بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تسجيل صوتي لقصة المسألة المشهورة بالمسألة الزنبورية ، كما أوردها ابن هشام – رحمه الله – في كتابه ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) ، طلبه مني أحد الإخوة ، جزاه الله خيرا :
تحميل :
MP3 ( الحجم 2.6 مب )
الرابط في مدونتي :
هذا تسجيل صوتي لقصة المسألة المشهورة بالمسألة الزنبورية ، كما أوردها ابن هشام – رحمه الله – في كتابه ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) ، طلبه مني أحد الإخوة ، جزاه الله خيرا :
مسألة
قالت العرب (قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذاهو هي) وقالوا أيضا (فإذا هو إياها) وهذا هو الوجه الذى أنكره سيبويه لما سأله الكسائي، وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة، فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما، فجعل لذلك يوما، فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف، فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها، فقال له: أخطأت، ثم سأله ثانية وثالثة، وهو يجيبه، ويقول له:أخطأت، فقال [ له سيبويه ]: هذا سوء أدب، فأقبل عليه الفراء فقال له: إن في هذا الرجل حدة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال (هؤلاء أبون ومررت بأبين) كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت، فأجابه، فقال له: أعد النظر، فقال: لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائي فقال له [ الكسائي ]: تسألني أو أسألك ؟ فقال له سيبويه: سل أنت، فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه (فإذا هو هي) ولا يجوز النصب، وسأله عن أمثال ذلك نحو (خرجت فإذا عبد الله القائم، أو القائم) فقال له: كل ذلك بالرفع، فقال الكسائي: العرب ترفع كل ذلك وتنصبه، فقال يحيى: قد اختلفتما، وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما ؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك، قد سمع منهم أهل البلدين، فيحضرون ويسألون، فقال يحيى وجعفر: أنصفت، فأحضروا، فوافقوا الكسائي، فاستكان سيبويه، فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم، فخرج إلى فارس، فأقام بها حتى مات، ولم يعد إلى البصرة، فيقال: إن العرب قد أرشوا على ذلك، أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد، ويقال: إنهم قالوا: القول قول الكسائي، ولم ينطقوا بالنصب، وإن سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم تطوع به، ولقد أحسن الامام الاديب أبو الحسن حازم بن محمد الانصاري إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة والمسألة:
والعرب قد تحذف الاخبار بعد إذا * إذا عنت فجأة الامر الذى دهما
وربما نصبوا بالحال بعد إذا *وربما رفعوا من بعدها، ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما * وجه الحقيقة من إشكاله غمما
لذاك أعيت على الافهام مسألة * أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها * قدما أشد من الزنبور وقع حما
وفى الجواب عليها هل (إذا هو هي) *أو هل (إذا هو إياها) قد اختصما
وخطأ ابن زياد وابن حمزة في * ما قال فيها أبابشر، وقد ظلما
وغاظ عمرا على في حكومته * يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفجع ابن زياد كل منتحب * من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتحب *من أهله إذا غدا منه يفيض دما
وأصبحت بعده الانفاس باكية * في كل طرس كدمع سح وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم * لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة علمت * وأبرح الناس شجوا عالم هضما
قالت العرب (قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذاهو هي) وقالوا أيضا (فإذا هو إياها) وهذا هو الوجه الذى أنكره سيبويه لما سأله الكسائي، وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة، فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما، فجعل لذلك يوما، فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف، فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها، فقال له: أخطأت، ثم سأله ثانية وثالثة، وهو يجيبه، ويقول له:أخطأت، فقال [ له سيبويه ]: هذا سوء أدب، فأقبل عليه الفراء فقال له: إن في هذا الرجل حدة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال (هؤلاء أبون ومررت بأبين) كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت، فأجابه، فقال له: أعد النظر، فقال: لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائي فقال له [ الكسائي ]: تسألني أو أسألك ؟ فقال له سيبويه: سل أنت، فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه (فإذا هو هي) ولا يجوز النصب، وسأله عن أمثال ذلك نحو (خرجت فإذا عبد الله القائم، أو القائم) فقال له: كل ذلك بالرفع، فقال الكسائي: العرب ترفع كل ذلك وتنصبه، فقال يحيى: قد اختلفتما، وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما ؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك، قد سمع منهم أهل البلدين، فيحضرون ويسألون، فقال يحيى وجعفر: أنصفت، فأحضروا، فوافقوا الكسائي، فاستكان سيبويه، فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم، فخرج إلى فارس، فأقام بها حتى مات، ولم يعد إلى البصرة، فيقال: إن العرب قد أرشوا على ذلك، أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد، ويقال: إنهم قالوا: القول قول الكسائي، ولم ينطقوا بالنصب، وإن سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم تطوع به، ولقد أحسن الامام الاديب أبو الحسن حازم بن محمد الانصاري إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة والمسألة:
والعرب قد تحذف الاخبار بعد إذا * إذا عنت فجأة الامر الذى دهما
وربما نصبوا بالحال بعد إذا *وربما رفعوا من بعدها، ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما * وجه الحقيقة من إشكاله غمما
لذاك أعيت على الافهام مسألة * أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها * قدما أشد من الزنبور وقع حما
وفى الجواب عليها هل (إذا هو هي) *أو هل (إذا هو إياها) قد اختصما
وخطأ ابن زياد وابن حمزة في * ما قال فيها أبابشر، وقد ظلما
وغاظ عمرا على في حكومته * يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفجع ابن زياد كل منتحب * من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتحب *من أهله إذا غدا منه يفيض دما
وأصبحت بعده الانفاس باكية * في كل طرس كدمع سح وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم * لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة علمت * وأبرح الناس شجوا عالم هضما
MP3 ( الحجم 2.6 مب )
الرابط في مدونتي :
تعليق