بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد :
فأسعد وأتشرف أن أقدم لإخواني الفضلاء هذا العمل المتواضع ألا وهو : الجزء الأول من تفريغشرح أصول في التفسير للعلامة الإمام محمد العثيمين - رحمه الله -بشرح فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري - حفظه الله - .
فأسعد وأتشرف أن أقدم لإخواني الفضلاء هذا العمل المتواضع ألا وهو : الجزء الأول من تفريغشرح أصول في التفسير للعلامة الإمام محمد العثيمين - رحمه الله -بشرح فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري - حفظه الله - .
وقد بدأت بتفريغه منذ حوالي شهر ونصف والآن أنا في أكملت تفريغ تسعة أشرطة .
وقد آثرت بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك أن أتحف إخواني بالجزء الأول عسى أن يكون عونا لكم إخواني على تدبر كتاب الله وفهم معانيه .
وفي انتظار إكمال التفريغ أزف لإخواني هذا الجزء ، آملا منكم ألا تنسوني من صالح دعائكم لي ولوالدي بالتوفيق والسداد والإخلاص والخلاص من نار جهنم .
وإن شاء الله ريثما أكمل التفريغ وأضع عليه اللمسات الأخيرةسأرسله لفضيلة الشيخ سعد الشثري كي يطالعه ويأذن بطبعه .
وهذا رابط الشرح صوتيا
******
ملاحظة وتنبيه :
-قد أكون كتبت بعض الكلمات على غير ما هي عليه في الشريط المسموع ، وذلك لخطأ مني في السمع ، فمن وجد ذلك فيراسلني فالخطأ وارد ، وله من جزيل الشكر والدعاء .
- إن أراد بعض الإخوة مساعدتي في التفريغ فليراسلني ، لأن العمل بمفردي يضعف همة المواصلة .
- اعتمدت على نسخة على الشابكة على الوورد ، ولم التزم بقراءة الطالب على الشيخ .
وهذا رابط الشرح صوتيا
******
ملاحظة وتنبيه :
-قد أكون كتبت بعض الكلمات على غير ما هي عليه في الشريط المسموع ، وذلك لخطأ مني في السمع ، فمن وجد ذلك فيراسلني فالخطأ وارد ، وله من جزيل الشكر والدعاء .
- إن أراد بعض الإخوة مساعدتي في التفريغ فليراسلني ، لأن العمل بمفردي يضعف همة المواصلة .
- اعتمدت على نسخة على الشابكة على الوورد ، ولم التزم بقراءة الطالب على الشيخ .
*******************
....
وبعد :
فإن المؤمن يعلم أن الله جل وعلا قد أنعم على البشر قاطبة نعمة عظيمة بإنزال هذا الكتاب القرآن الكريم الذي اشتمل على كل ما ينفع الناس وما تحصل به مصالحهم ، فإن هذه الشريعة المباركة جلبت الخير والمصلحة للناس جميعا ، قال تعالى : -(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)- [الأنبياء/107] .
وهذا الكتاب شامل عام ، ما من قضية إلا وفي كتاب الله بيان المنهج الحق فيها وتعريف بالصواب فيها قال تعالى : -(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ )- [النحل/89] وهذا الكتاب هو كلام رب العزة والجلال ، العرف بأحوال الناس ، ومن هنا فهذا الكتاب رباني لا يقبل تعديلا ولا يقبل تغييرا ولا تحريفا ، بل إن الله جل وعلا بفضله قد حماه من ان تناله أيدي العابثين كما قال سبحانه : -(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)- [الحجر/9] .
ثم هذا الكتاب الوارد من رب العزة والجلال هو كلام الله ، تكلم به حقيقة على ما سيأتي في مباحثه ، وهو كتاب مبارك تحصل البركة بقرائته وبتدبر معانيه وبالعمل به وبحفظه قال تعالى : -(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ )- [ص/29]وقال : -(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)- [الأنعام/155].
وهذا الكتاب يحصل لأصحابه المجد والمكانة العالية كما قال جل وعلا : -(ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ)- [ق/1] ، وهذا الكتاب له تأثير على النفوس متى تمعنت فيه ، فهو يغير حال العبد من طريقة إلى طريقة ، يغيرها من حال الضلالة وحال المعصية وحال السوء والشر إلى حال الهداية والخير والاستقامة .
فإذا كان هذا الكتاب يؤثر على الصخر فكيف لا يؤثر في القلوب قال تعالى : -(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )- [الحشر/21] .
