مناظرة العلامة محمد تقي الدين الهلالي الحسيني
لرافضي شيعي.
لرافضي شيعي.
إعداد و تعليق:
الداعية ، أبو عبد الرحمن علي بن صالح الغربي .
الداعية ، أبو عبد الرحمن علي بن صالح الغربي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الخير كله في إتباع كتابه وسنة نبيه. وجعل الشر كله في مخالفتهما، وأوجب على المسلمين محبة آل النبي وأصحابه الكرام فمن جمع بينهما فهو على صراط مستقيم. ومن فرق بينهما لم يسلك النهج القويم. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (صلى الله عليه وسلم) وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
يقول محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني1
"إن الناس بعد عصر خلفاء الراشدين رضوان الله عليهم صاروا ثلاث فرق بالنسبة إلى آل النبي(صلى الله عليه وسلم) وحب أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) متبعين في ذلك لكتاب الله وسنة رسوله الكريم، ولا يرون أي مانع من الجمع بينهما، والشيعة على اختلاف بين فرقهم، يرون حب آلا النبي(صلى الله عليه وسلم) لا يجتمع مع حب أصحاب النبي(صلى الله عليه وسلم) كلهم فينتقصون الصحابة حتى الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة، وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان، وهم مختلفون في هذا التنقص، فالزيديون2- وهم من سكان اليمن- ينتسبون إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي وفاطمة عليهم السلام. ويثبتون خلافة الخلفاء الأربعة مع اعتقادهم أن عليا هو أفضلهم، ويعتقدون أن هذا مذهب زيد وأبيه وجده.
والإمامية الإثنا عشرية3 يرون ويعتقدون أن حب آل النبي(صلى الله عليه وسلم) لا يجتمع مع حب الخلفاء الراشدين الثلاثة، أبي بكر وعمر وعثمان وأكثر الصحابة ويدعون أن من أحبهم فقد أبغض آل النبي(صلى الله عليه وسلم).
والفرقة الثالثة هم الخوارج4 على علي رضي الله عنه، يتنقصون عليا وآل بيت النبي(صلى الله عليه وسلم). والذي ندين الله تعالى به ونعتقد أنه الحق الذي لاشك فيه هو الجمع بينهما. ونحن لا ننكر لفظ التشيع لعلي رضي الله عنه، ولا معناه. لأن الحق مع علي، وكل من خلفه فهو مخطئ5. ويتفاوت خطأ المخالفين له والدليل على أن التشيع لآل بيت النبي(صلى الله عليه وسلم) حق – إذا خلا من الغلو- قوله تعالى: "وإن من شيعته لََََإِبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم"6. قال ابن كثير رحمه الله :"من شيعته، أي نوح المذكور سابقا يقول من أهل دينه، وقال مجاهد على منهاجه وسنته، أي إبراهيم على منهاج نوح وسنته"7. ودين الأنبياء واحدا وإن اختلفت شرائعهم8لأن الشرائع التي قبل محمد(صلى الله عليه وسلم) كانت مؤقتة، وشريعة محمد(صلى الله عليه وسلم) نسختها كلها وهي باقية إلى قيام الساعة، إلى أن تهب ريح تأخذ أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة بقليل كما ثبت في الحديث9. فالأنبياء متفقون في توحيد الله تعالى، في ربوبيته وعبادته، وفي ذاته وأسمائه وصفاته، وفي إقامة العدل بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورحمة الضعيف إلى غير ذلك. قال تعالى في سورة الشورى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"10
والدلائل على أن الحق هو الجمع بين حب آل النبي(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه كثيرة، منها قوله تعالى في سورة التوبة : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"11وقوله تعالى في صورة الحشر بعد ذكر المهاجرين والأنصار : "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"12 أقتصر على هاذين البرهانين من القرآن الكريم وأذكر برهانين من الحديث الشريف، أولهما ما رواه مسلم وغيره عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) " ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم تقلين أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا بهن فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : "أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي الحديث"13.
وثانيهما عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :(وعظنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فأوصنا قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد. وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه. وقال الترمذي حديث حسن صحيح14. وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود.
مناظرة بين المؤلف
وبين مجتهد الشيعة في المحمرة
وبين مجتهد الشيعة في المحمرة
لما استقررت في الدورة 15، أردت أن أجتمع مع بعض علماء الشيعة بعدما قرأت شيئا من كتبهم ووجدت فيها عجائب وغرائب، فاتفقت مع أحد الفلاحين وهو الحاج غلام حسين، ومعنى غلام حسين عبد الحسين والشيعة يسمون عبد علي، وكلب علي وعبد الزهراء، وعبد الأمير، وأمثال ذلك من الأسماء الشركية16ومن أغرب ما وقع لي في ذلك، أنني سافرت من جدة إلى بومباي ورأيت الحجاج يقتتلون على الماء، فاستأجرت شابا فارسيا يأتيني بالماء من مستقى الباخرة من جدة إلى بومباي بربيتين أي درهمين هنديين، اسم ذلك الشاب عبد علي، فكنت أتجاهل إسمه وأناديه يا عبد العلي، فيغضب ويقول: (عبد العلي نا) ونا بالفارسية هي حرف النفي ترادف لا بالعربية17. ثم يكرر عبد علي عبد علي، فإذا نسبته إلى الله العلي يغضب ويريد أن ينسب إلى العبد وهو علي : سافر معي غلام حسين إلى المحمرة وهي على الجانب الشرقي من شط العرب، وقد انتزعتها الدولة الفارسية التي تسمى في هذا الزمان إيران، من الأمير الشيخ خزعل الذي كان يحكم تلك الناحية، وسكانها عرب من بني تميم، وألحقتها بمملكتها، فقلت لغلام حسين اختر لي عالما من علمائكم أزوره لا يكون متعصبا، فقال لي : أفضل علمائنا في هذا البلد هو الشيخ عبد المحسن الكاظمي، فقصدناه في الحسينية و الحسينية مبنى للشيعة يجتمعون فيه لقراءة قصة مقتل الحسين رضي الله عنه وقصة حرب علي مع عائشة وطلحت والزبير في وقعة الجمل. وكان ذلك اليوم يوم جمعة وهذا الشيخ من الإثناعشرية الإخباريين. فإن الإثناعشرية فرقتان : فرقة إخبارية وفرقة أصولية18، فالأخبارية يعتمدون على ما روى من الأخبار وإن كان مخالفا للقياس والأصول وآراء فقهائهم. والأصولية بعكسهم يعرضون المرويات على الأصول. والإخباريون يصلون الجمعة والجماعة بخلاف الأصوليين، فإنهم لا يصلون جمعة ولا جماعة، فلما دخلت على الشيخ عبد المحسن قام لي وصافحني وأجلسني بقربه وكان الحاضرون كثيرا يقدر عددهم بثلاثمائة، فقال أحدهم للروضخون، وهم ينطقون بالضاد زيا، والروضخون هو الذي يقرأ لهم قصة الحسين وقصة عائشة مع علي، قال له : عجل بقراءة القصتين نريد أن نسمع كلام العالمين، لأنهم من عادتهم أن يقرأوا القصتين في ضحى يوم الجمعة، وحثه على أن لا يطول وسيتبين لك مقصوده بذلك، فصعد الروضخون المنبر وبدأ يقرأ في قصة الحسين فلما بلغ مقتله وما صنع به أعداؤه، وضعوا طيالسهم على وجوههم وأخذوا يبكون ويتابكون19 رافعين أصواتهم وأحسيناه! وأبا عبد الله ! والظاهر أن بكاؤهم كان كاذبا، وإنما هو تصنع لأن هذه القصة يسمعونها في كل أسبوع مرارا. فقلما تؤثر فيهم، ولما فرغ من قصة الحسين شرع في قصة عائشة، وذكر أنها بعثت رسولها إلى البصرة إلى علي، وقالت له : إنه سيعرض عليك طعامه وشرابه، فإياك أن تأكل من طعامه أو تشرب من شرابه فإن فيه السم، فلما سمع ذلك الحاضرون قالو بصوت عال ونغمة تدل على الحقد (لا يا ملعونة)20 وأخذوا يكررونها في كل فقرة يسمعونها فاستعجل بعض الحاضرين الروضخون وقال له اختتم نريد أن نسمع كلام العالمين فغضب الروضخون وقال قد اختصرت القصتين وما ذكرت إلا ربعها ولما فرغ القاص أخذت أتحدث مع الشيخ بالحديث التالي : حسب ما بقي في ذاكرتي، فقد مضى على هذه القصة زهراء 48 سنة، فإنها كانت سنة 1343 21.
