الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه دراسة لبعض أبيات معلقة امرئ القيس كانت مقررة علينا في المرحلة الثانوية فأحببت أن أنقلها هنا للفائدة وبالله التوفيق.
فهذه دراسة لبعض أبيات معلقة امرئ القيس كانت مقررة علينا في المرحلة الثانوية فأحببت أن أنقلها هنا للفائدة وبالله التوفيق.
تمهيد:
الشاعر هو حُنْدُج بن حُجْر الكندي (ملك كندة) ولد في نجد في أوائل القرن السادس الميلادي من أصل يمني وعاش في صباه عيشة أبناء الملوك في ترف ولهو ومجون ، ولُقّب بامرئ القيس والقيس صنم كانوا يعبدونه، ولمجونه ذاك وقرضه الشعر الإباحي أخرجه أبوه عنه، فراح يجوب الآفاق في عصابة من رواد المتعة واللهو ، ولما قتلت قبيلة بني أسد أباه حجرًا وبلغه نعيه حلف على أن ألا يغسل رأسه ولا يشرب خمرًا حتى يدرك ثأر أبيه وقال: ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا أمر، وقضى بقية عمره في حرب ومحاولة أخذ الثأر، فاستنجد بالقبائل ثم بقيصر الروم ومات ميتة غامضة أثناء عودته من رحلته إلى قيصر ودُفن بأنقرة وكان ذلك حوالي سنة 540 م.
ويعدّ امرؤ القيس أمير شعراء العصر الجاهلي وله ديوان شعر حافل بأغراض شتى كالغزل والفخر والوصف وفي عصر الشاعر عُرفت قصائد جيدة باسم المعلقات ومن أشهرها معلقة امرئ القيس التي تبلغ ثمانين بيتا قالها في حبه لابنة عمه عُنَيْزَة، اشتملت على مناجاة الأطلال والحديث عن أيام لهوه، وعلى وصف الليل والفرس والصيد وغيرها مما يحيط به في بيئته.
-أ- |
|
ولَيلٍ كَمَوجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ |
عَليّ بأَنْواعِ الهُمُومِ ليَبتَلي |
فَقُلْتُ لَهُ لمّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ |
وَأَرْدَفَ أَعْجازاً ونَاءَ بكَلْكَلِ |
أَلا أَيُّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلِ |
بِصُبْحٍ، وما الإصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ |
فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجُومَهُ |
بِكُلِّ مُغَارِ الفَتْلِ شُدّتْ بِيَذْبُلِ |
-ب- |
|
وقد أغتَدي والطّيرُ في وُكُناتِها |
بمُنجَردِ قَيْدِ الأوابِدِ هَيْكَلِ |
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً كَجُلْمُودِ |
صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ |
يَزِلُّ الغُلامَ الخِفَّ عَنْ صَهَواتِهِ، |
ويُلْوي بأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ |
لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وَساقَا نَعَامَةٍ، |
وإرْخَاءُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ |
-ج- |
|
فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَهُ |
عَذَارَى دَوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ |
فَعَادَى عِداءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ |
دِرَاكاً ولَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ |
فظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ من بَيْنَ مُنْضِجٍ |
صَفِيفَ شِواءٍ أَوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ |
تحليل وشرح:
في هذه الأبيات وصف يدور حول الطبيعة الحية والجامدة وأجاد الشاعر في تشخيصها ولما لها في حياته من علاقة وارتباط، وقد اشتملت هذه الفكرة العامة على أفكار أساسية ثلاث:
أ-وصف الليل،
ب-وصف الفرس،
ج- وصف الصيد.
ب-وصف الفرس،
ج- وصف الصيد.
أ- [أرخى سدوله: أرسل ومدّ ستوره – ليبتلي: ليختبر ويجرب – تمطى بصلبه: تمدد بظهره – أردف: أتبع – أعجازا: ج عجُز: مؤخر الجسم – ناء: رزح وثقل –الكلكل: الصدر –انجل: انكشف عن ضياء الصبح – بأمثل: بأفضل – مغار الفتل: الحبل المحكم الغزل والشد – يذبل: اسم جبل].
في القسم الأول من النص ركز الشاعر على وصف ليله ومعاناته النفسية فيه فقال: ورُبّ ليل يحاكي أمواج البحر في توحشه ورهبته وتراكم ظلامه، أرخى عليّ ستوره السوداء مع أصناف همومه ليختبر ما عندي من الصبر لشدائد الدهر ، فقلت له – حين مدّ ظهره وازدادت أواخره طولا وثقلت أوائله -: انكشف أيها الليل عن ضياء صبح مشرق ولكني تذكرت أن الصبح ليس أحسن منك ، فالهموم مستمرة ليلًا ونهارًا، وإني أعجب من بطئك أيّها الليل الطويل فكأن نجومك قد ربطت بحبال متينة إلى جبل يذبل فهي لا تتحرك من مكانها.
يُتبع بإذن الله
يُتبع بإذن الله
تعليق