الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على نَبِينَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَبَعْدُ :
فهذا تفريغٌ للثلاثين دقيقة الأولى من الشريط الأول " تسجيلات الدورة علمية في «أصول التفسير» للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري في إمارة "رأس الخيمة"
الشيخ الوالد عبيد الجابري ـــ حفظه الله تعالى ـــ :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ،والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ورب الطيبين وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين ـــ صلى الله عليه سلم وعلى آله وأصحابه أجمعين ـ
أما بعد:
فللّه الحمد والمنّة ، ما أظنني غريبًا على أهل هذه البلدة "إمارة رأس الخيمة " بل منّ الله عليّ بزيارة أغلب مدن الإمارات كله ـــ حرس الله هذه الدولة ــــ وجمع خواصها وعوامها على ما رضيه للعباد والبلاد من الإسلام والسُنّة ، وحفظها من كل سوءٍ ومكروه وردّ عنها وعن سائر بلاد الإسلام كل من ترصدوا السنة وأهلها الدوائر وقبل أنّ أشرع في أولِ هذه الدروس، التي أسألُ الله أنْ تكون مباركة عليّ وعليكم ، ثقيلة بها موازيننا يوم نلقى ربنا ـــ جلّ وعلا ـــ أقول :من سُنة النبيّ ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ المستفيضة إنْ لم تكنْ متواترة "البشائر لأهل القرآن " ومن تلكم البشائر التي ما من مؤمنٍ ولا مؤمنة إلا وهو يتشوفُ إليها ويطمئن بها قلبه ، فيشتدّ أزره ، وتقوى عزيمته ، ويهون عليه كل صعب في سبيل أنْ يحفظ من كتاب الله ــــ جلّ وعلا ــــ ما يرجو الله أنْ يكون حجة مقبولة له عند الله يوم القيامة وهاكم بعضها :
البشارة الأولى: قوله صلى الله عليه وسلم : ((خيرُكم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه))
خيركم مَن تعلم القرآن ،وعلمه يعني : غيره .
البشارة الثانية : "في الصحيح أنّ عمر رضي الله عنه قدم مكة فاستقبله الوالي .قال : مَن خلّفت على أهل هذا الوادي؟.
قال : فلان .
قال : أَخَلّفت عليها عبدًا يعني :" مولىً ".
قال : يا أمير المؤمنين إنّه يحفظ القرآن .
قال : قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ )) إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا ، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)) " . (1)
اللهم اجعلنا ممن رفعته بالقرآن .
البشارة الثالثة : "قوله صلى الله عليه وسلم ـــ "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقْدُمُهُ سورة البقرة ، وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" (2)، فاللهم اجعلنا جميعًا من أهلِ هذا الكتاب العظيم الذي حفظته من أنْ يأتيه الباطل من بين ومن خلفه ، واجعلنا من العاملين به ، والحافظين له ، والذين يحفظون حروفه ،ويقيمون حدوده ،وبعد هذه الكُليمة ، أدعو قارئنا فليتفضل .
القارئ أحمد بن المبارك المزروعيّ :
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه قراءة في أصول في التفسير ، للشيخ العلامة الأصولي الفقيه "محمدٍ بن صالح العثيمين ـــ رحمه الله ـــ " نقرؤه على فضيلة شيخنا ووالدنا العلامة عبيد الجابري ـــ حفظه الله ــ .
ترجمة المؤلف :فضيلة الشيخ محمدٍ بن صالح العثيمين ـــ رحمه الله ـــ اسمه محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد بن مقبل من آل مقبل من من آل زاخر الوهيبي التميمي كنيته أبو عبد الله .
مولده: ولد الشيخ ـــ رحمه الله ـــ في مدينة عنيزة – إحدى مدن القصيم- مدن بالمملكة العربية السعودية ،في يوم السابع والعشرين من رمضان لعام ألفٍ و ثلاثمائة وسبعة وأربعين من هجرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ .
نشأته :
قرأ القرآن الكريم على جده لأمه " عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم ،فتعلم الخط والكتاب ، وبعض فنون الآداب و كان الشيخ قد رزق ذكاءً وهمةً عالية ًوحرصًا على التحصيل العلمي في مزاحمته بالرُكَبِ للعلماء .