سألت الشيخ ما أهم كتب الحديث عندهم فذكر لي أربعة كتب لا أذكر الآن منها إلا كتاب الكليني22 وأثنى عليه وقال كل أحاديثه صحيحة فهو عندنا بمنزلة ... ثم سكت وأخذ يفكر فقلت لعلك تقصد البخاري عندنا فقال نعم هو عندنا بمنزلة البخاري عندكم والبحث في صحة الحديث وضعفه في هذا الزمان عبث، لأن الأحاديث الصحيحة معلومة يقينا23.فقلت له وكيف تعرف صحتها يقينا فقال لي تعرف بنص الأئمة المعصومين24 على صحتها. ثم قال دونك حديثا متواترا عندنا وعندكم فقلت له قل : فقال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم). أنا مدينة العلم وعلي بابها. أما عندنا فليس هذا الحديث صحيحا ولاحسنا عند المحققين فضلا عن أن يكون متواترا، إنما هو حديث ضعيف. هكذا قلت له من حفظي والآن أثبت ما قاله الأئمة في هذا الحديث. قال السخاوي في المقاصد الحسنة، ما نصه باختصار " أنا مدينة العلم وعلي بابها" رواه الحاكم في المناقب من مستدركه والطبراني في معجمه الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة فمن أتى العلم فليأت الباب. ورواه الترمذي في المناقب من جامعه وأبو نعيم في الحلية وغيرهما من حديث علي أن النبي(صلى الله عليه وسلم) وسلم قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها"، قال الدرقطني في العلل عقب ثانيهما (يعني حديث الترمذي) إنه حديث مضطرب غير ثابت وقال الترمذي أنه منكر وكذا قال شيخه البخاري وقال إنه ليس له وجه صحيح وقال ابن معين فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد أنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم عقب أولهما أنه صحيح الإسناد وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره على ذلك وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد بقوله، هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل أنه باطل25
ثم قلت له : وعلى فرض ثبوته فإن أريد أن هذه المدينة لها أبواب كثيرة وعلي من أفضل أبوابها فهو صحيح، وإن أريد أن هذه المدينة ليست لها إلا باب واحد وهو علي، فهذا باطل يكذبه القرآن والواقع ولا يختلف فيه العقلاء26، لأن النبي(صلى الله عليه وسلم) حين بعث كان علي صغيرا دون البلوغ فلو كان هو الباب الوحيد لهذه المدينة ما استطاع النبي(صلى الله عليه وسلم) أن يبلغ شيئا ولا يؤدي رسالة، وكان يقول لكل من سأله عن مسالة اذهب إلى علي وخد منه الجواب وهذا لا يقوله أحد يحترم نفسه وقد قال الله تعالى : "يأيها الرسول بلغ ما أنزل الله إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"27 وحذف المعمول هنا يدل على العموم أي بلغه جميع الناس كما قال تعالى في سورة الأعراف " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا"28 ولما وصلت إلى هذه المسألة اشترك مع الشيخ في المناظرة نحو عشرة أشخاص فقال لي أحدهم قول الله تعالى : (بلغ ما أنزل إليك من ربك) معناه بلغه عليا فقلت له هذه زيادة في القرآن فلو قلت لك أنا معناه بلغه أبا بكر لكان القولان متساويين فبأي دليل ترجح أحدهما على الآخر وكلاهما دعوى بلا دليل، فغضب الشيخ وقال أبو بكر (يأكل خراه) وهذا شتم قبيح مستعمل في تلك البلاد والعراق ونجد معناه يأكل العذرة التي تخرج منه، 29 كيف تقارن بينه وبين أمير المؤمنين عليه السلام وهو جاهل لا يعرف الأب المذكور في سورة عبس والعرب كلها تعرف الأب وهو العشب فقلت له أيها الشيخ30 إن علماء المناظرات يقولون أن الشتم سلاح العاجز لأن القادر على المناظرة بالدليل والبرهان لا يلجأ إلى الشتم.وأبو بكر لم يكن يجهل الأب لأنه كان من شيوخ العرب وحكمائهم وإنما قال ذلك تورعا وخوفا من الله تعالى وتعظيما لكتابه31 وعملا بقول النبي(صلى الله عليه وسلم) " من قال في القرآن برأيه فقد كفر"32 وقد خاف أبو بكر رضي الله عنه أن يراد بالأب معنى خاص يجيء فيه تفسير عن النبي(صلى الله عليه وسلم) فتوقف وهذا من فضائله ومناقبه. ثم قلت له إذا أراد الله أن تبليغ النبي(صلى الله عليه وسلم) إنما لعلي فلماذا لم يسمه كما سمى زيدا في سورة الأحزاب33، فقال لي إن قريشا حذفت كثيرا من القرآن، فقلت له قال تعالى في سورة الحجر "إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"34.
ولا شك أن الله تعالى لا يخلف الميعاد وقد حفظ هذا القرآن من التبديل والزيادة والنقص وهذه مزية خص الله بها هذا القرآن الكريم من بين سائر الكتب السماوية وقد أجمع المسلمون، وغير المسلمين إلا من شد من أعداء الإسلام على هذا، فأنت تجد القرآن في جميع أنحاء العالم على اختلاف أديان أهل تلك البلدان لا يستطيع أحد أن يزيد حرفا ولا نقطة ولا أن يغير منه حركة وحتى صفات الحروف كالتفخيم والترقيق مثلا محفوظة إذا سلمنا أن القرآن قد حذفت منه قريش كثيرا فلا بد أن تكون قد زادت فيه أيضا، فقال لي أما الزيادة فلم تقع، فقلت وكيف عرفت ذلك قال عرفناه من أقوال الأئمة المعصومين فإنهم أخبروا أن الزيادة لم تقع وإنما وقع الحذف، فقلت هذا مخالف لنص القرآن الذي ذكرته أنفا ومخالفا للعقل والله المستعان35. ثم قلت له فهل عندكم قرآن سالم من التغيير ليس فيه زيد ولا نقص فقال لي لما رأى أمير المؤمنين علي عليه السلام قريشا تحذف أشياء من القرآن وتكتبه على غير الوجه المتفق مع تاريخ النزول دخل بيته وعكف فيه أربعين يوما فكتب القرآن من أوله إلى أخره على ترتيب نزوله من أول آية إلى آخر. فقلت وأين هذا المصحف، فقال بقي عند الأئمة يثوارتونه آخرهم عن أولهم حتى وصل إلى الإمام المنتظر محمد بن الحسين العسكري36 عجل الله بخروجه فلما خرج من سرداب سمراء37 أخذه معه، فقلت له ولماذا لم يكتب علي رضي الله عنه إلا مصحفا واحدا ثم لم ينسخ أحد منه تلك الأزمنة المتطاولة ولا نسخة وقد كان لعلي كما تعلمون من الأنصار وآل البيت الحريصين على الخير وحفظ العالم ولاسيما كتاب الله وخصوصا قبل خلافته خلق كثير أما بعد خلافته فكان ينبغي أن يكون أول شيء يبدأ به إظهار هذا القرآن الصحيح وإحراق ما سواه من المصاحف فإن لم يفعل ذلك على سبيل التسليم الجدلي فلا بد أن يفعله شيعته وأنصاره، وقد جمع أبو بكر الناس على هذا المصحف ثم جمعه عثمان طبقا لمصحف أبي بكر وأحرق جميع المصاحف المشتملة على القراءة الشاذة، وعلي رضي الله عنه ليس دونهما في العلم والقدرة على إحقاق الحق فكيف أهل هذا الواجب العظيم؟ فقال لي تأدب فإن الأئمة لا يفعلون شيئا إلا بأمر الله وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام مشغولا بأمور أخرى من حروب المرتدين وتدبير شؤون المسلمين.
