ضابط أفعل التفضيل الممنوع من الصرف
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فإنّ مِن المسائل التي تلحق بموضوع الوصفية والوزن " أفعل التفضيل " وذلك لأنها صفات ، ومنها صور تأتي على وزن الفعل ولهذا تمنع من الصرف ، ولكن لمّا كان لهذه الصيغة وأعني بها " أفعل التفضيل " صور متعددة وليست صورة واحدة ، وكما نعلم فإنّ لأفعل التفضيل صورًا أربعًا هي :
.المحلى بأل التعريف : قال الله تعالى: ((سَبِّحْ اسمَ رَبِّكَ الأعلى))
.المضاف إلى نكرة : قال الله تعالى: ((وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ))
.المضاف إلى معرفة : قال الله تعالى :((لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ))
.أنْ يكون المفضل عليه مخفوضًا بأداة الخفض مِن ،وهو ما يهمنا من هذه الأنواع هو ما تلحقه مِن الخافضة للمفضل عليه أما بقية الأنواع فخارجة عن دائرة المنع لوجود الإضافة والتحلية "بأل التعريف " وكلاهما يخرج الاسم إلى دائرة ما تكون الكسرة علامة إعرابٍ له - احترازًا مِن قولنا: الصرف إذا كان الصرف يعني التونين وهو : صوت صرير(2) صرف الدراهم فالمعرف بأل والمضاف لاينونان "كأنيَ تنوينٌ وأنت إضافة === فأين تراني فلا تحل مكاني - ، يقول سيبويه : (اعلم أنك إنّما تركت صرف "أفعل منك" لأنّه صفة ، فإن سميت رجلًا "بأفعل " هذا بغير "منك " صرفته في النكرة وذلك نحو أحمر وأصفر وأكبر ، لأنك لا تقول هذا رجلٌ "أصفر" (1 ) ولا هذا رجل أفضل منك " وإنّما هذه صفة بــ "منك"فإن سميته "أفضل منك "لم تصرفه بحال).
ويقول ابن السراج : (وإنّ سميت رجلًا بـــ" أفضل ، وأعلم " بغير " منك" لم تصرف في المعرفة وصرفته في النكرة ، فإن سميته بـــ "أفضل منك " كله لم تصرفه على حال، لأنك تحتاج إلى أنْ تحكي ما كان عليه)
(1) " رجل أصفر " فنحن لا نضمنها التفاوت فلا نقول : رجل أصفر مِن رجل
(2) قيل الصرير : صوت الباب وما يحدثه وصوت القلم ، والنعل والأسنان ووو، وقد جمعت بين الصرف والصرير للإيحاء بجلبة المعنى وقوته عامدةً___
(3) قلتُ بالخفض بمذهب أهل الكوفة فالآجرّومية أول مرقاة في هذا الفن
__________________________
. بنت عمر
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فإنّ مِن المسائل التي تلحق بموضوع الوصفية والوزن " أفعل التفضيل " وذلك لأنها صفات ، ومنها صور تأتي على وزن الفعل ولهذا تمنع من الصرف ، ولكن لمّا كان لهذه الصيغة وأعني بها " أفعل التفضيل " صور متعددة وليست صورة واحدة ، وكما نعلم فإنّ لأفعل التفضيل صورًا أربعًا هي :
.المحلى بأل التعريف : قال الله تعالى: ((سَبِّحْ اسمَ رَبِّكَ الأعلى))
.المضاف إلى نكرة : قال الله تعالى: ((وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ))
.المضاف إلى معرفة : قال الله تعالى :((لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ))
.أنْ يكون المفضل عليه مخفوضًا بأداة الخفض مِن ،وهو ما يهمنا من هذه الأنواع هو ما تلحقه مِن الخافضة للمفضل عليه أما بقية الأنواع فخارجة عن دائرة المنع لوجود الإضافة والتحلية "بأل التعريف " وكلاهما يخرج الاسم إلى دائرة ما تكون الكسرة علامة إعرابٍ له - احترازًا مِن قولنا: الصرف إذا كان الصرف يعني التونين وهو : صوت صرير(2) صرف الدراهم فالمعرف بأل والمضاف لاينونان "كأنيَ تنوينٌ وأنت إضافة === فأين تراني فلا تحل مكاني - ، يقول سيبويه : (اعلم أنك إنّما تركت صرف "أفعل منك" لأنّه صفة ، فإن سميت رجلًا "بأفعل " هذا بغير "منك " صرفته في النكرة وذلك نحو أحمر وأصفر وأكبر ، لأنك لا تقول هذا رجلٌ "أصفر" (1 ) ولا هذا رجل أفضل منك " وإنّما هذه صفة بــ "منك"فإن سميته "أفضل منك "لم تصرفه بحال).
ويقول ابن السراج : (وإنّ سميت رجلًا بـــ" أفضل ، وأعلم " بغير " منك" لم تصرف في المعرفة وصرفته في النكرة ، فإن سميته بـــ "أفضل منك " كله لم تصرفه على حال، لأنك تحتاج إلى أنْ تحكي ما كان عليه)
(1) " رجل أصفر " فنحن لا نضمنها التفاوت فلا نقول : رجل أصفر مِن رجل
(2) قيل الصرير : صوت الباب وما يحدثه وصوت القلم ، والنعل والأسنان ووو، وقد جمعت بين الصرف والصرير للإيحاء بجلبة المعنى وقوته عامدةً___
(3) قلتُ بالخفض بمذهب أهل الكوفة فالآجرّومية أول مرقاة في هذا الفن
__________________________
. بنت عمر
تعليق