بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد فهذه نصيحة غالية إلى قلوب صافية من فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله قام بتفريغها بعض الإخوة من مدينة قسنطينة أحببت أن أقربها لأخواني عسى الله أن ينفع من يريد الحق :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى صحبه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد
روى ابن ماجه وابن عساكر والفسوي في تاريخه والبيهقي في الشعب والحديث صححه الألباني رحمه الله ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام سئل أي الناس أفضل ؟ قال : " أفضل الناس صاحب القلب المخموم وصدوق اللسان " . قالوا : يا رسول الله : أما صدوق اللسان قد عرفناه ، ولكن من هو صاحب القلب المخموم ؟ قال : هو القلب التقي النقي لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ولا حسد .
فهذا الحديث يبين لنا الأفضلية في المؤمنين ، وأن من كان قلبه سليما من الغل والحسد على إخوانه أنه على خير عظيم وعلى أفضلية فنحن بحاجة إلى أننا نفتش عما في قلوبنا فالشيطان يساعد في التحريش والفتن ما تترك الناس ، الفتن ما تترك الناس ، والشخص قد يضعف ، قد يحصل بينه وبين أخيه شيئ من الخصام والنزاع والإختلاف ، ثم لا يكون حارسا على قلبه حتى لا تدق فيه من الآفات فيحصل في القلب ما يحصل مما يكون من جملة الآفات التي يحتاج الشخص إلى سلامة قلبه منها . وكما تعلمون أن الشخص معرض إلى الإبتلاء والوقوع في مثل هذه الأمور، فكل منا بحاجة إلى المحافظة على قلبه و إلى حراسة قلبه ، بحيث يبقى قلبه مليئا وعامرا بذكر الله ، خشية الله ، ومراقبة الله ، وهكذا أيضا يبقى قلبه عامرا بمؤاخاة إخوانه المؤمنين ، المؤاخاة القائمة على الحب والإحترام وحب الخير والتناصح والتعاون على البر إلى غير ذلك مما هو من مطالب الشريعة . فالمطلوب منا جميعا ، ـ يعني ـ النظر فيما يتعلق بأمر قلوبنا فنحن بشر ، يقع في قلوبنا ما يقع وكل بحاجة إلى ، ـ يعني ـ حراسة قلبه أكثر ، خصوصا عند وجود بعض الأمور التي يريدها الشيطان من التحريشات ، ألا وإنه من المهم أن نعرف ـ يعني ـ ما كان عليه السلف .
فقد جاء عند البخاري تعليقا وعند ابن نصر المروزي واللالكائي وسنده صحيح ، أن عبد الله ابن عوف البصري ـ رحمه الله ـ قال : أحب لنفسي ثلاثا ، وأحبها لإخواني : أحب أن يتعلموا هذا القرآن وأن يعملوا بما فيه ، و أحب لهم هذه السنة أن يعملوا بما فيها وأن يجتهدوا في العمل بها . قال : وأحب لهم أن يدعوا الناس ، أن يدعوا الناس إلا للخير، ـ يعني ـ أن يدعوا ذكر الناس إلا ما كان في أمر خير . قد جاء عنه بلفظ ذكر الله دواء وذكر الناس داء ، وجاء عند أحمد في الزهد وهناد ابن السري في الزهد أيضا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : عليكم بذكر الله فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء والأثر فيه انقطاع ولكن معناه صحيح .
وجاء بسند حسن عند الخطيب في الكفاية أن رجلا قال للشعبي ألا أحدثك؟ قال له : عن الأحياء أم عن الأموات ؟ قال : بل عن الأحياء . قال : لا تحدثني . بل جاء عند ابن حبان وأبي نعيم في الحلية وغيرهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :" يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه " الألباني صحح هذا الحديث ـ رحمه الله ـ هذا الحديث يدعونا إلى التعرف على عيوبنا فأنت قد ترى في أخيك عيبا أو أكثروتظن أنك أحسن منه ، ولكن لو فتشت لوجدت أن فيك عيوبا كثيرة وربما وجدت عيوبك أكثر من عيوبه ، فلا ينبغي أن نغفل عن عيوبنا ، فكلنا عيوب ، كلنا فينا العيوب فلا تغفل عن هذه القضية ، فما يريده الشيطان منا أن نشتغل ببعضنا بعضا وأن نتكلم في بعضنا بعضا وأن نحتقر بعضنا بعضا ليستطيع أن يفسد علينا أخوتنا ، أن يفسد علينا أخوتنا ، فرحم الله امرءا أقبل على إصلاح نفسه .
