الجمع بين " ثمّ " و " أمّا بعد "
الكُمَيْتُ بن زيد الأَسدي الكوفي.
مقدَّم شعراء وقته ، قيل: بلغ شعره خمسة آلاف بـيت.
روى عن: الفرزدق، وأبـي جعفر الباقر.
وعنه: والبةُ بن الحباب، وأبان بن تغلب، وحفص القارىء.
وفد على يزيد بن عبد الملك، وعلى أخيه هشام.
قال أبو عبـيدة: لو لم يكن لبني أسَد منقِبة غير الكميت لكفاهم، حبَّبهم إلى النَّاس، وأبقى لهم ذكراً.
وقال أبو عِكرمة الضبـي: لولا شِعْرُ الكُميت لم يكن للغة ترجمان.
وقيل:كان عمُّ الكميتِ رئيسَ أسد، وكان الكميت شيعياً، مدح علي بن الحسين، فأعطاه مِن عنده ومن بني هاشم أربعمائةألف، وقال: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتَني بدانق لكان شرفاً، ولكن أحسن إلي بثوب يلي جسدك أتبرَّك به، فنزع ثيابَه كُلَّها فدفعها إليه، ودعا له، فكان الكُميت يقول: ما زلت أعرفُ بركة دعائه.
قال المبرّد: وقف الكميتُ وهو صبـي على الفرزدق وهو يُنشِدُ،
فقال: يا غلام، أيسرُّك أني أبوك؟
قال: أما أبـي، فلا أبغي به بدلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي، فحصر الفرزدق، وقال: ما مرَّ بـي مثلُها.
فقال: يا غلام، أيسرُّك أني أبوك؟
قال: أما أبـي، فلا أبغي به بدلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي، فحصر الفرزدق، وقال: ما مرَّ بـي مثلُها.
قال ابن عساكر: ولد سنة ستين. ومات سنة ست وعشرين ومائة. وهو القائل:
والحُبُّ فيهِ حَلاَوَةٌ وَمَرارَةٌ
سَائِلْ بِذلِكَ مَنْ تَطَعَّمَ أوْ ذُقِ
مَا ذَاقَ بُؤْسَ مَعِيشةٍ وَنعِيمَها
فِيمَا مَضىَ أحَدٌ إذا لَمْ يَعْشَقِ
سير أعلام النبلاء
كان الكميت بن زيد يمدح بني هاشم ويعرض ببني أمية فطلبه هشام فهرب منه عشرين سنة لا يستقر به القرار من خوف هشام وكان مسلمة بن عبد الملك له على هشام يوماً إلى بعض صيوده أتى الناس يسلمون عليه وأتاه الكميت بن زيد فيمن أتى فقال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته أما بعد: قف بالديار وقوف زائر وتأن إنك غير صاغر حتى انتهى إلى قوله: يا مسلم بن أبي الولي د لميت إن شئت ناشر غلقت حبالي من حبا لك ذمة الجار المجاور فالآن صرت إلى أمي ة والأمور إلى المصاير والآن كنت به المصي ب كمهتد بالأمس حائر فقال مسلمة: سبحان الله من هذا الهندكي الجلحاب الذي أقبل من أخريات الناس فبدأ بالسلام ثم أما بعد ثم الشعر قيل له: هذا الكميت بن زيد.
فأعجب لفصاحته وبلاغته فسأله مسلمة عن خبره وما كان فيه طول غيبته فذكر له سخط أمير المؤمنين عليه فضمن له مسلمة أمانه وتوجه به حتى أدخله على هشام وهشام لا يعرفه.
العقد الفريد
تعليق