مشايخه :
استفاد الشيخ أبو عبد الله في طلبه للعلمِ من عدة شيوخ ، بعضهم في مدينة عنيزة ، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية ،ومن الشيوخ الذين درس عليهم :
1- الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
2- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
3- الشيخ محمدٍ الآمين بن محمدٍ بن مختار الجكني الشنقيطي
4- الشيخ علي بن حمد الصالحيّ
5- الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع
6- الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان
7- والشيخ عبد الرحمن آل دامغ ، ـــ رحمهم الله تعالى ـ
الشيخ الوالد عبيد الجابري : لاحظتم هنا أنّ الشيخ لم يصلْ إلى ما وصل إليه من العلم والفقه إلا حين تلقى عن أهل العلم الراسخين فيه في زمانه ، وهذه سُنّة فإنّه ما برع عالم راسخ في العلم فقيهٌ مُفَقِه ، ناصحٌ للأمة إلا حينما يتلقى على أهل العلم وهذا في الحقيقة يحتم علي الحذر من رجال يظهرون بين الفينة والفينة ، منهم من هو صغير السن ، ومنهم من لا تعرف مشايخه ،ولا يُعرف إلا عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت "أو أنواع الشبكات الأخرى كــ تويتر وغيرها ، فليس كل من رفع عقيرته وحبك العبارات ، وزخرف الأقوال ، وشقشق العبارات ، هو عالمٌ يرجع إليه ، فأنا ناصحٌ لكم أبنائي وبناتي ، إخواني وأخواتي ألا تتلقوا العلم إلا عمّن عُرفت مشايخه هذا أولًا .
وثانيًا: زكاه هولاء المشايخ في علمه وتعليمه وحسن هديه .
القارئ:
تلاميذه : لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ لأنّهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة لما يزيد على الخمسُمائة طالب في بعض الدروس على اختلافِ مستوياتهم .
آثاره العلمية :
لقد صنّف الشيخ ـــ رحمه الله ـــ آثارًا علمية في مجالاتٍ شتى من مسموعٍ أو مكتوب في العقيدة والفقه والحديث والأخلاق والسلوك والمعاملات وغيرها ، مما كان لها أثرٌ كبيرٌ في استفادة الناس منها ، سواءً على مستوى عامة الناس أو خاصتهم ومن هذه الآثار العلمية :
1- فتح ربِّ البريّةِ بتلخيصِ الحمويّةِ
2- مصطلح الحديث
3- الأصول مِن علم الأصول
4- رسالة أصولٌ في التفسير
5- القول المفيد على كتاب التوحيد
6- رسالة في الوضوء والغسْل والصلاة
7- حكم تارك الصلاة
8- مجالس رمضان
9- أحكام الأضحية والذكاة
10- المنهج لمريد العمرة والحجّ
11- تسهيل الفرائض
12- لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
13- شرح العقيدة الواسطية
14- عقيدة أهل السنة والجماعة
15- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
16- رسالة في الحجاب
17- رسالة في الصلاة والطهارة لأهل الأعذار
18- مواقيت الصلاة
19- سجود السهو في الصلاة
20- مجموعة دروس وفتاوى الحرم المكيِّ
21- وجوب زكاة الحلي
22- تفسير آية الكرسي
23- الضياء اللامع من الخطب الجوامع
24- الفتاوى النسائية
25- زاد الداعية لله
26- فتاوى الحج
27- المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين
28- مشكلات الشباب في ضوء الكتاب والسنّة
29-
30- حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة
31- الخلاف بين العلماء ، أسبابه وموقفنا من
32- تنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام
33- رسالة في المسح على الخفين
34- أصولٌ في التفسير
35- رسالة في الدماء الطبيعية للنساء
36- أسئلة مهمة
37- الإبداع في كمال الشرعِ وخطر الابتداع
38- شرح المنظومة البرهانية في علم الفرائض
39- رسالة في أحكام الميت وغسله
40- نيل الأرب من قواعد ابن رجب "لم يطبع"
41- منظومة في أصول الفقه
42- أحكام الصلاة قصر الصلاة للمتابع " لم يطبع "
43- تفسير آيات الأحكام "لم يكمل"
44- شرح عمدة الأحكام "لم يكمل "
45- الروض المربع "لم يطبع "
46- مختار من زاد المعاد
47- مختارات من الطرق الحكمية
48- مجموع وفتاوى الحرم المكي
49- فتاوى مختارة من فتاوى الصلاة
50- الربا وأقسام الناس فيه
51- العقيدة الإسلامية
52- بيوع وشراء الذهب
53- حكمة إرسال الرسل
54- الشرح المقنع على زاد المستقنع
55- المنتقى من بدائع الفوائد
56- شرح نظم الورقات
57- شرح الآجرومية
58- تفسير القرآن.
وغيرها كثير.
