بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
إخواني السلفيين حياكم الله،،،
إخواني؛ إن من واجب الصحابة الكرام، بل من حقوقهم التي يجب أن نُأدِّيها إليهم؛ هي الدفاع عنهم وبيان فضائلهم ومكانتهم وسيرتهم العطرة، وأنهم هم من نقل إلينا الدين الصافي النقي من غير شوائب ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشويه، كيف لا والله اجتباهم ليكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أزواجه، فوالله وبالله وتالله إنّ لهم علينا حقوقا عظيمة وجليلة وكثيرة، قال سبحانه وتعالى {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}
وأنا بجهدي البسيط وزادي القليل أحببت أن أكون مع إخواني السلفيين في نشر بعض فضائلهم، فاردت نشر سيرة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة الطاهرة العفيفة رضي الله عنها المبرءة من فوق سبع سموات.
وكما تعلمون تكالب الكفار من يهود ونصارى وشيعة وتتار، على الأمة الإسلامية بالعموم والصحابة الكرام بالخصوص .
ومن هنا أدعو كلّ السلفيين للردّود على أهل الإلحاد بقلم البيان، وأنا بدوري أحد منتسبي الدعوة السلفية أنقل لكم من كتاب فضائل الصحابة للإمام الهمام إمام محنة الزمان أحمد بن حنبل – رضي الله عنه – بتحقيق الشيخ السلفي وصي الله بن محمد عباس – حفظه الله - ، وهذا الفصل الذي نقلته بعنوان : ( فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وغير ذلك في أهل اليمن) واكتفيت أولا : بنقل فضائل أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق فقط،
ثانيا : اقتصرت في تخريج الأحاديث والأثار على حكم الشيخ وصي الله بن محمد عباس – حفظه الله- عليها، وذلك لعدم رغبتي في تكثير الهوامش حتى لا يمل القارئ، فكما هو معلوم أن هذا الكتاب تقدم به الشيخ وصي لنيل رسالة الدكتورة، وقد أجاد الشيخ وحقق الكتاب فأفاد، فأحببت نقل حكم الشيخ فقط على الأحاديث والآثار، ومن أرد التوسع فاليرجع للكتاب ،
ثالثا : اكتفيت بالأحاديث الصحيحة فقط من فصل هذا الكتاب .
أبدأ بسم الله مستعينا :
"عائشة الصديقة أم عبدالله بنت أبي بكر الصديق عبدالله ابن عثمان ( ابن أبي قحافة ) أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالأدب والدين، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت بمكة قبل الهجرة وتزوجها النبي وهي في السادسة من عمرها وبنى بها وهي بنت تسع في السنة الثانية من الهجرة وكانت رضي الله عنها من أذكى نساء العالمين حفظت لأمة محمد كثيراً من أمور دينها ، وكان فقهاء الصحابة يرجعون إليها من المعضلات والمسائل، من فضائلها أنها نزلت الآيات في تبرأتها تتلى آناء الليل وأطراف النهار أقامت في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أعوام وخمسة أشهر وتوفيت في سنة سبع وخمسين وقيل : ثمان وخمسين رضي الله عنها .
طبقات ابن سعد ( 8 : 58 ) ، حلية الأولياء ( 2 : 43 ) ، والإستعاب ( 4 : 356 ) ، صفة الصفوة ( 2 : 15 ) ، أسد الغابة ( 5 : 501 ) ، تذكرة الحافظ ( 1 : 27 ) ، الإصابة ( 4 : 1 : 395 ) . [ منه ]
(1625) حدثنا عبدالله، قال : حدثني أبي، قثنا(*) المطَّلِب بن زياد، عن أبي إسحاق، (( أن رجلاً وقع في عائشة وعابها، فقال له عمار : ويحك ما تريد من حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تريد من أم المؤمنين ؟ فأنا أشهد أنها زوجته في الجنة، وبين يدي عَلِيّ وعليٍّ ساكت )). طرف منه رواه البخاري وأحمد والترمذي عن عمار .
(1627) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : (( هذا جبريل وهو يقرأ عليكِ السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى )) . إسناده صحيح .
(162 حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عثمان بن عُمَر ، قال : أنا ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )) . إسناده صحيح .
