بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحْبِه أجمعِينَ ، أمَّا بعدُ : فإنَّ مـمَّا يَسوءُ كلَّ غيُورٍ على الدَّعْوةِ السَّلفيَّةِ ما يرَى منَ الضَّعْفِ اللُّغَوِيِّ البيِّنِ الَّذي اسْتَشْرَى في أبنائِها ، وما يُبْصِرُ منْ تَقَهْقُرِهمْ عنْ معرفةِ لُغةِ كتابِ ربِّهمْ وسُنَّةِ نبِيِّهمْ وآثارِ سلفِهمْ ، وهذِه الثَّلاثةُ أساسُ دعوتِهمْ ، ومبْنى منهجِهمْ ، والعربيَّةُ وِعاؤُها بِها تُتلَقَّى وبِها تُؤَدَّى .
حتَّى وقَفَتِ الدِّرايةُ بِها عندَ تسْجيلِ القَواعِدِ والفَوائِدِ في دُرُوسِ النَّحْوِ والصَّرْفِ لدى الأشْياخِ ! وذلِكَ خيرٌ لا يُنكرُ ، وفضْلٌ لا يُجْحدُ ، لكنَّ أحسنَ منْه انتفاعُكَ بِما تسْمعُ ، وظهُورُ أثرِه علَيْكَ ، وهذَا غيرُ حاصِلٍ بِالقُوَّةِ ولكنْ بالعملِ ، فإنَّكَ لنْ تَشْبعَ منْ طعامٍ ، بلْ ولنْ تشْعُرَ بطعمِه مهما وصفْتُ لكَ منْ حلاوتِه وطيبِ مذَاقِه ونَفْعِه للْبدنِ إلَّا أنْ تتناولَه بفِيكَ ، فتذُوقَه بلِسانِكَ وتَقْضِمَه بأسنانِكَ ، ثمَّ توصلَه إلى جوْفِكَ ، وكلَّ ذلِكَ حركةٌ وعملٌ تجاوزَ حدَّ السَّمعِ والرُّؤْيَةِ والشَّمِّ !
وللْحدِيثِ صِلةٌ ..
تعليق