كتاب "المخصص " لأبي الحسن علي بن إساعيل النحوي الاندلسي المعروف بابن سيده

[أبو ندى فريد العاصمي]

سئل الشيخ علي رضا:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد :
هناك قاموس اسمه المخصص تأليف أبي الحسن علي بن إساعيل النحوي الاندلسي المعروف بابن سيده المتوفي سنة 458 هــ
ما هو حال المؤلف ؟ وهل هذا الكتاب يعتمد كقاموس ؟
__________________

فأجاب حفظه الله تعالى:
هذا كتاب جيد جداً ؛ لكن " لسان العرب " أفضل منه وأجمع في بابه .

وقال عنه الذهبي : هو حجة في نقل اللغة ، وله كتاب " العالم في اللغة "، نحو مئة سفر، بدأ بالفلك، وختم بالذرة .

http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=6877

[أبو محمد فضل بن محمد]

.

الفرق الكبير بينهما الذي يقتضي تقديم المخصص على اللسان هو :

أنه كتاب أصلي و أما اللسان فهو جمع و تهذيب لكتب سبقته و منها المخصص لابن سيده ..

و كذلك يقدم عليه الصحاح للجوهري و تهذيب اللغة للأزهري و العين للفراهيدي و المقاييس لابن فارس

و النهاية لابن الأثير ..

و هذا كتقديم كتب الحديث الأصلية على الكتب المتأخرة التي بنيت على الأصلية ..

* الفائدة العملية لهذا الكلام : و هذا يكاد يكون اتفاقا بين الباحثين و هو مسلّم به في البحوث الأكاديمية

أنه لا يصح عزو الكلام الذي في اللسان إلى ابن منظور رحمه الله دون ذكر مرجعه الذي عزا هو إليه

فلا يقال : ( قال ابن منظور في اللسان : الكلمة و تصاريفها و معناها )

بل إما أن يقال :

( 1 ) قال نقلا عن فلان كابن سيده أو الجوهري أو الأزهري أو ابن الأثير : قال أبو حنيفة أو أبو حاتم أو أبوزيد

أو ابن الأعرابي أو ابن بزرج أو الأصمعي أو غيرهم ، أو ( قال ابن منظور : قال ابن سيده .... ) مثلا ، أو :

( 2 ) ينقل الكلام من اللسان دون قول ( قال : .... ) ثم يحال في الحاشية إلى اللسان بكلمة :

( انظر ... ) فرقا بين المراجع و المصادر ..

و إذا رجع إلى الأصول كان أكمل و أجمل

يشبه ذلك عزو الحديث إلى الكتب المتأخرة الناقلة فالأصل الرجوع إلى مصادرها فإن لم توجد

أو صعب على الباحث عزا إليها بواسطة كما هو معلوم في مناهج البحث ..

القصد : أنه بهذا الاعتبار ـ التوثيق ـ لا يقارن بينهما فكم ترك الأول للآخر ..

و أما من حيث جمع المعلومات في مكان واحد ما يسهل للطالب الإلمام بأكثر ما

يمكن عن الكلمة التي يريدها دون كثير عناء فاللسان لا شك أوسع لكن ليس أفضل ، و بعض العلماء ـ في هذا الجانب

أيضا ـ يقدم تاج العروس شرح القاموس للزبيدي و هو بحر لا ساحل له ..

* فـوائـد ذات سبب و ثيق :

الأولـــى :

في السؤال ( هناك قاموس اسمه ... ) : الصواب أن يقال : ( هناك معجم اسمه ... )

سمي بالمعجم لأنه يزيل العجمة عن الألفاظ ليفهم معناها .. و لهذا شواهد في كلام العرب ..

و أما القاموس فهو اسم علم على معجم الفيروز آبادي و معناه : البحر ، لكن لشهرة القاموس

غلب عند المتأخرين إطلاق ( القاموس ) على كل معجم و الصواب ما ذكر ..

و اسم القاموس كاملا : القاموس المحيط و القابوس الوسيط فيما ذهب من كلام العرب شماميط

( شماميط ) أي : متفرقا ..

الـثــانــيـة :

يخطئ كثير من الناس في اسم ( ابن سيده ) فيقول : ( ابن سيّـدة ) مؤنث سيد ،

سمعت ذلك من بعض مناقشي رسالة جامعية ـ أظنها دكتوراة ـ و ملاحظته على الباحث كانت في

المسألة الأولى ـ التوثيق من الأصل و عدم نسبة الكلام إلى ابن منظورـ لكنه أخطأ في هذه ..

و الصواب بكسر السين و إسكان الياء أي بالسين الممدودة و فتح الدال بعدها هاء مثل ( ابن ماجه ) و ( ابن داسه )

و الله أعلم ..

الــثـالــثـة :

يرد كثيرا في كتب اللغة : ( قال أبو حنيفة ) فهو اللغوي و ليس الإمام الفقيه ..

و كذلك ( أبو حاتم ) فهو السجستاني تلميذ الأصمعي و أحد الرواة عنه و ليس الإمام

المحدث ـ البستي ـ صاحب روضة العقلاء ..

و صلى الله على محمد و على آله و سلم

.

[أبو ندى فريد العاصمي]

بارك الله فيك أخي فقد أجدت و أفدت زاد الله علما و حرصا و نفعك و نفع بك

[بشير العماري]

بارك الله فيكم
فوائد قيمة وتنبيهات جليلة .
جزاك الله خيرا
فائدة : ويخطئ بعضهم فيقول :" الإمام النِّسائي" بكسر النون والصحيح "النَّسائي" بفتحها .