(1629) حدثنا عبدالله ، قال حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق قال : أنا معمر ، عن الزهري، عن يحي بن سعيد بن العاص ، (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعذر أبا بكر من عائشة، ولم يخش النبي صلى الله عليه وسلم أن ينالها أبو بكر ، بالذي نالها فرفع أبو بكر بيده فلطم في صدر عائشة، فوجد من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال لأبي بكر : ما أنا بمستعذرك منها بعد فَعْلَتِك هذه )) . مرسل صحيح.
(1630) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر، عن الزهري، قال : (( كنت عند الوليد وكاد أن يتناول عائشة، فقلتُ له : يا أمير المؤمنين ألا أُحدثك عن رجل من أهل الشام وكان أوتي حكمة، قال : من هو ؟ قلت : هو أبو مسلم الخولاني ، وسمع أهل الشام كادول أن ينالون عائشة، فقال : ألا أخبركم بمَثَلِكم أمِّكم هذه، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما، قال : فسكت، ذكره الزهري عن أبي إدريس عن أبي مسلم )) . إسناده صحيح.
(1631) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع، عن أبِيْه ، عن أبي إسحاق ، عن عُريْب بن حُمَيْد ، قال : (( جاء رجل إلى علي فوقع في عائشة فقام عمار، فقال : اخرج مقبوحاً منبوحاً والله إنها لزوجة رسول الله في الدنيا والأخرة )) . قال الترمذي : حسن صحيح والله أعلم .
(1632) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قثنا شعبة، قال : حدثني عَمْرو بن مُرّة، عم مرة، عن أبي موسى، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كَمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية قال يحي : امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) إسناده صحيح .
(1634) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يحي بن سعيد ، عن زكريا، عن عمر، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فضل هذا جبريل وهو يقرأ عليكِ السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى )) . إسناده صحيح .
(1636) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قال : حدثنا هارون بن إبراهيم ، عن عبدالله بن عُبَيْد ، قال : (( استأذن ابن عباس على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه، فأبت أن تأذن له فلم يزل بها حتى أذنت له فسمعها وهي تقول : أعوذ بالله من النار ، قال : يا أم المؤمنين إن الله عز وجل قد أعاذك الله من النار ، كنت أول امرأة نزل عذرها من السماء )) إسناده صحيح.
(1637) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قثنا ابن أبي خالد ، عن قيس ، قال : (( بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل قال : قال عمرو بن العاص : قلت : يا رسول الله من أحب النساء إليك ؟ قال : عائشة ، قال : قالت : إنما أقول من الرجال : قال : أبوها )) إسناده صحيح متصل .
(163 حدثنا عبدالله، قال حدثني أبي ، قثنا عبدالله ابن إدريس ، قال : سمعت هاشماً عن أبيه ، عن عائشة، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أُرِيْتُك في المنام مرتين ورجل يحمللك في سِرْقة(1)، من حرير فيقول : هذه امرأتك، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمْضِه )) أسناده صحيح .
(1639) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر وابن خُثَيْم ، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة ، (( أنه استأذن لإبن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أخيها عبدالله بن عبدالرحمن ، فقال : هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك ، فقالت : دعني من ابن عباس ، ومن تزكيته ، فقال لها عبدالله بن عبدالرحمن : إنه قارئ لكتاب الله فقيهٌ في دين الله، فأذني له ليسلم عليك ، وليُودِّعَك، قالت : فائذن له إن شئت ، قال : فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، فقال : أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال : وَصَب وتَلْقِي الأحبة محمداً وحزبه، أو قال أصحابه، إلا أن يفارق روحُك جَسَدك، فقالت : وأيضاً ، فقال ابن عباس : كنت أحبّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن ليحب إلا طيْباً وأنرله الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات، فليس في الإرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار ، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء(2) فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال : في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء ، فأنزل الله عز وجل : { فتيمموا صعيداً طيباً } الأية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبِبِكِ، فوالله إنك لمباركة ، قالت : دعني يا ابن عباس من هذا ، فوالله لوددت لو أني كنت نسياً منسياً )) إسناده صحيح .
(1641) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يعقوب، قثنا أبي ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حِجْري حين نزل به الموت )) إسناده صحيح.
