بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله و وأصحابه، ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً-. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).(آل عمران/102)(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء/1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71))(الأحزاب).
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71))(الأحزاب).
أما بعــد:
أود أن أوجه نصيحة لنفسي ولإخواني السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، هذه النصيحة طبعًا بعد نصيحتهم أولًا بالإخلاص، بإخلاص العمل-لله عز وجل-، والإخلاص وإن كثرت النصيحة به والكل يعلمه، لكن ثمرته وتطبيقه قد تضعف أو تتلاشى عند بعض الناس.
ومن أهم الأمور في الإخلاص التي أريد التوجيه بها، يعني: الأهمية ليس بالإخلاص من حيث هو، الإخلاص كله مهم، ولكن الذي أريد أن ألفت نظركم إليه في الإخلاص هو: (الحرص على قبول الحق، ولزوم أهل الحق، وعدم التعصب للأشخاص).
فإنك إن وقفت وقلت والله هذا شيخنا! كيف تتكلمون فيه؟، وما قاله فلان أو فلان قاله مثلًا من باب الحسد والبغضاء!، وترد الحق بمثل هذه الأمور فراجع إخلاصك، أنت ما أنت مخلص.
لو كنت مخلصًا لله لطلبت الحق، وطلبت وجه الله، ومتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومنهج السلف، ولم تؤثر عليها شيئًا، فإن من يتعصب لشيوخه ليس مخلصًا لله، في عنده خلل في الإخلاص، فإن الإخلاص يلزمك ويوجب عليك تقديم الحق وتقديم أهله على أي شيء، الإخلاص والمتابعة، ومتابعة منهج السلف الصالح.
ثم أوصيكم: بمتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا أمر أيضًا كلنا يلزمه، ومن الأمور المهمة في متابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، أن تعلم أنه أيضًا ليس أحد معصوم إلا النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي تتبعه وهو الذي ترجع إليه وهو الذي لا تؤثر ولا تقدم عليه أحدًا، تأتي تقول له: الحق كذا، يقول: يحتمل، شيخنا يقول: كذا.
والله لو كان شيخك إمامًا في زمانه، كابن تيمية، أو أحمد بن حنبل، أو الشافعي، أو مالك، أو الأوزاعي، أو فلان وفلان من الأئمة، والله ما جاز لك أن تتعصب له، فكيف لو كان شيخك يعتبر طالب علم؟، أو قد يعتبر حتى من الفساق؟!، فهو كذوب، سارق للكلام، محرِّف للنصوص أمور كثيرة، ألا تستحي من الله-عز وجل-؟!، تتعصب لأمثال هؤلاء!، مع أنه التعصب للأئمة الكبار ما يجوز، وكانوا كلهم ينهون عن التعصب.
التعصب: هو رد الحق والإصرار على الباطل.
والتعصب: هو الرجوع لشخص وجعل الولاء والبراء عليه، أن ما يقوله حقًا وما يرده باطلًا كائنًا ما كان، هذا تعصب.
كيف أنت مسلم وسلفي، وأردت أن تلتزم الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة؟، أنت بهذا شابهت أهل البدع، فإياك وإياكم التعصب، والتزموا المتابعة للنبي-صلى الله عليه وسلم-، والتزموا المتابعة لمنهج السلف الصالح.
إذ أن المنهج الذي نقله وسار عليه السلف الصالح معصوم، إذ لا تجتمع أمتي على ضلالة، والنبي-صلى الله عليه وسلم-أمرنا بإتباع ما كانوا عليه، فهم معصومون من هذه الحيثية، فالمنهج من الأمور التي لا تقبل الاجتهاد عند الصحابة-رضوان الله عليهم-، فمنهجهم حق وإتباعهم واجب، والخروج عن مذاهبهم وعن منهجهم ضلال وابتداع في الدين.
ليس السير على منهجهم من باب الأحسن والأفضلية لا، وإنما هو من باب الوجوب واللزوم وتحريم المخالفة، كما قال الله-عز وجل-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)الذي هو سبيل الصحابة وطريقتهم(نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)(النساء/115)، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)(النساء/65)، أما أمرنا الرسول-صلى الله عليه وسلم-بلزوم منهج الصحابة؟، (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)؟.
إذا نحن وإياكم اختلفنا فالمحكم سنة النبي ومنهج الصحابة-رضوان الله عليهم-، فلزوم منهج السلف أمر واجب، أمر ضروري وكلٌ يدعي اللزوم والتمسك بمنهج السلف، ولكن حين التطبيق تجده عنده خلل وعنده بعد بل عنده مخالفة ولا يستحق أن يكون سلفيًا، فإدعاء أنك سلفي يوجب عليك العمل بذلك، والعمل بمنهج السلف والرجوع إليهم.
وإن من منهج السلف أمور:
الأمر الأول: الالتفاف والرجوع إلى العلماء الكبار، المعروفين بصحة المعتقد وسلامة المنهج مع العلم والورع والتقوى، تلتف حولهم وترجع إليهم، سواء كان في زمن الرخاء أو في زمن الشدة والفتنة، فترجع إليهم، وتتأدب بأدبهم، وتسألهم، ولا تتقدم عليهم بالكلام، إن سكتوا فاسكت، وإن تكلموا فخذ بقولهم، فإن هذا منهج سلفي ينبغي لكل سلفي بأن يسير عليه.
زمن الفتن يضطرب الشباب السلفي، هذا مع المأربي، وهذا مع المصري، وهذا مع القوصي، وهذا مع علي الحلبي، وهذا مع فلان وهذا مع علان، مع أن المشايخ الكبار تكلموا وبينوا الحق، والشباب فيما بينهم فتن ومضاربات، يا أخي اتق الله ضربت المنهج وضربت الشباب السلفي.