الشيخ الوالد عبيد الجابري ـــ حفظه الله ـــ:
أقول: قاعدة لا يستغني عنها من ينصب نفسه لتعليم الناس ، كما أنّه لا يستغنى عنها من يطلب العلم لنفسه ، وهي أنّ العالم السنيّ (صاحب السُنة) يتلقى عن أهل السُنة وينشر آثار أهل السُنّة ولا تجد عنده زخرف القول ولا يركن إلى كتب المفكرين التي مبناها على الفكر ، ولا تستند على الاستنباط من النصوص
العالم المربي الناصح المحب لأهل دينه الخير يقول لهم : قال الله قال رسوله يبث فيهم جميع ما يبث من فقه ، تفسير ، وحديث ،وغيرها يضمنها مسلك السلف الصالح فأحكام علماء السنة مستنبطة من الكتاب الكريم، ومن السنة الصحيحة، وعلى فهم السلف الصالح وهم : كل من مضى بعد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ على أثره وأساس أولئك الماضين على أثر النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ هم الصحابة ــــ رضي الله عنهم ـــــ فكلهم أهل عدالةٍ، وفقهٍ، وتقىً، وسابقةٍ في الفضل ،وإمامةٍ في الدين، وجلالةٍ في القدر ، فمن طعن في الصحابة طعن في رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ وسُنّته ، بل ينصبُ كذلك وبعد ذلك الطعن في الله عزّ وجلّ ــــ سبحانه ــــ إذ لازمُ طعنه في الصحابة أنّ الله ـــ سبحانه ـــ اختار لرسوله أصحابًا لا يصلحون له وهذا كفر باتفاق جميعِ أهلِ العلم والإيمان والدين ثم بعد هولاء الصحابة أئمة التابعين مثل : القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وسعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد بن جبر ، وغيرهم ثم من بعدهم ومنهم الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المحترمة المتبوعة : النعمان بن ثابت أبو حنيفة ـــ رحمه الله ـــ ،إمام دار الهجرة مالك بن أنس ــــ رحمه الله ــــ، الشافعي محمد بن إدريس الشافعي ــــ رحمه الله ، أحمد بن حنبل ــــ رحمه الله ــــ وآخرون لا يسعِ المقام إلى ذكرهم، ولعلي ذكرت أكثر من هذا في مجالس متعددة ، ولعل الشيخ أحمد بن مبارك حضر بعضها و الشيخ أحمد الشحيّ ،وكثيرٌ من أبنائنا ، الذين حضروا للالتقاء بنا وبكم في هذه الجلسة جعلها الله فاتحة خيرٍ وبركة .
القارئ: موته ووفاته ـــ رحمه الله تعالى:
توفي الشيخ يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال لعامِ ألفٍ وأربعمائة وواحدٍ وعشرين للهجرة ، بعد معاناة من صراعٍ مع المرض شديد والألم المرير ، حتى نزل وزنه إلى ثمانية وثلاثين كيلو ، وصارت درجة المناعة عنده صفرًا وكل من استمع إليه في رمضان هذا العام ـــ عام وفاته ــــ في الحرم يعلم ذلك ، إذ كان المرض قد تمكن منه واستلا عليه أيمّا استيلاء ، فنسأل الله عزّ وجلّ أنْ يغمده برحمته .
الشيخ الوالد : آمين .
القارئ :ويعلي درجته ومنزلته
الشيخ الوالد : آمين .
القارئ :وأن يحشره مع الصالحين والشهداء .
الشيخ الوالد : آمين ، آمين .
الشيخ الوالد :تابع
القارئ :
المقدمة
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلي الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً ، أما بعد :
فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول ، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ً، وقد قيل : من حٌرِم الأصول حرم الوصول .
ومن أجل فنون العلم ، بل هو أجلها وأشرفها ، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل وقد وضع أهل العلم له أصولاً ، كما وضعوا لعم الحديث أصولاً ، ولعلم الفقه أصولاً .
وقد كنت كتبت من هذا العلم ما تيسر لطلاب المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فطلب مني بعض الناس أن أفردها في رسالة ، ليكون ذلك أيسر وأجمع فأجبته إلى ذلك .
وأسأل الله تعالى أن ينفع بها .
ويتلخص ذلك فيما يأتي :
* القرآن الكريم :
1- متي نزل القرآن على النبي صلي الله عليه وسلم ، ومن نزل به عليه من الملائكة ؟
2- أول ما نزل من القرآن .
3- نزول القرآن على نوعين : سببي وابتدائي .
4- القرآن مكي ومدني ، وبيان الحكمة من نزوله مفرقاً . وترتيب القرآن .
5- كتابة القرآن وحفظه في عهد النبي صلي الله عليه وسلم .
6-جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما .
التفسير :
1-معني التفسير لغة واصطلاحاً ، وبيان حكمه ، والغرض منه .
2- الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
3- المرجع في التفسير إلى ما يأتي :
أ-كلام الله تعالى بحيث يفسر القرآن بالقرآن .
ب- سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ؛ لأنه مبلغ عن الله تعالى ، وهو أعلم الناس بمراد الله تعالى في كتاب الله .