جاء عن بكر بن عبد الله المزني قال : إذا رأيتم الرجل يكثر من ذكر عيوب الناس وينسى عيوبه فقد مُكر به ، وكذلك أيضا جاء بسند لا بأس به أن سفيان بن حسين كان عند اياس بن معاوية فتكلم في رجل ـ يعني ـ بطريقة ذم . فقال له اياس : أغزوت الديلم ؟ قال : لا قال : أغزوت الروم ؟ قال : لا قال : أغزوت السند ؟ قال : لا قٌال : سلم منك الروم والديلم والسند والهند ولم يسلم منك أخوك .
فمرادي من هذا الكلام أننا نسد أبواب القدح في بعضنا بعضا ومن رأى في أخيه عيبا فينصح له . ونسد أبواب ما يسمى الآن الجرح والتعديل بين الطلاب ـ يعني ـ أن يصير طلاب العلم مجرّحين ويشتغلون بشيئ لم يؤذن لهم فيه ، فهذا من جملة ما يريده منا الشيطان ، أننا نقدح في بعضنا بعضا باسم أننا ـ يعني ـ سرنا مسار الجرح والتعديل .
فأنصح لكل طالب أن يكون حريصا على سلامة نفسه ، والبعد عما يعقبه الضرر فمحافظتك على إخوانك مطلب شرعي ، والجرح إنما هو لأهل العلم وبقدرالحاجة وبقدر الضرورة ، وليس من جاء جرّح ، وليس من جاء تكلم ، فانتبهوا على أنفسكم، فإني أحب لكم ما أحبه لنفسي من الخير ، ما أحبه لنفسي من الخير ، فلهذا أنصح للإخوة الذين جرى بينهم جدالات أو غير ذلك مما ننصح بتركه والابتعاد عنه ، على أنهم يحرصون على الرفق بأنفسهم وعلى الرفق ببعضهم بعضا ، ارفق بنفسك وارفق بأخيك ودعك من الشيء الذي يعقب الضيق فنلاحظ أن الأمر هذا ما صار فيه مصلحتنا ولا منفعة لدعوتنا ، وكما تعلمون أن المشايخ في أحد التوجيهات الذي أنزلوه وقالوا إنما هو حاصل إنما هو من باب المغالبة ومن هو من باب المغالبة لم تنصر به سنة ولم تقمع به بدعة ، فهذا هو المتحقق وهذا هو الحاصل ، فكونوا على إدراك سديد وإن لم تدركوا فاستفيدوا ممن أدرك ، وممن يعطي الخبر اليقين والأمر على حقيقته و على ما هو حاصل فهذا الباب الطعن في بعضكم بعضا والجدالات وما أشبه ذلك صار فيها أضرار تضر بكم ، لا نرضى لكم بهذا ونرضى لطالب العلم أن يحرص على ما ينفعه ، أن يقبل على طلب العلم فربما بعضكم ضيّع نفسه وهو في حاجة ماسة إلى حفظ شيء من القرآن وشيء من الأحاديث والمحافظة على الدروس ومراجعة لها إلى غير ذلك مما هومن المهمات الكبيرة ومما هو محتاج إليه أيما احتياج وكما سمعتم هذه نصيحة للإخوة الذين جرى بينهم شيء من الجدالات وما أشبه ذلك على أنهم يحرصون على الرفق بأنفسهم. أما الإخوة وهم الكثيرالذين قبلوا هذه التوجيهات من سابق ولا يزالون ـ يعني ـ قد استراحوا وسلمت ألسنتهم من التعدي ومن التجاوز وسلمت أوقاتهم من الضياع ،إلى غير ذلك فهذا نعتبره من فضل الله عز وجل هذا يعتبر من فضل الله . فالمطلوب التعاون فيما بيننا على الخير والبر والتقوى ، هذا ولتعلموا أنكم جميعا عندي بمنزلة واحدة ليس عندنا ما قد يتوهم أن عندنا تصفية حسابات مثلما يقال أو عندنا إيرادات لأشياء مثلما يتوهم لا ، أنتم طلابي وأنتم إخواني وأنا أخوكم والذي بيني وبينكم التعاون على الخير والبر والتناصح فيما بيننا كلنا نخطئ ما في أحد ما يخطئ ولكن قد جعل الله النصح دواءنا وشفاءنا بحمد الله فإن نحن أصغينا إلى النصح وقبلنا التناصح والتعاون صلحت أمورنا بحمد الله رب العالمين وكنا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وإن نحن لم نقبل التناصح أو لم نبذل التناصح فهذا تقصير لا ينبغي أن يرضى به أحد ولا أن يكون مسلكا لأحد منا فأنتم طلاب علم في هذه الدار حرصها الله وأنتم في منزلة واحدة والمطلوب كما سمعتم البعد عن التوهمات التي لم تكن موجودة . فنحن إخوة نحافظ على أخوتنا وعلى دعوتنا ونحترم التعاون مع بعضنا فيما هو نافع لنا في ديننا وفي دنيانا وفي أخرانا نحرص على هذا ونتقرب إلى الله عز وجل بهذا الأمر فهذا فيه الخير الكثير بحمد الله رب العالمين .