(1642) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا زيد بن الحُبَاب ، قتنا عُمَر بن سعيد، قثنا عبدالله با أبي مليكة ، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة : (( أن دُرْجاً أتى عمر بن الخطاب فنظر إليه ونظر إليه أصحابه ، فلم يعرفوا قيمته ، فقال : أتأذنون لي أن أبعث به إلى عائشة لحُبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ؟ فقالوا : نعم ، فأتى به عائشة ففتحته وقيل لها : هذا أرسل به عمر بن الخطاب ، فقالت : ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تبقي لعطيته لقابل )) إسناده حسن .
(1643) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرحمن ، قثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سَعْد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فضل عائشة على نساء كفضل الثريد على الطعام )) مرسل رجاله ثقات .
(1644) حدثنا عبدالله قال : حدثني أبي ، ، قثنا يحي بن سَعيد ، عن عُمر بن سَعيد ، قال : أخبرني ابنُ أبي مليكة قال : (( استأذن ابن عباس على عائشة قبيل موتها وهي مغلوبة، فقالت : إني أخشى أن يُثْنِيَ عَليّ، فقيل لها : ابن عمّ رسول الله، ومن وجوه المسلمين، قالت : ائذنوا له ، فقال : كيف تجدينك يا أمة ؟ قالت : بخير إن اتقيت، قال : فإنك بخير إن شاء الله أن اتَّقَيْتِن زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكراً غيرك ونزل عذركِ من السماء، فدخل ابن الزبير خلافه، فقالت : دخل ابن عباس فأثني، وددت لو أني كنت نسياً منسياً )) إسناده صحيح .
(1645) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا معاوية بن عَمْرو ، قثنا زائدة، قال : نا عبدالله بن عبدالرحمن بن مَعْمر ، قال : سمعتُ أنساً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن فضل عائشة على الناس كفضل الثريد على الطعام )) إسناده صحيح .
(1646) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا معاوية، قثنا زائدة ، قال : نا عبدالملك بن عُمَيْر ، عن موسى بن طلحة قال : (( ما رأيتُ أحداً قط كان أفصح من عائشة )) إسناده صحيح.
(1647) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يحي بن آدم ، قثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عُريْب بن حُمَيْد قال : رأى عمارٌ يوم الجَمل جماعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يَسُبّ عائشة ويقع فيها ، قال : فمشى إليه عَمارٌ، فقال : اسكت مقبوحاً منبوحاً، أتقع حبيبة رسول الله إنها لزوجته في الجنة )) إسناده صحيح .
(164 حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا محمد بن جَعْفر ، قثنا شُعبة ، عن الحكم ، قال : سمعت أبا وائل قال : إني علي عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم فخطب عمار، فقال : (( إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والأخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أن إياها )) إسناده صحيح .
(1649) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالله بن يزيد ، قثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب ، قال : حدثني عُقَيْل ، عن ابن شهاب أن عائشة قالت : (( قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وعلى صدري ، وكان آخر ما أصاب من الدنيا ريقي مضغت له سواك فناولته إياه )) إسناده صحيح { انتهى المقصود }
رضي الله عنها وأرضاها وشهد لها بالجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي
والحمد لله رب العالمين
_____________________________________
(*) اختصار لـ(قال : حدثنا).
(1) - سرقة : قطعة من جيد الحرير وجمعها سرق . [ منه ]
(2) - الأبوة : بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة : قرية من أعمال الفُرع من المدينة بينها وبين الحجفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، وبها قبر آمنة بنت وهب أم سيد البشر صلى الله عليه وسلم . والمراد بليلة الأبواء هو ما رواه البخاري ومالك عن عائشة قالت : حرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ، وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء... فأنزل الله آية التيمم ، وليس المراد بها ليلة غزوة الأبواء فإنها وقعت على رأس اثنى عشر شهر في صفر بعد هجرته صلى الله عليه وسلم وبنى لعائشة في السنة الثانية كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2 : 312 ) وينظر أسباب النزول للواحدي ( ص 87 ) ومعجم البلدان ( 1 : 79 ) [ منه ]
إخواني السلفيين حياكم الله،،،
إخواني؛ إن من واجب الصحابة الكرام، بل من حقوقهم التي يجب أن نُأدِّيها إليهم؛ هي الدفاع عنهم وبيان فضائلهم ومكانتهم وسيرتهم العطرة، وأنهم هم من نقل إلينا الدين الصافي النقي من غير شوائب ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشويه، كيف لا والله اجتباهم ليكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أزواجه، فوالله وبالله وتالله إنّ لهم علينا حقوقا عظيمة وجليلة وكثيرة، قال سبحانه وتعالى {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}
وأنا بجهدي البسيط وزادي القليل أحببت أن أكون مع إخواني السلفيين في نشر بعض فضائلهم، فاردت نشر سيرة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة الطاهرة العفيفة رضي الله عنها المبرءة من فوق سبع سموات.