لو كنت سلفيًا فاعلم هذه القاعدة: أنه يجب عليك أن تتأدب مع العلماء الكبار وترجع إليهم، وليس هذا الأدب من باب التعصب، أو من باب الحزبية كما يرمينا بذلك الحلبي والمأربي والمغراوي وعرعور-قبحهم الله-، ليس هذا من باب التعصب ولا التقليد ولا الحزبية، بل هذا منهج سلفي رصين، علماء كبار يسيرون على الحق، على الورع والتقوى والعلم.
انظروا إلى حال الشباب الذين ما ساروا على هذا!، هل اجتمعت كلمتهم؟ أم تفرقوا؟!، والله تفرقوا، والله بعضهم ترك السلفية، حتى جاء واحد من طلاب الحلبي يقول، ما هو لازم إتباع منهج الصحابة، ولا هو لازم إتباع منهج التابعين، ولا منهج أحمد، ما نقدر نطبقه-قبحك الله من رجل-.
النبي-صلى الله عليه وسلم-يقول في الفرقة الناجية والمنصورة(ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، يعني: غيرهم لا، على خوف وعلى طريق وخيم، وهذا يوجب الملازمة، انظروا كيف النتيجة!.
مع أننا لا نعرف من مشايخنا الكبار يومًا من الدهر أنهم قالوا لا يجب التزام منهج السلف، ثبوت على الحق، فكيف ما نلتف حول العلماء الكبار؟، وكيف ما نرجع إلى قولهم؟، وكيف ما نتأدب بأدبهم؟، فلذلك هذا منهج مهم، أنا سلفي، لكن تأتي للتطبيق ما أنت سلفي!.
أيضًا من منهج السلف-رضوان الله عليهم-الذي يجب أن نسير عليه، وأن نتقيد به: أنه إذا تصدر لهم رجل للتدريس وللتعليم لم يجلسوا إليه، ولم يأخذوا منه، ولم يلتفوا حوله، حتى يتأكدوا من صحة معتقده وسلامة منهجه، ويسألون عنه كأنهم يريدون أن يزوجوه.
أما نحن كل من جاء نحن سلفيين!، كل من جاء وقام ودرَّس جلسوا له، ثم يأتينا هذا المدرس إما سلفي بالاسم وفي حقيقته متخبط، أو يكون حزبي في الأصل، فإذ بالشباب السلفي الذين درسوا عند هذا يختلفون مع الشباب الآخرين وتصبح المضاربات والمهارشات، ويكون هؤلاء الشباب الذين التفوا حول هذا-الذي هو غير معروف-ضد إخوانهم السلفيين المعروفين، ويصبح هناك السباب، ثم يؤلبون المجتمع على هؤلاء الشباب السلفيين، يا أخي هذا خطأ.
انتبه المسألة ما أتت هكذا: يحرم عليك شرعًا أن تتلقى العلم ممن لا تعلم حاله، وممن ليس مزكىً ومقبول القول، يحرم عليك، لأن هذا العلم دين، فأنت تتعبد الله بهذا الدين، هل تتعبد الله بدين من رجل سوء؟، أو من رجل حق؟، من رجل حق.
أما بعض السلفيين لا أبدًا، يأتيهم واحد يتصدر يلتفوا حوله، يُدَرِّسهم تفسير، يدرسهم أحاديث أحكام، يدرسهم كذا..علوم آلة، لغة عربية، نحو، أصول فقه ، يلتفون حوله وهم لا يدرون حاله، ثم بعد ذلك يؤصل فيهم الأصول الباطلة، ويؤصل فيهم أصول ضد السلفية، ويأتي على الأصول السلفية ويميعها أو يجعلها في مفهوم خاطئ.
فيضرب الشباب، لا والله أنا ما أجلس إليه حتى أعلم من هو، وأسأل عنه، والله لأن تجلس في بيتك بما تعلمه من صلاة وزكاة وصيام، خير لك من أن تجلس عند رجل يضلك، لأنك إن ضللت لا تدري هل أنت مع أصحاب الجنة أم مع أصحاب النار.
قيل للإمام أحمد: (الرجل من أهل السنة وهو من أهل السنة، يموت وعنده معاصي، هل هو رجل سوء، أو حفرته حفرة نار؟)، قال: (اسكت، الرجل إن مات على السنة فقبره روضة من رياض الجنة)، قيل له: (الرجل من أهل البدعة مجتهد وعابد)، يعني: هل له مكانة؟، قال: (اسكت، فإن الرجل من أهل البدعة حفرته حفرة من حفر النيران)، هلاك.
ولذلك ينبغي أن تعلم غن كنت سلفيًا أن لا تجلس لمن تصدر، حتى تعلم حاله، كيف أعلم حاله؟، بتزكية العلماء، بالسؤال عنه، يا أخي اذهب له، قل له: من أنت؟، عند من درست؟، من مشايخك؟.
إذا ما عرفت أن تصل إليه، قال لك: والله أنا درست عند الشيخ السحيمي، الشيخ اللحيدان، الشيخ ربيع، اتصل، لأن بعضهم قد يحضر عند الشيخ ربيع، أو عند الشيخ السحيمي، أو عند الشيخ الفلاني وهو حزبي اسأل، أو يكون سلفي ثم تغير اسأل، لا تجلس مباشرة.
يا أخي أحضر أشرطة الشيخ ابن عثيمين، الشيخ النجمي، الشيخ ابن باز-رحمة الله عليهم-، الشيخ ربيع، الشيخ الفوزان واسمع، ما هو لازم أن تحضر عند هذا المجهول!، فهذا منهج ومسلك من مسالك السلف إن كنت سلفيًا.
الأمر الثاني: جاءنا واحد تصدر-شاب-زكاه العلماء خلاص، يجب أن تعلم كيف يعامل العلماء؟، وكيف يعامل السلف هذا الشاب؟، وهذا الشاب يجب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع الناس، نحن هنا الآن نطلب منهج السلف في الطرفين.