ج. كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير ، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم .
د. كلام كبار التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم.
هـ . ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق ، فإن اختلف الشرعي واللغوي ، أخذ بالمعني الشرعي بدليل يرجح اللغوي .
4- أنواع الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
5- ترجمة القرآن : تعريفها – أنواعها – حكم كل نوع .
*- خمس تراجم مختصرة للمشهورين بالتفسير ثلاث للصحابة واثنتان للتابعين .
* أقسام القرآن من حيث الأحكام من المتشابه .
موقف الراسخين في العلم ، والزائغين من المتشابه .
التشابه : حقيقي ونسبي.
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه .
*- موهم التعارض من القرآن والجواب عنه وأمثلة من ذلك .
الْقَسَم :
تعريفه – أداته- فائدته
* القصص :
تعريفها – الغرض منها – الحكمة من تكرارها واختلافها في الطول والقصر والأسلوب .
* الإسرائيليات التي أقحمت في التفسير وموقف العلماء منها .
* الضمير :
تعريفه – مرجعه – الإظهار موضع الإضمار وفائدته – الالتفات وفائدته – ضمير الفصل وفائدته.
الشيخ الوالد :
هذا عرضٌ جعله الشيخ رحمه الله بين يدي الكتاب وقبل هذا العرض الذي ذكر فيه سبب التأليف وكيف بدأ وموضوعات الكتاب "مقدمة" وهذه المقدمة سلك الشيخ فيها ـــ رحمه الله ـــ سَنَنَ الماضين من أهل العلم والفقه ،وذلكم أنّها تضمنت ما يأتي :
أولًا : حمد الله ــ سبحانه وتعالى ـــ والثناء عليه .
ثانيًا : الشهادتان ، ومعنى الشهادة في اللغة :لها معنيان :
أحدهما :الحضور ومنه شهد المشاهد "شهد بدرًا وما بعدها " يعني حضرها .
وقالوا ذلك في تراجم الصحابة ـــ رضي الله عنهم ـــ " كان يشهد الصبح جماعة " يعني : يحضر .
والثاني: الإعلام ،الإخبار ومن أمثلته شهد فلان على فلان بكذا أي : أخبر وأعلن .
وأمّا معنى الشهادتين شرعًا : فهو إقرار المكلف على نفسه لله بالوحدانية ، ولنبيّه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بالرسالة، ظاهرًا وباطنًا .
والشهادتان متلازمتان (شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ) لا تنفك إحداهما عن الأخرى ، فمن حقق شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تحقق له تجريد الإخلاص لله وحده ومن حقق معنى شهادة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تحقق له تجريد المتابعة لرسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وهذان شرطان لا يقبل الله عملًا دونهما ، فلا بد من اجتماعهما ، ولهذا قال علماؤنا :
العمل إنْ فقد الإخلاص لله "كان شركًا أو رياءً ".
وإنْ فقد المتابعة لرسول الله " كان بدعة ".
وإن جمع العمل الإخلاص لله و المتابعة لرسوله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ " فهو عمل أهل السُنّة ".
وقالوا أيضًا الأعمال من حيثُ الإخلاص لله والمتابعة لرسوله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أقسامٌ أربعة :
أحدها : ما كان خالصًا لله ، صوابًا على سُنّة رسول الله .
وثانيها : ما كان خالصًا لله ،غير صوابٍ على سُنّة رسول الله .
وثالثها : ما كان صوابًا على سُنّة رسول الله ، غير خالصٍ لله .
ورابعها : ما كان غير خالصٍ لله ، غير موافقٍ على السُنّة .
وأسألكم الآن الحضور أيُ هذه الأصناف الأربعة هو أسعدُ بالقبول ؟ .
أحد الحضور أجاب :الأول .
الشيخ الوالد مستوضحًا( للتعليم ) :ما الأول ؟.
أ حد الحضور : ما كان خالصًا لله ، صوابًا على سُنّة رسول الله .
الشيخ الوالد : تمام ، لأنّه جمع الشرطين " الإخلاص لله و المتابعة لرسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ."
(1 )وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ ، فَقَالَ : مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي ؟ فَقَالَ : ابْنَ أَبْزَى ، قَالَ : وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى ؟ قَالَ : مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا ، قَالَ : فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى ، قَالَ : إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ ، قَالَ عُمَرُ : أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا ، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " . وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق ، قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ ، لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ الزُّهْرِي. مسلم
(2)
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ ، قَالَ : كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. "
__________________________________________________ __________________________________
هذا شرحٌ للشيخ الوالد- حفظه الله - على شرح العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - والذي هو شرحٌ على "مقدمة في أصول التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله .
تفريغ بنت عمر
وَبَعْدُ :
فهذا تفريغٌ للثلاثين دقيقة الأولى من الشريط الأول " تسجيلات الدورة علمية في «أصول التفسير» للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري في إمارة "رأس الخيمة"
الشيخ الوالد عبيد الجابري ـــ حفظه الله تعالى ـــ :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ،والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ورب الطيبين وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين ـــ صلى الله عليه سلم وعلى آله وأصحابه أجمعين ـ
أما بعد:
فللّه الحمد والمنّة ، ما أظنني غريبًا على أهل هذه البلدة "إمارة رأس الخيمة " بل منّ الله عليّ بزيارة أغلب مدن الإمارات كله ـــ حرس الله هذه الدولة ــــ وجمع خواصها وعوامها على ما رضيه للعباد والبلاد من الإسلام والسُنّة ، وحفظها من كل سوءٍ ومكروه وردّ عنها وعن سائر بلاد الإسلام كل من ترصدوا السنة وأهلها الدوائر وقبل أنّ أشرع في أولِ هذه الدروس، التي أسألُ الله أنْ تكون مباركة عليّ وعليكم ، ثقيلة بها موازيننا يوم نلقى ربنا ـــ جلّ وعلا ـــ أقول :من سُنة النبيّ ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ المستفيضة إنْ لم تكنْ متواترة "البشائر لأهل القرآن " ومن تلكم البشائر التي ما من مؤمنٍ ولا مؤمنة إلا وهو يتشوفُ إليها ويطمئن بها قلبه ، فيشتدّ أزره ، وتقوى عزيمته ، ويهون عليه كل صعب في سبيل أنْ يحفظ من كتاب الله ــــ جلّ وعلا ــــ ما يرجو الله أنْ يكون حجة مقبولة له عند الله يوم القيامة وهاكم بعضها :
البشارة الأولى: قوله صلى الله عليه وسلم : ((خيرُكم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه))
خيركم مَن تعلم القرآن ،وعلمه يعني : غيره .
البشارة الثانية : "في الصحيح أنّ عمر رضي الله عنه قدم مكة فاستقبله الوالي .قال : مَن خلّفت على أهل هذا الوادي؟.
قال : فلان .
قال : أَخَلّفت عليها عبدًا يعني :" مولىً ".
قال : يا أمير المؤمنين إنّه يحفظ القرآن .
قال : قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ )) إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا ، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)) " . (1)
اللهم اجعلنا ممن رفعته بالقرآن .
البشارة الثالثة : "قوله صلى الله عليه وسلم ـــ "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقْدُمُهُ سورة البقرة ، وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" (2)، فاللهم اجعلنا جميعًا من أهلِ هذا الكتاب العظيم الذي حفظته من أنْ يأتيه الباطل من بين ومن خلفه ، واجعلنا من العاملين به ، والحافظين له ، والذين يحفظون حروفه ،ويقيمون حدوده ،وبعد هذه الكُليمة ، أدعو قارئنا فليتفضل .
القارئ أحمد بن المبارك المزروعيّ :
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه قراءة في أصول في التفسير ، للشيخ العلامة الأصولي الفقيه "محمدٍ بن صالح العثيمين ـــ رحمه الله ـــ " نقرؤه على فضيلة شيخنا ووالدنا العلامة عبيد الجابري ـــ حفظه الله ــ .
ترجمة المؤلف :فضيلة الشيخ محمدٍ بن صالح العثيمين ـــ رحمه الله ـــ اسمه محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد بن مقبل من آل مقبل من من آل زاخر الوهيبي التميمي كنيته أبو عبد الله .
مولده: ولد الشيخ ـــ رحمه الله ـــ في مدينة عنيزة – إحدى مدن القصيم- مدن بالمملكة العربية السعودية ،في يوم السابع والعشرين من رمضان لعام ألفٍ و ثلاثمائة وسبعة وأربعين من هجرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ .
نشأته :
قرأ القرآن الكريم على جده لأمه " عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم ،فتعلم الخط والكتاب ، وبعض فنون الآداب و كان الشيخ قد رزق ذكاءً وهمةً عالية ًوحرصًا على التحصيل العلمي في مزاحمته بالرُكَبِ للعلماء .
