إرشاد الحــاذقــين
إلي عدم سماع كلام النــاعقين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه حيران قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم نعوذ بالله من شبه المضلين.
أما بعد:-
فهذه ردود العلماء على مقولة للبعض يزعم فيها أن الإمام العلامة شيخ الإسلام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله متساهل في التصحيح والتضعيف ولا يوثق كثيراً في تحقيقاته ولا يعتمد كثيراً على السلسلتين الصحيحة والضعيفة وإليك الجواب .
العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي رحمه الله
السؤال :- عندنا بعض طلبة العلم يقولون أن الشيخ الألباني رحمه الله متساهل في التصحيح والتضعيف لذا لايعتمد كثيراعلى السلسلتين الصحيحة والضعيفة كمرجع فما هو قولكم حفظكم الله؟
الجواب:- قولي أن هؤلاء مبالغون مبطلون لايجوز لهم أن يقولوا مثل هذا الكللام فالألباني حبس نفسه سبعين سنة أو أكثر من سبعين سنة على هذه الكتب وإخراجها وتصفيتها للمسلمين بأن صفى الصحيح والحسن فأخرجه وحازه للناس وصفى الضعيف وحازه للناس وهو بشر يصيب ويخطئ فإذا وجد في بعض إجتهاده شئ يمكن أن يستدرك عليه فيه فليس معنى ذلك أن نبطل عمله هذا ونقول لا يعتمد عليه الذين يقولون هؤلاء قولهم باطل وهم مبطلون ونسأل الله أن يهدي ضالنا ويرشد حائرنا ويجب علينا أن نعترف بالفضل لأهل الفضل وإن الشيخ الألباني رحمه الله حبس نفسه زمنا طويلاً على هذا العمل العظيم الذي حبس نفسه له فالذي يقول هذا بمعنى أنه يريد أن يقضي عليه بالكلية هذا ضلال هذا خطأ فاحش يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله من هذا .
لاشك أن عمل الألباني عمل إنساني والعمل الإنساني قد يحصل للإنسان فيه مايحصل من الأخطاء ولكن لايجوز أن نقول انه مايعتمد عليه هذا خطأ.اهـ من درسه الذي ألقاه يوم السبت6 صفر1425, والمقال موجود في شبكة سحاب بتاريخ 31-1-2004.
العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال :- يقال عن الشيخ ناصر أنه متساهل ، وعن الشيخ مقبل أنه متشدد ، ما مدى صحة القولين .
الجواب:- الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى في السلسلة الضعيفة تطمئن نفسي غاية الاطمئنان للقراءة فيها ، وفي السلسة الصحيحة أيضا كذلك ، أيضا تطمئن نفسي .
وربما في بعض الأحاديث لا تطمئن النفس إلى تصحيحه ، مثل حديث : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وبعض الأحاديث التي يصححها ومثل حديث : ( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد عما في أيدي الناس يحبك الناس ) ، و( استعينوا على قضاء أموركم بالكتمان ) ، وبعض الأحاديث لا تطمئن النفس إلى تصحيحها.لكن حسبه أنه لا يوجد له نظير في هذا الزمن .
وينبغي أن يعلم أن لدى الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى اطلاعا ليس لأحد ، وأنها توفرت له مراجع ليست عند أحد ، فرب مصدر لا يتيسر لنا الوقوف عليه فنضطر إلى أن ننقله من كتب الشيخ ناصر الدين الألباني ، عازين ذلك إليه ، فجزاه الله عن الإسلام خيرا . أما أنا فلا أوصف بالتشدد ولا بالتساهل ، ومن أنا ؟
ولقد أحسن من قال :
يقولون هذا عندنا غير جائز..... فمن أنتم و حتى يكون لكم عند
وإذا شككت في الحديث تركته كما يفعل أيوب السختياني والإمام مالك رحمه الله تعالى ، فإنه إذا كان شك في الرفع والوقف رواه موقوفا ، وهكذا إذا شك في الوصل والإرسال رواه مرسلا ، فأنا اقتدي بهذين الإمامين ، والله المستعان . ) أهـ . نقلا ًفي إجابة السائل إلى أهم المسائل ص567/ دار الحديث بدماج .
العلامة الإمام المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
يقول السّائل : ما مدى صحّة قول القائل إنّ الشيخ الألباني متساهل في التّصحيح و التّضعيف ؟
الشيخ : ما أحد يسلم من الخطأ لا الألباني و لا الترمذي و لا النسائي بل حتّى البخاري و تلميذه مسلم -رحمهم الله- و هذه اجتهادات ،هو ما يتعمّد التساهل ويتقصد الحكم على الحديث خطاءً ، يعني الحديث صحيح و يذهب يضعفه تساهلا ، لا ، كلهم –إن شاء الله- مجتهدون و يريدون أن يحكموا بما بصرهم الله من الحقّ ، و الإنسان معرّض للخطأ في أحكامه فمن اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، فالخطأ يوجد ، تقرؤون كتاب التّرمذي و كتاب صحيح ابن خزيمة و مستدرك الحاكم و ابن حبان و لا يتّهمون .