أما بالنسبة للمتصدر السلفي الآن زكاه المشايخ لكنه شاذ، فمن الأدب:
الجانب الأول: أن يتعامل مع الطلاب باعتباره طالب علم، لا باعتباره عالم يرجع إليه، فإذا جاءته مسائل من المسائل الكبار، أو مسائل يحتاج إليها إلى قول عالم، يقول: اذهب للشيخ الفوزان، اذهب للشيخ ربيع، اذهبوا للمشايخ الفلانية من الكبار واسألوهم.
فلا يأتينا هذا الشاب المتصدر في كل مسألة وهو مُتَّكِئ على أريكته يتكلم، هذا عيب، وهذا خلل عند هذا المتصدر، لأن هذا منهج سلفي أن لا يتكلم في كل مسألة، ولا يتصدر فيها، فيراعي المسائل التي يطلب فيها قول العلماء الكبار، هذا جانب.
الجانب الثاني: لا يجعل الشباب حوله يتعصبون له ولقوله، ولا يسمعون غير أشرطته، ولا يحضرون غير دروسه، ولا ينقلون غير كلامه، وكأنه عالم كبير ابن تيمية زمانه، ولا ابن باز زمانه، هذا خطأ.
فتجد الشباب يعرفون قول فلان المتصدر وأقواله وكذا، ابن باز ابن عثيمين الشيخ ربيع الشيخ....ما يعرفون، هذا خطأ، حتى هو إذا لاحظ هذا المفترض أن يقول: يا إخوان أنا أدرسكم الكتب الصغار، الكبار عند العلماء الكبار، لا بد أن تسمعوا لفلان وفلان من العلماء الكبار، لا بد أن يربيهم على هذا، ما هو أنا أنا، لا هذا خطأ وهذا خلل ينتبه له.
الجانب الثالث: وهي متعلقة في الثانية، أن لا يتكلم هذا الشاب في كل المسائل، فهناك مسائل من حق العلماء الكبار أن يتدخلوا فيها، وهناك مسائل لطلاب العلم المتمكنين المتأهلين يتكلموا فيها، إلا إن أذن له العلماء الكبار أن يتكلم فيها.
لأنه من الأدب أن لا يتصدر في الكلام مع وجود العلماء الكبار، ووجودهم سواءً كانوا في حضرته، أو كانوا في المدينة، أو كانوا يعلمون في المسائل هذه، إلا إذا راجعهم وأذنوا له بالكلام.
أيضًا من الأمور المهمة في هذا الشاب الذي يتصدر للدعوة، أن لا يأتينا هذا الشاب ويجلس يقعد القواعد، ويستخرج الأصول، ويربي الشباب على المنهج-هو يرى أن هذا منهج السلف-هذا خطأ.
ماذا يقول الإمام أحمد؟ : (السنة عندنا الإتباع)، ما معنى الإتباع؟، يعني: لا تأتي بقواعد من عندك، يعني: تسير على ما كان عليه السلف الصالح، يا أخي نحن غير محتاجين لقواعد، نحن محتاجون لتطبيق، نحن محتاجون لعمل كعمل السلف، منهج السلف كثير من يطبقه؟!، ما طبقناه كله، نحن جالسين نطبق فيه، تأتينا بقواعد؟!، ناهيك إذا كانت هذه القواعد تؤدي إلى مخالفة منهج السلف، أو هي مخالفة لمنهج السلف الصريحة.
فلذلك يجب الحذر: من أمثال هؤلاء، هؤلاء الذين يقعدوا قد تكون قواعدهم ضلال، وانحراف عن منهج السلف، تأتي وتقول له: يا أخي المشايخ الكبار قالوا كذا، يقول: لا والله الشيخ الفلاني قال: قاعدة كذا وكذا، خسئت أنت وشيخك، لأن هذه القاعدة في مقابل الحق، وفي مقابل رب الحق، ما تقبل. هذا الشيخ!.
الآن الطلاب: يجب عليهم أن لا يعاملوا هذا الشيخ كأنه عالم كبير، بأن ما يذهبون إلا إليه، ولا يقولون إلا كلامه، وإذا قال القول لا يرجع عنه، هذا خطأ، هذا تستفيد منه كطالب علم.
جاءتك مسألة نازلة فتنة تذهب للعلماء الكبار وتسأل، إلا إذا شيخك نقل لك كلام الشيخ ربيع، كلام الشيخ الفوزان، كلام الشيخ زيد المدخلي، كلام الشيخ عبيد الجابري، كلام الشيخ السحيمي، من المشايخ السلفيين المعروفين اقبل، أما هو مرجع لك لا هذا خطأ.
لأن العلماء يقسمون من المتصدرين من له أن يتكلم في المسائل التي هي من باب العبادات، والأحكام الواضحة العامة، ومن المتصدرين من لا يحق له أن يتكلم في مسائل العامة والنوازل بالأمة، هذه خاصة بالعلماء الكبار.
فليس لك أن تأتي مثل بعض الناس ذهب وسأل واحد من هؤلاء الشباب، ما قولك في علي الحلبي؟، قال: علي الحلبي رجل من أهل السنة، أخطاءه جزئية لا تخرجه من السنة.
الشيخ النجمي يقول: (هؤلاء أهل الشام ومنهم علي الحلبي، عندهم أخطاء لا نستطيع أنهم يؤخذ منهم العلم)، ويأتينا هذا الغر الذي يقعد القواعد على كيفه، يقول: والله أنا أرى أنه يستفاد منه وعنده أخطاء جزئية، انظر الفرق الكبير، طيب، ذهبت للحلبي على كلام هذا الغر، واستفدت من الحلبي ماذا تصبح؟، تصبح حلبيًا هالكًا، تصبح متعصبًا له.
