قَدَرٌ عليَّ بأن أكون الناعيا
وبأن يفتَّ الحزنُ في أحشائيا
أنا لستُ أدري هل ألمَّ بساحتي
خطبٌ جسيمٌ أم أناخ بواديا؟
يمضي الأحبَّةُ فالديارُ بلاقعٌ
وأظل وحدي باكياً أحبابيا؟
متجرعاً غصصَ الوداعِ مريرةً
مستغفراً للراحلين إلهيا
واليومَ ثار الجرحُ فيَّ مبرِّحاً
وتحرَّك الزلزالُ في أنحائيا
قالوا لنا الشيخ المجاهد جاءهُ
أمرُ السماءِ وكان أمراً ماضيا
رحل المحدِّثُ تاركاً في إِثرِهِ
للسُّنةِ الغرّاءِ صرحاً عاليا
يا ناصراً للدين إن بعُدَ النوى
ستظل دوماً في الجوانحِ ثاويا
علمتنا سندَ الحديثِ ومتنَهُ
وصحيحَه وضعيفَه والراويا
ونفَيتَ عن قولِ الحبيب محمدٍ
مَنْ كان يكذبُ عامداً أو ناسيا
شهد الجميعُ بأنَّ بحرَكَ زاخرٌ
بالعلم فاض جواهراً ولآليا
أنا ما رأيتُكَ في الحياة وإنَّما
أبصرتُ وجهَك في سطوركَ باديا
أبصرتُ وجهَك في سلاسِلك التي
عمَّت بقاعَ الأرضِ نوراً ساريا
يجزيك رب العالمين بفضلهِ
عن أمة الإسلام أجراً وافيا
واللهِ لولا اللهُ يؤنسُ وحدتي
ويمدني بالصبر عند مصابيا
لسئمتُ نفسي بعد موت أحبتي
ولَمَا استطعت بأن أعيشُ حياتيا
رحمك الله يا شيخنا
تعليق