إِنَّ مَنْ غَرَّهُ النِّسَاءُ بِشَيْءٍ ... بَعْدَ هِنْدٍ لَجَاهِلٌ مَغْرُورُ
حُلْوَةُ الْعَيْنِ وَالْحَدِيثِ وَمُرُّ ... كُلِّ شَيْءٍ أَجَنَّ مِنْهَا الضَّمِيرُ
كُلُّ أُنْثَى -وَإِنْ بَدَا لَكَ مِنْهَا ... آيَةُ الْحُبِّ -حُبُّهَا خَيْتَعُورُ
قصة الأبيات:
سبى زياد بن هبولة الغسّاني هند امرأة لحجر بن عمرو الكندي(آكل المرار).
وَدَنَا سَدُوسٌ (أحد أصحاب حجر بن عمرو) -يتجسس- مِنْ قُبَّةِ زِيَادٍ بِحَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهُ،
وَدَنَا زِيَادٌ مِنَ امْرَأَةِ حُجْرٍ فَقَبَّلَهَا وَدَاعَبَهَا وَقَالَ لَهَا: مَا ظَنُّكِ الْآنَ بِحُجْرٍ؟
فَقَالَتْ: مَا هُوَ ظَنٌّ وَلَكِنَّهُ يَقِينٌ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَنْ يَدَعَ طَلَبَكَ حَتَّى تُعَايِنَ الْقُصُورَ الْحُمْرَ،
يَعْنِي قُصُورَ الشَّامِ، وَكَأَنِّي بِهِ فِي فَوَارِسَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُذَمِّرُهُمْ وَيُذَمِّرُونَهُ،
وَهُوَ شَدِيدُ الْكَلَبِ تُزْبِدُ شَفَتَاهُ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَكَلَ مُرَارًا، فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ! فَإِنَّ وَرَاءَكَ طَالِبًا حَثِيثًا،
وَجَمْعًا كَثِيفًا، وَكَيْدًا مَتِينًا، وَرَأْيًا صَلِيبًا فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَا قُلْتِ هَذَا إِلَّا مِنْ عُجْبِكِ بِهِ وَحُبِّكِ لَهُ!
فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ أَحَدًا بُغْضِي لَهُ
فرجع سدوس غلى الحارث وأخبره الخبر فلحق حجر بزياد فقتله وارتجع المرأة,
وَأَخَذَ حُجْرٌ زَوْجَتَهُ هِنْدًا فَرَبَطَهَا فِي فَرَسَيْنِ ثُمَّ رَكَضَهَا حَتَّى قَطَّعَاهَا،
وَيُقَالُ: بَلْ أَحْرَقَهَا، وَقَالَ فِيهَاالأبيات السالفة ثُمَّ عَادَ إِلَى الْحِيرَةِ.
الخَيْتَعُور: ما بَقيَ من السَّرابِ من آخره حتى يَتَفَرَّقَ فلا يَلْبَث أن يضمَحِلَّ.
وخَتْعَرَتُه: اضْمِحلالُه. ويقال: بَل الخَيْتَعُور دُوَيْبة على وجْه الماء لا تَلْبَثُ في مواضِع إلاّ رَيْثَما تَطْرِف.
وكلّ شيءٍ لا يدُومُ على حالٍ ويَتَلَوَّنُ فهو خَيْتَعُور.
والخَيْتَعُور: الذي يَنْزِل من الهواءِ أبيضَ كالخُيوط أو كَنَسْج العَنْكبُوت. والدُّنيا خَيْتَعُور،
سبب تسمية حجر بآكل المرار:
عندما أخبر سدود حجرا خبر امرأته هند مع الملك الغساني جَعَلَ حُجْرٌ يَعْبَثُ بِالْمُرَارِ وَيَأْكُلُ مِنْهُ غَضَبًا وَأَسَفًا،
وَلَا يَشْعُرُ أَنَّهُ يَأْكُلُهُ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ، فَلَمَّا فَرَغَ سَدُوسٌ مِنْ حَدِيثِهِ وَجَدَ حُجْرٌ الْمُرَارَ فَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ آكِلَ الْمُرَارِ،
وَقيل: إنَّه كَانَ فِي نفر من أَصْحَابه فِي سَفَرٍ فَأَصَابَهُمْ الْجُوع، فأمّا هُوَ فَأَكَل من المُرار حَتَّى شَبِعَ ونَجا،
وأمّا أصحابُه فَلم يُطيقوا ذَلِك حَتَّى هَلَكَ أكثرُهم، ففضَل عَلَيْهِم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرار.
والمُرَار، بالضمِّ: حَمْضٌ، وَقيل: شَجَرٌ مُرٌّ من أفضلِ العُشبِ وأَضْخَمِه إِذا أَكَلَتْه الإبلُ قَلَصَتْ عَنهُ مَشافِرُها فَبَدَتْ أَسْنَانُها،واحدته مُرارة.
