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيلٍ)) (2).
وَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((اتَّقِ اللهَ, وَالْزَمْ بَيْتَكَ)).
وَكَلَّمَهُ جَابِرٌ, وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.
وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ تُعَظِّمُ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ, وَتُخْبِرُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُسَاقُ إِلَى مَصْرَعِهِ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُحَذِّرُهُ وَيُنَاشِدُهُ الله.
وَقَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ, لَكَانَ خَيْراً لَهُ (3).
وَقَدِ اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ, فَهُوَ اجْتِهَادٌ خَاطِيءٌ مِنْهُ, وَالمُجْتَهِدُ المُخْطِيءُ لا يُتَابَعُ عَلَى خَطَئِهِ.
وَلِذَلِكَ قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَغَيْرُهُ: ((وَكَانَ الخُرُوجُ عَلَى وُلاةِ الجَوْرِ فِي السَّلَفِ قَدِيماً مَذْهَباً, وَلَكِنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْ ذَلِكَ وَمَنَعُوا الخُرُوجَ؛ لأَنَّهُ لَمْ يُؤَدِّ إِلَى شَيءٍ, بَلْ أَدَّى إِلَى مِحَنٍ كَبِيرَةٍ)) (4).
الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد
أبو عبد الله هيثم آل فايد
===============
(*) من كتاب: "دَعَائِمُ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ", لِفَضِيْلَةِ الشَّيْخِ/ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنِ سَعِيْد رَسْلان -حَفِظَهُ اللهُ-.
(1) رجاله ثقاتٌ, وأخرجه الطبراني (2859), وقال الهيثمي (9/ 192): ورجالهُ رجالُ الصحيح.
(2) ((تهذيب ابن عساكر)) (4/ 332).
(3) ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 296).
(4) انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (13/ 37,7).
(*) من كتاب: "دَعَائِمُ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ", لِفَضِيْلَةِ الشَّيْخِ/ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنِ سَعِيْد رَسْلان -حَفِظَهُ اللهُ-.
(1) رجاله ثقاتٌ, وأخرجه الطبراني (2859), وقال الهيثمي (9/ 192): ورجالهُ رجالُ الصحيح.
(2) ((تهذيب ابن عساكر)) (4/ 332).
(3) ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 296).
(4) انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (13/ 37,7).