الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فقدْ استمعْتُ لشرحِ الشيخِ العلامةِ عمرَ محمد فلاتة – رحمه الله تعالى – على إذاعة طريق السلف في شرحه لسورة العنكبوت " الشريط الرابع عشر الدقيقة 19.33إلى 21.14 ما مفاده أنّه رحمه الله فسّر (( إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) الشرك الذي هو : الظلم ، بظلمِ العبْدِ لربّهِ ،وبأنّ المشرك ظلم الله .اهـ
سبْحانَه ، تعالى عن أنْ يكون لخلقٍ مِن خلقهِ ذلكَ أبدًا وكلٌّ خَلْقه سُبْحانه، فإنَّ هذا مما لا ينْبَغي أبدًا فإنّما الظلم فُسّر بوضع الشيء في غير محله أي: إنّهم صرفوا عبادتهم التي هي محضّ حقٍ لله – سُبْحانَه - لغير الله فوضعوها في غير محلها وهم بذلكَ ظلموا أنّفسهم بأنْ عرضوها لغضب الله وعذابه، وحرموها حظها و محابها من الفوز برضا الله والجنة ،فأردت التنْبِيه على ذلك مدلّلةٌ بالآياتِ والحديث ولم استوعب ولكنْ جئتُ بالشواهد ،وتنبيهي هذا ليس تقدّمًا مني فإني أستغفر الله .
الشواهد:
قَالَ الله تعالى: ((وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))
جاء في تفسير الطبريّ :
البقرة
(وَمَا ظَلَمُونَا (يَقُولُ : وَمَا ظَلَمُونَا بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ وَمَعْصِيَتِهِمْ ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( وَمَا ظَلَمُونَا ) وَمَا وَضَعُوا فِعْلَهُمْ ذَلِكَ وَعِصْيَانَهُمْ إِيَّانَا مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْنَا وَمَنْقَصَةٍ لَنَا ، وَلَكِنَّهُمْ وَضَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْهَا وَمَنْقَصَةٍ لَهَا . كَمَا : -
999 - حَدَّثَنَا عَنِ الْمِنْجَابِ قَالَ ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ )): وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قَالَ : يَضُرُّونَ .
وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى ، عَلَى أَنَّ أَصْلَ " الظُّلْمِ " : وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ - بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ .
وَكَذَلِكَ رَبُّنَا جَلَّ ذِكْرُهُ ، لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ عَاصٍ ، وَلَا يَتَحَيَّفُ خَزَائِنَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ ، وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مُطِيعٍ ، وَلَا يَزِيدُ فِي مِلْكِهِ عَدْلُ عَادِلٍ ، بَلْ نَفْسَهُ يَظْلِمُ الظَّالِمُ ، وَحَظَّهَا يَبْخَسُ الْعَاصِيَ ، وَإِيَّاهَا يَنْفَعُ الْمُطِيعُ ، وَحَظَّهَا يُصِيبُ الْعَادِلُ .
الأعراف
((وما ظلمونا "، يقول: وما أدخلوا علينا نقصًا في ملكنا وسلطاننا بمسألتهم ما سألوا, وفعلهم ما فعلوا" ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "، أي: ينقصونها حظوظَها باستبدالهم الأدنى بالخير، والأرذل بالأفضل)) .اهـ
قال تعالى : ((وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا))
قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُم)) سورة محمد
قال ابن كثيرٍ في تفسيرها :
(يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّنْ كَفَرَ وَصَدَّ عَنْ سَبِيل اللَّه وَخَالَفَ الرَّسُول وَشَاقَّهُ وَارْتَدَّ عَنْ الْإِيمَان مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى أَنَّهُ لَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَإِنَّمَا يَضُرّ نَفْسَهُ وَيَخْسَرهَا يَوْم مَعَادهَا وَسَيُحْبِطُ اللَّه عَمَله فَلَا يُثِيبهُ عَلَى سَالِف مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَقَّبَهُ بِرِدَّتِهِ مِثْقَال بَعُوضَة مِنْ خَيْر بَلْ يُحْبِطهُ وَيَمْحَقهُ بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا أَنَّ الْحَسَنَات يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات) .