مشايخه :
استفاد الشيخ أبو عبد الله في طلبه للعلمِ من عدة شيوخ ، بعضهم في مدينة عنيزة ، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية ،ومن الشيوخ الذين درس عليهم :
1- الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
2- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
3- الشيخ محمدٍ الآمين بن محمدٍ بن مختار الجكني الشنقيطي
4- الشيخ علي بن حمد الصالحيّ
5- الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع
6- الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان
7- والشيخ عبد الرحمن آل دامغ ، ـــ رحمهم الله تعالى ـ
الشيخ الوالد عبيد الجابري : لاحظتم هنا أنّ الشيخ لم يصلْ إلى ما وصل إليه من العلم والفقه إلا حين تلقى عن أهل العلم الراسخين فيه في زمانه ، وهذه سُنّة فإنّه ما برع عالم راسخ في العلم فقيهٌ مُفَقِه ، ناصحٌ للأمة إلا حينما يتلقى على أهل العلم وهذا في الحقيقة يحتم علي الحذر من رجال يظهرون بين الفينة والفينة ، منهم من هو صغير السن ، ومنهم من لا تعرف مشايخه ،ولا يُعرف إلا عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت "أو أنواع الشبكات الأخرى كــ تويتر وغيرها ، فليس كل من رفع عقيرته وحبك العبارات ، وزخرف الأقوال ، وشقشق العبارات ، هو عالمٌ يرجع إليه ، فأنا ناصحٌ لكم أبنائي وبناتي ، إخواني وأخواتي ألا تتلقوا العلم إلا عمّن عُرفت مشايخه هذا أولًا .
وثانيًا: زكاه هولاء المشايخ في علمه وتعليمه وحسن هديه .
القارئ:
تلاميذه : لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ لأنّهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة لما يزيد على الخمسُمائة طالب في بعض الدروس على اختلافِ مستوياتهم .
آثاره العلمية :
لقد صنّف الشيخ ـــ رحمه الله ـــ آثارًا علمية في مجالاتٍ شتى من مسموعٍ أو مكتوب في العقيدة والفقه والحديث والأخلاق والسلوك والمعاملات وغيرها ، مما كان لها أثرٌ كبيرٌ في استفادة الناس منها ، سواءً على مستوى عامة الناس أو خاصتهم ومن هذه الآثار العلمية :
1- فتح ربِّ البريّةِ بتلخيصِ الحمويّةِ
2- مصطلح الحديث
3- الأصول مِن علم الأصول
4- رسالة أصولٌ في التفسير
5- القول المفيد على كتاب التوحيد
6- رسالة في الوضوء والغسْل والصلاة
7- حكم تارك الصلاة
8- مجالس رمضان
9- أحكام الأضحية والذكاة
10- المنهج لمريد العمرة والحجّ
11- تسهيل الفرائض
12- لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
13- شرح العقيدة الواسطية
14- عقيدة أهل السنة والجماعة
15- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
16- رسالة في الحجاب
17- رسالة في الصلاة والطهارة لأهل الأعذار
18- مواقيت الصلاة
19- سجود السهو في الصلاة
20- مجموعة دروس وفتاوى الحرم المكيِّ
21- وجوب زكاة الحلي
22- تفسير آية الكرسي
23- الضياء اللامع من الخطب الجوامع
24- الفتاوى النسائية
25- زاد الداعية لله
26- فتاوى الحج
27- المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين
28- مشكلات الشباب في ضوء الكتاب والسنّة
29-
30- حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة
31- الخلاف بين العلماء ، أسبابه وموقفنا من
32- تنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام
33- رسالة في المسح على الخفين
34- أصولٌ في التفسير
35- رسالة في الدماء الطبيعية للنساء
36- أسئلة مهمة
37- الإبداع في كمال الشرعِ وخطر الابتداع
38- شرح المنظومة البرهانية في علم الفرائض
39- رسالة في أحكام الميت وغسله
40- نيل الأرب من قواعد ابن رجب "لم يطبع"
41- منظومة في أصول الفقه
42- أحكام الصلاة قصر الصلاة للمتابع " لم يطبع "
43- تفسير آيات الأحكام "لم يكمل"
44- شرح عمدة الأحكام "لم يكمل "
45- الروض المربع "لم يطبع "
46- مختار من زاد المعاد
47- مختارات من الطرق الحكمية
48- مجموع وفتاوى الحرم المكي
49- فتاوى مختارة من فتاوى الصلاة
50- الربا وأقسام الناس فيه
51- العقيدة الإسلامية
52- بيوع وشراء الذهب
53- حكمة إرسال الرسل
54- الشرح المقنع على زاد المستقنع
55- المنتقى من بدائع الفوائد
56- شرح نظم الورقات
57- شرح الآجرومية
58- تفسير القرآن.
وغيرها كثير.
