الأزهار الوردية بأخبار الرحلة الهندية
1 طَابَ الْمُقَامُ وطابَ الأُنسُ والسَمر**** والنفْسُ تُشْرِقُ والأنْفَاسُ تَزْدَهِرُ
2 مـدينةُ التينِ فيها مرتَعٌ خصِبٌ**** يَشُقُّ سَاحَاتِـها في رَوْعةٍ نَهَـرُ
3 أَعْني به ’شالِيَارَ‘ العِـزِّ أَكْسَبَهَا**** نضارةً وجمالًا فـيـه مُدَّكَـرُ
4 هُناك فَاسْمعْ خريرَ المـاءِ مُنهمِراً***مِنْ كُلِّ صَوْبٍ إِلى ذَا النهْرِ يَنْحَدِرُ
5 ماذَا أُحدِّثُ عَنْهَا عَنْ مَرَابِـعِهـَا**** وعاشِقَاهَا لَعمْرِيْ السَيْلُ والْمَطَرُ
6 فَيَزْدَهِي الروْضُ في الإِشْرَاقِ مُبْتَسِماً**** يَفِيضُ حُسْناً على مِبْسَامِهِ أَثَـرُ
7 وَيَنْتَشِي رَوْعَةً في حُسْنِ طَلَّتِهِ**** مُفَتَّقُ الزَهْرِ أَوْ مُعْشَوْشِبٌ خَضِرُ
8 تَرَى حدَائِقَهُ الغَـنَّاءَ بَاسِمَةً**** وَالعَيْنُ مِنْ طَلْعِهَا الزَاهِيِّ تَنْبَهِـرُ
9 تَلْتَفُّ في غَابِهَا الأَشْجَارُ بَاسِقَةً**** مِنْ كُلِّ شَكْلٍ وَفِيهَا يَظْهَرُ الثَمَرُ
10 فَانْظُرْ هُنَاكَ ثِمَارَ الأَيْكِ دَانِيَةً**** يَكَادُ مِنْ حِمْلِها يُسْتَنْطَقُ الْحَجَرُ
11 وَاسْمَعْ هُنَاكَ صُنُوفَ الطَيْرِ صَادِحَةً**** بِصَوْتِهَا تَنْعَمُ الأَسْمَاعُ وَالْبَصَرُ
12 هُنَاكَ تَبْدُو سَمَاءُ اللَيْلِ رَائِعَةً****بِهَا لَعمْرِي يُضِيءُ النَجْمُ وَالقَمَرُ
13 وَالصُبْحُ يَكْشِفُ عَنْ أَهْدَابِ غُرَّتِهِ ****مُشَعْشِعًا نُورُهُ وَاللَيْلُ يَنْحَسِـرُ
14 مَدِينَةَ التِينِ عُذْراً لَسْتُ مُكْتَفِياً**** بِمَا ذَكَرْتُ فَفِي سَاحَاتِكَ الْكُثُرُ
15 فَإِنَّ في سُوحِكِ الْمَيْمُونِ مَدْرَسةً**** بمَسْجِدٍ لِابْنِ عَفَّانٍ لَهَـا ثَمَـرُ
16 صَرْحٌ مِنَ الْعِلْمِ يَبْدُو في تَأَلُّقِهِ **** نُوراً يَفِيضُ وَفي أَعْطَافِهِ الْأَثَـرُ
17 عِلْمٌ لِأَسْـلَافِنـَا لاَ زَالَ يَطْلُبُـهُ ****بِأَرْضِهَا فِتْيَةٌ مِنْ خَيْرِ مَنْ ذُكِرُوا
18 أَبَا طَلاَلٍ فَصَبْرًا إِنَّ دَعْوَتَكُمْ **** أَمَامَهَا كُلُّ عِزٍّ إِنْ سَـمَا الْأَثَـرُ
19 كَمْ دَعْوَةٍ زَهِدَتْ في نَهْجِ مَنْ سَلَفُوا**** فَكَانَ تِعْدَادُهُمْ في صَفِّ مَنْ قُبِرُوا
20 تَعَاوَنُوا بَيْنَكُمْ في الْحَقِّ وَاتَّحِدُوا **** وَسَوْفَ عِنْدَ إِلَهِي يُقْطَفُ الثَمَـرُ
كتبت عن مسجد عثمان بن عفان بمدينة التين
نيلامبور ـ كيرلا ـ الهند
كان الفراغ منها في مساء يوم الأربعاء الموافق لليوم العشرين من رجب لعام 1429هـ
بقلم الشاعر:
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
بقلم الشاعر:
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري