بسم الله الرحمن الرحيم
هل الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى-مرجئ ، ومن أينجاءت تهمة الإرجاء إلى الشيخ؟ : للشيخ الدكتور محمد بازمول-نفع الله به-.
فهذه نقولات من مقدمة كتاب (شرح صفة الصلاة..) للشيخ محمد بازمول- بارك الله فيه-( طبعة دار الاستقامة - القاهرة ، جمهورية مصر/1430هـ-2009م)، تتضمن الرد على من اتهم الشيخ العلامة الأباني –رحمه الله تعالى-بأنه مرجئ من باب التبديع، والرد على بعض العباراته الموهمة للشيخ..
أسأل الله تعالى أن ينفع بها..
===
ـ قال الشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول-سدّده الله-:
. أما قولهم: مرجئ:
-وأن هذا الاستثناء ليس بشك في الإيمان.
وفي كلامه السابق يصيح الشيخ بالبراءة من الإرجاء و المرجئة، ويلزمهم بقولهم ومخالفتهم لأهل السنة و الجماعة!
===
يتبع إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة (من أين جاءت تهمة الإرجاء إلى الشيخ [الألباني-رحمه الله تعالى-])..
فإن عمدتهم في هذا أمور،وهي:
-أن الشيخ قال في بعض الأشرطة المسجلة:إن الإيمان هو التصديق.وقرر أ، الأعمال شرط كمال.
-أن الشيخ لا يرى التكفير إلا بالاعتقاد.
-أن الشيخ لا يكفر تارك الصلاة.
والرد على ذلك في النقاط التالية:
أولاً:لا أزكي على الله أحداً،ولكن الذي أعلمه وأتيقنه أن الشيخ رحمه الله رجل من أهل السنة،وعلم من أعلامها،مشهود له بذلك، من أئمة كبار.وهو مع هذا غير معصوم عن الخطأ.
ثانياً:الشيخ بريء من الإرجاء،ويدل على ذلك:
أن الطحاوي رحمه اللهلما قال في عقيدته:"والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان"اهـ.
علق الألباني بقوله رحمه الله :"هذا مذهب الحنفية والماتريدية،خلافاً للسلف وجماهير الأئمة كمالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم،فإن هؤلاء زادوا على الإقرار والتصديق: العمل بالأركان.
وليس الخلاف بين المذهبين اختلافاً صورياً كما ذهب إليه الشارح –رحمه الله تعالى-بحجة أنهم جميعاً اتقفوا على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان،وأنه في مشيئة الله،إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه،فإن هذا الاتفاق وإن كان صحيحاً،فإن الحنفية لو كانوا غير مخالفين للجماهير مخالفة حقيقية في إنكارهم أن العمل من الإيمان،لاتفقوا معهم على أن الإيمان يزيد وينقص،وأن زيادته بالطاعة،ونقصه بالمعصية،مع تضافر أدلة الكتاب والسنة والآثار السلفية على ذلك،وقد ذكر الشارح طائفة طيبة منها (342-344) ولكن الحنفية أصروا على القول يخلاف تلك الأدلة الصريحة في الزيادة والنقصان،وتكلفوا في تأويلها تكلفاً ظاهراً،بل باطلاً، ذكر الشارح(ص342)نموذجاً منها،بل حكى عن أبي المعين النسفي أنه طعن في صحة حديث"الإيمان بضع وسبعون شعبة..".مع احتجاج كل أئمة الحديث به،ومنهم البخاري ومسلم في (صحيحيهما)وهو مخرج في (الصحيحة)(1769)وما ذلك إلا لأنه صريح في مخالفة مذهبهم!
ثم كيف يصح أن يكون الخلاف المذكور صوريا وهم يجيزون لأفجر واحدٍ منهم أن يقول:إيماني كإيمان أبي بكر الصديق! بل كإيمان الأنبياء والمرسلين وجبريل وميكائيل-عليه الصلاة والسلام-؟!
كيف وهم بناء على مذهبهم هذا لا يجيزون لأحدهم-مهما كان فاجراً فاسقاً-أن يقول:أنا مؤمن إن شاء الله تعالى،بل يقول: أنا مؤمن حقاً!والله عز وجل يقول:(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت علهم ءايـته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون*الذين يقيمون الصلوة ومما رزقنهم ينفقون*أولئك هم المؤمنون حقاً)[الأنفال:2-4]،(ومن أصدق من الله قيلاً)[النساء:22].
وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصيبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر!وفرعوا عليه أنه لايجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية!وتسامح بعضهم-زعموا-فأجاز ذلك دون العكس، وعلل ذلك بقوله:تنزيلاً لها أهل الكتاب!
وأعرف شخصاً من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية،فأبى قائلاً:...لولا أنك شافعي!فهل بعد هذا مجال للشك في أن الخلاف حقيقي؟ ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية:(الإيمان)فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع"اهـ.
وقول الألباني في كتابه(الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد):"يبدو لي-والله أعلم-من مجموع كلامه(يعني:عبد القدوس الهاشمي صاحب المقالة)المتقدم بصورة عامة،ومن قوله في هذه الفقرة بصورة خاصة(يعني قول الهاشمي المذكور،عن القطيعي راوية المسند:"وهذا الرجل كان فاسد العقيدة من أشرار الناس"):أن الرجل حنفي المذهب،ماتريدي المعتقد،ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء الكتاب والسنة وآثار الصحابة،من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص،وأن الأعمال من الإيمان،وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً،ما عدا الحنفية،فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة،بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم،حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر،-والعياذ بالله تعالى-فقد جاء في "باب الكراهة"من(البحر الرائق)لابن نجيم الحنفي،ما نصه(8/205): "والإيمان لا يزيد ولا ينقص،لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال"."اهـ.
ويعلق الألباني على هذا المقطع عند طبع الكتاب عام1420هـ، وقد بلغه رمي بعضهم له بالإرجاء:"أقول:هذا ما كنت كتبته منذ أكثر من عشرين عاماً،مقرراً مذهب السلف،وعقيدة أهل السنة،والحمد لله في مسائل الإيمان،ثم يأتي اليوم بعض الجهلة الأغمار، والناشئة الصغار، فيرموننا بالإرجاء، فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء..".اهـ
قلت: فهذا كلام صريح واضح من الألباني في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الإيمان؛ فهو يقرر:
-أن الإيمان تصديق في الجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح، وليس مجرد تصديق.
-أن العمل من الإيمان.
-أن الإيمان يزيد وينقص.
-يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
-وأن يقول المسلم: أنا مؤمن إن شاء الله.
-وأن هذا الاستثناء ليس بشك في الإيمان.
وفي كلامه السابق يصيح الشيخ بالبراءة من الإرجاء و المرجئة، ويلزمهم بقولهم ومخالفتهم لأهل السنة و الجماعة!
===
يتبع إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة (من أين جاءت تهمة الإرجاء إلى الشيخ [الألباني-رحمه الله تعالى-])..
تعليق