ألا وإني أحذر الصنف الذي يذهب يدفع بعض الشباب إلى الفتن أحذر هذا الصنف من أن يستمر على هذا التصرف السيء وإن كنا قد لا نعلم هذا الصنف أو أشخاص أو كذا إلا أنه لا يعني أننا إذا لم نعلم أننا عاجزون ، لا ، ممكن أدعو عليه هذا محل علم محل تعاون ليس محل فوضى وفتن من جادل عن فلان ليثير كذا ويعمل له كذا هذا أمرنترفع عنه ، نترفع عنه ، وإذا بيني وبين أخي شيء لا يجوز التجاوز ولا استعمال واستخدام أشخاص لإثارة الفتن باسم أنه بيني وبين فلان شيء هذا فشل في معالجة القضايا وفي الاصلاح وفي التعاون على البر فهذا الصنف ان كنتم تعلمون اشخاصا فعرفوني بهم هذا طريق غير صحيح لا نقبله أبدا بينك وبين فلان شيء اشتكي به ، ونحن ما زلنا فاتحون صدورنا لمن يشتكي ونستعمل المشتكي والمشتكى به وننظر في القضية ونصلح ونوجه ونؤدب إخواننا بحسب مانرى في ذلك من التعاون معهم ومن سد أبواب الخلاف والنزاع هذا موجود بحمد الله رب العالمين تعرفونهم جميعا أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟ فما الداعي لهذه الفتن وما الداعي لدفع بعض الشباب أن يثيروا لهم الفتن ، أما الشباب هؤلاء فأنا أحذرهم أنهم لا يقبلون مثل هذه الأمور , وإلا سننكل بهم ، سننكل بهم ، ما نريد أن نجعل أمورنا يتولاها شباب ، يتولاها كذا . المطلوب أن نكون مدركين وعاقلين فكما سمعتم المطلوب أننا نرفق ببعضنا بعضا ونحافظ على أخوة بعضنا بعضا ، ولا يظن أحدكم أنه سيُمشي أمره ـ يعني ـ ضد فلان وسيمشي ، إن شاء الله ما يمشي إلا الحق ، إن شاء الله ما يمشي إلا الحق ، وما يبقى إلا الخير والمطلوب التعاون بصدق ، أن نتعاون مع بعضنا البعض بصدق وإخلاص لله وحبا لديننا ولدعوة الله وحبا للأخوة الدينية نحرص عليها جميعا فإذا حصل بيننا هذا التعاون فبحمد الله رب العالمين سندحر الشيطان الذي يسعى في الإفساد بيننا ، الشيطان يريد هذا يريد أننا نضيع أخوتنا وندخل في التعادي فيما بيننا فأنصح نفسي وإخواني حفظهم الله أن يكونوا مدركين للأمور. فكما سمعتم هذا الأمر ـ يعني ـ مطلوب التعاون في ، إذا بينك وبين فلان شيء ما بقي عندك صبر، اصبر عليه ولا كذا فلك أن تشتكي به ، أما تعصبات أو ـ يعني ـ دفع أشخاص ليفعلوا كذا ويثيروا كذا هذا أعتبره فشلا ، فشلا في التعاون فيما بيننا وفي الإصلاح بينك وبين أخيك شيء فاشتكي به وننظر عند من الخطأ والحمد لله وتسير أمورنا كما هي ما عندنا جديد ما عندنا جديد أبدا عندنا ما سمعتموه مني الآن وهذا الذي نسأل الله أن يعيننا على أن نتعاون عليه وعلى أن نقوم به فهذا أبربنا وأنفع وأسلم فهذا أمر مدرك إن شاء الله عند أكثركم بحمد الله رب العالمين فلنحافظ على بعضنا بعضا بالطرق الشرعية النافعة كما سمعتم ولا نسمح بإثارة ـ يعني ـ أي شخص والتعامل بطرق غير شرعية لا نريد هذا وننزه ونرى أن الأخ يترفع عن التعاملات بهذه الصورة فالإخوة الذين