قال تعالى : (( وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ))
فسّرها الأمام الطبريّ بــ :
(ومن ينقلب على عقبيه "، يعني بذلك: ومن يرتدد منكم عن دينه ويرجع كافرًا بعد إيمانه،) " فلن يضر الله شيئًا "يقول: فلن يوهن ذلك عزة الله ولا سلطانه، ولا يدخل بذلك نقصٌ في ملكه،بل نفسه يضر بردَّته، وحظَّ نفسه ينقص بكفره" وسيجزي الله الشاكرين "، يقول: وسيثيب الله من شكره على توفيقه وهدايته إياه لدينه، بثبوته على ما جاء به محمد ﷺ إن هو مات أو قتل، واستقامته على منهاجه، وتمسكه بدينه وملته بعده.).اهـ
جاء في الحديث القدسيّ :
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال:((يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا ،.........يا عبادي إنَّكُمْ لن تبلغوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي ولن تبلغوا نفعِي فتنفعونِي ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أتقى قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما زادَ ذلك في مُلكي شيئًا ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أفْجَرِ قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما نقصَ ذلك من مُلكي شيئًا ، .........، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) مسلم
(أي : إنّ المخلوقاتِ كلّ المخلوقات وكلّ ما سوى الله سبحانه مخلوقٌ له - عزّ وجلّ – ناصيتهم بيدِ الله ،هم بحاجته فقراء إليه لا تسير حياتهم قيد أنملة ولا أقل مِن ذلك إلا بإذنه - سُبْحانَه ، فقرهم إليه عظيم مُذقع ، هم فقراء محتاجون للغَنِيِّ حاجتهم دائمة لا تنقطع ولا تتوقف ، فهو الذي يكلؤهم بالليل والنهار – سبحانه – فالضّارّ والنّافع الله وحْدَه ،فإنْ أمضى مخلوقٌ لمخلوقٍ أمرًا فلتيسير الله وتسخيره له، وليس ذلك عن أمره فهي نعمة تستحق منه الحمد لخالقه – سبحانه -أنْ يسرَه للنفعِ، وعند الكلام على الله -عزّ وجلّ – دائمًا نستحضر الآية القاعدة أنّه – سُبْحانَه (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) ، فهولاء العاجزون عن إمضاء حوائجهم والعاجزون عن دفع الضرّ عن أنفسهم لا يضرون الله شيئًا بل هم أهون وأعجز وأحقر مِن ذلك . بنت عمر )
أمّا بعدُ
فقدْ استمعْتُ لشرحِ الشيخِ العلامةِ عمرَ محمد فلاتة – رحمه الله تعالى – على إذاعة طريق السلف في شرحه لسورة العنكبوت " الشريط الرابع عشر الدقيقة 19.33إلى 21.14 ما مفاده أنّه رحمه الله فسّر (( إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) الشرك الذي هو : الظلم ، بظلمِ العبْدِ لربّهِ ،وبأنّ المشرك ظلم الله .اهـ
سبْحانَه ، تعالى عن أنْ يكون لخلقٍ مِن خلقهِ ذلكَ أبدًا وكلٌّ خَلْقه سُبْحانه، فإنَّ هذا مما لا ينْبَغي أبدًا فإنّما الظلم فُسّر بوضع الشيء في غير محله أي: إنّهم صرفوا عبادتهم التي هي محضّ حقٍ لله – سُبْحانَه - لغير الله فوضعوها في غير محلها وهم بذلكَ ظلموا أنّفسهم بأنْ عرضوها لغضب الله وعذابه، وحرموها حظها و محابها من الفوز برضا الله والجنة ،فأردت التنْبِيه على ذلك مدلّلةٌ بالآياتِ والحديث ولم استوعب ولكنْ جئتُ بالشواهد ،وتنبيهي هذا ليس تقدّمًا مني فإني أستغفر الله .
الشواهد:
قَالَ الله تعالى: ((وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))
جاء في تفسير الطبريّ :
البقرة
(وَمَا ظَلَمُونَا (يَقُولُ : وَمَا ظَلَمُونَا بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ وَمَعْصِيَتِهِمْ ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( وَمَا ظَلَمُونَا ) وَمَا وَضَعُوا فِعْلَهُمْ ذَلِكَ وَعِصْيَانَهُمْ إِيَّانَا مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْنَا وَمَنْقَصَةٍ لَنَا ، وَلَكِنَّهُمْ وَضَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْهَا وَمَنْقَصَةٍ لَهَا . كَمَا : -
999 - حَدَّثَنَا عَنِ الْمِنْجَابِ قَالَ ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ )): وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قَالَ : يَضُرُّونَ .
وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى ، عَلَى أَنَّ أَصْلَ " الظُّلْمِ " : وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ - بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ .
وَكَذَلِكَ رَبُّنَا جَلَّ ذِكْرُهُ ، لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ عَاصٍ ، وَلَا يَتَحَيَّفُ خَزَائِنَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ ، وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مُطِيعٍ ، وَلَا يَزِيدُ فِي مِلْكِهِ عَدْلُ عَادِلٍ ، بَلْ نَفْسَهُ يَظْلِمُ الظَّالِمُ ، وَحَظَّهَا يَبْخَسُ الْعَاصِيَ ، وَإِيَّاهَا يَنْفَعُ الْمُطِيعُ ، وَحَظَّهَا يُصِيبُ الْعَادِلُ .
الأعراف
((وما ظلمونا "، يقول: وما أدخلوا علينا نقصًا في ملكنا وسلطاننا بمسألتهم ما سألوا, وفعلهم ما فعلوا" ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "، أي: ينقصونها حظوظَها باستبدالهم الأدنى بالخير، والأرذل بالأفضل)) .اهـ
قال تعالى : ((وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا))
قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُم)) سورة محمد
قال ابن كثيرٍ في تفسيرها :
(يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّنْ كَفَرَ وَصَدَّ عَنْ سَبِيل اللَّه وَخَالَفَ الرَّسُول وَشَاقَّهُ وَارْتَدَّ عَنْ الْإِيمَان مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى أَنَّهُ لَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَإِنَّمَا يَضُرّ نَفْسَهُ وَيَخْسَرهَا يَوْم مَعَادهَا وَسَيُحْبِطُ اللَّه عَمَله فَلَا يُثِيبهُ عَلَى سَالِف مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَقَّبَهُ بِرِدَّتِهِ مِثْقَال بَعُوضَة مِنْ خَيْر بَلْ يُحْبِطهُ وَيَمْحَقهُ بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا أَنَّ الْحَسَنَات يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات) .
قال تعالى : (( وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ))
فسّرها الأمام الطبريّ بــ :
(ومن ينقلب على عقبيه "، يعني بذلك: ومن يرتدد منكم عن دينه ويرجع كافرًا بعد إيمانه،) " فلن يضر الله شيئًا "يقول: فلن يوهن ذلك عزة الله ولا سلطانه، ولا يدخل بذلك نقصٌ في ملكه،بل نفسه يضر بردَّته، وحظَّ نفسه ينقص بكفره" وسيجزي الله الشاكرين "، يقول: وسيثيب الله من شكره على توفيقه وهدايته إياه لدينه، بثبوته على ما جاء به محمد ﷺ إن هو مات أو قتل، واستقامته على منهاجه، وتمسكه بدينه وملته بعده.).اهـ
جاء في الحديث القدسيّ :
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال:((يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا ،.........يا عبادي إنَّكُمْ لن تبلغوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي ولن تبلغوا نفعِي فتنفعونِي ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أتقى قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما زادَ ذلك في مُلكي شيئًا ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أفْجَرِ قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما نقصَ ذلك من مُلكي شيئًا ، .........، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) مسلم
(أي : إنّ المخلوقاتِ كلّ المخلوقات وكلّ ما سوى الله سبحانه مخلوقٌ له - عزّ وجلّ – ناصيتهم بيدِ الله ،هم بحاجته فقراء إليه لا تسير حياتهم قيد أنملة ولا أقل مِن ذلك إلا بإذنه - سُبْحانَه ، فقرهم إليه عظيم مُذقع ، هم فقراء محتاجون للغَنِيِّ حاجتهم دائمة لا تنقطع ولا تتوقف ، فهو الذي يكلؤهم بالليل والنهار – سبحانه – فالضّارّ والنّافع الله وحْدَه ،فإنْ أمضى مخلوقٌ لمخلوقٍ أمرًا فلتيسير الله وتسخيره له، وليس ذلك عن أمره فهي نعمة تستحق منه الحمد لخالقه – سبحانه -أنْ يسرَه للنفعِ، وعند الكلام على الله -عزّ وجلّ – دائمًا نستحضر الآية القاعدة أنّه – سُبْحانَه (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) ، فهولاء العاجزون عن إمضاء حوائجهم والعاجزون عن دفع الضرّ عن أنفسهم لا يضرون الله شيئًا بل هم أهون وأعجز وأحقر مِن ذلك . بنت عمر )