خليلي عُوجَا بي لنغتنم الأجرا
وقد(ظفرت بخط الهلالي على طرة كتابه(الطريق إلى الله)مؤرخاً ب8\11\1391هجري ما نصه: (هدية من المؤلف إلى الإمام المصلح الداعي إلى الله على بصيرة سماحة الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن باز،مع أطيب التحيات).
وهذه القصيدة (لم إرها في(ديوانه)،ولعله أسقطها منه بسبب اعتراض الشيخ ابن باز على ما فيها،وقد نشرت في مجلة(الجامعة السلفية)بالهند في شعبان سنة1397هجري،وها هو نصها]من كلام الشيخ مشهور-حفظه الله- بتصرف يسير:
خليلي عُوْجَا بي لنغتنمَ الأجرا*******على آل باز إنهم بالعلى أحرى
فما منهمو إلا كريم وماجدٌ**********تراه إذا ما زرته في الندى بحرا
فعالمهم جَلَى بعلم وحكمةٍ**********وفارسهم أولى عداة الهدى قهرا
فسل عنهمُ القاموسَ والكُتبَ التي*******بعلم حديث المصطفى قد سمت قدرا
أعُمُهمو مدحاً وإني مقصرٌ*********وأختص من حاز المعالي والفخرا
أمامَ الهدى عبدَ العزيز الذي بدا*******بعلن وأخلاق أمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئته متهللاً***********ينيلك ترحيباً ويمنحك البشرى
واما قِرى الأضيافِ فهو إمامُه*******فحاتم لم يتْرك له في الورى ذكرا
حليمٌ عن الجاني إذا فاه بالخنا***********ولو شاء أرداه وجلله خُسرا
يقابل بالعفو المسيء تكرماً***********ويبدل بالحسنى مساءته غُفرا
وزهده في الدنيا لو أن ابن أدهم********رآه ارتأى فيه المشقة والعسرا
وكم رامت الدنيا تحلُ فؤاده************فأبدلها نُكراً وأوسعها هَجْرا
فقالت له:دعني بكفَك إنني**********بقلبك لم أطمع فحسبي به وَكْرا
خطيب بليغ دون أدنى تلعثم******ومن دون لحن حين يكتب أو يقرا
بعَصْرٍ يرى قُراؤه اللحنَ واجباً********عليهم ومحتوماً ولو قرأوا سطرا
بتفسير قرآنٍ وسنة أحمد****************يُعمَر اوقاتاً وينشرها دُرا
وينصر مظلوماً ويسعف طالباً**********بحاجاته ما إن يخيب مضطرا
قضى في القضا دهراً فكان شُريحَه*****بخرج أزال الظلمَ والحيفَ والقسرا
وكليةَ التشريع قد كان قُطبَها***********فأفعمها علماً فنال به شكرا
وجامعة الإسلامَ أطلع شمسها*******فَعَمَت به أنوارها السهلَ والوعرا
تيممَها الطلابُ من كل وُجْهضةٍ*******ونالوا بها علماً وكان لهم ذخرا
فمن كان منهم ذا خداع فخاسر****ومن كان منهم مخلصاً فله البشرى
ولم ار في هذا الزمان نظيره**********وىتاك شيخاص صالحاً عالماً بَرا
واصبح في الإفتا إماماً مُحَققاً***********بعلم وأخلاق بدا عَرْفُها نَشْرا
وأما بحوث العلم فهو طبيبها*******مشاكله العسرى به أُبدلت يسرا
ويعرف معروفاً وينكر منكراً********ولم يخش في الإنكار زيداً ولا عمرا
وما زال في الدعوى سراجاً منوراً****دُجَى الجهل والإشراك يدحره دحرا
بدعوته أضحت جموعٌ كثيرةٌ***********تحقق دين الحق تنصره نصرا
ألم نره في موسم الحج قائماً*********كيعسوب نحلٍ والحشودُ له تترا
وما زال في التوحيد بدر كماله*************يحققه للسامعين وللقُرا
ويثبت للرحمن كل صفاته**********على رغم جهمي يعطلها جهرا
ويعلن حرباً ليس فيه هوادة*********على أهل إلحاد ومن عبد القبرا
وما قلت هذا رغبة أو تملقاً************ولكن قلبي بالذي قلته أدرى
فيا رب مَتعْنا بطول حياته**********وحفظاً له من كل ما ساء أو ضرا
فلو كان في الدنيا أناس كمثله********بأقطار إسلام بهم تكشف الضرا
فيا أيها المَلْكُ المعظم خالٌ*********بإرشاده اعمل تحرز الفتح والنصرا
فقد خصه الرحمن باليمن والمنى*********وآتاك شخصاً صالحاً عالماً بَرا
فأنت لأهل الكفر والشرك ضيغم******تذيقهموا صاباً وتسقيهمو المُرا
فلا زلت للإسلام تنصر أهله*********وتري بأهل الكفر تريهمو كسرا
وحببك الرحمن للناس كلهم******سوى حاسد أو مشرك اضمر الكفرا
وقد ابغض الكفارُ أكرَمَ مُرسلٍ*****وإن كان خير الخلق والنعمة الكبرى
عليه صلاة الله ثم سلامه********يدومان في الدنيا وفي النشأة الأخرى
كذا الآل والصحب الأجلاء ما بكت*******مطروقةٌ ورقاءُ في دوحة خضرا
وما طاف بالبيت العتيق تقرباً*********حجيج يُرَجون المثوبة والأجرا
وما قال مشتاق وقد بان إلفه*********خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا
فيا أيها الأستاذ خذها ظعينةً**********مقنعةً شعثاء تلتمس العذرا
فقابل جفاها بالقبول وأَوْلِها**********من العفو جلباباً يكون لها سترا
المصدر:
(سبيل الرشاد في هدي خير العباد)
تقديم وتعليق وتحقيق
العلامة
مشهور بن حسن آل سلمان
حفظه المولى
الحديدي