جرى بينهم شيء من الجدالات مع بعضهم بعضا هم إخواننا هم إخواننا جميعا على عيوننا ورؤوسنا ليس بيننا وبينهم إلا الأخوة في الدين والتناصح والتعاون ليس عندنا أشياء مخفية ممكن تظهر في المستقبل نحن نرى أن الشخص ـ يعني ـ يعاقب حسب خطأه أن الشخص يعاقب حسب ما حصل منه من أخطاء فنسير على هذا الخير والتعاون والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والشباب والأولاد الذين قد استعملوا في إثارة الفتن ، في السب ، في بعض التصرفات هؤلاء لابد أن يحصل تعاون من قبل الآباء وهم إن شاء الله على خير في هذا .ومن قبلنا أن هذه الأمور ما تتكرر ، أن هذه التصرفات ما تتكررفي أوساطنا المطلوب على أن أبناءنا يقبلون النصائح والتوجيهات ويكونون حسب ما نوجه وإن كان قد لا يحصل هذا الذي نريده أو لا يحصل بأكمله ولكن كلما تجدد شيء من خطأ المطلوب معالجته بالطرق النافعة والله المستعان
تم تفريغ هذه المادة في قسنطينة بتاريخ 6 ـ 11 ـ 2010
المرجع :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى صحبه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد
روى ابن ماجه وابن عساكر والفسوي في تاريخه والبيهقي في الشعب والحديث صححه الألباني رحمه الله ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام سئل أي الناس أفضل ؟ قال : " أفضل الناس صاحب القلب المخموم وصدوق اللسان " . قالوا : يا رسول الله : أما صدوق اللسان قد عرفناه ، ولكن من هو صاحب القلب المخموم ؟ قال : هو القلب التقي النقي لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ولا حسد .
فهذا الحديث يبين لنا الأفضلية في المؤمنين ، وأن من كان قلبه سليما من الغل والحسد على إخوانه أنه على خير عظيم وعلى أفضلية فنحن بحاجة إلى أننا نفتش عما في قلوبنا فالشيطان يساعد في التحريش والفتن ما تترك الناس ، الفتن ما تترك الناس ، والشخص قد يضعف ، قد يحصل بينه وبين أخيه شيئ من الخصام والنزاع والإختلاف ، ثم لا يكون حارسا على قلبه حتى لا تدق فيه من الآفات فيحصل في القلب ما يحصل مما يكون من جملة الآفات التي يحتاج الشخص إلى سلامة قلبه منها . وكما تعلمون أن الشخص معرض إلى الإبتلاء والوقوع في مثل هذه الأمور، فكل منا بحاجة إلى المحافظة على قلبه و إلى حراسة قلبه ، بحيث يبقى قلبه مليئا وعامرا بذكر الله ، خشية الله ، ومراقبة الله ، وهكذا أيضا يبقى قلبه عامرا بمؤاخاة إخوانه المؤمنين ، المؤاخاة القائمة على الحب والإحترام وحب الخير والتناصح والتعاون على البر إلى غير ذلك مما هو من مطالب الشريعة . فالمطلوب منا جميعا ، ـ يعني ـ النظر فيما يتعلق بأمر قلوبنا فنحن بشر ، يقع في قلوبنا ما يقع وكل بحاجة إلى ، ـ يعني ـ حراسة قلبه أكثر ، خصوصا عند وجود بعض الأمور التي يريدها الشيطان من التحريشات ، ألا وإنه من المهم أن نعرف ـ يعني ـ ما كان عليه السلف .