فقلت له هذا الاعتذار لم يقنعني ولا أراه يقنع أحدا من خصومكم، ثم لماذا أخذ الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري المصحف الوحيد السالم من التغيير معه حين دخل السرداب وأنتم تعتقدون أنه معصوم وأنه يحفظ القرآن ولا يحتاج إلى مصحف فكيف يترك شيعته على مصحف ناقص غير مرتب إلى عالم الغيب فقال لي قلت لك تأدب فإن الأئمة معصومون ولا يفعلون إلا ما أمرهم الله به38 ثم قال لي أحدهم سأورد عليك آية من القرآن تحجك وتسكتك فقلت : هات، فقال : قال الله تعالى " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين"39 من هو الإمام المبين أليس علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقلت : ذلك قولك أما أنا فأقول الإمام المبين هو اللوح المحفوظ40 المكتوب عند الله تعالى وهذا القرآن الذي بين أيدينا مطابق له : فقال لي كيف يكون الكتاب إماما وكيف يكون مبينا. فقلت له قال الله تعالى في سورة الأحقاف " وإذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين"41
فوقف حماره في العقبة ولم يستطع جوابا فقال لي شيخهم أليس علي نفس النبي بنص القرآن، فقلت وضح لي ما تقول كيف يكون علي نفس النبي فأخذ يتعتع ويكرر أنفسنا وأنفسكم ولم يعرف أحد منهم آية، لا الشيخ ولا غيره فعلمت أنه لا يحفظ القرآن أحد منهم فقلت لهم أنا أذكر لكم الآية التي تريدون قال الله تعالى في سورة آل عمران : " فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "42. فقالوا جميعا هذه الآية التي نريد وهي حجة عليكم فإن قوله تعالى وأنفسنا المراد به علي بن أبي طالب فقلت لهم إن نفس النبي(صلى الله عليه وسلم) هي النبي ولا تتحمل الدلالة اللغوية غير ذلك فما هو دليلكم من جهة النقل أو اللغة على أن عليا هو نفس النبي(صلى الله عليه وسلم) فقالو هذا ثابت في التفاسير، فقلت أنا لا أسلمه إلا إذا ثبت عن النبي(صلى الله عليه وسلم) يسند صحيح هكذا قلت لهم مع أني أعلم أنه روي في خبر بسند ضعيف أن معنى أنفسنا هو النبي(صلى الله عليه وسلم) وعلي ونساءنا فاطمة ومعنى أبنائنا الحسن والحسين ثم راجعت الآن وأنا أكتب هذا تفسير ابن كثير فوجدت الخبر قد رواه ابن مردوية والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، قال ابن كثير هكذا قال الحاكم وقد رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي مرسلا وهذا أصح قال محمد ثقي الدين ومن المعلوم أن المرسل من قسم الضعيف43، ولو كان القوم أهل إنصاف لذكرت لهم هذا الخبر واعترفت به وبينت ضعفه وأنه لا حجة لهم في ذلك لأن فضل علي وقربه من الرسول الله(صلى الله عليه وسلم) لا ينكره إلا ضال، وذلك لا يدل على أنه هو الإمام بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) ولا يدل البتة على بطلان خلافة الخلفاء الثلاثة قبله ولا يحط من قدرهم شيئا. فإن الأئمة الثقات رووا أحاديث كثيرة صحيحة كالشمس تدل على صحة خلافتهم وفضلهم ولكن لكل مقام مقال، ثم قال الشيخ ما تقول في أحاديث صحيح البخاري أصحيحة عندكم أم لا ؟ فقلت هي صحيحة لا نتوقف في قبول شيء منها، فقال الآن أورد لك حديثا من صحيح البخاري يثبت صحة اعتقادنا وفساد اعتقادهم، فقلت ما هو: فقال روى البخاري عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال :" فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وأبو بكر آذاها فقد آذى النبي(صلى الله عليه وسلم)، ومن أذى النبي(صلى الله عليه وسلم) فهو كافر"44 فكيف يكون الكافر خليفة، فقلت له هذا الحديث صحيح ولكن لمعرفة معناه على التحقيق يجب أن تذكره كاملا حتى لا تكون مثل ذلك النصراني الذي احتج على المسلمين بقوله تعالى : " يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة"45 قال : فاذكر أنت الحديث كاملا، فقلت له إن علي بن أبي طالب أراد أن يتزوج بابنة أبي جهل على فاطمة فقام النبي(صلى الله عليه وسلم) خطيبا في الناس فقال إن ابن أبي طالب يريد أن تزوج بابنة أبي جهل على فاطمة ولا أحرم حلالا ولكن أخاف أن تفتن في دينها فو الله لا تجتمع ابنة نبي الله وابنة عدو الله في بيت واحد فإن أراد ابن أبي طالب أن يتزوج بابنة أبي جهل فليطلق ابنتي، فإن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها. هذا معنى الحديث.
فلما سمع القوم هذا الحديث ثاروا ثورة عظيمة وكثر ضجيجهم فقال لي شيخهم (رافعا صوته كفرتم كفرتم كفرتم أنتم كفرتم كل واحد حتى محمد بن عبد الله)، وسمعت من كان بقربي من الحاضرين يقولون بصوت ملؤه الحنق (لا يا ملاعين الوالدين أشلون يكذبون على أمير المؤمنين)، ومعنى ذلك إخسأوا يا ملاعين الوالدين كيف يكذبون على أمير المؤمنين يعنون عليا فقلت له كيف تكفروننا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونؤمن بكل ما جاء به رسول(صلى الله عليه وسلم) وعلي رضي الله عنه لسعة علمه وفضله ولم يكفر الخوارج الذين كفروا وقاتلوه46 فقد روى ابن أبي شيبة بسنده إلى علي أنه سئل الخوارج أكفار هم، فقال لا من الكفر فروا. فإن لم تقبلوا على عادتكم في رد أحاديث أهل السنة47 ، فدونكم برهانا نظريا لا تستطيعون رده أبدا، قالوا ما هو؟ فقلت إن عليا قاتل الخوارج ولم يغنم أموالهم ولا سبى ذريتهم كما فعل هو وسائر أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في قتال المرتدين من بني حنيفة وأم ولده محمد سبية من بني حنيفة واسمها خولة. وأنتم تعلمون فقال أنا لا أكفرك أنت، فقلت لو كفرتني أنا وتركت البخاري ورجاله لكان أهون علي لأن كل ما نعتقده ونعمله من أمور الدين فهو إما من القرآن أو من رواية هؤلاء الرواة.
فقال لي : وأنا لا أكفر البخاري أيضا، فقد كان رجلا صالحا.
ولكن معاوية كان يبذل الأموال للوضاعين فيضعون الأحاديث في تنقص علي ويكذبون عليه وقد توهم البخاري48 فأدخل في كتابه هذا الحديث، فقلت له إن رجال هذا الحديث كلهم أئمة ثقات وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي بن ماجة. هذا ما قلته والآن أسوق هذا الحديث بالفاظه ليعرفه القارئ على وجهه أخرجه البخاري بسنده عن السور بن مخرمة في باب الخمس أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) خطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم : فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتتن في دينها ثم ذكر صهر آله من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وبنت عدو الله أبدا49.
ورواه البخاري في كتاب النكاح في باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول وهو على المنبر بأن هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي ابن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ابن طالب أن يطلق ابنتي و ينكح ابنتهم ، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها50.
وفي إحدى الروايات أن فاطمة عليها السلام ذهبت إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) فقالت له إن الناس يقولون أنك لا تغضب لبناتك وأخبرتك الخبر فتخرج إلى المسجد وخطب الناس51 ثم قلت وأبو بكر الصديق لم يؤذ فاطمة وإنما نفذ ما أمره به النبي(صلى الله عليه وسلم) في قوله " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة"52 وفاطمة غير معصومة من الخطأ فإن كان هذا هو سبب تكفيركم لأبي بكر الصديق53 فهو سبب واه. وقد تبين بطلانه فلما كفرتم عمر مع أنه حين جاء علي والعباس بعد وفاة فاطمة يطلبان أرض فدك التي طالبت بها فاطمة وأحضر عشرة من الصحابة فشهدوا كلهم أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال "نحن معاشر الأنبياء لا نورث". ثم قال لعلي والعباس إن التزمتما أن لا تعملا في هذه الأرض بما كان يعمل به رسول الله(صلى الله عليه وسلم) سلمتها لكما فالتزمها ذلك فسلمها لهما، ثم اختلف علي والعباس فجاء العباس عمر يشتكي عليا فأبى عمر أن يغير ما حكم به 54...
ومما ذكرته لهم في تلك المناظرة وإنما أمليها من حفظي أن ما يدل على أهل بيت علي رضي الله عنه لم يكونوا يعتقدون عصمته أن عبد الله بن عباس أنكر عليه إحراق الغلاة الذين اعتقدوا الوهية علي فأحرقهم بالنار، فخطأه ابن عباس وقال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) "لا يعذب بالنار إلا رب النار"55. فقال شيخ : هذه من وقاحته وقلة حيائه يعترض على إمامه56 ولما أخذوا يناظرونني وهم جماعة كما ذكرت أراد رفيقي أن يظهر دفاعه عني وقال أيها القوم إن كانت هذه مناظرة بين عالمين فدعهما يتناظران وأنصتوا وإن كانت حمية وعصبية فأنا أيضا أدافع عن صاحبي ولما رجعنا إلى الدورة قال لأهل السنة أشهد بالله أن عالمكم غلب عالمنا.
الهوامش السفلية:
1 هو العلامة المحدث واللغوي الشهير والأديب البارع والشاعر الفحل المغربي الرائد السلفي المجدد الدكتور محمد ثقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي وفاطمة بنت النبي(صلى الله عليه وسلم). ولد الشيخ سنة 1311 الموافق 1891 بقرية " الفرخ" وتسمى أيضا ب" الفيضة القديمة" على بضعة أميال من الريصاني، وهي من بوادي سجلماسة المعروفة اليوم بتافيلالت الواقعة جنوبا بالمملكة المغربية. دعا هذا الإمام إلى الله تعالى في عدة دول من أنحاء العالم شرقا وغربا وقد وصل إلى الهند والتقى هناك بالمحدث العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد الرحيم المياركفوري صاحب تحفة "الأحوذي بشرح جامع الترميذي" وأخذ عنه من علم الحديث وأجازه، كما أنه عمل مدرسا في عدة جامعات بالعالم وأهمها بالجامعة الإسلامية بدعوة من الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى – من مؤلفات الشيخ محمد تقي الدين الهلالي – الهدية الهادية للطائفة التيجانية. الإلهام والأنعام في تفسير الأنعام، حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق، السراج المنير في أخطاء جماعة التبليغ سبيل الرشاد في هدي خير العباد، وقد كان الشيخ محمد تقي الدين الهلالي سيفا من سيوف الله تعالى على أهل البدع والأهواء.