انظر أتباع الحلبي في منتدى كل(غير السلفيين)، وانظر المنتدى كيف؟، كيف رد الحق صراحة!، هذا القول الذي قلته لكم من واحد قال: منهج الصحابة غير لازم ما نستطيع نطبقه، منهج التابعين ما نستطيع نطبقه، منهج أحمد ما نطبقه، لكن منهج الحلبي نطبقه، هذا واحد من أتباع الحلبي في منتدى الحلبي، إلى هذه الهاوية يَصِلُون!.
طيب هذا، يا أيها الغر لما أبحت له يسمع الحلبي ماذا حصل له؟، هلك إن تابعه، لكن الشيخ النجمي قبل ما يقارب أربع سنوات قال: (لا يؤخذ منهم العلم)، وقال: (من يزكي أهل البدع ويثني عليهم لا نستطيع أن نقول أنه يأخذ منه العلم)، فإن المغراوي، وعرعور، والمأربي، الذين تزكيهم وقعوا في بدع واضحات.
من الواجب عليك أيها الطالب: كما مضى أن تسأل عن حال الشيخ وتتأكد أنه سلفي، وأيضًا من الواجب عليك زمن الفتن أن لا تتعصب لشيخك أو من كان في مقابله، وإنما تسكت وتنظر كلام العلماء الكبار.
الآن الشباب ينقسمون في كل فتنة، ما السبب؟، السبب: خوضهم فيما لا يعنيهم، وفيما لا يستطيعونه، فيتفرقون ويتضاربون، ويخسر بعضهم بعضًا، لكن لو سكتوا ولزموا العلماء الكبار والله لقلت الفتن، ولو ساروا على منهج السلف من أن الطلاب الصغار يسيرون خلف العلماء الكبار لقلت الفتن.
يا أخي اسكت لا تتدخل، لا تثير الشيخ الفلاني قال كذا، والشيخ الفلاني قال كذا، والله نحن ذهبنا للشيخ ربيع فقال: عرعور وأبو الحسن وكذا على ضلال الحمد لله استفدنا، عرفنا ما عندهم من ضلال تركناهم.
جاءك واحد سلفي يدافع عن أبي الحسن بين له كلام الشيخ ربيع، إن قبله وإلا اتركه، ما يحتاج تتضارب معه وكذا خلاص انتهى، أو يكون الشيخ مثلًا خاصة إذا كان الشيخ للساعة ما ظهرت حزبيته أو بدعيته فيتعصبون له لا، لا تتعصب، اسأل عن الحق عند العلماء الكبار ولازمهم.
أيضًا من منهج السلف الذي يجب أن تتنبه له وأن تسير عليه: أن تعلم أن دعوتهم ظاهرة، وان أقوالهم ظاهرة، وأن كلماتهم ودروسهم مسجلة وواضحة، ما فيها خفاء، ما تقول؟، أو ما الذي أريد أن أصل إليه؟ الذي أريد أن أصل إليه، أن تعلم يا عبد الله أن من يعطيك مسائل ويقول لك: ما تنشرها بين الناس، ويعطيك مسائل خاصة بينكم ولا ينزلها في كتب أو في أشرطة علانية، أن هذا عنده بدعة وعنده ضلالة يريد أن يؤصلها ويوقعك فيها، لأنها لو انتشرت لردها العلماء.
أعطيكم مثال: هؤلاء الشباب الذين يجتمعون، ويُرَبُّون أتباعهم في الخفاء على مسألة عدم العذر بالجهل.
أولا: دعونا نأخذ المسالة، مسالة العذر بالجهل، أو عدم العذر بالجهل، أكثر علماء السنة، انتبه! لعبارتي وأنا أقولها وأنا جازم بها: (أكثر علماء السنة والسلف على العذر بالجهل)، بعض العلماء السلفيين رأوا هذا الذي وقع في الكفر من أهل الإسلام، بعد بلوغ الدعوة وبعد إسلامه ووقع في الشرك والكفر أنه كافر.
طيب، ما موقفهم من بعض؟، إخوان لا يبدع بعضهم بعضًا ولا يضلل بعضهم بعضًا، هذا قول وهذا قول، خلاص، إلى هنا منهج سلفي، هؤلاء الذين في الخفاء ماذا عندهم؟، عندهم الطعن فيمن يعذر بالجهل، ماذا يرميهم؟، يرميهم بأنهم مرجئة ومرجئة العصر، يرميهم بأنهم كفار، لأنه من لا يكفر الكافر فهو كافر، على قولهم الشيخ ربيع كافر، ابن تيمية كافر، ابن قيم الجوزية كافر، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كافر على قولهم.
فالذين في الخفاء يؤسسون هذه التأسيسات، يذهبون لأمريكا، ويذهبون لفرنسا، في الطائف هنا، وفي جدة وفي رابغ وفي ينبع وفي المدينة في خفاء، وفي شباب وفي الإنترنت في المسنجر فيما بينهم.
إذا رأيت شخص يؤصل فيك هذا الأصل فاعلم انه حدادي تكفيري خبيث، يرمي أهل السنة بالإرجاء، احذر أهل الخفاء، وكذا الذين يؤصلون في النساء مثل هذه التأصيلات، فله دروس مع النساء، ومحادثات في المسنجر مع النساء، وتربية للنساء على التكفير هذا، وعلى مذهب الإرجاء.
فالسلفي إذا رأى شخص مثل هذا ما يماشيه، ولا يستمع لكلامه لأن الخفاء كما قال عمر بن عبد العزيز: (إذا رأيت قومًا يجتمعون في خفاء فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة)، وهذا الذي حصل.
فقد اجتمعوا في الطائف خمسون رجلًا منهم وكفروا من يعذر بالجهل، كفروه علنًا في المجلس، في البداية يقول لك: هذا خطأ وهذا مذهب المرجئة قليلًا قليلا حتى يؤصل فيك الإرجاء.
احذرهم!، لو تظاهر لك بالسنة والرد على الأسمري وتزكية الشيخ ربيع، لو تظاهر لك بشرح العقيدة الواسطية، وشرح كتاب التوحيد، وهذا منهج خامس أو سادس سلفي أريد أن أقرره.