..........................
الكامل في التاريخ
العين للخليل
تاج العروس
منقول
حُلْوَةُ الْعَيْنِ وَالْحَدِيثِ وَمُرُّ ... كُلِّ شَيْءٍ أَجَنَّ مِنْهَا الضَّمِيرُ
كُلُّ أُنْثَى -وَإِنْ بَدَا لَكَ مِنْهَا ... آيَةُ الْحُبِّ -حُبُّهَا خَيْتَعُورُ
قصة الأبيات:
سبى زياد بن هبولة الغسّاني هند امرأة لحجر بن عمرو الكندي(آكل المرار).
وَدَنَا سَدُوسٌ (أحد أصحاب حجر بن عمرو) -يتجسس- مِنْ قُبَّةِ زِيَادٍ بِحَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهُ،
وَدَنَا زِيَادٌ مِنَ امْرَأَةِ حُجْرٍ فَقَبَّلَهَا وَدَاعَبَهَا وَقَالَ لَهَا: مَا ظَنُّكِ الْآنَ بِحُجْرٍ؟
فَقَالَتْ: مَا هُوَ ظَنٌّ وَلَكِنَّهُ يَقِينٌ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَنْ يَدَعَ طَلَبَكَ حَتَّى تُعَايِنَ الْقُصُورَ الْحُمْرَ،
يَعْنِي قُصُورَ الشَّامِ، وَكَأَنِّي بِهِ فِي فَوَارِسَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُذَمِّرُهُمْ وَيُذَمِّرُونَهُ،
وَهُوَ شَدِيدُ الْكَلَبِ تُزْبِدُ شَفَتَاهُ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَكَلَ مُرَارًا، فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ! فَإِنَّ وَرَاءَكَ طَالِبًا حَثِيثًا،
وَجَمْعًا كَثِيفًا، وَكَيْدًا مَتِينًا، وَرَأْيًا صَلِيبًا فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَا قُلْتِ هَذَا إِلَّا مِنْ عُجْبِكِ بِهِ وَحُبِّكِ لَهُ!
فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ أَحَدًا بُغْضِي لَهُ
فرجع سدوس غلى الحارث وأخبره الخبر فلحق حجر بزياد فقتله وارتجع المرأة,
وَأَخَذَ حُجْرٌ زَوْجَتَهُ هِنْدًا فَرَبَطَهَا فِي فَرَسَيْنِ ثُمَّ رَكَضَهَا حَتَّى قَطَّعَاهَا،
وَيُقَالُ: بَلْ أَحْرَقَهَا، وَقَالَ فِيهَاالأبيات السالفة ثُمَّ عَادَ إِلَى الْحِيرَةِ.
الخَيْتَعُور: ما بَقيَ من السَّرابِ من آخره حتى يَتَفَرَّقَ فلا يَلْبَث أن يضمَحِلَّ.
وخَتْعَرَتُه: اضْمِحلالُه. ويقال: بَل الخَيْتَعُور دُوَيْبة على وجْه الماء لا تَلْبَثُ في مواضِع إلاّ رَيْثَما تَطْرِف.
وكلّ شيءٍ لا يدُومُ على حالٍ ويَتَلَوَّنُ فهو خَيْتَعُور.
والخَيْتَعُور: الذي يَنْزِل من الهواءِ أبيضَ كالخُيوط أو كَنَسْج العَنْكبُوت. والدُّنيا خَيْتَعُور،
سبب تسمية حجر بآكل المرار:
عندما أخبر سدود حجرا خبر امرأته هند مع الملك الغساني جَعَلَ حُجْرٌ يَعْبَثُ بِالْمُرَارِ وَيَأْكُلُ مِنْهُ غَضَبًا وَأَسَفًا،
وَلَا يَشْعُرُ أَنَّهُ يَأْكُلُهُ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ، فَلَمَّا فَرَغَ سَدُوسٌ مِنْ حَدِيثِهِ وَجَدَ حُجْرٌ الْمُرَارَ فَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ آكِلَ الْمُرَارِ،
وَقيل: إنَّه كَانَ فِي نفر من أَصْحَابه فِي سَفَرٍ فَأَصَابَهُمْ الْجُوع، فأمّا هُوَ فَأَكَل من المُرار حَتَّى شَبِعَ ونَجا،
وأمّا أصحابُه فَلم يُطيقوا ذَلِك حَتَّى هَلَكَ أكثرُهم، ففضَل عَلَيْهِم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرار.
والمُرَار، بالضمِّ: حَمْضٌ، وَقيل: شَجَرٌ مُرٌّ من أفضلِ العُشبِ وأَضْخَمِه إِذا أَكَلَتْه الإبلُ قَلَصَتْ عَنهُ مَشافِرُها فَبَدَتْ أَسْنَانُها،واحدته مُرارة.
..........................
الكامل في التاريخ
العين للخليل
تاج العروس
منقول