انتقل إلى ربه عز وجل يوم الاثنين 25 شوال 1407، 22 يونيو 1987 رحمه الله تعالى. هذا الإمام وأجزل له الثواب وأدخلنا وإياه الجنة بغير حساب.
وقد سأل عنه العلامة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز فقال عنه أنه مجدد العصر[ نقلاً عن موقع الهلالي].
2 الزيدية من الرافضة فمعظمها ثلاث فرق، وهي الجارودية، والسليمانية – وقد يقال الجريرية أيضا – والبترية، وهذه الفرق الثلاث يجمعها القول بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في أيام خروجه، وكان ذلك في زمن هشام بن عبد الملك". [الفرق بين الفرق، ص22، عبد القاهر البغدادي].
فالجارودية هم أتباع زياد ابن المنذر، والسليمانية هم أتباع سليمان بن جرير الزيدي، أما البترية فهم أتباع الحسين بن صالح بن حي.
[التبصير في الدين الإسفرايني، ص 26-27].
3 الإمامية خمسة عشر فرقة وهي : المحمدية، والباقرية، والناووسية، والشمطية، والعمارية، والإسماعلية، والمباركية، والموسوية، والقطعية، والإثناعشرية، والهشامية، من أتباع هشام بن الحكم، أومن أتباع هشام بن سالم الجوالقي، والزرارية، من أتباع زرارة بن أعين، واليونسية من أتباع يونس القمي، والشيطانية من أتباع الشيطان الطاق، والكاملية من أتباع أبي كامل وهو أفحشهم قولا في علي وفي سائر الصحابة رضي الله عنهم. [الفرق بين الفرق، ص23].
"الإثناعشرية" وسموا بالقطعية ساقوا الإمامة بعد جعفر إلى ابنه موسى، ثم قطعوا بموت موسى، وزعموا أن الإمام بعده سبط محمد بن الحسن الذي هو سبط علي بن موسى الرضى، وادعوا أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ... وهو الآن الإمام الواجب طاعته وإذا كان غائبا" [أنظر الفرق بين الفرق للبغدادي، والتبصير في- الدين- للإسفرايني والملل والنحل للشهرستاني].
قلت : والإثناعشرية هي مذهب رافضة إيران اليوم . قال الشيخ إحسان إلهي ظهير – رحمه الله تعالى – " ويسمون أيضا : الجعفرية باعتبار أن مذهبهم في الفروع هو مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، ونسب مذهبهم إلى الفروع إليه باعبتار أن أكثره مأخوذ عنه.
ويسمون أيضا : الرافضة أو الروافض لرفضهم مناصرة أئمتهم ومتابعتهم وغدرهم بهم وعدم وفائهم لهم كما وصفهم علي رضي الله عنه بقوله : "لو ميزت شيعتي لوجدتهم إلى واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الآلف واحدا"، ويسمون أنفسهم الخاصة(ص 270-271).
4 قال البغدادي : " وأما الخوارج فإنها لما اختلفت صارت عشرين فرقة، وهذه أسماءها: المحكمة الأولى، والأزراقة، ثم النجدات، ثم الصفوية، العجاردة وقد افترقت العجاردة فيما بينها فرقا كثيرة، منها : الخازمية، والشعبية، والمعلومية، المجهولية، والمعبدية، والرشيدية، والمكرمية، والخمرية، والإبراهمية، والواقفة. وافترقت الإباضية منها فرقا: حفصية، وحارثية، ويزيدية، وأصحاب طاعة لا يراد الله بها.
واليزيدية منهم : أتباع يزيد بن أبي أنيسة، ليست من فرق الإسلام لقولها بأن شريعة الإسلام تنسخ في آخر الزمان بنبي يبعث من العجم.
وكذلك في جملة العجاردة فرقة يقال لها "الميمونية" ليست من فرق الإسلام لأنها أباحت نكاح بنات البنات وبنات البنين كما أباحت المجوس. [ الفرق بين الفرق ص 24، أنظر الملل والنحل لابن حزم، والتبصير في الدين للإسفرايني والملل والنحل للشهرستاني].
5 قلت : والدليل ما رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة(447) باب (التعاون في بناء المساجد) عن عكرمة، قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه، فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه واحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال : كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فجعل ينفض التراب عنه، ويقول : " ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" قال : يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن، أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة (2916)،
قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية - رحمه الله تعالى – "...إن قاتل عمار طائفة باغية ليسوا لهم أن يقاتلوا عليا، ولا يمتنعوا عن مبايعته وطاعته، وإن لم يكن علي مأمور بقتلهم، ولا كان فرضا عليه قتالهم لمجرد امتناعهم عن طاعته، مع كونهم ملتزمين شرائع الإسلام، وإن كان كل المقتتلتين متأولين مسلمين مؤمنين وكلهم يستغفر لهم ويترحم عليهم، عملا بقوله تعالى( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم). [سورة الحشر10] [ مناهج السنة النبوية4/426]
6 الصافات 84.
7 تفسير ابن كثير (4/12).
8 لقوله(صلى الله عليه وسلم) "نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة" [ زاد المسير لابن الجوزي ( 2/373)].
9 روى الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) "إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه قال أبو عقلمة مثقال حبة وقال عبد العزيز مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته".[كتاب اإيمان(117)].
10 الشورة 13.
11 التوبة،100.
12 (الحشر 10.
13 أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم( 240، من حديث طويل وفيه "... فقال له حصين ومن أهل بيته يازيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة قال ومنهم من قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة. قال نعم"
14 أخرجه أبو داود في كتاب السنة(باب لزوم السنة)، (4607)، والترمذي في كتاب العلم (باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة)، (2676)، وابن ماجة في المقدمة (44) (باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين) وابن حبان في الإحسان (5)، وأحمد (4/126)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله(2/181-182)، والبغوي في شرح السنة : (102).
15 بالدورة نزل الإمام محمد تقي الدين الهلالي ضيفا عند الشيخ مصطفى آل إبراهيم وهو من كبار الملاكين بالمنطقة وكان يعامل معاملة الأمراء. وقد أكرم الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمهما الله تعالى وانزله في بيته إكراما لعلمه ودعوته إلى الله تعالى. وقد أمر الإمام والمؤذن بأن يمتثلا لكل ما قاله لهم الشيخ الهلالي في دين الله تعالى. وفعلا أمر الدكتور الهلالي رحمه الله تعالى سكان المنطقة بإتباع السنة ونهاهم عن البدع في الدين. وقد وقعت له مناوشات مع أحد أقارب الشيخ مصطفى آل إبراهيم كان من أهل البدع وبدأ يحارب الدكتور الهلالي. إلا أن الله تعالى أظهر دعوة الشيخ الهلالي عليه بالعلم والحجة والبرهان. والقصة ذكرها الشيخ الإمام في كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة (ص198-199). فليعد إليها من شاء الوقوف عليها.
16 ومن الأسماء الشركية كذلك عبد النبي وعبد الرسول وعبد الكعبة وعبد المطلب. وإن كان ابن حزم قد قال بجوازه في" مراتب الإجماع" مستشهدا بقول النبي(صلى الله عليه وسلم) يوم حنين "أنا أبن عبد المطلب " وإلى ذلك ذهب ابن عبد البر والراجح عند العلماء عدم الجواز.
17 للتذكير فالدكتور الشيخ محمد تقي الدين الهلالي قد أنعم الله تعالى عليه بتعلم لغات ومنها اللغة العبرية والجرمانية والأردية والسوريانية والفرنسية والإنجليزية والفارسية وقد كان إماما في هاته اللغات. وهو مؤسس قسم اللغة العبرية بجامعة محمد الخامس مدينة الرباط سنة 1967.
18 قال الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى (نقلا عن موسوعة اصطلاح العلوم الإسلامية للشيخ التهناوي، ج 1، ص93)، "وهناك اختلاف آخر حدث بين الإثنىعشرية في القرون المتأخرة وهو اختلاف ما يسمى باختلاف الأخباريين والأوصوليين فافترقت الإثناعشرية إلى فرقتين متحاربتين متعادتين حملت إحداهما على الأخرى وشنعت الأخرى على الأولى، وكثر النزاع حتى أتهم الإخباريون الأصوليين بالخروج عن التشيع الحقيقي الأصلي، وكتبت الكتب والفت الرسائل وتحزبت الأحزاب، فقال الإخباريون : نعتقد بظاهر ما ورد به الأخبار، متشابهة كانت أم غير متشابهة فنجري المشتبهات على ظواهرها ونقول فيها ما قال سلفنا" [الشيعة والتشيع فرق وتاريخ ص320].