وكما تعلمون تكالب الكفار من يهود ونصارى وشيعة وتتار، على الأمة الإسلامية بالعموم والصحابة الكرام بالخصوص .
ومن هنا أدعو كلّ السلفيين للردّود على أهل الإلحاد بقلم البيان، وأنا بدوري أحد منتسبي الدعوة السلفية أنقل لكم من كتاب فضائل الصحابة للإمام الهمام إمام محنة الزمان أحمد بن حنبل – رضي الله عنه – بتحقيق الشيخ السلفي وصي الله بن محمد عباس – حفظه الله - ، وهذا الفصل الذي نقلته بعنوان : ( فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وغير ذلك في أهل اليمن) واكتفيت أولا : بنقل فضائل أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق فقط،
ثانيا : اقتصرت في تخريج الأحاديث والأثار على حكم الشيخ وصي الله بن محمد عباس – حفظه الله- عليها، وذلك لعدم رغبتي في تكثير الهوامش حتى لا يمل القارئ، فكما هو معلوم أن هذا الكتاب تقدم به الشيخ وصي لنيل رسالة الدكتورة، وقد أجاد الشيخ وحقق الكتاب فأفاد، فأحببت نقل حكم الشيخ فقط على الأحاديث والآثار، ومن أرد التوسع فاليرجع للكتاب ،
ثالثا : اكتفيت بالأحاديث الصحيحة فقط من فصل هذا الكتاب .
أبدأ بسم الله مستعينا :
"عائشة الصديقة أم عبدالله بنت أبي بكر الصديق عبدالله ابن عثمان ( ابن أبي قحافة ) أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالأدب والدين، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت بمكة قبل الهجرة وتزوجها النبي وهي في السادسة من عمرها وبنى بها وهي بنت تسع في السنة الثانية من الهجرة وكانت رضي الله عنها من أذكى نساء العالمين حفظت لأمة محمد كثيراً من أمور دينها ، وكان فقهاء الصحابة يرجعون إليها من المعضلات والمسائل، من فضائلها أنها نزلت الآيات في تبرأتها تتلى آناء الليل وأطراف النهار أقامت في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أعوام وخمسة أشهر وتوفيت في سنة سبع وخمسين وقيل : ثمان وخمسين رضي الله عنها .
طبقات ابن سعد ( 8 : 58 ) ، حلية الأولياء ( 2 : 43 ) ، والإستعاب ( 4 : 356 ) ، صفة الصفوة ( 2 : 15 ) ، أسد الغابة ( 5 : 501 ) ، تذكرة الحافظ ( 1 : 27 ) ، الإصابة ( 4 : 1 : 395 ) . [ منه ]
(1625) حدثنا عبدالله، قال : حدثني أبي، قثنا(*) المطَّلِب بن زياد، عن أبي إسحاق، (( أن رجلاً وقع في عائشة وعابها، فقال له عمار : ويحك ما تريد من حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تريد من أم المؤمنين ؟ فأنا أشهد أنها زوجته في الجنة، وبين يدي عَلِيّ وعليٍّ ساكت )). طرف منه رواه البخاري وأحمد والترمذي عن عمار .
(1627) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : (( هذا جبريل وهو يقرأ عليكِ السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى )) . إسناده صحيح .
(162 حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عثمان بن عُمَر ، قال : أنا ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )) . إسناده صحيح .