الشيخ الوالد عبيد الجابري ـــ حفظه الله ـــ:
أقول: قاعدة لا يستغني عنها من ينصب نفسه لتعليم الناس ، كما أنّه لا يستغنى عنها من يطلب العلم لنفسه ، وهي أنّ العالم السنيّ (صاحب السُنة) يتلقى عن أهل السُنة وينشر آثار أهل السُنّة ولا تجد عنده زخرف القول ولا يركن إلى كتب المفكرين التي مبناها على الفكر ، ولا تستند على الاستنباط من النصوص
العالم المربي الناصح المحب لأهل دينه الخير يقول لهم : قال الله قال رسوله يبث فيهم جميع ما يبث من فقه ، تفسير ، وحديث ،وغيرها يضمنها مسلك السلف الصالح فأحكام علماء السنة مستنبطة من الكتاب الكريم، ومن السنة الصحيحة، وعلى فهم السلف الصالح وهم : كل من مضى بعد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ على أثره وأساس أولئك الماضين على أثر النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ هم الصحابة ــــ رضي الله عنهم ـــــ فكلهم أهل عدالةٍ، وفقهٍ، وتقىً، وسابقةٍ في الفضل ،وإمامةٍ في الدين، وجلالةٍ في القدر ، فمن طعن في الصحابة طعن في رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ وسُنّته ، بل ينصبُ كذلك وبعد ذلك الطعن في الله عزّ وجلّ ــــ سبحانه ــــ إذ لازمُ طعنه في الصحابة أنّ الله ـــ سبحانه ـــ اختار لرسوله أصحابًا لا يصلحون له وهذا كفر باتفاق جميعِ أهلِ العلم والإيمان والدين ثم بعد هولاء الصحابة أئمة التابعين مثل : القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وسعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد بن جبر ، وغيرهم ثم من بعدهم ومنهم الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المحترمة المتبوعة : النعمان بن ثابت أبو حنيفة ـــ رحمه الله ـــ ،إمام دار الهجرة مالك بن أنس ــــ رحمه الله ــــ، الشافعي محمد بن إدريس الشافعي ــــ رحمه الله ، أحمد بن حنبل ــــ رحمه الله ــــ وآخرون لا يسعِ المقام إلى ذكرهم، ولعلي ذكرت أكثر من هذا في مجالس متعددة ، ولعل الشيخ أحمد بن مبارك حضر بعضها و الشيخ أحمد الشحيّ ،وكثيرٌ من أبنائنا ، الذين حضروا للالتقاء بنا وبكم في هذه الجلسة جعلها الله فاتحة خيرٍ وبركة .
القارئ: موته ووفاته ـــ رحمه الله تعالى:
توفي الشيخ يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال لعامِ ألفٍ وأربعمائة وواحدٍ وعشرين للهجرة ، بعد معاناة من صراعٍ مع المرض شديد والألم المرير ، حتى نزل وزنه إلى ثمانية وثلاثين كيلو ، وصارت درجة المناعة عنده صفرًا وكل من استمع إليه في رمضان هذا العام ـــ عام وفاته ــــ في الحرم يعلم ذلك ، إذ كان المرض قد تمكن منه واستلا عليه أيمّا استيلاء ، فنسأل الله عزّ وجلّ أنْ يغمده برحمته .
الشيخ الوالد : آمين .
القارئ :ويعلي درجته ومنزلته
الشيخ الوالد : آمين .
القارئ :وأن يحشره مع الصالحين والشهداء .
الشيخ الوالد : آمين ، آمين .
الشيخ الوالد :تابع
القارئ :
المقدمة
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلي الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً ، أما بعد :
فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول ، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ً، وقد قيل : من حٌرِم الأصول حرم الوصول .
ومن أجل فنون العلم ، بل هو أجلها وأشرفها ، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل وقد وضع أهل العلم له أصولاً ، كما وضعوا لعم الحديث أصولاً ، ولعلم الفقه أصولاً .
وقد كنت كتبت من هذا العلم ما تيسر لطلاب المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فطلب مني بعض الناس أن أفردها في رسالة ، ليكون ذلك أيسر وأجمع فأجبته إلى ذلك .
وأسأل الله تعالى أن ينفع بها .
ويتلخص ذلك فيما يأتي :
* القرآن الكريم :
1- متي نزل القرآن على النبي صلي الله عليه وسلم ، ومن نزل به عليه من الملائكة ؟
2- أول ما نزل من القرآن .
3- نزول القرآن على نوعين : سببي وابتدائي .
4- القرآن مكي ومدني ، وبيان الحكمة من نزوله مفرقاً . وترتيب القرآن .
5- كتابة القرآن وحفظه في عهد النبي صلي الله عليه وسلم .
6-جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما .
التفسير :
1-معني التفسير لغة واصطلاحاً ، وبيان حكمه ، والغرض منه .
2- الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
3- المرجع في التفسير إلى ما يأتي :
أ-كلام الله تعالى بحيث يفسر القرآن بالقرآن .
ب- سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ؛ لأنه مبلغ عن الله تعالى ، وهو أعلم الناس بمراد الله تعالى في كتاب الله .