وقال رحمه الله تعالى نقلا عن " لغت نامه دهخدا ص 1485".
"إن الإخباريين هم الذين يتمسكون بظواهر الحديث مقابل الأصوليين الذين يرون الأدلة العقلية من الأدلة الشرعية" وقد ذكر الشيخ إحسان إلهي ظهير في الصفحة 325 بعض أعلام هاتين الفرقتين حيث قال : " ويعد من أعيان الطائفة الإخبارية الحر العاملي صاحب (وسائل الشيعة) والنوري الطبرسي (صاحب مستدرك الوسائل) ومحمد حسين كاشف الغطا، ونعمت الله الجزائري ومن أعيان الطائفة الثانية في الآونة الأخيرة السيد دلدار علي والطبطبائي و محسن الحكيم، والخوئي، وشريعة مداري، والخميني وغيرهم للتذكير: فالشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى قتل في مؤتمر السنة بسيرلنكا على إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في مزهرية أمامه في الطاولة، هو ومجموعة من العلماء السنة. وهذه من خصال الرافضة الخبثاء الذين لا يعرفون إلا الغدر. وقد كان رحمه الله تعالى سيفا من سيوف الله تعالى على الروافض بكتبه ورسائله وخطبه. وقد خلف علما نافعا في الرد على الرافضة من أهمها(الشيعة والتشيع فرق وتاريخ). (الشيعة والسنة)، (البهائية نقد وتحليل)، (القادنية)، وقد ظن المجرمون الذين أقدموا على قتله أن بموت الشيخ إحسان إلهي ظهير سيموت الحق وتدفن حقيقتهم. وقد أعماهم الله تعالى عن قوله " والله متم نوره ولو كره الكافرون". [الصف8]
نطلب من الله تعالى أن يتقبل الشيخ إحسان ومن كان معه من الشهداء عنده وأن يجزل لهم الثواب وان يدخلنا وإياهم الجنة بغير حساب. ولا صبح الله الرافضة ولامساهم.
19 قلت : ومن الذي قتل ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا الروافض الخبثاء الذين يتباكون اليوم عليه، ويتحسرون على موته.
قال البغدادي: " روافض الكوفة موصوفون بالغدر، والبخل وقد سار المثل بهم فيهما حتى قيل : أبخل من كوفي، وأغدر من كوفي، والمشهور من غدرهم ثلاث أشياء :
أحدهما : أنهم بعد قتل علي رضي الله عنه بايعوا ابنه الحسين، فلما توجه لقتال معاوية غدروا به في ساباط المدائن، فطعنه سنان الجعفري في جنبه فصرعه عن فرسه، وكان ذلك أحد أسباب مصالحته معاوية.
والثاني : أنهم كاتبوا الحسين بن علي رضي الله عنه، ودعوه إلى الكوفة لينصروه على يزيد ابن معاوية فاغتر بهم، وخرج إليهم، فلما بلغ كربلاء غدروا به، وصاروا مع عبيد الله بن زياد يدا واحدة عليه، حتى قتل الحسين وأكثر عشيرته بكربلاء.
والثالث : غدرهم بزيد ابن علي ابن حسين بن علي ابن أبي طالب بعد أن خرجوا معه على يوسف ابن عمر، ثم نكتوا بيعته وأسلموه عند اشتداد القتال حتى قتل وكان من أمره ما كان"[ الفرق بين الفرق، ص 37].
وقد علق الشيخ إحسان إلهي ظهير على هذه الحقيقة التاريخية من البغدادي بقوله : " فهؤلاء كانوا الشيعة، شيعة علي والحسن والحسين، وهذه هي كانت معاملتهم لأئمتهم وقادتهم"[ الشيعة والتشيع، 185].
20 انظر إلى الخبثاء كيف يلعنون أم المؤمنين وزوجة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، ولكنها ليست بأمهم، فلو كانت أمهم لما لعنوها، بل ذهب كبار شياطينهم إلى إلحاق تهمة الزنا بها رغم أن الله تعالى قد برأها من فوق سبع سماوات. قال تعالى في حق أزواج النبي(صلى الله عليه وسلم) "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم"[ الأحزاب 6].
وقال الله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" [الأحزاب 33].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى " وهذا نص في دخول أزواج النبي(صلى الله عليه وسلم) في أهل البيت ههنا. لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قول واحد، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح. وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إنما يريد الله أن يذهب عنهكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، "نزلت في نساء النبي(صلى الله عليه وسلم) خاصة
قلت وقد نقل ذلك كذلك عن ابن عباس رضي الله عنه " قال : نزلت في نساء النبي خاصة. وقال عكرمة : من شاء بأهلته إنما نزلت في شأن النبي(صلى الله عليه وسلم)، فإن كان المراد أنهن السبب في النزول دون غيرهم فصحيح، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر، فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك"[ تفسير ابن كثير3/451].
قلت والأحاديث الصحيحة والصريحة في فضل أمنا عائشة الصديقية مستفيضة في الصحاح والمسانيد والسنن وأهمها أنها كانت من أحب نسائه إليه(صلى الله عليه وسلم). ومن خبثهم اتخاذهم نعجة حمراء لكون أمنا عائشة تسمى الحميراء فيعذبون النعجة بنتف شعرها، مدعين أن ذلك تعذيبا لأمنا عائشة، وقولهم بالشجرة الملعونة التي جاءت في القرآن، بأنها أمنا عائشة، لقوله الله تعالى لبني إسرائيل على لسان نبيه موسى " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " [ البقرة 67] قالو هي عائشة. و أمثال هذا الخبث والإجرام في حق الصحابة رضي الله عنهم كثير في كتبهم.
21 كما سبق ذكره في المقدمة فإن هاته المناظرة قد ثم إخراجها من كتاب "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" ص 199، (طبعة دار الإيمان).
22 هو كتاب الكافي لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي.
23 للشيعة أسانيدهم الخاصة بهم، ولا يقبلون الجرح في رجالهم وإن كانوا من أكذب الكذابين ومن كبار الوضاعين، أما متون الأحاديث إن وافقت أهواءهم في وضعها فهي عندهم من أصحها. بل إنهم يتلاعبون أحيانا حتى بألفاظ جرح علماء السنة لرجالهم. فقد ألف أحدهم رسالة يرد فيها على بعض ما ضعفه ابن كثير من الأثار في كتابه " البداية والنهاية" فبعدما ذكر تضعيف ابن كثير لآثر علي بن أبي طالب وهو قوله :" أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتري، ولقد صليت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين، وأنا أول من صلى معه ". فبعدما بدأ المؤلف يتكلف لتصحيح الأثر كما هي عادتهم قال : " ولو أن هنالك كلاما في السند فهو في عبد الله الأسدي، فقد تنظر فيه البخاري كما في التاريخ 6/32" [نظرة في كتاب البداية والنهاية ص29].
فقوله " تنظر فيه البخاري" يوحي للقارئ أن البخاري رحمه الله لم يذهب إلى تجريحه، بل لعل من يجهل لفظ البخاري سيظن أنه وتقه. فقد غير هذا الرافضي قول البخاري "فيه نظر" إلى "تنظر فيه البخاري." فأنظروا إلى وبال الدعاوي وماذا يفعل التعصب الذميم بأصحابه بحيث يدفعهم للكذب والتدليس والتحريف والتلبيس لينتصروا لأهوائهم وإليكم ما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى " عباد بن عبد الله الأسدي، يعد في الكوفيين، سمع عليا رضي الله عنه، سمع منه منهال بن عمرو، فيه نظر..."[ التاريخ الكبير(2/3 ص32)].
قال السخاوي في شرح الألفية. "وكثيرا ما يعبر البخاري بهاتين الجملتين - يقصد (فيه نظر) و(سكتوا عنه)- فيمن تركوا حديثه" [ شرح الألفية،162].
وقال الحافظ في التقريب : عباد بن عبد الله الأسدي. ضعيف، (1/273).
قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى " وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. قال أبو حاثم الرازي سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب ابن عبد العزيز سئل مالك عن الرافضة، فقال : لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون، وقال : أبو حاتم حدثنا حرملة، قال : "سمعت الشافعي يقول : لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة ..." [ منهاج السنة 1/60].
24 مسالة الأئمة عند الرافضة هي من أركان دينهم بل من أعظمها. حتى ذهبوا إلى الغلو في أئمتهم ورفعهم أعلى من مراتب الأنبياء.
قال أحد غلاتهم :" إن الإمام معصوم عن الأخطاء أو السهو والإسهاء والنسيان عن قصد أو عن غير قصد، وأن الإمامة أعلى المراتب من النبوة، وأن لهم حرية الإختيار في التحليل والتحريم" [ حياة القلوب للمجلسي3/10].