(1629) حدثنا عبدالله ، قال حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق قال : أنا معمر ، عن الزهري، عن يحي بن سعيد بن العاص ، (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعذر أبا بكر من عائشة، ولم يخش النبي صلى الله عليه وسلم أن ينالها أبو بكر ، بالذي نالها فرفع أبو بكر بيده فلطم في صدر عائشة، فوجد من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال لأبي بكر : ما أنا بمستعذرك منها بعد فَعْلَتِك هذه )) . مرسل صحيح.
(1630) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر، عن الزهري، قال : (( كنت عند الوليد وكاد أن يتناول عائشة، فقلتُ له : يا أمير المؤمنين ألا أُحدثك عن رجل من أهل الشام وكان أوتي حكمة، قال : من هو ؟ قلت : هو أبو مسلم الخولاني ، وسمع أهل الشام كادول أن ينالون عائشة، فقال : ألا أخبركم بمَثَلِكم أمِّكم هذه، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما، قال : فسكت، ذكره الزهري عن أبي إدريس عن أبي مسلم )) . إسناده صحيح.
(1631) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع، عن أبِيْه ، عن أبي إسحاق ، عن عُريْب بن حُمَيْد ، قال : (( جاء رجل إلى علي فوقع في عائشة فقام عمار، فقال : اخرج مقبوحاً منبوحاً والله إنها لزوجة رسول الله في الدنيا والأخرة )) . قال الترمذي : حسن صحيح والله أعلم .
(1632) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قثنا شعبة، قال : حدثني عَمْرو بن مُرّة، عم مرة، عن أبي موسى، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كَمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية قال يحي : امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) إسناده صحيح .
(1634) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يحي بن سعيد ، عن زكريا، عن عمر، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فضل هذا جبريل وهو يقرأ عليكِ السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى )) . إسناده صحيح .
(1636) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قال : حدثنا هارون بن إبراهيم ، عن عبدالله بن عُبَيْد ، قال : (( استأذن ابن عباس على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه، فأبت أن تأذن له فلم يزل بها حتى أذنت له فسمعها وهي تقول : أعوذ بالله من النار ، قال : يا أم المؤمنين إن الله عز وجل قد أعاذك الله من النار ، كنت أول امرأة نزل عذرها من السماء )) إسناده صحيح.
(1637) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا وكيع ، قثنا ابن أبي خالد ، عن قيس ، قال : (( بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل قال : قال عمرو بن العاص : قلت : يا رسول الله من أحب النساء إليك ؟ قال : عائشة ، قال : قالت : إنما أقول من الرجال : قال : أبوها )) إسناده صحيح متصل .
(163 حدثنا عبدالله، قال حدثني أبي ، قثنا عبدالله ابن إدريس ، قال : سمعت هاشماً عن أبيه ، عن عائشة، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أُرِيْتُك في المنام مرتين ورجل يحمللك في سِرْقة(1)، من حرير فيقول : هذه امرأتك، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمْضِه )) أسناده صحيح .
(1639) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرزاق، قال : أنا معمر وابن خُثَيْم ، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة ، (( أنه استأذن لإبن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أخيها عبدالله بن عبدالرحمن ، فقال : هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك ، فقالت : دعني من ابن عباس ، ومن تزكيته ، فقال لها عبدالله بن عبدالرحمن : إنه قارئ لكتاب الله فقيهٌ في دين الله، فأذني له ليسلم عليك ، وليُودِّعَك، قالت : فائذن له إن شئت ، قال : فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، فقال : أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال : وَصَب وتَلْقِي الأحبة محمداً وحزبه، أو قال أصحابه، إلا أن يفارق روحُك جَسَدك، فقالت : وأيضاً ، فقال ابن عباس : كنت أحبّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن ليحب إلا طيْباً وأنرله الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات، فليس في الإرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار ، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء(2) فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال : في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء ، فأنزل الله عز وجل : { فتيمموا صعيداً طيباً } الأية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبِبِكِ، فوالله إنك لمباركة ، قالت : دعني يا ابن عباس من هذا ، فوالله لوددت لو أني كنت نسياً منسياً )) إسناده صحيح .
(1641) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يعقوب، قثنا أبي ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حِجْري حين نزل به الموت )) إسناده صحيح.