فقد جاء عند البخاري تعليقا وعند ابن نصر المروزي واللالكائي وسنده صحيح ، أن عبد الله ابن عوف البصري ـ رحمه الله ـ قال : أحب لنفسي ثلاثا ، وأحبها لإخواني : أحب أن يتعلموا هذا القرآن وأن يعملوا بما فيه ، و أحب لهم هذه السنة أن يعملوا بما فيها وأن يجتهدوا في العمل بها . قال : وأحب لهم أن يدعوا الناس ، أن يدعوا الناس إلا للخير، ـ يعني ـ أن يدعوا ذكر الناس إلا ما كان في أمر خير . قد جاء عنه بلفظ ذكر الله دواء وذكر الناس داء ، وجاء عند أحمد في الزهد وهناد ابن السري في الزهد أيضا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : عليكم بذكر الله فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء والأثر فيه انقطاع ولكن معناه صحيح .
وجاء بسند حسن عند الخطيب في الكفاية أن رجلا قال للشعبي ألا أحدثك؟ قال له : عن الأحياء أم عن الأموات ؟ قال : بل عن الأحياء . قال : لا تحدثني . بل جاء عند ابن حبان وأبي نعيم في الحلية وغيرهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :" يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه " الألباني صحح هذا الحديث ـ رحمه الله ـ هذا الحديث يدعونا إلى التعرف على عيوبنا فأنت قد ترى في أخيك عيبا أو أكثروتظن أنك أحسن منه ، ولكن لو فتشت لوجدت أن فيك عيوبا كثيرة وربما وجدت عيوبك أكثر من عيوبه ، فلا ينبغي أن نغفل عن عيوبنا ، فكلنا عيوب ، كلنا فينا العيوب فلا تغفل عن هذه القضية ، فما يريده الشيطان منا أن نشتغل ببعضنا بعضا وأن نتكلم في بعضنا بعضا وأن نحتقر بعضنا بعضا ليستطيع أن يفسد علينا أخوتنا ، أن يفسد علينا أخوتنا ، فرحم الله امرءا أقبل على إصلاح نفسه .
جاء عن بكر بن عبد الله المزني قال : إذا رأيتم الرجل يكثر من ذكر عيوب الناس وينسى عيوبه فقد مُكر به ، وكذلك أيضا جاء بسند لا بأس به أن سفيان بن حسين كان عند اياس بن معاوية فتكلم في رجل ـ يعني ـ بطريقة ذم . فقال له اياس : أغزوت الديلم ؟ قال : لا قال : أغزوت الروم ؟ قال : لا قال : أغزوت السند ؟ قال : لا قٌال : سلم منك الروم والديلم والسند والهند ولم يسلم منك أخوك .
فمرادي من هذا الكلام أننا نسد أبواب القدح في بعضنا بعضا ومن رأى في أخيه عيبا فينصح له . ونسد أبواب ما يسمى الآن الجرح والتعديل بين الطلاب ـ يعني ـ أن يصير طلاب العلم مجرّحين ويشتغلون بشيئ لم يؤذن لهم فيه ، فهذا من جملة ما يريده منا الشيطان ، أننا نقدح في بعضنا بعضا باسم أننا ـ يعني ـ سرنا مسار الجرح والتعديل .