وقال الخميني" إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. و إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. و بموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وسلم) والأئمة عليهم السلام كانوا قبل هذا العالم أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين ... وقد ورد عنهم عليهم السلام : "أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل" [ الحكومة الإسلامية ص52].
25 والحديث ذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وذكر المتهمون في أسانيد الحديث، جعفر بن محمد البغدادي، وهو متهم في إسناد الخطيب البغدادي، وأبو الصلت الهوري عبد السلام بن صالح في إسناد الطبراني ونقل أنه هو الذي وضع الحديث، وأحمد بن سلمة الجرجاني في إسناد بن عدي، وقال يحدث عن الثقات بالأباطيل. وعمر بن إسماعيل بن مجالد ، وقال كذاب في إسناد العقيلي، إسماعيل بن محمد بن يوسف، وقال لا يحتج به في إسناد ابن حبان، وذكر رواية بن مردوية عن علي مرفوعا، قال وفي إسناده : من لا يجوز الاحتجاج به. وبالوضع حكم الشيخ عبد الرحمان بن يحي المعلمي على الحديث في تحقيقه للكتاب في بحث نفيس فليعد إليه من شاء(308-309-310)، وإلى الوضع حكم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة(2955).(ج6/51، في بحث حديثي تتبع فيه كل طرق الحديث التي لا تزيده إلا وهنا وضعفا.وكأنه رحمه الله تعالى يرد على الضال الغماري في تصحيحه للحديث في رسالة سماها" فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ".
26 قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى "فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا كان مدينة العلم، ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلغ عنه العلم إلا واحد، فسد أمر الإسلام، ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحد، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر، الذين يجعل العلم يخبرهم للغائب" [منهاج السنة النبوية7/515].
27 المائدة 67.
28 الأعراف 158.
29 قلت انظر إلى الخبثاء كيف يتعاملون مع أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وكيف يتفننون في إيذائهم، وعلى رأس الصحابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. فقد روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي " [كتاب فضائل الصحابة(3656)]. باب قول النبي(صلى الله عليه وسلم) "لو كنت متخذا خليلا" وعند مسلم من حديث عبد الله بن مسعود بزيادة "... وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلا" [ كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.(2383).
وعند البخاري كذلك من حديث طويل قال(صلى الله عليه وسلم) الصديق أبي بكر رضي الله تعالى عنه "....إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر : صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ..." [ فضائل الصحابة (3661) الباب السابق].
قلت فكيف لو سمع الصادق المصدوق ما يقوله الزنادقة في أصحابه رضي الله تعالى عنهم وعلى رأسهم أبي بكر الصديق.
قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى :" أهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم " .( وقد بين الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين، وقد بين(صلى الله عليه وسلم) أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم"[ أضواء البيان 1/34].
قلت : يقصد رحمه الله ما رواه الإمام البخاري عن أنس ابن ملك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي(صلى الله عليه وسلم) صعد أحدا وأبو بكر وعمر، وعثمان، فرجف بهم فقال :" أتبت أحدا، فإنما عيك نبي وصديق وشهيدان " [كتاب فضائل الصحابة (3675).باب قول النبي(صلى الله عليه وسلم) "لو كنت متخذا خليلا"].
قلت : ولا يوجد في الأمة بعد نبيها(صلى الله عليه وسلم) أفضل ولا أتقي ولا أصدق ولا أخشى لله ولا أكرم من ابن أبي قحافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومع هذا فإن الرافضة لم تقل في اليهود والنصارى ما وصفت به هذا الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه بل حرفوا في التأويل آيات نزلت في اليهود والنصارى فأولوها في الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، جاء عن علمائهم في قوله تعالى : "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" (عن أبي عمير رفعه في قوله" غير المغضوب عليهم وغير المغضوب" وهكذا نزلت. قال : المغضوب عليهم أبو بكر وعمر وعثمان والنصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام" تفسير البرهان للحراني، 1/52، تفسير القمي 1/29، فصل الخطاب 202 نقلا عن موقف الشيعة من أهل السنة : محمد مالا الله ص71].
وقال أحد كبار معاصريهم وهو الخمبني : "إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين
- أي أبي بكر وعمر- وما قام به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وما حرماه من عندهما ..." [كشف الأسرار.107-108].
وقد عقد هذا المارق الخبيث ف "كشف الأسرار" فصلين كفرا فيهما أبي بكر وعمر رضي الله عنهما(ص111-104).
بل ذهب هذا الخبيث إلى لعن أبي بكر وعمر في تحفة العوام(ص 422-423) فقال:
"دعاء صنمي قريش"- الخبيث يقصد أبا بكر الصديق وعمر الفارق-
بسم الله الرحمان الرحيم ... اللهم صلي على محمد ... وآل محمد ... اللهم ألعن صنمي قريش ... وجبتهما ... وطاغوتيهما ... وإفكهما .. وابنتيهما ... اللذين خالفا أمرك ... وأنكرا وحيك ... وجحدا إنعامك ... وعصيا رسولك ... وقلبا دينك ... وحرفا كتابك ... وأحبا ... أعداءك ... وجحدا ألاءك ... وعطلا أحكامك ... وأبطلا فرائضك ... وألحدا في آياتك ... وعاديا أولياءك ... وواليا أعداءك ... وخربا بلادك ... وأفسدا عبادك" إلى غير ذلك من الكفر الذي لا يستطيع إبليس قوله ولا التلفظ به، بل ثبت عن الصادق المصدوق أن قال لعمر الفاروق "ما سلكت يا عمر فجا إلا سلك الشيطان غيره".
30 يقصد الرافضي قوله تعالى "وفاكهة وأبا" [عبس31]، وقوله أن أبا بكر كان يجهل الأب المذكور في سورة عبس هو ما روى عن أبي بكر قوله في الأية " أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم" قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : "وهذا منقطع بين إبراهيم التيمي والصديق رضي الله عنه.[تفسير ابن كثير(4/42.
لا يعتمد الروافض في مناظراتهم لأهل السنة إلا على الكذب والتدليس فليس لهم أصول صحيحة يركزون عليها لإثبات حججهم.
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله "فإن الرافضة في الأصل ليسوا أهل علم وخبرة بطريق النظر والمناظرة ومعرفة الأدلة وما يدخل فيها من المنع والمعارضة، كما أنهم من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار والتمييز بين صحيحها وضعيفها، وإنما عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الإسناد، وكثير منها من وضع المعروفين بالكذب بل وبالإلحاد، وعلماؤهم يعتمدون على نقل مثل أبي مخنف لوط بن يحي، وهشام بن محمد السائب، وأمثالها من المعروفين بالكذب عند أهل العلم، مع أن أمثال هؤلاء هم من أجل من يعتمدون عليه في النقل إذا كانوا يعتمدون على من هم في غاية الجهل والافتراء ممن لا يذكر في الكتب ولا يعرفه أهل العلم بالرجال. [منهاج السنة النبوية(1/58-59).
31 قلت : فقد نقلنا عن أهل العلم أن هذا الأثر عن أبي بكر ضعيف.
32 قلت: لم أقف على هذا اللفظ " من قال في القرآن برأيه فقد كفر" فالثابت هو قوله r" المراء في القرآن كفر"، قال الشيخ الألباني و إسناده حسن و صححه الحاكم ووافقه الذهبي . و هو صحيح باعتبار أن له شواهد صحيحة أوردتها في التعليق على المعجم الصغير للطبراني(( مشكاة المصابيح))(1/79)، و الحديث الثاني عنه r " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"قال الشيخ الألباني : ضعيف المصدر السابق
33 قال تعالى : "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا" [الأحزاب 37].
24 الحجر 9.
35 ذهب المتقدمون والمتأخرون من علماء الرافضة أن القرآن الذي بين أيدينا محرف على أيدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فقد روي الكليني في الكافي " أن أبا الحسين موسى عله السلام كتب إلى علي بن سويد وهو في السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تجبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، وهل تدري ما خانوا أماناتهم؟ أتمنوا على كتاب الله، فحرفوه وبدلوه"[ الكافي : كتاب الروضة، ج8/ص 125، نقلا عن الشيعة والسنة. ص83 ].
وروى محمد بن يعقوب الكليني عن جابر الجعفري قال: "سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده" [الكافي في الأصول، كتاب الحجة : باب إنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (ج1/228( نقلا عن المصدر السابق، ص88، إحسان إلهي ظهير].
وقال محمد باقر المجلسي " إن كثيرا من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأسا، بل أظن أن الأخبار في هذا الباب لا تقتصر عن أخبار الأمة" [مرآة العقول، 253].
أما المصحف الذي أنزله الله تعالى فهو عند إمامهم الغائب دخل به إلى الغار وسيخرجه معه قال أحد أئمتهم وهو الجزائري، "أنهم أي الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، فيقرأ ويعمل بأحكامه" [الأنوار للجزائري، مقدمة الكتاب : نقلا عن الشيعة والسنة، ص91، الشيخ إحسان إلهي ظهير].