أود أن أوجه نصيحة لنفسي ولإخواني السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، هذه النصيحة طبعًا بعد نصيحتهم أولًا بالإخلاص، بإخلاص العمل-لله عز وجل-، والإخلاص وإن كثرت النصيحة به والكل يعلمه، لكن ثمرته وتطبيقه قد تضعف أو تتلاشى عند بعض الناس.
ومن أهم الأمور في الإخلاص التي أريد التوجيه بها، يعني: الأهمية ليس بالإخلاص من حيث هو، الإخلاص كله مهم، ولكن الذي أريد أن ألفت نظركم إليه في الإخلاص هو: (الحرص على قبول الحق، ولزوم أهل الحق، وعدم التعصب للأشخاص).
فإنك إن وقفت وقلت والله هذا شيخنا! كيف تتكلمون فيه؟، وما قاله فلان أو فلان قاله مثلًا من باب الحسد والبغضاء!، وترد الحق بمثل هذه الأمور فراجع إخلاصك، أنت ما أنت مخلص.
لو كنت مخلصًا لله لطلبت الحق، وطلبت وجه الله، ومتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومنهج السلف، ولم تؤثر عليها شيئًا، فإن من يتعصب لشيوخه ليس مخلصًا لله، في عنده خلل في الإخلاص، فإن الإخلاص يلزمك ويوجب عليك تقديم الحق وتقديم أهله على أي شيء، الإخلاص والمتابعة، ومتابعة منهج السلف الصالح.
ثم أوصيكم: بمتابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا أمر أيضًا كلنا يلزمه، ومن الأمور المهمة في متابعة سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، أن تعلم أنه أيضًا ليس أحد معصوم إلا النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي تتبعه وهو الذي ترجع إليه وهو الذي لا تؤثر ولا تقدم عليه أحدًا، تأتي تقول له: الحق كذا، يقول: يحتمل، شيخنا يقول: كذا.
والله لو كان شيخك إمامًا في زمانه، كابن تيمية، أو أحمد بن حنبل، أو الشافعي، أو مالك، أو الأوزاعي، أو فلان وفلان من الأئمة، والله ما جاز لك أن تتعصب له، فكيف لو كان شيخك يعتبر طالب علم؟، أو قد يعتبر حتى من الفساق؟!، فهو كذوب، سارق للكلام، محرِّف للنصوص أمور كثيرة، ألا تستحي من الله-عز وجل-؟!، تتعصب لأمثال هؤلاء!، مع أنه التعصب للأئمة الكبار ما يجوز، وكانوا كلهم ينهون عن التعصب.
التعصب: هو رد الحق والإصرار على الباطل.
والتعصب: هو الرجوع لشخص وجعل الولاء والبراء عليه، أن ما يقوله حقًا وما يرده باطلًا كائنًا ما كان، هذا تعصب.
كيف أنت مسلم وسلفي، وأردت أن تلتزم الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة؟، أنت بهذا شابهت أهل البدع، فإياك وإياكم التعصب، والتزموا المتابعة للنبي-صلى الله عليه وسلم-، والتزموا المتابعة لمنهج السلف الصالح.
إذ أن المنهج الذي نقله وسار عليه السلف الصالح معصوم، إذ لا تجتمع أمتي على ضلالة، والنبي-صلى الله عليه وسلم-أمرنا بإتباع ما كانوا عليه، فهم معصومون من هذه الحيثية، فالمنهج من الأمور التي لا تقبل الاجتهاد عند الصحابة-رضوان الله عليهم-، فمنهجهم حق وإتباعهم واجب، والخروج عن مذاهبهم وعن منهجهم ضلال وابتداع في الدين.
ليس السير على منهجهم من باب الأحسن والأفضلية لا، وإنما هو من باب الوجوب واللزوم وتحريم المخالفة، كما قال الله-عز وجل-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)الذي هو سبيل الصحابة وطريقتهم(نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)(النساء/115)، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)(النساء/65)، أما أمرنا الرسول-صلى الله عليه وسلم-بلزوم منهج الصحابة؟، (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)؟.
إذا نحن وإياكم اختلفنا فالمحكم سنة النبي ومنهج الصحابة-رضوان الله عليهم-، فلزوم منهج السلف أمر واجب، أمر ضروري وكلٌ يدعي اللزوم والتمسك بمنهج السلف، ولكن حين التطبيق تجده عنده خلل وعنده بعد بل عنده مخالفة ولا يستحق أن يكون سلفيًا، فإدعاء أنك سلفي يوجب عليك العمل بذلك، والعمل بمنهج السلف والرجوع إليهم.
وإن من منهج السلف أمور:
الأمر الأول: الالتفاف والرجوع إلى العلماء الكبار، المعروفين بصحة المعتقد وسلامة المنهج مع العلم والورع والتقوى، تلتف حولهم وترجع إليهم، سواء كان في زمن الرخاء أو في زمن الشدة والفتنة، فترجع إليهم، وتتأدب بأدبهم، وتسألهم، ولا تتقدم عليهم بالكلام، إن سكتوا فاسكت، وإن تكلموا فخذ بقولهم، فإن هذا منهج سلفي ينبغي لكل سلفي بأن يسير عليه.
زمن الفتن يضطرب الشباب السلفي، هذا مع المأربي، وهذا مع المصري، وهذا مع القوصي، وهذا مع علي الحلبي، وهذا مع فلان وهذا مع علان، مع أن المشايخ الكبار تكلموا وبينوا الحق، والشباب فيما بينهم فتن ومضاربات، يا أخي اتق الله ضربت المنهج وضربت الشباب السلفي.