فأنصح لكل طالب أن يكون حريصا على سلامة نفسه ، والبعد عما يعقبه الضرر فمحافظتك على إخوانك مطلب شرعي ، والجرح إنما هو لأهل العلم وبقدرالحاجة وبقدر الضرورة ، وليس من جاء جرّح ، وليس من جاء تكلم ، فانتبهوا على أنفسكم، فإني أحب لكم ما أحبه لنفسي من الخير ، ما أحبه لنفسي من الخير ، فلهذا أنصح للإخوة الذين جرى بينهم جدالات أو غير ذلك مما ننصح بتركه والابتعاد عنه ، على أنهم يحرصون على الرفق بأنفسهم وعلى الرفق ببعضهم بعضا ، ارفق بنفسك وارفق بأخيك ودعك من الشيء الذي يعقب الضيق فنلاحظ أن الأمر هذا ما صار فيه مصلحتنا ولا منفعة لدعوتنا ، وكما تعلمون أن المشايخ في أحد التوجيهات الذي أنزلوه وقالوا إنما هو حاصل إنما هو من باب المغالبة ومن هو من باب المغالبة لم تنصر به سنة ولم تقمع به بدعة ، فهذا هو المتحقق وهذا هو الحاصل ، فكونوا على إدراك سديد وإن لم تدركوا فاستفيدوا ممن أدرك ، وممن يعطي الخبر اليقين والأمر على حقيقته و على ما هو حاصل فهذا الباب الطعن في بعضكم بعضا والجدالات وما أشبه ذلك صار فيها أضرار تضر بكم ، لا نرضى لكم بهذا ونرضى لطالب العلم أن يحرص على ما ينفعه ، أن يقبل على طلب العلم فربما بعضكم ضيّع نفسه وهو في حاجة ماسة إلى حفظ شيء من القرآن وشيء من الأحاديث والمحافظة على الدروس ومراجعة لها إلى غير ذلك مما هومن المهمات الكبيرة ومما هو محتاج إليه أيما احتياج وكما سمعتم هذه نصيحة للإخوة الذين جرى بينهم شيء من الجدالات وما أشبه ذلك على أنهم يحرصون على الرفق بأنفسهم. أما الإخوة وهم الكثيرالذين قبلوا هذه التوجيهات من سابق ولا يزالون ـ يعني ـ قد استراحوا وسلمت ألسنتهم من التعدي ومن التجاوز وسلمت أوقاتهم من الضياع ،إلى غير ذلك فهذا نعتبره من فضل الله عز وجل هذا يعتبر من فضل الله . فالمطلوب التعاون فيما بيننا على الخير والبر والتقوى ، هذا ولتعلموا أنكم جميعا عندي بمنزلة واحدة ليس عندنا ما قد يتوهم أن عندنا تصفية حسابات مثلما يقال أو عندنا إيرادات لأشياء مثلما يتوهم لا ، أنتم طلابي وأنتم إخواني وأنا أخوكم والذي بيني وبينكم التعاون على الخير والبر والتناصح فيما بيننا كلنا نخطئ ما في أحد ما يخطئ ولكن قد جعل الله النصح دواءنا وشفاءنا بحمد الله فإن نحن أصغينا إلى النصح وقبلنا التناصح والتعاون صلحت أمورنا بحمد الله رب العالمين وكنا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وإن نحن لم نقبل التناصح أو لم نبذل التناصح فهذا تقصير لا ينبغي أن يرضى به أحد ولا أن يكون مسلكا لأحد منا فأنتم طلاب علم في هذه الدار حرصها الله وأنتم في منزلة واحدة والمطلوب كما سمعتم البعد عن التوهمات التي لم تكن موجودة . فنحن إخوة نحافظ على أخوتنا وعلى دعوتنا ونحترم التعاون مع بعضنا فيما هو نافع لنا في ديننا وفي دنيانا وفي أخرانا نحرص على هذا ونتقرب إلى الله عز وجل بهذا الأمر فهذا فيه الخير الكثير بحمد الله رب العالمين .