36 نقل الشيخ إحسان إلهي ظهير عن أحد كبار خبثاءهم وهو الطبرسي في كتابه "الأحتجاج" (ص76-77)، حيث قال "في رواية أبي ذر الغفاري أنه لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جمع علي القرآن وجاء به إلى المهاجرين الأنصار، وعرضه عليهم لما قد أوصى بذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال : " أردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه علي عليه السلام وأنصرف، ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن، فقال له عمر : إن عليا جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نألف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك المهاجرين والأنصار، فجاء به زيد إلى ذلك ، ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتكم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم ؟ قال عمر: فما الحيلة ؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر : ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك فلما استخلف عمر، سألوا عليا عليه السلام أن يرفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال عمر : يا أبا الحسن ! إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال : هيهات ليس إلى ذلك سبيلا، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة " إنا كنا عن هذا غافلين " أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر : فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال عليه السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه" [ الشيعة والسنة : ص86].
وقد علق الشيخ حسان إلهي ظهير على هذه الزدقة بقوله : " فأين المنصفون، وأين العادلون ؟ وأين القائلون بالحق والصدق ؟ فإن كان عمر هكذا ما يزعمه الشيعة، فمن يكون أمينا، صادقا، محافظا على القرآن والسنة من صحابة الرسول عليه السلام" [المصدر السابق].
37 محمد بن الحسن العسكري هو الإمام الثاني عشر عند الرافضة وبذلك تسموا بالإثني عشرية " لأنهم يرون الإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم لأولاده. يعتقدون أنه لابد للناس من إمام وينتظرون إماما سيتخرج في آخر الزمان "[ الأنساب للسمعاني : الشيعة والتشيع 269]. وهي الطائفة التي تسمى بالإثني عشرية لاعتقاهم إمامة لإثني عشر من علي بن أبي طالب والحسن بن علي وإمامة أخيه الحسين وإمامة زيد العابدين علي بن الحسين وإمامة محمد بن علي الباقر وإمامة جعفر بن محمد الصادق وإمامة موسى بن جعفر الكاظم وإمامة علي بن موسى الرضا وإمامة محمد بن علي الجواد وإمامة علي بن محمد الهادي وإمامة الحسن بن علي العسكري وإقامة محمد بن الحسن بن المهدي وهو الإمام الثاني عشر"[ الشيعة في التاريخ، ص 45-46 نقلا عن الشيعة والتشيع إحسان إلهيي ظهير269].
أما عن محمد بن الحسن العسكري مهدي الرافضة الموهوم فقد اختلقوا عنه الروايات المكذوية عن ولادته ونشأته حتى اختفى بالغار، كما يزعمون، ومع كل هذا فإن أقوالهم مضطربة فيه. " ثم إنهم تحيروا في إثبات وجوده وولادته قبل ثبوت إمامته للشيعة وزعامته التشيع، فاضطربت فيه أقوالهم وتضاربت فيه أرآهم فقائل يقول : بأن أباه مات ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد ظاهر"[ فرق الشيعة للنوبختي، ص 118_119 المصدر السابق، ص271].
أما عن صحة وجوده فقد نقل الشيخ إحسان إلهي ظهير في الشيعة والتشيع الصفحة(281-282) عن أحد كبار علمائهم وهو الكليني الذي يروي قصة موت الحسن بن علي بن محمد الرضا وهو الذي يزعم الرافضة أنه أب محمد بن الحسن العسكري الموهوم. "....هذا الحسن بن علي بن محمد الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان، ثم غطي وجهه وأمر بحمله من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبيه.
ولما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة ميراثه ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي" [ كتاب الحجة من الكاف، ص505 نقلا عن الشيعة والتشيع].
قال الشيخ إحسان إلهي ظهير بعد هاته الحقيقة التاريخية " وذكر هذا الخبر جميع مؤرخي الشيعة ومؤلفيهم ومحدثيهم من المفيد في الإرشاد، ص339" والطبرسيي في أعلام الورى ص 377-378" والأربلي في كشف الغمة، ج 3، ص198-199" و"الملا بأقر المجلسي في جلاء العيون تحت ذكر المهدي"، وصاحب الفصول في الفصول المهمة أيضا" والعباس القمي في منتصف الآمال أيضا. فهذا هو الخبر الذي رواه جميع مؤرخي الشيعة ومحدثيها قد يهدم ما أرادوا بناءه على الأساطير والقصص والحكايات والخرافات من ولادة الثاني عشر المعدوم ونشأته وإمامته ثم ولقد أقر بهذه الحقيقة الناصعة كبار القوم وزعماءهم بأن الحسن العسكري مات :
فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته، وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد(ع) وأخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد واعتقاد حلائله ... وحاز جعفر ظاهرا تركة أبي محمد عليه السلام واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه"
[الإرشاد للمفيد، ص 345، أعلام الورى للطبريسي، ص 380، كشف الغمة، ج 3 ص205، نقلا عن الشيعة والتشيع، 281-282]
قلت: فهذا هو إمام الشيعة الإثناعشرية الموهوم، لم يكن في يوم من الأيام ولا كان، وفعلا فإنهم ينتظرون خروج غائب موهوم. بمصحف معدوم.
38 قلت : ماحاج به الدكتور محمد تقي الدين الهلالي هذا الرافضي هو عين الحق والصواب ويدل على قوة حجته رحمه الله تعالى وكما سبق نقله عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى فإن حجج الرافضة داحضة ولا تستند سوى على الموضوعات من الروايات والكذب، زيادة على التستر وراء القول بعصمة أئتمتهم.
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى :
" وعدتهم في الشرعيات ما نقل لهم عن بعض أهل البيت، وذلك النقل منه ما هو صدق ومنه ما هو كذب عمدا أو خطأ، وليسوا أهل معرفة بصحيح المنقول وضعيفه كأهل المعرفة بالحديث، ثم إذا صح النقل عن بعض هؤلاء، فإنهم بنوا وجوب قبول قول الواحد من هؤلاء على ثلاثة أصول : على أن الواحد من هؤلاء معصوم مثل عصمة الرسول، وعلى أن ما يقوله أحدهم فإنما يقوله نقلا عن الرسول(صلى الله عليه وسلم) ، وأنهم قد علم منهم أنهم قالوا : مهما قالوا : مهما قلنا فإنما نقوله نقلا عن الرسول، ويدعون العصمة في أهل النقل، والثالث : إن إجماع العترة هم الإثناعشر، ,يدعون أن ما نقل عن أحدهم فقد أجمعوا كلهم عليه فهذه أصول الشرعيات عندهم وهي أصول فاسدة، كما سنبين ذلك في موضعه، لا يعتمدون على القرآن ولا على الحديث ولا على الإجماع إلا لكون المعصوم منهم، ولا على القياس وإن كان واضحا جليا"[منهاج السنة النبوية(1/69).
39 يس 12
40 قال الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى " أي وجميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ"[ تفسير بن كثير: 3/527].
وقال الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله تعالى : "أي كتاب هو أم الكتاب، وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ"
[ تيسير الكريم الرحمن : 712].
وقال الشيخ محمد الشنقيطي : فقد تدل عليه الآية الدالة على الأمر الثاني وهو كتابة جميع الأعمال التي قدموها بناء على أن المراد بذلك خصوص الأعمال.
وأما على فرض كونه عاما فقد دلت عليه آيات أخر كقوله تعالى : " وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا" [ الجن 28] وقوله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء" [الأنعام 38] بناء على أن المراد بالكتاب اللوح المحفوظ. وهو أصح القولين العلم عند الله تعالى" [ أضواء البيان 6/426].
قلت : فلم يقل واحد من علماء التفسير من أهل السنة ولا نقل عن الصحابة والتابعين أن الإمام المبين المشار إليه في الآية هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. ولهم مثل هاته الأكاذيب والتقول على الله تعالى الكثير في كتبهم. لا يسع المكان لذكرها هنا. ولعل الله تعالى يعيننا على إخراج ذلك في جهة أخرى إن شاء الله تعالى.
41 الأحقاف 12.
42 آل عمران 61.
43 قال ابن الصلاح "في علوم الحديث، (ص:58')وما ذكرناه من سقوط الاحتجاح بالمرسل والحكم بضعفه : هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث ونقاد الأثر، وقد تداولوه في تصانيفهم ".
وقال الإمام النووي رحمه الله "الحديث المرسل لا يحتج به عندنا وعند جمهور المحدثين وجماعة من الفقهاء، وجماهير أصحاب الأصول والنظر، وحكاه الحاكم أبو عبد الله بن البيع، عن سعد بن المسيب، ومالك وجماعة أهل الحديث وفقهاء الحجاز ..." [مقدمة شرح المهذب، 1/100].
