قواعد في السلف وأتباعهم
القاعدة الأولى : إن الله أكرم السلف بصحة الفهم وحسن القصد وهو نور يقذفه الله في قلب العبد :
قال الإمام ابن القيم : ( صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها علي العبد , بل ما أعطى عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما , بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما , وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم , وطريق الضالين الذين فسد فهمهم , ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم و قصودهم , وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل و الهدى والضلالة والغي والإرشاد )
القاعدة الثانية : هم أعلم الناس :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وأعلم الخلق بالحق وأتبعهم له أعلمهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأتبعهم لها )
ولي أحد أعلم بسنة رسوله وأتبع له من الصحابة رضوان الله عليهم .
وقال وهو يتحدث عن فضل السلف ( ... وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم , وعمل , وإيمان , وعقل , ودين , وبيان , وعبادة , وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل , هذا لا يدفعه ألا من كبار المعلوم بالضرورة في دين الإسلام وأضله الله علي علم )
القاعدة الثالثة : فلاح الأمة في صحة علومها
قال محمد الخضري ( فلاح الأمة في صلاح أعمالها , وصلاح أعمالها في صحة علومها , وصحة علومها أن يكون رجالها أمناء في ما يروون أو يصيفون , فمن تحدث في العلم بغير أمانة فقد مس العلم بقرحة ووضع سبيل الأمة حجر عثرة ... )
القاعدة الرابعة : الحق يدور معهم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار , ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا )
القاعدة الخامسة :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( والمنقول عن السلف والعلماء يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظ ومعرفة دلالته , كما يحتاج إلى ذلك المنقول عن الله ورسوله )
القاعدة السادسة : إجماعهم معصوم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصوما , وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم )
القاعدة السابعة : الانتصار المطلق لغير الرسول لا يكون إلا للصحابة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فلا يُنتصر لشخص انتصارا مطلقا عاما إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا لطائفة انتصارا مطلقا عاما إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين )
القاعدة الثامنة : للسلف فهم سديد في لدين الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وللصحابة فهم في القران يخفى على أكثر المتأخرين , كما أن لهم معرفة بأمور من السنة وأحوال الرسول لا يعرفها المتأخرين , فإنهم شهدوا الرسول والتنزيل وعاينوا الرسول وعرفوا من أقواله وأفعاله وأحواله مما يستدلون به علي مرادهم ما لم يعرفه أكثر المتأخرين الذين لم يعرفوا ذلك فطلبوا الحكم مما اعتقدوه من أجماع أو قياس )
القاعدة التاسعة : أكمل قوم بعد الصحابة هم أتباعهم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( كما أنه لم يكن في القرون أكمل من قرن الصحابة , فليس في الطوائف بعدهم أكمل من أتباعهم فلكل من كان للحديث والسنة وآثار الصحابة أتبع كان أكمل وكانت تلك الطائفة أولى بالاجتماع والهدى والاعتصام بحبل الله وأبعد عن التفرق والاختلاف والفتنة ... )
القاعدة العاشرة : لا يعظم أحد تعظيما شرعيا إلا بقدر موافقته لأهل الحديث :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يتحدث عن أهل الحديث ( لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيما أعظم مما عظموا به , ولا تجد يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه , كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم )
القاعدة الحادية عشرة : استقامة العبد بسلوك طريق أهل السنة :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال , و إلا حصل في جهل وكذب ونقص وتناقض )
فبهذه الأصول الجامعة والقواعد الكلية والضوابط المحيطة بالاعتصام بحبل الله , يتضح للقارئ الكريم عظمة ما يقوم عليه منهج أهل السنة من القواعد والأصول والضوابط والتي اعتنى بها علماء أهل السنة بيانا وإيضاحا , فلو فُهمت عند طلاب العلم والدعاة إلي الله على وجهها لكانوا في مُنعة عظيمة من التخبط والانحراف , وبقيت أصول وقواعد عظيمة يقوم عليها منهاج أهل السنة ,,,
....................................
من كتاب بداية الانحراف ونهايته
تأليف أبي نصر محمد بن عبدالله الإمام
تعليق