بسم الله الرحمن الرحيم
مصداقية المراجعات
كتبه / حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله , و بعد :
الأخ الدكتور جاسم المهلهل الياسين كتب في صحيفة الوطن بتاريخ 26 ربيع الآخر 1431 هــ عن تراجع بعض قيادات العنف السياسي للجماعات الإسلامية عن نهج العنف , و هذا الكلام صحيح بالنسبة للبعض الذين صدقوا ظاهرا و باطنا و تراجعوا حقا و صدقا .
و البعض الآخر إنما هو مناور يناور بدعوى التراجع لحين التمكن , و من هؤلاء حزب (( الأخوان المسلمين )) , فالأمين العام لجماعة الأخوان المسلمين بمصر د. محمود عزت في صحيفة الوطن بتاريخ 21 شوال 1428 هــ قال : " ففي عام 2005 م أثيرت قضية كتابات سيد قطب سواء من خلال بعض التصريحات لعدد من الأخوان أو في المقاولات التي كان يكتبها عدد آخر , بل و حتى من مذكرات شخصية من عدد من الإخوان , فيها أن هنالك كلاما للأستاذ سيد يكفر فيه المجتمع باعتباره مجتمعا جاهليا , و أن هذا الكلام كان له تأثير على جماعات أخرى غير الأخوان أدت إلى إنتاجها منهج العنف , و عندما ناقش مكتب الإرشاد هذه القضية قرر إحالتها لقسم التربية , حيث إنه القسم المتهم بفكر الجماعة , و للإخوان الذين عاصروا سيد قطب , و خاصة الذين تعاملوا معه بشكل مباشر , و بعد دراسة مستفيضة للموضوع وافق مكتب الإرشاد , و أعلن المرشد العام – وقتها – محمد مهدي عاكف موقف الجماعة , حيث قال : إن كلام سيد قطب لم يخرج عن فكر الأخوان " .
و الأخ د. جاسم المهلهل نفسه نحن بانتظار مراجعاته حتى يخرج من دائرة المناورة إلى دائرة التصحيح , و هذا من لوازم المراجعات عن التنظيرات الباطلة , و كل أنواع البدع و هذا ما فعله أبو الحسن الأشعريرحمه الله فإنه صعد المنبر و أعلنها صراحة تراجعه عن بدعه و لزومه عقيدة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله .
و ذكر ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين و كذلك شيخنا العثيمين رحمه الله في تفسيره أن من أخطأ ببدعه لا يكفي استغفاره و توبته فيما بينه و بين ربه كما هو الشأن في سائر الذنوب , بل لابد أن يصلح ما أفسد بأن يكتب ردا على ما كتب لأن المفاسد المتعدية لابد فيها من إصلاح خصوصا ما كان مسطورا مدونا مما خطته أيديهم و أقلامهم .
فالأخ د. جاسم المهلهل الياسين في كتابه (( للدعاة فقط ص18) قال : " إن جموع الشباب و رجالات الدعوة على الأقل في دائرة الدول الخليجية ليسوا مهيئين في تربيتهم الحالية على العيش وفق مقتضات العهد المكي الذي يمثل في حقيقة المفاصلة و مستلزماتها , من الصبر و الثبات " .
فنرجوا من د. جاسم الياسين التراجع في صحيفته نفسها عن تنظير المفاصلة , و توصيف مجتمعنا بالعهد المكي , فالشعب و القيادة مسلمون , و لسنا في عهد مكي حيث طائفة الصحابة المؤمنة , و طائفة أبي الجهل الكافرة .
كذلك شبه الدكتور جاسم الياسين دخول الأخوان المسلمين مجلس الأمة بجواز قتل المسلمين الذين يتترس بهم الكفار , و علل ذلك بقوله : " لأنه لا يمكن الوصول إلى حماية أرض الإسلام و تدمير حصون الكفر إلا عن هذا الطريق !!! )) للدعاة فقط ص 231 .
فهذا تنظير عجيب غريب صعب , فمن الأسرى المتترس بهم ؟ فكرت هل هو الأخ خلف دميثير العنزي أو مخلد العازمي ؟ و فكرت من هم الكفار الذين أسروا الدميثير و المخلد ؟!!
فما إستطعت أن أجد جوابا ؟
و فكرت من هو المجاهد الذي سيحرر الأسرى المتترس بهم , هل هو عضو حزب الأخوان المسلمين الوحيد (( جمعان الحربش )) ؟
أعتقد صعب هذا التنظير لا اعرف أحدا سبقك إليه !!! و إنما يفتي من رخص بدخول البرلمان بتزاحم المصالح و المفاسد .
كتابك (( للدعاة فقط )) فيه أشياء أخطر و أقوى و أعجب مما ذكرت لك يصعب ذكرها , تحتاج إلى تواضع منك و إعلان تراجعك عنها .
أما الجهمية الذين تدعونا إلى تلمس فقط اللقاء معهم فليتك تذكر عقيدتهم ثم تذكر كيف نتفق معهم , و ليتك تذكر ما فعله ولاة الأمر بشيخ الجهمية الجعد بن درهم , و كذلك ما فعله الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه مع رؤوس القدرية , و كذلك ما فعله سائر الخلفاء الذين تحروا حفظ أديان الناس من أئمة الضلال المبتدعة الدعاة , حتى لا تكون ممن يجتزئ سير الخلفاء .
و الله أعلم