سُئلَ فضيلة الشيخ العلامة حامل راية الجرح و التعديل الدكتور
ربيع بن هادي عمير المدخلي
-حفظه الله- :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
-حفظه الله- :
السؤال : شيخنا متى يحق لطالب العلم أن يقول هذا ما ترجح لي أو هذا ما أعتقده ومتى يحق له ان يستقل في درس أو حلقة تدريس , فكثير من الشباب من طلبة العلم الناشئين يتسرعون إلى تصدر المجالس فما هي نصيحتك ؟
الجواب :
نصيحتي للشباب السلفي أن يشمروا عن ساعد الجد في تحصيل العلم أن يتعلموا , ولكن إذا كان في بلد جهلاء وليس فيها علماء وفيهم طالب علم يحتاجون إلى ما عنده من علم قليل فأنا أرى أنه يبذُلَ ما عنده من علم ولا نعقِّد الأمور على الشباب الذي يرى الدنيا مظلمة بالجهل و الخرافات والشرك – ونقول لا تتصدر لتعليم الناس إلا إذا بلغت منزلة ابن تيمية أو أحمد بن حنبل – هذا لا يحصل فيعني ( حرمت عليكم الميتة و الدم ولحم الخنزير ... إلا ما اضطررتم إليه ) هذا ( الضرورة تبيح المحظور ) كما يقال , قاعدة شرعية ,
فإذا كان في بلده يرى الشرك يرى البدع ويرى ترك الصلاة وهو يعرف الشرك ويعرف يعني ما هي البدع وما هي السنن وما هو كذا , يعلم بالذي عنده .
كان الشيخ عبدالله القرعاوي - الله يرحمه - يعلم بعض الشباب شيئا من العلم قرآن وتجويد والفرائض وكتاب التوحيد والأصول الثلاثة , و إذا قرأ هذه الكتب ورأى الأمة بأشد الحاجة غلى هؤلاء , وهؤلاء هم أمثل الناس فيدفع بهم إلى ميدان الدعوة إلى الله ويوزعهم في القرى يعلموا الناس يحفظوا الناس القرآن ويعلمهم التجويد يعلمهم الفرائض التي تعلموها يدرسهم في كتاب التوحيد الذي درسوا , فان أنا لا أشجع - يعني – طالب العلم على أن يركب رأسه وينصب نفسه عالما , لا .
لا يقم بهذا ولا لست أفتيه بهذا المنظار وإنما إذا ألجئ ولم أجد عالما غيره , وعنده شيء من العلم فليطرح في الساحة ما عنده من العلم الذي يعلمه , لا يتكلم في دين الله بجهل أبدا حتى لو كان عالما لا يجوز له أن يقول على الله إلا الحق ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و الإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) فالقول على الله بغير علم حرام و اكبر الكبائر بل أكبر من الكفر بالله عز وجل لأن الكفر و الضلال و البدع كلها تنشأ عن القول على الله بغير علم فهو أخبث الخبائث و أكبر الكبائر و وسواء صدرت على الله بغير علم أو القول على الله بغير علم من عالم أو جاهل فإنه يكون قد ارتكب أعظم الجرائم وأعظم الأوزار – فإذا رأى حاجة رأى الناس مضطرين إلى ما عنده من العلم القليل فليتكلم فقط في حدود ما يعلم ولا يتجاوز حده وقد يتصدى للتعليم فينفخ فيه الشيطان فلا يسأل عن مسألة إلا و أجاب فيها لا , يقول الله أعلم يقول لا أدري فقد كان كبراء الكبراء و أئمة الأئمة يقول لا أدري بحيث أن أحد كبار تلاميذ مالك يقول ( لو شئت أن املأ ألواحي من قول مالك لا ادري لفعلت ) مالك يسأل كثيرا وكثيرا يقول لا أدري وقال كل طلاب العلم يعلمون أن مالك سئل عن أربعين مسألة فأجاب فيها عن أربع مسائل أو حولها وقال في الباقي لا أدري لا أدري وكان الرجل في تلك الأوقات إذا أكثر من قول لا ادري عَظم في أعين الناس , والآن إذا قال لا أدري مرة أو مرتين قالوا جاهل , أيضا هذه المقاييس عند الناس يجب أن تعدَّل وأن يسيروا فيها على طريق السلف و أن يقدِّروا من يتورع عن تقحم الفتوى و الجرأة عليها , ولا يدفعوا أرباع العلماء و أنصاف العلماء إلى أن يقولوا على الله بغير علم فعلى كل حال يقولون ( ينبغي على العالم أن يعلم تلاميذه قول لا أدري فإنها نصف العلم ) , نعم نعم هذا ما أردت أن أقوله حول هذا الكلام "ا.هـ. [الجواب الكافي الشريط الأول]
منقول __________________