ألا وإني أحذر الصنف الذي يذهب يدفع بعض الشباب إلى الفتن أحذر هذا الصنف من أن يستمر على هذا التصرف السيء وإن كنا قد لا نعلم هذا الصنف أو أشخاص أو كذا إلا أنه لا يعني أننا إذا لم نعلم أننا عاجزون ، لا ، ممكن أدعو عليه هذا محل علم محل تعاون ليس محل فوضى وفتن من جادل عن فلان ليثير كذا ويعمل له كذا هذا أمرنترفع عنه ، نترفع عنه ، وإذا بيني وبين أخي شيء لا يجوز التجاوز ولا استعمال واستخدام أشخاص لإثارة الفتن باسم أنه بيني وبين فلان شيء هذا فشل في معالجة القضايا وفي الاصلاح وفي التعاون على البر فهذا الصنف ان كنتم تعلمون اشخاصا فعرفوني بهم هذا طريق غير صحيح لا نقبله أبدا بينك وبين فلان شيء اشتكي به ، ونحن ما زلنا فاتحون صدورنا لمن يشتكي ونستعمل المشتكي والمشتكى به وننظر في القضية ونصلح ونوجه ونؤدب إخواننا بحسب مانرى في ذلك من التعاون معهم ومن سد أبواب الخلاف والنزاع هذا موجود بحمد الله رب العالمين تعرفونهم جميعا أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟ فما الداعي لهذه الفتن وما الداعي لدفع بعض الشباب أن يثيروا لهم الفتن ، أما الشباب هؤلاء فأنا أحذرهم أنهم لا يقبلون مثل هذه الأمور , وإلا سننكل بهم ، سننكل بهم ، ما نريد أن نجعل أمورنا يتولاها شباب ، يتولاها كذا . المطلوب أن نكون مدركين وعاقلين فكما سمعتم المطلوب أننا نرفق ببعضنا بعضا ونحافظ على أخوة بعضنا بعضا ، ولا يظن أحدكم أنه سيُمشي أمره ـ يعني ـ ضد فلان وسيمشي ، إن شاء الله ما يمشي إلا الحق ، إن شاء الله ما يمشي إلا الحق ، وما يبقى إلا الخير والمطلوب التعاون بصدق ، أن نتعاون مع بعضنا البعض بصدق وإخلاص لله وحبا لديننا ولدعوة الله وحبا للأخوة الدينية نحرص عليها جميعا فإذا حصل بيننا هذا التعاون فبحمد الله رب العالمين سندحر الشيطان الذي يسعى في الإفساد بيننا ، الشيطان يريد هذا يريد أننا نضيع أخوتنا وندخل في التعادي فيما بيننا فأنصح نفسي وإخواني حفظهم الله أن يكونوا مدركين للأمور. فكما سمعتم هذا الأمر ـ يعني ـ مطلوب التعاون في ، إذا بينك وبين فلان شيء ما بقي عندك صبر، اصبر عليه ولا كذا فلك أن تشتكي به ، أما تعصبات أو ـ يعني ـ دفع أشخاص ليفعلوا كذا ويثيروا كذا هذا أعتبره فشلا ، فشلا في التعاون فيما بيننا وفي الإصلاح بينك وبين أخيك شيء فاشتكي به وننظر عند من الخطأ والحمد لله وتسير أمورنا كما هي ما عندنا جديد ما عندنا جديد أبدا عندنا ما سمعتموه مني الآن وهذا الذي نسأل الله أن يعيننا على أن نتعاون عليه وعلى أن نقوم به فهذا أبربنا وأنفع وأسلم فهذا أمر مدرك إن شاء الله عند أكثركم بحمد الله رب العالمين فلنحافظ على بعضنا بعضا بالطرق الشرعية النافعة كما سمعتم ولا نسمح بإثارة ـ يعني ـ أي شخص والتعامل بطرق غير شرعية لا نريد هذا وننزه ونرى أن الأخ يترفع عن التعاملات بهذه الصورة فالإخوة الذين جرى بينهم شيء من الجدالات مع بعضهم بعضا هم إخواننا هم إخواننا جميعا على عيوننا ورؤوسنا ليس بيننا وبينهم إلا الأخوة في الدين والتناصح والتعاون ليس عندنا أشياء مخفية ممكن تظهر في المستقبل نحن نرى أن الشخص ـ يعني ـ يعاقب حسب خطأه أن الشخص يعاقب حسب ما حصل منه من أخطاء فنسير على هذا الخير والتعاون والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والشباب والأولاد الذين قد استعملوا في إثارة الفتن ، في السب ، في بعض التصرفات هؤلاء لابد أن يحصل تعاون من قبل الآباء وهم إن شاء الله على خير في هذا .ومن قبلنا أن هذه الأمور ما تتكرر ، أن هذه التصرفات ما تتكررفي أوساطنا المطلوب على أن أبناءنا يقبلون النصائح والتوجيهات ويكونون حسب ما نوجه وإن كان قد لا يحصل هذا الذي نريده أو لا يحصل بأكمله ولكن كلما تجدد شيء من خطأ المطلوب معالجته بالطرق النافعة والله المستعان
تم تفريغ هذه المادة في قسنطينة بتاريخ 6 ـ 11 ـ 2010
المرجع :