قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى عند شرحه لقول البخاري رحمه الله تعالى : "بابٌٌ " العلم قبل القول والعمل ".
قبل أن يدعو يجب عليه أن يتعلم دين الله الذي يدعو إليه.
وهنا نقول: إن الدعاة أو المنتسبين للدعوة ثلاثة أصناف:-
الصنف الأول: هم أهل البصيرة أي الفقه في دين الله والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحجج والبراهين، وهؤلاء هم أسعد الناس، وهم الذين أثنى الله عليهم في قوله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إَلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اْتَّبَعَنيَ } [يوسف:108].
الثاني: دعاة الجهل؛ وهم الذين يتصدرون ميدان الدعوة ولا فقه عندهم في دين الله، أو عندهم فقه لا يؤهلهم، وهؤلاء يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وهم -في الحقيقة- سلم لأهل الأهواء.
الصنف الثالث: دعاة الفتنة والضلال- دعاة الانحراف- وأول فرقة خاضت هذه الميدان هم السبأية أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني الذي أسلم نفاقاً، فأول حدث أحدثوه في الإسلام: تحريض الناس على أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين" عثمان بن عفان" - رضي الله عنه - حتى قتلوه، تحريض وتهييج حتى قتل الخليفة وهؤلاء - أي السبأية- هم سلف الثوريين ؛ لأن من أصول أهل السنة والجماعة اجتماع الكلمة على من ولاه الله أمر المسلمين وعدم شق العصا وعدم تفريق الكلمة، فالثوريون من بني جلدتنا أخذوا هذا الجانب عن السبأيين، وأحداثهم في الإسلام كثيرة: الزندقة ،الرفض.. وغير ذلك.
والفرقة الثانية: فرقة الخوارج الذين خرجوا على "علي بن أبي طالب"- رضي الله عنه - " الحرُورِيَّة" أصحاب النهرَوان؛ وهم التكفيريون ضلوا وأضلوا؛ كفَّروا عصاة الموحدين وفساق المسلمين بالكبائر، وسيأتي لهذا تفصيل لاحق إن شاء الله تعالى.
فهذه أصناف المنتسبين إلى الدعوة ثلاثة أصناف.
وأسعدهم هم الصنف الأول؛ دعاة البصيرة والبينة والفقه في دين الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين}.
المصدر :(الشرح المأمول على ثلاثة الأصول - ص 10-11- نسخة المكتبة الشاملة)
تعليق