لو كنت سلفيًا فاعلم هذه القاعدة: أنه يجب عليك أن تتأدب مع العلماء الكبار وترجع إليهم، وليس هذا الأدب من باب التعصب، أو من باب الحزبية كما يرمينا بذلك الحلبي والمأربي والمغراوي وعرعور-قبحهم الله-، ليس هذا من باب التعصب ولا التقليد ولا الحزبية، بل هذا منهج سلفي رصين، علماء كبار يسيرون على الحق، على الورع والتقوى والعلم.
انظروا إلى حال الشباب الذين ما ساروا على هذا!، هل اجتمعت كلمتهم؟ أم تفرقوا؟!، والله تفرقوا، والله بعضهم ترك السلفية، حتى جاء واحد من طلاب الحلبي يقول، ما هو لازم إتباع منهج الصحابة، ولا هو لازم إتباع منهج التابعين، ولا منهج أحمد، ما نقدر نطبقه-قبحك الله من رجل-.
النبي-صلى الله عليه وسلم-يقول في الفرقة الناجية والمنصورة(ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، يعني: غيرهم لا، على خوف وعلى طريق وخيم، وهذا يوجب الملازمة، انظروا كيف النتيجة!.
مع أننا لا نعرف من مشايخنا الكبار يومًا من الدهر أنهم قالوا لا يجب التزام منهج السلف، ثبوت على الحق، فكيف ما نلتف حول العلماء الكبار؟، وكيف ما نرجع إلى قولهم؟، وكيف ما نتأدب بأدبهم؟، فلذلك هذا منهج مهم، أنا سلفي، لكن تأتي للتطبيق ما أنت سلفي!.
أيضًا من منهج السلف-رضوان الله عليهم-الذي يجب أن نسير عليه، وأن نتقيد به: أنه إذا تصدر لهم رجل للتدريس وللتعليم لم يجلسوا إليه، ولم يأخذوا منه، ولم يلتفوا حوله، حتى يتأكدوا من صحة معتقده وسلامة منهجه، ويسألون عنه كأنهم يريدون أن يزوجوه.
أما نحن كل من جاء نحن سلفيين!، كل من جاء وقام ودرَّس جلسوا له، ثم يأتينا هذا المدرس إما سلفي بالاسم وفي حقيقته متخبط، أو يكون حزبي في الأصل، فإذ بالشباب السلفي الذين درسوا عند هذا يختلفون مع الشباب الآخرين وتصبح المضاربات والمهارشات، ويكون هؤلاء الشباب الذين التفوا حول هذا-الذي هو غير معروف-ضد إخوانهم السلفيين المعروفين، ويصبح هناك السباب، ثم يؤلبون المجتمع على هؤلاء الشباب السلفيين، يا أخي هذا خطأ.
انتبه المسألة ما أتت هكذا: يحرم عليك شرعًا أن تتلقى العلم ممن لا تعلم حاله، وممن ليس مزكىً ومقبول القول، يحرم عليك، لأن هذا العلم دين، فأنت تتعبد الله بهذا الدين، هل تتعبد الله بدين من رجل سوء؟، أو من رجل حق؟، من رجل حق.
أما بعض السلفيين لا أبدًا، يأتيهم واحد يتصدر يلتفوا حوله، يُدَرِّسهم تفسير، يدرسهم أحاديث أحكام، يدرسهم كذا..علوم آلة، لغة عربية، نحو، أصول فقه ، يلتفون حوله وهم لا يدرون حاله، ثم بعد ذلك يؤصل فيهم الأصول الباطلة، ويؤصل فيهم أصول ضد السلفية، ويأتي على الأصول السلفية ويميعها أو يجعلها في مفهوم خاطئ.
فيضرب الشباب، لا والله أنا ما أجلس إليه حتى أعلم من هو، وأسأل عنه، والله لأن تجلس في بيتك بما تعلمه من صلاة وزكاة وصيام، خير لك من أن تجلس عند رجل يضلك، لأنك إن ضللت لا تدري هل أنت مع أصحاب الجنة أم مع أصحاب النار.
قيل للإمام أحمد: (الرجل من أهل السنة وهو من أهل السنة، يموت وعنده معاصي، هل هو رجل سوء، أو حفرته حفرة نار؟)، قال: (اسكت، الرجل إن مات على السنة فقبره روضة من رياض الجنة)، قيل له: (الرجل من أهل البدعة مجتهد وعابد)، يعني: هل له مكانة؟، قال: (اسكت، فإن الرجل من أهل البدعة حفرته حفرة من حفر النيران)، هلاك.
ولذلك ينبغي أن تعلم غن كنت سلفيًا أن لا تجلس لمن تصدر، حتى تعلم حاله، كيف أعلم حاله؟، بتزكية العلماء، بالسؤال عنه، يا أخي اذهب له، قل له: من أنت؟، عند من درست؟، من مشايخك؟.
إذا ما عرفت أن تصل إليه، قال لك: والله أنا درست عند الشيخ السحيمي، الشيخ اللحيدان، الشيخ ربيع، اتصل، لأن بعضهم قد يحضر عند الشيخ ربيع، أو عند الشيخ السحيمي، أو عند الشيخ الفلاني وهو حزبي اسأل، أو يكون سلفي ثم تغير اسأل، لا تجلس مباشرة.
يا أخي أحضر أشرطة الشيخ ابن عثيمين، الشيخ النجمي، الشيخ ابن باز-رحمة الله عليهم-، الشيخ ربيع، الشيخ الفوزان واسمع، ما هو لازم أن تحضر عند هذا المجهول!، فهذا منهج ومسلك من مسالك السلف إن كنت سلفيًا.
الأمر الثاني: جاءنا واحد تصدر-شاب-زكاه العلماء خلاص، يجب أن تعلم كيف يعامل العلماء؟، وكيف يعامل السلف هذا الشاب؟، وهذا الشاب يجب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع الناس، نحن هنا الآن نطلب منهج السلف في الطرفين.
