بسم الله الرحمن الرحيم
من الاشياء التي فرقت الامة ألا وهي الفرق والتحزب المخالف لأهل السنة والجماعة
السلفية قديما كالخوارج والاشعرية والجهمية ووإلخ، وحديثا كالتبليغ والاخوان
المفلسين والقطبية وأصحاب الجمعيات المغفلة كماوصفهم الامام الوادعي مثلا : جمعية
إحياء التراث والحكمة والاحسان والتحزب هي التي دمرت الامة كما قال الامام ربيع
المدخلي حفظه الله في فتاويه المجلد الرابع عشر، لذا يا ايها الأحبة ينبغي لنا التحذير بل
أشد التحذير من التحزب وأهلها كي لايقع الناس في حبالهم فيضلوا، ومن هنا ننقل لكم
كلمة الشيخ يحيى الحجوري محذرا التحزب قائلا مايأتي .
قال الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله : إن من أضرار هذه الحزبية العصبية: هو تفرقة المسلمين، وتمزيق المسلمين، وربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء:92].
هذه أمة واحدة، كتابها واحد، قبلتها واحدة، نبيها ورسولها واحد، دعوتها واحدة، فعندهم كتاب وسنة، هجمت عليهم الحزبية، وجعلتهم شذر مذر، وألقت في قلوبهم العداوة والبغضاء لمن تمسك بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين، أبيض مثل الصفاء لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباد لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه«.
إن العصبية الحزبية هي التي أوبقت اليهود بعد أن عرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، قال الله سبحانه عنهم: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[البقرة:89].
ولما قال النبي لصلى الله عليه وسلم ذلك اليهودي: »أنشدك الله، هل تعلم أني مذكور في التوراة رسول الله؟«، قال: إنا نجد مثلك، وكنا نظنه منا، عناد الحزبية، وعناد العصبية، جعلهم يكفرون بالله سبحانه وتعالى، ولا ينصاعون ولا ينقادون للحق.
من أضرار الحزبية: عدم العدل والإنصاف، ما في الحزبية عدل أبداً، فإنك تجد المتحزب مسلط سلطته ومكانته، ومنصبه، لنصرة حزبه، وفرقته، ومن كان معه على شاكلته، وهذا إتباع للهوى، وليتباعاً للحق، والله عز وجل يقول: و ﴿وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾[ص:26].
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾[الجاثـية:23]، ما بال المسلمين الآن، أمرهم الله أن يكونوا أمة واحدة، فكانوا آلف الأمم، ضد ما أمر الله سبحانه وتعالى، الله يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران:103] والحزبيون يقولون: تفرقوا. الله يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾[المائدة:2]، ولسان حال الحزبية تقول: تعاون مع من كان معك ولو كان يهودياً، أو نصرانياً، أو بوذياً، أو هندوسياً، أو اشتراكياً، الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾[الأنبياء:92]، والحزبية لسان حال تقول: ألف أمة، أو ألفان، أو ثلاثة آلاف، أو أكثر أو أقل، كل واحد يصب جهوده لمن كان معه، لا يعرف قدراً للمتمسك بالكتاب والسنة، وينكر هذا الضلال الباطل.الحزبية فيها إلغاء الولاء والبراء الصحيح، تمزيق للمسلمين، ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾[الروم: 31-32]، على ما يا عباد الله تقلدون اليهود والنصارى، وتتركون ما أمركم الله سبحانه وتعالى، وتنصبون العداء لمن قال: هذا حرام، ومن نصح لكم رحمة ورفقاً، على ما تمسكون المساجد لمن كان في حزبكم!، وتنأون وتنهون عمن يقول: قال الله، قال رسوله؟!، على ما هذا التضييق على السلفيين، ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾[البروج:8]، على ما هذا التضييق على السلفيين، وهم يقولون: قال الله، قال رسوله ،صلى الله عليه وسلم، فالصوفي ينصب لهم العداء، ويتحزب لفكره، ولتصوفه، والرافضي ينصب لهم العداء ويتحزب لفكره، ولرفضه، والإخواني ينصب لهم العداء ويتحزب لإخوانيته، ولفكره، وهكذا سائر الفرق، تنصب لهم العداء، كل ذلك من الحزبية فيها إلغاء الولاء والبراء الصحيح، تمزيق للمسلمين، ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾[الروم: 31-32]، على ما يا عباد الله تقلدون اليهود والنصارى، وتتركون ما أمركم الله سبحانه وتعالى، وتنصبون العداء لمن قال: هذا حرام، ومن نصح لكم رحمة ورفقاً، على ما تمسكون المساجد لمن كان في حزبكم!، وتنأون وتنهون عمن يقول: قال الله، قال رسوله؟!، على ما هذا التضييق على السلفيين، ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾[البروج:8]، على ما هذا التضييق على السلفيين، وهم يقولون: قال الله، قال رسوله ، صلى الله عليه وسلم، الصوفي ينصب لهم العداء، ويتحزب لفكره، ولتصوفه، والرافضي ينصب لهم العداء ويتحزب لفكره، ولرفضه، والإخواني ينصب لهم العداء ويتحزب لإخوانيته، ولفكره، وهكذا سائر الفرق، تنصب لهم العداء، كل ذلك من
أجل أنهم يقولون: قال الله، قال رسوله.
فاتقوا الله يا عباد الله، أين الولاء للحق، ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة:71].
أأنت ترغب عن هذه المحامد، وترغب أن تبتعد عن هذا الخير من أجل العصبية، ومن أجل أن يُنصر فلان، أو علان، ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾[البقرة: 166-167].
هكذا يقول الله سبحانه وتعالى، فانتبه أيها المسلم، عليك بالولاء لله ولكتابه ولرسوله، وللمؤمنين، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ ما صفات هؤلاء المحبوبين إلى الله؟ قال: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ الحزبية تلغي هذا الجانب، جانب المحبة في الله؛ إلا لمن كان في صفهم، وفي حزبهم، ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾[المائدة:54].
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾[الأنفال:73].
لقد رأينا والله الفتنة والفساد الكبير، الموظف الإخواني: إن جاءت معاملة للسني نحاها، وذلك الموظف الرافضي إن جاءت معاملة لحزبي، أو معاملة لإخواني، أو لسني أو لغيره، ممن لا يرضاه، نحاها، وذلك الموظف الصوفي إن جاءت معاملة لمن لم يكن معه نحاها، كل واحد يخدم فكره، لا يخدمون الدين الحق، خدمة صحيحة كما أراد الله سبحانه، وحتى أيضاً لا يخدمون الشعب كما يقول، هو إنسان حكومي، حكومي إذا دخلت عليه فكرة التحزب خرب، ما يصير حاكماً كما أراد الله، يصير حاكماً كما أرادت الحزبية؛ إلا من رحم الله عز وجل.
التتمة في سلسلة اخرى بإذن الله ،، وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم
المصدر : كتاب " الاضرار الحزبية على الامة الاسلامية"
اعدها محبكم أبوأيوب السلفي * كردستان العراق *