(1642) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا زيد بن الحُبَاب ، قتنا عُمَر بن سعيد، قثنا عبدالله با أبي مليكة ، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة : (( أن دُرْجاً أتى عمر بن الخطاب فنظر إليه ونظر إليه أصحابه ، فلم يعرفوا قيمته ، فقال : أتأذنون لي أن أبعث به إلى عائشة لحُبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ؟ فقالوا : نعم ، فأتى به عائشة ففتحته وقيل لها : هذا أرسل به عمر بن الخطاب ، فقالت : ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تبقي لعطيته لقابل )) إسناده حسن .
(1643) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالرحمن ، قثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سَعْد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فضل عائشة على نساء كفضل الثريد على الطعام )) مرسل رجاله ثقات .
(1644) حدثنا عبدالله قال : حدثني أبي ، ، قثنا يحي بن سَعيد ، عن عُمر بن سَعيد ، قال : أخبرني ابنُ أبي مليكة قال : (( استأذن ابن عباس على عائشة قبيل موتها وهي مغلوبة، فقالت : إني أخشى أن يُثْنِيَ عَليّ، فقيل لها : ابن عمّ رسول الله، ومن وجوه المسلمين، قالت : ائذنوا له ، فقال : كيف تجدينك يا أمة ؟ قالت : بخير إن اتقيت، قال : فإنك بخير إن شاء الله أن اتَّقَيْتِن زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكراً غيرك ونزل عذركِ من السماء، فدخل ابن الزبير خلافه، فقالت : دخل ابن عباس فأثني، وددت لو أني كنت نسياً منسياً )) إسناده صحيح .
(1645) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا معاوية بن عَمْرو ، قثنا زائدة، قال : نا عبدالله بن عبدالرحمن بن مَعْمر ، قال : سمعتُ أنساً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن فضل عائشة على الناس كفضل الثريد على الطعام )) إسناده صحيح .
(1646) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا معاوية، قثنا زائدة ، قال : نا عبدالملك بن عُمَيْر ، عن موسى بن طلحة قال : (( ما رأيتُ أحداً قط كان أفصح من عائشة )) إسناده صحيح.
(1647) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا يحي بن آدم ، قثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عُريْب بن حُمَيْد قال : رأى عمارٌ يوم الجَمل جماعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يَسُبّ عائشة ويقع فيها ، قال : فمشى إليه عَمارٌ، فقال : اسكت مقبوحاً منبوحاً، أتقع حبيبة رسول الله إنها لزوجته في الجنة )) إسناده صحيح .
(164 حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا محمد بن جَعْفر ، قثنا شُعبة ، عن الحكم ، قال : سمعت أبا وائل قال : إني علي عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم فخطب عمار، فقال : (( إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والأخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أن إياها )) إسناده صحيح .
(1649) حدثنا عبدالله ، قال : حدثني أبي ، قثنا عبدالله بن يزيد ، قثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب ، قال : حدثني عُقَيْل ، عن ابن شهاب أن عائشة قالت : (( قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وعلى صدري ، وكان آخر ما أصاب من الدنيا ريقي مضغت له سواك فناولته إياه )) إسناده صحيح { انتهى المقصود }
رضي الله عنها وأرضاها وشهد لها بالجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي
والحمد لله رب العالمين
_____________________________________
(*) اختصار لـ(قال : حدثنا).
(1) - سرقة : قطعة من جيد الحرير وجمعها سرق . [ منه ]
(2) - الأبوة : بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة : قرية من أعمال الفُرع من المدينة بينها وبين الحجفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، وبها قبر آمنة بنت وهب أم سيد البشر صلى الله عليه وسلم . والمراد بليلة الأبواء هو ما رواه البخاري ومالك عن عائشة قالت : حرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ، وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء... فأنزل الله آية التيمم ، وليس المراد بها ليلة غزوة الأبواء فإنها وقعت على رأس اثنى عشر شهر في صفر بعد هجرته صلى الله عليه وسلم وبنى لعائشة في السنة الثانية كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2 : 312 ) وينظر أسباب النزول للواحدي ( ص 87 ) ومعجم البلدان ( 1 : 79 ) [ منه ]