أما بالنسبة للمتصدر السلفي الآن زكاه المشايخ لكنه شاذ، فمن الأدب:
الجانب الأول: أن يتعامل مع الطلاب باعتباره طالب علم، لا باعتباره عالم يرجع إليه، فإذا جاءته مسائل من المسائل الكبار، أو مسائل يحتاج إليها إلى قول عالم، يقول: اذهب للشيخ الفوزان، اذهب للشيخ ربيع، اذهبوا للمشايخ الفلانية من الكبار واسألوهم.
فلا يأتينا هذا الشاب المتصدر في كل مسألة وهو مُتَّكِئ على أريكته يتكلم، هذا عيب، وهذا خلل عند هذا المتصدر، لأن هذا منهج سلفي أن لا يتكلم في كل مسألة، ولا يتصدر فيها، فيراعي المسائل التي يطلب فيها قول العلماء الكبار، هذا جانب.
الجانب الثاني: لا يجعل الشباب حوله يتعصبون له ولقوله، ولا يسمعون غير أشرطته، ولا يحضرون غير دروسه، ولا ينقلون غير كلامه، وكأنه عالم كبير ابن تيمية زمانه، ولا ابن باز زمانه، هذا خطأ.
فتجد الشباب يعرفون قول فلان المتصدر وأقواله وكذا، ابن باز ابن عثيمين الشيخ ربيع الشيخ....ما يعرفون، هذا خطأ، حتى هو إذا لاحظ هذا المفترض أن يقول: يا إخوان أنا أدرسكم الكتب الصغار، الكبار عند العلماء الكبار، لا بد أن تسمعوا لفلان وفلان من العلماء الكبار، لا بد أن يربيهم على هذا، ما هو أنا أنا، لا هذا خطأ وهذا خلل ينتبه له.
الجانب الثالث: وهي متعلقة في الثانية، أن لا يتكلم هذا الشاب في كل المسائل، فهناك مسائل من حق العلماء الكبار أن يتدخلوا فيها، وهناك مسائل لطلاب العلم المتمكنين المتأهلين يتكلموا فيها، إلا إن أذن له العلماء الكبار أن يتكلم فيها.
لأنه من الأدب أن لا يتصدر في الكلام مع وجود العلماء الكبار، ووجودهم سواءً كانوا في حضرته، أو كانوا في المدينة، أو كانوا يعلمون في المسائل هذه، إلا إذا راجعهم وأذنوا له بالكلام.
أيضًا من الأمور المهمة في هذا الشاب الذي يتصدر للدعوة، أن لا يأتينا هذا الشاب ويجلس يقعد القواعد، ويستخرج الأصول، ويربي الشباب على المنهج-هو يرى أن هذا منهج السلف-هذا خطأ.
ماذا يقول الإمام أحمد؟ : (السنة عندنا الإتباع)، ما معنى الإتباع؟، يعني: لا تأتي بقواعد من عندك، يعني: تسير على ما كان عليه السلف الصالح، يا أخي نحن غير محتاجين لقواعد، نحن محتاجون لتطبيق، نحن محتاجون لعمل كعمل السلف، منهج السلف كثير من يطبقه؟!، ما طبقناه كله، نحن جالسين نطبق فيه، تأتينا بقواعد؟!، ناهيك إذا كانت هذه القواعد تؤدي إلى مخالفة منهج السلف، أو هي مخالفة لمنهج السلف الصريحة.
فلذلك يجب الحذر: من أمثال هؤلاء، هؤلاء الذين يقعدوا قد تكون قواعدهم ضلال، وانحراف عن منهج السلف، تأتي وتقول له: يا أخي المشايخ الكبار قالوا كذا، يقول: لا والله الشيخ الفلاني قال: قاعدة كذا وكذا، خسئت أنت وشيخك، لأن هذه القاعدة في مقابل الحق، وفي مقابل رب الحق، ما تقبل. هذا الشيخ!.
الآن الطلاب: يجب عليهم أن لا يعاملوا هذا الشيخ كأنه عالم كبير، بأن ما يذهبون إلا إليه، ولا يقولون إلا كلامه، وإذا قال القول لا يرجع عنه، هذا خطأ، هذا تستفيد منه كطالب علم.
جاءتك مسألة نازلة فتنة تذهب للعلماء الكبار وتسأل، إلا إذا شيخك نقل لك كلام الشيخ ربيع، كلام الشيخ الفوزان، كلام الشيخ زيد المدخلي، كلام الشيخ عبيد الجابري، كلام الشيخ السحيمي، من المشايخ السلفيين المعروفين اقبل، أما هو مرجع لك لا هذا خطأ.
لأن العلماء يقسمون من المتصدرين من له أن يتكلم في المسائل التي هي من باب العبادات، والأحكام الواضحة العامة، ومن المتصدرين من لا يحق له أن يتكلم في مسائل العامة والنوازل بالأمة، هذه خاصة بالعلماء الكبار.
فليس لك أن تأتي مثل بعض الناس ذهب وسأل واحد من هؤلاء الشباب، ما قولك في علي الحلبي؟، قال: علي الحلبي رجل من أهل السنة، أخطاءه جزئية لا تخرجه من السنة.
الشيخ النجمي يقول: (هؤلاء أهل الشام ومنهم علي الحلبي، عندهم أخطاء لا نستطيع أنهم يؤخذ منهم العلم)، ويأتينا هذا الغر الذي يقعد القواعد على كيفه، يقول: والله أنا أرى أنه يستفاد منه وعنده أخطاء جزئية، انظر الفرق الكبير، طيب، ذهبت للحلبي على كلام هذا الغر، واستفدت من الحلبي ماذا تصبح؟، تصبح حلبيًا هالكًا، تصبح متعصبًا له.
انظر أتباع الحلبي في منتدى كل(غير السلفيين)، وانظر المنتدى كيف؟، كيف رد الحق صراحة!، هذا القول الذي قلته لكم من واحد قال: منهج الصحابة غير لازم ما نستطيع نطبقه، منهج التابعين ما نستطيع نطبقه، منهج أحمد ما نطبقه، لكن منهج الحلبي نطبقه، هذا واحد من أتباع الحلبي في منتدى الحلبي، إلى هذه الهاوية يَصِلُون!.
طيب هذا، يا أيها الغر لما أبحت له يسمع الحلبي ماذا حصل له؟، هلك إن تابعه، لكن الشيخ النجمي قبل ما يقارب أربع سنوات قال: (لا يؤخذ منهم العلم)، وقال: (من يزكي أهل البدع ويثني عليهم لا نستطيع أن نقول أنه يأخذ منه العلم)، فإن المغراوي، وعرعور، والمأربي، الذين تزكيهم وقعوا في بدع واضحات.
من الواجب عليك أيها الطالب: كما مضى أن تسأل عن حال الشيخ وتتأكد أنه سلفي، وأيضًا من الواجب عليك زمن الفتن أن لا تتعصب لشيخك أو من كان في مقابله، وإنما تسكت وتنظر كلام العلماء الكبار.
الآن الشباب ينقسمون في كل فتنة، ما السبب؟، السبب: خوضهم فيما لا يعنيهم، وفيما لا يستطيعونه، فيتفرقون ويتضاربون، ويخسر بعضهم بعضًا، لكن لو سكتوا ولزموا العلماء الكبار والله لقلت الفتن، ولو ساروا على منهج السلف من أن الطلاب الصغار يسيرون خلف العلماء الكبار لقلت الفتن.
يا أخي اسكت لا تتدخل، لا تثير الشيخ الفلاني قال كذا، والشيخ الفلاني قال كذا، والله نحن ذهبنا للشيخ ربيع فقال: عرعور وأبو الحسن وكذا على ضلال الحمد لله استفدنا، عرفنا ما عندهم من ضلال تركناهم.
جاءك واحد سلفي يدافع عن أبي الحسن بين له كلام الشيخ ربيع، إن قبله وإلا اتركه، ما يحتاج تتضارب معه وكذا خلاص انتهى، أو يكون الشيخ مثلًا خاصة إذا كان الشيخ للساعة ما ظهرت حزبيته أو بدعيته فيتعصبون له لا، لا تتعصب، اسأل عن الحق عند العلماء الكبار ولازمهم.
أيضًا من منهج السلف الذي يجب أن تتنبه له وأن تسير عليه: أن تعلم أن دعوتهم ظاهرة، وان أقوالهم ظاهرة، وأن كلماتهم ودروسهم مسجلة وواضحة، ما فيها خفاء، ما تقول؟، أو ما الذي أريد أن أصل إليه؟ الذي أريد أن أصل إليه، أن تعلم يا عبد الله أن من يعطيك مسائل ويقول لك: ما تنشرها بين الناس، ويعطيك مسائل خاصة بينكم ولا ينزلها في كتب أو في أشرطة علانية، أن هذا عنده بدعة وعنده ضلالة يريد أن يؤصلها ويوقعك فيها، لأنها لو انتشرت لردها العلماء.
أعطيكم مثال: هؤلاء الشباب الذين يجتمعون، ويُرَبُّون أتباعهم في الخفاء على مسألة عدم العذر بالجهل.
أولا: دعونا نأخذ المسالة، مسالة العذر بالجهل، أو عدم العذر بالجهل، أكثر علماء السنة، انتبه! لعبارتي وأنا أقولها وأنا جازم بها: (أكثر علماء السنة والسلف على العذر بالجهل)، بعض العلماء السلفيين رأوا هذا الذي وقع في الكفر من أهل الإسلام، بعد بلوغ الدعوة وبعد إسلامه ووقع في الشرك والكفر أنه كافر.
طيب، ما موقفهم من بعض؟، إخوان لا يبدع بعضهم بعضًا ولا يضلل بعضهم بعضًا، هذا قول وهذا قول، خلاص، إلى هنا منهج سلفي، هؤلاء الذين في الخفاء ماذا عندهم؟، عندهم الطعن فيمن يعذر بالجهل، ماذا يرميهم؟، يرميهم بأنهم مرجئة ومرجئة العصر، يرميهم بأنهم كفار، لأنه من لا يكفر الكافر فهو كافر، على قولهم الشيخ ربيع كافر، ابن تيمية كافر، ابن قيم الجوزية كافر، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كافر على قولهم.
فالذين في الخفاء يؤسسون هذه التأسيسات، يذهبون لأمريكا، ويذهبون لفرنسا، في الطائف هنا، وفي جدة وفي رابغ وفي ينبع وفي المدينة في خفاء، وفي شباب وفي الإنترنت في المسنجر فيما بينهم.
إذا رأيت شخص يؤصل فيك هذا الأصل فاعلم انه حدادي تكفيري خبيث، يرمي أهل السنة بالإرجاء، احذر أهل الخفاء، وكذا الذين يؤصلون في النساء مثل هذه التأصيلات، فله دروس مع النساء، ومحادثات في المسنجر مع النساء، وتربية للنساء على التكفير هذا، وعلى مذهب الإرجاء.
فالسلفي إذا رأى شخص مثل هذا ما يماشيه، ولا يستمع لكلامه لأن الخفاء كما قال عمر بن عبد العزيز: (إذا رأيت قومًا يجتمعون في خفاء فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة)، وهذا الذي حصل.
فقد اجتمعوا في الطائف خمسون رجلًا منهم وكفروا من يعذر بالجهل، كفروه علنًا في المجلس، في البداية يقول لك: هذا خطأ وهذا مذهب المرجئة قليلًا قليلا حتى يؤصل فيك الإرجاء.
احذرهم!، لو تظاهر لك بالسنة والرد على الأسمري وتزكية الشيخ ربيع، لو تظاهر لك بشرح العقيدة الواسطية، وشرح كتاب التوحيد، وهذا منهج خامس أو سادس سلفي أريد أن أقرره.
تعليق