بيان الحقيقة في إظهار فضائل الصديقة والرد على افتراءات الروافض المختلقة الشيخ أبي بكر يوسف لعويسي
بيان الحقيقة في إظهار فضائل الصديقة والرد على افتراءات الروافض المختلقة الشيخ أبي بكر يوسف لعويسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستحق لكمال النعوت والصفات ، المُسَبَح بصنوف اللغات ، المحمود على جميع الأفعال والحالات، مسهل ما صعب من الأمور الكائنات ، الواعد بنصر المؤمنين والمؤمنات ، المدافع عنهم بالحجج البينات ، والآيات القاطعات ، أحمده على ترادف نعمه السابغات وترافد مننه الصائغات حمدا دائما على ممر الأوقات والساعات .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منزهة عن الشك والشبهات؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم استخرجه من أشرف الأباء والأمهات ؛ وابتعثه بالمعجزات البالغات؛ والآيات والحجج الواضحات ؛وختم به النبوة والرسلات ، وخصه بأفضل النساء والزوجات ، وشرفه بتحريمهن على المؤمنين بعد الوفاة والممات ، وأنزل في ذلك الآيات البينات ، فأضاء بنور رسالته حنادس الظلم والظلمات ، وانجلى بشمس مقالته سحاب الكفر والغوايات ، وأعز دينه بأصحابه وأهله الذين هم لأمته كالنجوم السائرات ، فصلى الله عليه وعليهم أفضل الصلوات ، وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات المنزهات ؛ عن قول أهل الإفك المبرآت وأخص منهن أحب الحبيبات إلى رسول رب الأرض والسماوات ، وسلم كثيرا إلى يوم الدين ونشر العظام الباليات .
الحمد لله الذي إذا أراد إظهار فضيلة هيء لها الأسباب ، وامتحن بها الخصوم والأحباب ، وجعل عاقبتها العلو والشرف بالنصر والذكر الحسن بين أولي الألباب ، ومن ذلكم فضائل أمنا عائشة كاملة الأخلاق والآداب ، المبرأة عن كل بهتان من كل أفاك كذاب ، فجعل من يلمزها ويطعن فيها بالسباب ، ليوقظ بذلك قرائح النائمين من أبنائها الشيوخ والشباب ، فيهبوا لنصرتها والدفاع عنها بالحق والصواب ، ليرفع بذلك ذكرها ويثّبت أجرها الملك الوهاب ، فله الحمد أن جعل في هذه الأمة بقايا من أهل العلم أولي الألباب ، على منهج الحق سبيل السلف الصالح وكل رباني أواب يرمون كيد كل كائد بالنيّر من الشهاب ، ويكشفون مكر كل ماكر مرتاب ، ويفنذون شبه كل مبتدع ضال بالعمى والخبل مصاب ، ويبصرون كل بار بأمه محب ، ولربه أواب .
أما بعد :
لقد امتحنت أمنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها محنة عظيمة طال أمدها،وتجدد زمنها، ولكن جاءت العاقبة حميدة والنصرة لها في كل وقت متجددة ،فالحمد لله على نعمه العديدة ..
فقد اتهمت هذه العفيفة الطاهرة الشريفة ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضها وشاعت التهمة في شرفها ، وصارت الألسن من المقبوحين والمنبوحين من المنافقين من شيعة أبي بن سلول تلوكها وعبر التاريخ تشيعها ، ولم ينقطع دابر هذه الفتنة إلى يوم الناسِ ؛ جاء بها الروافض الأنجاس الأرجاس ، وكلما خرج قرنا منها إلا وتصدى له أهل العلم الأكياس ؛ من أهل السنة من أبنائها ومحبيها فبينوا عوارها وكشفوا إفكها وزيفها ، وها هي اليوم تعود يجرها خبيث عنودٌ ، ياسرٌ خاسرٌ لدود ، وقد نبت قرنها على رأسه من جديد ، فالويل له من يوم الوعيد ، فالذي تولى كبره له عذاب أليم شديد ، وهاهم أهل الحق من العلماء الربانيين ، وطلبة العلم السلفيين تصدوا لها فكسروا قرنها إلى غير رجعة – إن شاء الله – فقد بان الحق جليا ، واضمحل باطل الرفض موليا ، وغيرة مني على عرض أمي ، أحببت أن أساند إخواني فهمهم همي ، وأشد عضدهم بالدفاع عن عرض النبي الأمي ، وأحب الخلق إليه أمي ، الطاهرة العفيفة الحصينة الشريفة ، لعلي أحشر في زمرتهم ، وأنسب إليهم ، فالمرء يحشر مع من أحب قولا وفعلا ولسبيلهم طلب ، يوم يتبع كل إنسان إمامه ومن كان على شاكلته ،فاللهم ارزقنا حب الرسول وآل بيته ووفقنا لأداء حقوقهم علينا وحقوقه ..وهذا أقل ما نستطيعه ، وإلا فالموت أحب إلينا من الحياة في سبيل الذب عنهم ..
وإني في هذه الرسالة أذكر نسبها ، وزواجها منه صلى الله عليه وسلم ، وفضائلها ، ثم أذكر قصة الإفك وما فيها من الشر للمنافقين ، والخير للمؤمنين ، مما سطره أهل الحق من أهل العلم أتباع السلف الصالح قديما
تابع القراءة من الملف pdf