لحذف العامل في بسم الله فوائد عديدة .
منها أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه سوى ذكر الله ، فلو ذكرت الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضاً للمقصود . فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدؤ به اسم الله كما نقول في الصلاة : الله أكبر ،ومعناه من كل شيء ، ولكن لا نقول هذا المقدر ليكون اللفظ مطابقاً لمقصود الجنان وهو أن لا يكون في القلب إلا الله وحده ، فكما تجرد ذكره في قلب المصلي تجرد ذكره في لسانه .
ومنها أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالتسمية في كل عمل وقول وحركة ، وليس فعل أولى بها من فعل . فكان الحذف أعم من الذكر فإن أي فعل ذكرته كان المحذوف أعم منه .
ومنها أن الحذف أبلغ ، لأن المتكلم بهذه الكلمة كأنه يدعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل فكأنه لا حاجة إلى النطق به ، لأن المشاهدة والحال دالة على أن هذا وكل فعل فإنما هو باسمه تبارك وتعالى .
والحوالة على شاهد الحال أبلغ من الحوالة على شاهد النطق كما قيل :
منها أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه سوى ذكر الله ، فلو ذكرت الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضاً للمقصود . فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدؤ به اسم الله كما نقول في الصلاة : الله أكبر ،ومعناه من كل شيء ، ولكن لا نقول هذا المقدر ليكون اللفظ مطابقاً لمقصود الجنان وهو أن لا يكون في القلب إلا الله وحده ، فكما تجرد ذكره في قلب المصلي تجرد ذكره في لسانه .
ومنها أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالتسمية في كل عمل وقول وحركة ، وليس فعل أولى بها من فعل . فكان الحذف أعم من الذكر فإن أي فعل ذكرته كان المحذوف أعم منه .
ومنها أن الحذف أبلغ ، لأن المتكلم بهذه الكلمة كأنه يدعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل فكأنه لا حاجة إلى النطق به ، لأن المشاهدة والحال دالة على أن هذا وكل فعل فإنما هو باسمه تبارك وتعالى .
والحوالة على شاهد الحال أبلغ من الحوالة على شاهد النطق كما قيل :
ومِن عَجبِ قَولِ الَعواذِل مَن بِه *** وهلَ غَيرُ مَن أهوَى يُحبُّ ويُعشق
ُ بدائع الفوائد: ابن قيّم الجوزية