و إذا قال أحدهم فلان متساهل فليس معناه أنّه يحكم بهواه في دين الله ، الحديث دين الله عزّ و جلّ ولمّا يكون الحديث يتضمّن حلالا أو حراما و يجيء يضعفه أو يصححه هل يضعفه أو يصححه بهواه أو يجتهد وقد يصيب وقد يخطئ وبهذا لاعتبار ننظر إلى العلماء ومنهم الألباني -رحمه الله تعالى- و قد يتشدّد الألباني - رحمه الله - فيضعف حديثا صحيحا مثلا حسب اجتهاده و هكذا.
و المهم، أنّه عالم بارع في الحديث و علومه و العلل و في الفقه فقيه النفس على طريقة السلف و لا يتكلم فيه إلاّ أهل الأهواء اهـ نقلاً من "لقاء حديثي منهجي مع بعض طلاب العلم بمكّة" .
العلامة المحدث يحي بن علي الحجوري حفظه الله
السؤال: يقال عن الشيخ ناصر الدين الألباني : أنه متساهل في التصحيح، والتضعيف وعن الشيخ مقبل : أنه متشدد، فما صحة القولين؟
الجواب: أما أن يقال عن الشيخ الألباني : متساهل في التصحيح والتضعيف فخطأ، كيف هذا؟ ما يضعف حديثا إلا ويأتي بالبراهين على ضعفه فهو في غاية التحري في التضعيف جدًّا، و”السلسلة الضعيفة“ شاهدة على هذا القول أنه في غاية التحري، وإنما في مسألة التصحيح قد يجتهد في بعض الأحاديث ويسوق لها طرقًا له اجتهاده فيما يتعلق باصطلاحات له، وربما يقول: وهذا الحديث بهذه الطرق حسن عندي. نعم كما يقول الحافظ أيضا في ”بلوغ المرام“: وهذا الحديث حسن، ويخالفه بعض الحفاظ أو بعض المحققين وكما يقول أيضا الزيلعي وغيره من سائر المحققين، فمسألة أنها توجد أحاديث فيها ضعف في ”الصحيحة“ فهذا أمر حاصل في ”السلسلة الصحيحة“ توجد بعض الأحاديث الذي لا يوافقه على تصحيحها بعض أهل العلم لكن في الواقع أن اجتهاده قوي جدًّا والواقع أنه نشر للمسلمين ثروة عظيمة لا يستغني عنها عالم ولا طالب، فيبقى أنه مجتهد كسائر المجتهدين في مسألة الأحاديث وأن طالب العلم ينظر الحديث حتى من ”السلسلة“ نفسها أومن إرواء الغليل ويحكم بما يراه إذا كان يوافق الشيخ : على ذلك الحكم. فنعم، وإذا رأى أنه لا يصل إلى مرتبة حكم الشيخ عليه من حيث الحسن أو الصحة فيقول ما يعتقد ويراه والحمد لله رب العالمين، أما أن الشيخ : كان يتشدد في مسألة التصحيح والتضعيف، فهذا بلا شك أنه كان في غاية التحري.
والتشدد هنا يُعْنَى به التحري، فالشيخ : ربما عرض بعض الأحاديث على العلل، وأنا قلت له من جانب الكرسي: يا شيخ، الأحاديث التي أوردتها في ”الصحيح المسند“ عرضتها على العلل؟ قال: غالبا أني أعرضها على العلل. ولا زال إلى أن مات وهو يعرض ”الصحيح المسند“ على العلل، فإذا قال الحافظ الدارقطني، أو أبو حاتم، أو أبو زرعة، أو حتى الحافظ ابن حجر، أو بعض الحفاظ نص أنه معلول حذفه من الكتاب، أو أبقاه وعلق عليه أنه معلول، والانتقادات في هذا الباب من حيث التصحيح على شيخنا رحمة الله عليه أقل بكثير من الانتقادات على العلامة الألباني فيما أعلم مع ملاحظة كثرة ما حكم عليه الشيخ الألباني من الأحاديث بجانب ما حكم عليه شيخنا منها اهـ نقلا ًمن كتاب "الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى".
والله أسأل أن يقمع كل مبطل ،يريد أن يزهد الناس في الرجوع إليهم ،وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين