الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمه الله تعالى - :العربية دثارُ أهلِ الإسلامِ
وقالَ الفيروزآبادي في مقدمةِ قاموسِهِ المحيطِ :
ولا يَشْنَأُ(1) هذه اللُّغَةَ الشَّريفَةَ، إلاَّ مَنِ اهْتافَ (2) به ... الشَّقاء، ولا يَخْتارُ عليها، إلا مَنِ اعْتاضَ السَّافِيَةَ (3)من الشَّحْوَاء (4)، أفادَتْها ميامِنُ أنْفاسِ المُسْتَجِنِّ بِطَيْبَةَ(5)طِيبًا، فَشَدَتْ بها أَيْكِيَّةُ النُّطْقِ على فَنَنِ اللِّسانِ رَطيبًا، يَتَداوَلُها القَوْمُ ....... اسْتِظْلاَلاً بِدَوْلَةِ مَنْ رَفَعَ مَنارَها فأعْلى، ..... وكَيْفَ لا ، والفَصاحةُ أرَجٌ (6)بغَيرِ ثيابِه لا يَعْبَق ، والسَّعادَةُ صَبٌّ (7)سِوَى تُرابِ بابِه لا يَعْشَق.
إذا تَنَفَّسَ مِنْ وادِيكَ رَيْحانُ.......تأرَّجَتْ من قَميص الصُّبْحِ أرْدانُ
وما أجْدَرَ هذا اللِّسانَ، ـ وهوَ حَبِيبُ النَّفْسِ، وعَشِيقُ الطَّبْع، وسَمِيرُ ضَميرِ الجَمْع، وقد وَقَفَ على ثَنِيَّةِ الوَدَاع ، وهَمَّ قِبْلِيُّ مُزْنِهِ بالإِقْلاع ـ بأن يُعْتَنَقَ ضَمٌّا والْتِزامًا، كالأحِبَّةِ لدى التَّوْديع، ويُكْرَمَ بِنقْل الخُطُواتِ على آثارِهِ حالَةَ التَّشْيِيع. وإلى اليَوْمِ نالَ به القَوْمُ المَرَاتِبَ والحُظُوظ، وجَعَلُوا حَمَاطَةَ ( جُلْجُلانِهِم (9) .... ،وفاحَ من زَهْرِ تلك الخمائِل، وإن أخْطَأهُ صَوْبُ الغُيُوثِ الهَواطِل (10) ، ما تَتَوَلَّعُ به الأرْواحُ لا الرِّياح، وتُزْهَى به الألْسُن لا الأغْصُن، ويُطْلِعُ طَلْعَةَ البَشَر لا الشَّجَر، ويَجْلُوهُ المَنْطِقُ السَّحَّار لا الأسْحار، تُصانُ عن الخبْطِ أوراقٌ عليها اشْتَمَلَتْ، ويَتَرَفَّعُ عن السُّقُوط نَضِيجُ ثَمَرٍ، أشْجارُهُ احْتَمَلَتْ، من لُطْفِ بَلاَغَةِ لِسانِهِم ما يَفْضَحُ فُرُوعَ الآسِ(11) .الفيروزآبادىّ.انتهى
ملاحظة : كان مني بعض تصرفٍ في النص
1- [يكره]
2- [رمى]
3- [الريح المتربة]
4- [البئر الواسعة غزيرة الماء](أي : كمَنْ اعتاض ب[ السافية] البئر التي رُدِمت بالأتربة بالــ [ الشحواء ] البئر الواسعة المملؤة ماءً أوبالسافية[ الناقة الهزيلة بــ [ الشحواء ] الناقة الفَتيّة السريعة العدو .
5- [المدينة]
6- [ريحُ الطِّيب]
7- [عاشقٌ متيَّم]
8- [صميم]
9- [قلوبهم]
10- [الأمطار الغزيرة]
11- [شجر دائم الخُضرة، عِطْريّ]، (أي: أنّ بلاغةَ اللغةِ العربيّةِ عَطّرَتْ ألسِنَتَهم فكأنما تُنْبئ عن عطر الآسِ .بنت عمر )
أمّا بعدُ
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمه الله تعالى - :العربية دثارُ أهلِ الإسلامِ
وقالَ الفيروزآبادي في مقدمةِ قاموسِهِ المحيطِ :
ولا يَشْنَأُ(1) هذه اللُّغَةَ الشَّريفَةَ، إلاَّ مَنِ اهْتافَ (2) به ... الشَّقاء، ولا يَخْتارُ عليها، إلا مَنِ اعْتاضَ السَّافِيَةَ (3)من الشَّحْوَاء (4)، أفادَتْها ميامِنُ أنْفاسِ المُسْتَجِنِّ بِطَيْبَةَ(5)طِيبًا، فَشَدَتْ بها أَيْكِيَّةُ النُّطْقِ على فَنَنِ اللِّسانِ رَطيبًا، يَتَداوَلُها القَوْمُ ....... اسْتِظْلاَلاً بِدَوْلَةِ مَنْ رَفَعَ مَنارَها فأعْلى، ..... وكَيْفَ لا ، والفَصاحةُ أرَجٌ (6)بغَيرِ ثيابِه لا يَعْبَق ، والسَّعادَةُ صَبٌّ (7)سِوَى تُرابِ بابِه لا يَعْشَق.
إذا تَنَفَّسَ مِنْ وادِيكَ رَيْحانُ.......تأرَّجَتْ من قَميص الصُّبْحِ أرْدانُ
وما أجْدَرَ هذا اللِّسانَ، ـ وهوَ حَبِيبُ النَّفْسِ، وعَشِيقُ الطَّبْع، وسَمِيرُ ضَميرِ الجَمْع، وقد وَقَفَ على ثَنِيَّةِ الوَدَاع ، وهَمَّ قِبْلِيُّ مُزْنِهِ بالإِقْلاع ـ بأن يُعْتَنَقَ ضَمٌّا والْتِزامًا، كالأحِبَّةِ لدى التَّوْديع، ويُكْرَمَ بِنقْل الخُطُواتِ على آثارِهِ حالَةَ التَّشْيِيع. وإلى اليَوْمِ نالَ به القَوْمُ المَرَاتِبَ والحُظُوظ، وجَعَلُوا حَمَاطَةَ ( جُلْجُلانِهِم (9) .... ،وفاحَ من زَهْرِ تلك الخمائِل، وإن أخْطَأهُ صَوْبُ الغُيُوثِ الهَواطِل (10) ، ما تَتَوَلَّعُ به الأرْواحُ لا الرِّياح، وتُزْهَى به الألْسُن لا الأغْصُن، ويُطْلِعُ طَلْعَةَ البَشَر لا الشَّجَر، ويَجْلُوهُ المَنْطِقُ السَّحَّار لا الأسْحار، تُصانُ عن الخبْطِ أوراقٌ عليها اشْتَمَلَتْ، ويَتَرَفَّعُ عن السُّقُوط نَضِيجُ ثَمَرٍ، أشْجارُهُ احْتَمَلَتْ، من لُطْفِ بَلاَغَةِ لِسانِهِم ما يَفْضَحُ فُرُوعَ الآسِ(11) .الفيروزآبادىّ.انتهى
ملاحظة : كان مني بعض تصرفٍ في النص
1- [يكره]
2- [رمى]
3- [الريح المتربة]
4- [البئر الواسعة غزيرة الماء](أي : كمَنْ اعتاض ب[ السافية] البئر التي رُدِمت بالأتربة بالــ [ الشحواء ] البئر الواسعة المملؤة ماءً أوبالسافية[ الناقة الهزيلة بــ [ الشحواء ] الناقة الفَتيّة السريعة العدو .
5- [المدينة]
6- [ريحُ الطِّيب]
7- [عاشقٌ متيَّم]
8- [صميم]
9- [قلوبهم]
10- [الأمطار الغزيرة]
11- [شجر دائم الخُضرة، عِطْريّ]، (أي: أنّ بلاغةَ اللغةِ العربيّةِ عَطّرَتْ ألسِنَتَهم فكأنما تُنْبئ عن عطر الآسِ .بنت عمر )