ج. كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير ، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم .
د. كلام كبار التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم.
هـ . ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق ، فإن اختلف الشرعي واللغوي ، أخذ بالمعني الشرعي بدليل يرجح اللغوي .
4- أنواع الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
5- ترجمة القرآن : تعريفها – أنواعها – حكم كل نوع .
*- خمس تراجم مختصرة للمشهورين بالتفسير ثلاث للصحابة واثنتان للتابعين .
* أقسام القرآن من حيث الأحكام من المتشابه .
موقف الراسخين في العلم ، والزائغين من المتشابه .
التشابه : حقيقي ونسبي.
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه .
*- موهم التعارض من القرآن والجواب عنه وأمثلة من ذلك .
الْقَسَم :
تعريفه – أداته- فائدته
* القصص :
تعريفها – الغرض منها – الحكمة من تكرارها واختلافها في الطول والقصر والأسلوب .
* الإسرائيليات التي أقحمت في التفسير وموقف العلماء منها .
* الضمير :
تعريفه – مرجعه – الإظهار موضع الإضمار وفائدته – الالتفات وفائدته – ضمير الفصل وفائدته.
الشيخ الوالد :
هذا عرضٌ جعله الشيخ رحمه الله بين يدي الكتاب وقبل هذا العرض الذي ذكر فيه سبب التأليف وكيف بدأ وموضوعات الكتاب "مقدمة" وهذه المقدمة سلك الشيخ فيها ـــ رحمه الله ـــ سَنَنَ الماضين من أهل العلم والفقه ،وذلكم أنّها تضمنت ما يأتي :
أولًا : حمد الله ــ سبحانه وتعالى ـــ والثناء عليه .
ثانيًا : الشهادتان ، ومعنى الشهادة في اللغة :لها معنيان :
أحدهما :الحضور ومنه شهد المشاهد "شهد بدرًا وما بعدها " يعني حضرها .
وقالوا ذلك في تراجم الصحابة ـــ رضي الله عنهم ـــ " كان يشهد الصبح جماعة " يعني : يحضر .
والثاني: الإعلام ،الإخبار ومن أمثلته شهد فلان على فلان بكذا أي : أخبر وأعلن .
وأمّا معنى الشهادتين شرعًا : فهو إقرار المكلف على نفسه لله بالوحدانية ، ولنبيّه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بالرسالة، ظاهرًا وباطنًا .
والشهادتان متلازمتان (شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ) لا تنفك إحداهما عن الأخرى ، فمن حقق شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تحقق له تجريد الإخلاص لله وحده ومن حقق معنى شهادة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تحقق له تجريد المتابعة لرسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وهذان شرطان لا يقبل الله عملًا دونهما ، فلا بد من اجتماعهما ، ولهذا قال علماؤنا :
العمل إنْ فقد الإخلاص لله "كان شركًا أو رياءً ".
وإنْ فقد المتابعة لرسول الله " كان بدعة ".
وإن جمع العمل الإخلاص لله و المتابعة لرسوله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ " فهو عمل أهل السُنّة ".
وقالوا أيضًا الأعمال من حيثُ الإخلاص لله والمتابعة لرسوله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أقسامٌ أربعة :
أحدها : ما كان خالصًا لله ، صوابًا على سُنّة رسول الله .
وثانيها : ما كان خالصًا لله ،غير صوابٍ على سُنّة رسول الله .
وثالثها : ما كان صوابًا على سُنّة رسول الله ، غير خالصٍ لله .
ورابعها : ما كان غير خالصٍ لله ، غير موافقٍ على السُنّة .
وأسألكم الآن الحضور أيُ هذه الأصناف الأربعة هو أسعدُ بالقبول ؟ .
أحد الحضور أجاب :الأول .
الشيخ الوالد مستوضحًا( للتعليم ) :ما الأول ؟.
أ حد الحضور : ما كان خالصًا لله ، صوابًا على سُنّة رسول الله .
الشيخ الوالد : تمام ، لأنّه جمع الشرطين " الإخلاص لله و المتابعة لرسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ."
(1 )وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ ، فَقَالَ : مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي ؟ فَقَالَ : ابْنَ أَبْزَى ، قَالَ : وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى ؟ قَالَ : مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا ، قَالَ : فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى ، قَالَ : إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ ، قَالَ عُمَرُ : أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا ، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " . وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق ، قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ ، لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ الزُّهْرِي. مسلم
(2)
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ ، قَالَ : كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. "
__________________________________________________ __________________________________
هذا شرحٌ للشيخ الوالد- حفظه الله - على شرح العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - والذي هو شرحٌ على "مقدمة في أصول التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله .
تفريغ بنت عمر