السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما بعد ,
فيقول الإمام ابن القيم - رحمة الله عليه - بعد أن ذكر فصلاً في أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم وأن أولاهن خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية وبعد ذكر محامدها - رضي الله عنها - قال :
ثم تزوج بعد موتها بأيام سَوْدَةَ بنتِ زَمْعةَ القرشية , وهي التي وهبت يومها لعائشة .
ثم تزوج بعدها أم عبد الله عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق , المُبَرَّأة من فوق سبع سماوات , حَبِيبةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ الصديقِ , وعرَضها عليه المَلَك قبل نكاحها في سَرَقَةٍ (1) من حريرٍ , وقال : (( هذه زوجتُك )) (2) . تزوج بها في شوالٍ وعمرُها ستُّ سنين , وبنى بها في شوال في السنة الأولى من الهجرة وعمرُها تسع سنين , ولم يتزوج بكراً غيرها , وما نزل عليه الوحيُ في لحافِ امرأةٍ غيرها , وكانت أحبَّ الخَلْق إليه , ونزل عُذْرُها من السماء , واتفقت الأمة على كفر قاذِفِها , وهي أفْقَهُ نسائِه وأعلمُهن , بل أفقهُ نساءِ الأمةِ وأعلمُهن على الإطلاق , وكان الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إلى قولها ويستفتونها , وقيل : إنها أسْقَطَت من النبي صلى الله عليه وسلم سِقْطاً , ولم يَثْبُتْ . ثم تزوج بعدها حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وذكر أبو داود (3) أنه طلقها ثم راجَعَها . اهـ
_______________
(1) السرقة : جمع السَّرَق : شقق الحرير , أو أجوده .
(2) أخرجه البخاري (3606) , ومسلم (4468 ).
(3) أبو داود (1943) , وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2283) .
_______________
(1) السرقة : جمع السَّرَق : شقق الحرير , أو أجوده .
(2) أخرجه البخاري (3606) , ومسلم (4468 ).
(3) أبو داود (1943) , وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2283) .
زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام ابن القيم رحمه الله