وقال الحافظ ابن كثير: "وأما الشافعي فنص على أن مرسلات سعيد بن المسيب حسان. قالوا: لأنه تتبعها فوجدها مسندة، والله أعلم" [ اختصار علوم الحديث ص 46].
وقال ابن الصلاح كذلك : " وأما مراسيل الصحابة كابن عباس وأمثاله ففي حكم الموصول، لأنهم إنما يروون عن الصحابة، وكلهم عدول، فجهالتهم لا تضر"[ علوم الحديث، ص51].
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري، ص350 : " وقد اتفق المحدثون على أن مرسل الصحابي في حكم الموصول"
44 قلت : انظر كيف يدلس الخبثاء على المسلمين، والسبل التي يتخذونها في التحريف والتزييف، ألم يؤذي الروافض رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في زوجاته أمهات المؤمنين، أمنا عائشة الصديقية، وأمنا حفصة رضي الله تعالى عنهما، وهم لازالوا يقرون على أمنا عائشة بالإفك رغم أن الله تعالى قد براها من فوق سبع سماوات، بل هو أذى لرسول الله(صلى الله عليه وسلم) أنه علم ذلك عن زوجته أمنا عائشة وسكت، فقبح الله الروافض، وأخزاهم. ثم ألم يؤدي الروافض والصحابة الكرام وعلى رأسهم أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين والأحاديث المستفيضة في ثناء الرسول عليهم(صلى الله عليه وسلم) وأنهم من أهل الجنة صحيحة وصريحة.
فكيف يكفر رجل مثل أبي بكر بشره الله تعالى بالجنة سبحانك هذا بهتان عظيم، وافتراء على الله تعالى فبئس ما يصنعون.
45 "يأيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولوا ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم، إن الله كان عفوا غفورا" [ النساء43].
46 قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخوارج جاء بعدما انحازوا إلى حروراء وهم يومئذ اثنا عشر ألف، فناظرهم وحاجهم ثم أرسل إليهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فحاجهم كذلك وأبوا التوبة والرجوع إلى صفوف المسلمين، ثم أعلنوا خروجهم بقتل عبد الله بن خباب بن الأرث ابن الصحابي الجليل خباب بن الأرث، وبقروا بطن جاريته وقتلوا والدها، فخرج إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أربعة آلاف من أصحابة فعاد من الخوارج ثمانية آلاف وانفرد منهم أربعة آلاف، فأبادهم إلا تسعة منم فروا، صار منهم رجلان إلى سجيستان، ورجلان إلى اليمن، ورجلان إلى عمان، ورجلان صارا إلى ناحية الجزيرة، ورجل منهم صار إلى تل موزن، وهم الذين أحيو ذكر الخوارج فيما بعد وأسسوا فرقها. [أنظر الفرق بين الفرق] للبغدادي في ذكر الخوارج، (والملل والنحل) للشهرستاني، و(التبصير في الدين) للأسفرايني].
47 كلام الدكتور الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله هو عن علم منه من رد الرافضة للأحاديث الصحيحة بدعوى أنها من وضع الصحابة رضي الله عنهم. فهذا الخميني يقول في "كشف الأسرار ص 112" أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد وضع الحديث نحن معاشر الأنبياء لا نورت ما تركناه صدقة".
قلت : وتمام الحديث ما رواه الإمام البخاري في كتاب المغازي (4240-4241)، عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي(صلى الله عليه وسلم) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مما أفاد الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر: إن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال : "لا نورث ما تركنا صدقة" وإنما يأكل آل محمد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم). ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فأبى أبا بكر أن يدفع إلى فاطمة منها فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكمله حتى توفيت وعاشت بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبي بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فارسل إلى أبي بكر أن أتينا ولا يأتينا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك، فقال أبو بكر وما عسيتم أن يفعلوا بي و الله لآيتنهم، فدخل عليه أبو بكر فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيبا، حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها من الخير، ولم أترك أمرا كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة لأبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا : "أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر بالمعروف" والحديث أورده الإمام البخاري كذلك في كتاب [ الخمس، 3093 باب فرض الخمس،] وفي [فضائل الصحابة (3711-3712) باب : مناقب قرابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ومنقبة فاطمة عليها السلام، بنت النبي(صلى الله عليه وسلم)، و طرفا منه في كتاب [ المغازي (4035) باب : حديث بني النظير، ومخرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إليهم في دية الرجلين وما أرادوا بالغدر برسول الله(صلى الله عليه وسلم)].
قلت : فإذا كان ابو بكر الصديق رضي لله تعالى عنه قد وضع هذا الحديث كما ادعى الخميني فكيف يقره على ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم قام فبايعه.
فإن كان هناك طعن من الرافضة في أحد فإنه طعن منهم في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
48 قلت : لا يوجد حديث واحد في كتب أهل السنة من الصحاح والسنن والماسنيد فيه تنقيص وقدح أو طعن في الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من باقي الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وهذه من عقيدة أهل السنة وإتباعا لما أوصى به رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في حق أصحابه عكس الرافضة الذين سودوا المسودات في سب الصحابة الكرام والطعن في عادالتهم ورميهم بالعظائم – الله حسيبهم-.
49 أخرجه البخاري في كتاب الخمس(3110) باب : "ما ذكر من ذرع النبي (صلى الله عليه وسلم) وعصاه وسيفه وقدحه ما استعمل الخلفاء من بعده مما لم يذكر قسمته ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد الوفاة"
وفي كتاب فضائل الصحابة (3714) باب : مناقب قرابة الرسول(صلى الله عليه وسلم) ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي(صلى الله عليه وسلم) "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني".
50 أخرجه البخاري في كتاب النكاح (5230) : باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف.
ومسلم في كتاب الفضائل رضي الله تعالى عنهم (2449).
51 أخرجه البخاري في فضائل الصحابة(3729) عن المسور بن مخرمة قال:" إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وسلم فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبنتاك هذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فسمعته حين تشهد يقول : " أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، و الله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد" فترك علي الخطبة.
ومسلم في فضائل الصحابة (2449).
52 الحديث سبق تخريجه بلفظ " لا نورث ما تركنا صدقة".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى "وأما ما اشتهر في كتب أهل الأصول وغيرهم بلفظ " نحن معاشر الأنبياء لا نورث" فقد أنكره جماعة من الأئمة، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ "نحن" لكن أخرجه النسائي من طريق بن عيينة عن أبي الزناد بلفظ " إنا معاشر الأنبياء لا نورث " الحديث أخرجه عن محمد ابن منصور عن ابن عيينه عنه، وهو كذلك في مسند الحميدي عن ابن عيينة وهو من أتقن أصحاب بن عيينة فيه. وأورده الهيثم بن كليب في مسنده من حديث أبي بكر الصديق باللفظ المذكور، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" بنحو اللفظ المذكور، وأخرجه الدرقطني في "العلل" من رواية أم هاني عن فاطمة عليها السلام عن أبي بكر بلفظ "إن الأنبياء لا يورثون" [الفتح 12/8].
قلت: وأورده ابن عبد البر في التمهيد(8/175) عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك ابن أوس الحدثان قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول: حدثنا أبو بكر: أنه سمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول" إنا معاشر الأنبياء ما تركنا صدقة".
53 سبق أن نقلنا مبايعة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حيث لا يبقى مجال لكلام الرافضة وطعنهم في أبي بكر الصديق. وإلا كان الطعن منهم في علي بن أبي طالب الذي بايع خليفة المسلمين على المنبر أمام الصحابة فهل الصحابة أيضا تواطؤا مع أبي بكر الصديق رضي عنهم أجمعين.
54 أخرجه البخاري في كتاب الخمس (3093) بعدما ذكر حديث أبي بكر عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) "لا نورث ما تركنا صدقة .... فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، فأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال : هما صدقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانتا لحقوقه التي تعروهونوائبه وأوامره إلى من ولي الأمر، قال :" فهما على ذلك إلى اليوم" قال أبو عبد الله اعتراك افتعلت من عروته فأصبته، ومنه : يعوره واعتراني"والحديث عند مسلم في الجهاد والسير(175.
55 روى الإمام البخاري في صحيحه عن عكرمة أن عليا رضي الله تعالى عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال : "لا تعذبوا بعذاب الله" ولقتلتهم كما قال النبي(صلى الله عليه وسلم) : "من بدل دينه فاقتلوه". [كتاب الجهاد والسير(3017)، باب : لايعذب بعذاب الله وفي استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم(6922)، باب حكم المرتد والمرتدة وفيه أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم ..."الحديث.
56 قلت : انظروا إلى خبيث القوم فإن بن عباس ما اعترض على علي رضي الله تعالى عنه إلا بقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ومع هذا فهم قائمون على مخالفة أهل السنة بل مخالفة (صلى الله عليه وسلم ) ويسترون ذلك بحب آل البيت ونصرتهم، خاب وخسر الأفاكون.