بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألَ سائلٌ فقال :ما توجيهُكُم لمن يشاركُ في بلادٍ تكثرُ فيها البدعُ والشركيّاتُ ؟ .
فكانَ الجوابُ : نَشْرُ العلمِ عبادةٌ وجهادٌ .
والله - جلَّ وعلا - أمرَ نبيَّه وهو في مكةَ بأن يجاهدَ المشركينَ بالعلمِ . فقال - تعالى - : { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } (1) . يعني بالعلمِ ، وبالقرآن .
فأعظمُ ما يكون جهادُ الأعداء بالعلم ، وبه يبقى الخيرُ ويبقى التأثيرُ ، فطالبُ العلم يُؤَثِّرُ ، وينشرُ الخيرَ وتتوسعُ الدائرةُ مع الزمن ، وهكذا .
ولهذا جاء في الحديث « فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم » (2) .
أما الصالحُ في نفسه فلا يُؤَثِّر إلا على نفسه .
ولا شكَّ أنَّ فضيلةَ العلم عظيمةٌ . فإذا تهيأَ له أن يُعَلِّمَ في بلاده فهذا طيبٌ ، وإذا تهيأ له أن يرحلَ ويُعَلِّمَ مَنْ هو محتاجٌ فهذا - أيضًا - طيبٌ .
وفي العادة الناسُ يصيرونَ إلى العلماء الذين يُشارُ إليهم بالبنان ، وينصرفون عن طلابِ العلم الذين هم دونهم .
أقول : هذا أمرٌ طبيعيٌّ .
ودَوْرُ طلابِ العلمِ الذين حضروا بعضَ المتونِ الصغيرةِ وعندهم ملكةٌ في التوحيد أو في السيرةِ ، أن يرتحلوا إلى بلدٍ أخرى ، ويقيموا دورةً علميةً في أفريقيا أو إندونيسيا ، ويبذلوا فيها المالَ والعلمَ في العقيدة مع تقوى الله - جلَّ وعلا - فيما يقولون .
وأعظمُ العلمِ في بلدٍ انتشرتْ فيه البدعُ والشركياتُ هو ما جاءت به الرسلُ - عليهم الصلاة والسلام - ودعتْ إليه ، وهو توحيدُ الله - جلَّ وعلا - الذي هو حقُّ اللهِ على العبادِ .
فهذا أعظمُ ما تورّثه وتبقيه في أيِّ مكان .
ثم تُعَلِّمُهُمْ كلامَ الله - جلَّ وعلا - وتُعَلِّمُهُمْ السنةَ ؛ لأنها هي التي تبقى ، والقبول لها . وتُعَلِّمُهُمْ " الأربعينَ النوويةَ " ، أو ما أشبه ذلك .
ولا تعبأْ بنقدِ علماءِ تلك البلادِ وإنكارهِم عليك ، فهم يتخيَّلونَ ما يَتَخَيَّلُونَ بوسوسةِ الشيطانِ ، وعداوةِ الشيطانِ لأوليائه الصالحين . لهذا أعظمُ ما تجاهدُ به أعداءَ الله - جلَّ وعلا - والشيطانَ نشرُ العلمِ ، فانْشُرْهُ في كلِّ مكانٍ بحسبِ ما تستطيعُ ، واتّقِ الله - جلَّ وعلا - في ذلك . { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الفرقان : 52 .
(2) رواه الترمذي برقم ( 2686 ) وقال : حديث حسن . من حديث « أبي أمامة » رضي الله عنه .
(3) طه : 114 .
المصـــــــــــدر
المكتبة الشاملة :: الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية
لفضيلة الشيخ :: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ غفر الله له
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألَ سائلٌ فقال :ما توجيهُكُم لمن يشاركُ في بلادٍ تكثرُ فيها البدعُ والشركيّاتُ ؟ .
فكانَ الجوابُ : نَشْرُ العلمِ عبادةٌ وجهادٌ .
والله - جلَّ وعلا - أمرَ نبيَّه وهو في مكةَ بأن يجاهدَ المشركينَ بالعلمِ . فقال - تعالى - : { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } (1) . يعني بالعلمِ ، وبالقرآن .
فأعظمُ ما يكون جهادُ الأعداء بالعلم ، وبه يبقى الخيرُ ويبقى التأثيرُ ، فطالبُ العلم يُؤَثِّرُ ، وينشرُ الخيرَ وتتوسعُ الدائرةُ مع الزمن ، وهكذا .
ولهذا جاء في الحديث « فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم » (2) .
أما الصالحُ في نفسه فلا يُؤَثِّر إلا على نفسه .
ولا شكَّ أنَّ فضيلةَ العلم عظيمةٌ . فإذا تهيأَ له أن يُعَلِّمَ في بلاده فهذا طيبٌ ، وإذا تهيأ له أن يرحلَ ويُعَلِّمَ مَنْ هو محتاجٌ فهذا - أيضًا - طيبٌ .
وفي العادة الناسُ يصيرونَ إلى العلماء الذين يُشارُ إليهم بالبنان ، وينصرفون عن طلابِ العلم الذين هم دونهم .
أقول : هذا أمرٌ طبيعيٌّ .
ودَوْرُ طلابِ العلمِ الذين حضروا بعضَ المتونِ الصغيرةِ وعندهم ملكةٌ في التوحيد أو في السيرةِ ، أن يرتحلوا إلى بلدٍ أخرى ، ويقيموا دورةً علميةً في أفريقيا أو إندونيسيا ، ويبذلوا فيها المالَ والعلمَ في العقيدة مع تقوى الله - جلَّ وعلا - فيما يقولون .
وأعظمُ العلمِ في بلدٍ انتشرتْ فيه البدعُ والشركياتُ هو ما جاءت به الرسلُ - عليهم الصلاة والسلام - ودعتْ إليه ، وهو توحيدُ الله - جلَّ وعلا - الذي هو حقُّ اللهِ على العبادِ .
فهذا أعظمُ ما تورّثه وتبقيه في أيِّ مكان .
ثم تُعَلِّمُهُمْ كلامَ الله - جلَّ وعلا - وتُعَلِّمُهُمْ السنةَ ؛ لأنها هي التي تبقى ، والقبول لها . وتُعَلِّمُهُمْ " الأربعينَ النوويةَ " ، أو ما أشبه ذلك .
ولا تعبأْ بنقدِ علماءِ تلك البلادِ وإنكارهِم عليك ، فهم يتخيَّلونَ ما يَتَخَيَّلُونَ بوسوسةِ الشيطانِ ، وعداوةِ الشيطانِ لأوليائه الصالحين . لهذا أعظمُ ما تجاهدُ به أعداءَ الله - جلَّ وعلا - والشيطانَ نشرُ العلمِ ، فانْشُرْهُ في كلِّ مكانٍ بحسبِ ما تستطيعُ ، واتّقِ الله - جلَّ وعلا - في ذلك . { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الفرقان : 52 .
(2) رواه الترمذي برقم ( 2686 ) وقال : حديث حسن . من حديث « أبي أمامة » رضي الله عنه .
(3) طه : 114 .
المصـــــــــــدر
المكتبة الشاملة :: الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية
لفضيلة الشيخ :: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ غفر الله له