من سعة اللغة وحسن تصرفها،
أن العرب تضع للشيء الواحد أسماءً من غير تغير يعتريه.
فيقولون السيف والمهند والصارم.
ويغيرون الاسم بتغيير يعتري فيقولون :
لمن نزل بالركي يملأ الدلو مايح، وللمستقي من أعلاها ماتح، فالتاء المعجمة من فوق لمن فوق، والياء المعجمة من تحت لمن تحت.
وتضع العرب للشيء الواحد أسماء تختلف باختلاف محاله فيقولون:
لمن انحسر الشعر من جانبي جبهته أنزع،
فإذا زاد قليلاً قالوا: أجلح،
فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه قالوا: أجلى وأجله،
فإذا زاد قالوا: أصلع،
فإذا ذهب الشعر كله قالوا: أحص،
والصلع عندهم ذهاب الشعر،
والقرع ذهاب البشرة.
ويقولون شفة الإنسان،
ويسمونها من ذوات الخف: المشفر
ويسمونها من ذوات الظلف: المقمة،
ومن ذوات الحافر: الجحفلة،
ومن السباع: الخطم،
ومن ذوات الجناح غير الصايد: المنقار،
ومن الصايد: المنسر،
ومن الخنزير: الفنطسة.
ويقولون صدر الإنسان،
ويسمونه من البعير الكركرة،
ومن الأسد الزور،
ومن الشاة القص،
ومن الطائر: الجؤجؤ،
ومن الجرادة: الجوشن.
والظفر للإنسان
وهو من ذوات الخف: المنسم،
ومن ذوات الظلف: الظلف،
ومن ذوات الحافر: الحافر،
ومن السباع والصائد من الطير: المخلب،
ومن الطير غير الصائد والكلاب ونحوها: البرثن،
ويجوز البرثن في السباع كلها.
المدهش
لابن الجوزي
لابن الجوزي
تعليق