العربية لغة عزيزة، وهي أفصح لهجات اللسان الأول، عبر عنها نوح، وأرسل بها هود وصالح وشعيب ومحمد – r– ، وألهمها إبراهيم خليل الرحمن، وفتق بالمبينة منها لسان إسماعيل أبي ولد عدنان.
ولقد تمالأ علماء اللغة كابن فارس وابن سيده والفيروز آبادي وابن منظور على تعريف ابن جني للغة بأنها "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، ولكنهم اختلفوا في العرب لما سموا عربا ، ولما سميت لغتهم العربية ؛ وليس ببعيد أن يكون ذلك من الفصاحة والإبانة والإيضاح ، إذ العربية أفصح لهجات السريانية اللسان الأول .
وهي أفضل اللغات؛ بها نزل القرآن الكريم، وهو أفضل الكتب السماوية، وبها أرسل محمد – r– إلى الناس كافة، وهو أفضل الرسل وخاتم الأنبياء، وبها تكلم قومه العرب، وهم أفضل الأمم.
قال الثعالبي: « من أحب الله أحب رسوله المصطفى-r- ومن أحبَّ النبي العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً - r- خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد»([1]).
ولذلك عني الصحابة بالعربية لغة القرآن والسنة الخالدة، فاهتموا بها، وتدارسوها، وتعلموها، وثابروا على حفظها، والتفقه فيها، وتناقلوا أخبارها، وتناشدوا أشعارها، ووضعوا أصولها، وأدبوا أبناءهم على اللحن فيها، وعلموهم الكتابة والقراءة، وربوا فيهم الملكة اللغوية، وجعلوا تعلم العربية وتعليمها والتكلم بها من الدين، وكرهوا الرطانة فيها، فشغلوا بها، وحرصوا عليها حرصا لم تعهده لغة غيرها.
وعلى منهاجهم سار العلماء في وضع النحو والعروض , وتأليف المعجمات ، واصطفاء المختارات ، وجمع الدواوين ، ورواية الشعر ، وصناعة الكتب .
فجدير بنا أن نعتز بهذا اللسان العتيق، وأن نصفيه مما علق به من شوائب، ثم نربي أبناءنا على ملكة الفصاحة والبيان وفق قواعد العلم الصحيحة، غير آبهين بمن يعادي هذه اللغة العظيمة من شياطين الإنس والجن، نعوذ بالله منهم، وممن تبعهم، وإن كيدهم لضعيف إذا استقمنا واستعنا بالله عليهم .
ملخص بحث بعنوان اللغة العربية على ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية قدمه أبو طيبة إلى المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر للمشاركة في مسابقة جائزة اللغة العربية لسنة 2006 /2007إفرنجية.
([1]) فقه اللغة وسر العربية ( ص/ 5 ).ط1، دار الجيل،بيروت.
ولقد تمالأ علماء اللغة كابن فارس وابن سيده والفيروز آبادي وابن منظور على تعريف ابن جني للغة بأنها "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، ولكنهم اختلفوا في العرب لما سموا عربا ، ولما سميت لغتهم العربية ؛ وليس ببعيد أن يكون ذلك من الفصاحة والإبانة والإيضاح ، إذ العربية أفصح لهجات السريانية اللسان الأول .
وهي أفضل اللغات؛ بها نزل القرآن الكريم، وهو أفضل الكتب السماوية، وبها أرسل محمد – r– إلى الناس كافة، وهو أفضل الرسل وخاتم الأنبياء، وبها تكلم قومه العرب، وهم أفضل الأمم.
قال الثعالبي: « من أحب الله أحب رسوله المصطفى-r- ومن أحبَّ النبي العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً - r- خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد»([1]).
ولذلك عني الصحابة بالعربية لغة القرآن والسنة الخالدة، فاهتموا بها، وتدارسوها، وتعلموها، وثابروا على حفظها، والتفقه فيها، وتناقلوا أخبارها، وتناشدوا أشعارها، ووضعوا أصولها، وأدبوا أبناءهم على اللحن فيها، وعلموهم الكتابة والقراءة، وربوا فيهم الملكة اللغوية، وجعلوا تعلم العربية وتعليمها والتكلم بها من الدين، وكرهوا الرطانة فيها، فشغلوا بها، وحرصوا عليها حرصا لم تعهده لغة غيرها.
وعلى منهاجهم سار العلماء في وضع النحو والعروض , وتأليف المعجمات ، واصطفاء المختارات ، وجمع الدواوين ، ورواية الشعر ، وصناعة الكتب .
فجدير بنا أن نعتز بهذا اللسان العتيق، وأن نصفيه مما علق به من شوائب، ثم نربي أبناءنا على ملكة الفصاحة والبيان وفق قواعد العلم الصحيحة، غير آبهين بمن يعادي هذه اللغة العظيمة من شياطين الإنس والجن، نعوذ بالله منهم، وممن تبعهم، وإن كيدهم لضعيف إذا استقمنا واستعنا بالله عليهم .
ملخص بحث بعنوان اللغة العربية على ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية قدمه أبو طيبة إلى المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر للمشاركة في مسابقة جائزة اللغة العربية لسنة 2006 /2007إفرنجية.
([1]) فقه اللغة وسر العربية ( ص/ 5 ).ط1، دار الجيل،بيروت.
تعليق