بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ رحمه الله كما في شريط «كَيْفَ نُرَبِّي شَبَابَنَا عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ بِالطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى»:
أيّها الشّباب اللّغة العربيّة ضاعت اليومَ، ضاعت ضياعًا، كان النّاس سابقًا، أهل المدن، يُرسلون أولادهم إلى البادية ليتعلّموا اللّغة من أهل البادية لأنّ اللّغة الفصحى عند أهل البادية، فاليوم العُجمة ربّما دخلت البادية وممّا يُؤسف له، هذا أمرٌ قد لا تأخذون بالكم لأجله، أصحاب المؤسّسات الذين يستقدمون العمّالَ والذي يعمل العمال والخدم معهم ضيّعوا هؤلاء الخدمَ وضيّعوا اللّغة ولم ينصحوا لهم. الآن تجدّدت لغةٌ جديدةٌ لا هي عربيّةٌ لا عجميّةٌ: في نفر يجي، أنت متى يجي وأنت يجلس وأنت يمشي، يا سبحان الله، تُريد أن تستفيد من العامل بهذه اللّغة المكسّرة ولم تنصح له، لو كنتَ ناصحًا إذا لحّنَ صَحَحْتَ له، هذه لغة القرآن ليست لغةً عاديّةً اللهُ اختارها فأنزل بها كتابه الأخير. الأجانب يُقَدّرون لغتهم، عشتُ في باكستان فترةً من الزّمن فبدأت أكسّر لغتهم كما يكسّرون اللّغة العربيّة كانوا يقولون لا، نَيْ نَيْ، يصحّح حتّى أنطق نطقًا صحيحًا فصيحًا مثلهم، لا يقبلون أبدًا أن أحدًا ما يُكسّر لغتهم وأنتم بأنفسكم تكسّرون معهم بدلًا من أن تقول: يأتيك شخص تقول يأتي نفر وأنت يجلس، هذه لغة عربية؟ وأنت يمشي، هكذا بدأت اللّغة تضيع من جديدٍ ضياعًا. علينا أن نُعَلِّمَ شبابنا، اللّغة العربيّة الفصحى، لا يمكن أن تتذوق القرآن ومعاني القرآن ما لم تكن متمكّنًا من الإعراب، طالب العلم كلّما يقرأ ولو جريدةً أو مجلّةً ينبغي أن يعرف المرفوعَ من المنصوبِ من المخفوضِ، تفكّر وأنت تقرأ تُعَوِّد نفسك أن تقرأ كلامًا معربًا، لا تسمع لهؤلاء المساكين الّذين يقولون اشتغالك بهذا يَحُولُ بيْنك وبيْن محبّةِ الله، المحبّةُ الّتي يعنون المحبّةُ الصوفيّةُ ليست المحبّةَ الشرعيّةَ، محبّة الله، العلم الصحيح النافع يورثك محبة الله. اهـ