وكم وجدنا للقرآن من تأثير في النفوس عند حضور القلوب واستماع الآذان وتفكر العقول في آيات هذا الكتاب قال تعالى : -(فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)- [التوبة/124].
وهذا الكتاب فيه الهداية والرحمة كما قال تعالى : -(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)- [النحل/89]
وهذا الكتاب من خاصيته أنه مصدق بالكتب السابقة جميعا ، الكتب السماوية التي أُنزلت على الأنبياء السابقين -(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ )- [المائدة/48] ، ومن هنا فهذا الكتاب ناسخ لما قبله من الكتب والشرائع .
ومن خاصية هذا الكتاب أنه عربي اللسان ، والغة العربية واسعة وألفاظها كثيرة ومعانيها متعددة ، ولها أساليب لا يجدها الإنسان في لغات الناس ، وكما قال جل وعلا : -(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)- [يوسف/2].
ومن هنا حسُنَ بنا ان نتوجه إلى هذا الكتاب العظيم لتدبر معانيه وأخذ العِظَة والعبرة منه فإن الله قد دعانا لذلك فقال سبحانه : -(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)- [ص/29] ، وكما قال جل وعلا : -(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)- [محمد/24] ، -(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)- [النساء/82] ، وهذا الكتاب له مميزات عديدة تجعلنا نطالعه ونتدبر المعاني العظيمة التي اشتمل عليها هذا الكتاب ، ومن هنا حرِص علماء الشريعة على تعريف الناس بمعاني كتاب الله عزوجل فأُلِّفت المؤلفات العديدة في تفسير القرآن من القرون الأولى ولا زال الناس يؤلفون مؤلفات في تفسير القرآن تغترف شيئا من معاني هذا الكتاب وتوضحها ولا زال فيه معانٍ جديدة لم ينبه إليها مما يدل على حاجة هذا الكتاب إلى الجهود التي تفسره وتوضح معناه .
وقد حرص علماء الشريعة على وضع قواعد لتفسير كتاب الله جل وعلا يسير المفسرون عليها ليكون تفسير كتاب الله منضبطا بأصول وقواعد صحيحة توصل إلى مراد الله عزوجل ، فإن من أشنع ما يكون أن يفسر المرئ كلام الله بغير مراد الله فإن هذا من القول على الله بلا علم وقد عاب الله على الذين يكذبون عليه فقال سبحانه : -(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )- [الأنعام/21] أي لا يوجد أحد أظلم ممن كذب على الله ومن انواع الكذب على الله تفسير كلام بغير مراد الله ، وقال تعالى : -(وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى)- [طه/61] ، وقال جل وعلا : -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)- [البقرة/168-169] .
وقد حرص علماء الشريعة على كتابة قواعد التفسير ، وكانوا في الأزمنة الأولى يكتفون بما يذكر في علم الأصول ، فإن علم الأصول قد اشتمل على قواعد عديدة يتمكن المفسر بها من تفسير كلام الله عزوجل ؛ فهناك قواعد متعلقة بكيفية التفسير وأنواع القراءات وحكم كلٍ منها ، وبيان المحكم من المتشابه وبيان الناسخ من المنسوخ وفيها أيضا قواعد متعلقة بدلالات الأفاظ كالأمر والنهي وأنواع الكلام والإطلاق والتقييد والإجمال والبيان وأنواع المفاهيم والدلالات من مثل : دلالة الإشارة ودلالة التنبيه ودلالة الاقتضاء ومفاهيم الموافقة والمخالفة والصفة والشرط والعدد إلى غير ذلك من أنواع القواعد الأصولية التي يمكن استثمارها في تفسير كلام الله عزوجل .
ودراسة هذه القواعد لها ثمرات عظيمة يحصلها الإنسان ، ما هي الثمرات التي تجنيها من دراسة أصول التفسير ؟
هناك ثمرات كثيرة منها :
* تمكن الإنسان من فهم كلام الله عزوجل على مراده ، فعندما نتأمل ونتدبر القرآن على مقتضى هذه القواعد نكون قد فهمنا القرآن فهما صحيحا ، وأما إذا كان الإنسان ينظر إلى الآيات القرآنية بدون أن يكون عنده قواعد فإنه سينزل كلام الله على غير مراده .
* والفائدة الثانية أن يكون عندنا القدرة على الحكم على تفاسير العلماء صحة وضعفا ، فنعرف هل هذا التفسير لكتاب الله ولكلام الله تفسير صحيح أو فيه ما فيه.
* والأمر الثالث : أن يكون لدى المرئ بدراسة أصول التفسير القدرة على الترجيح بين أقوال المفسرين ، فإن المفسرين اختلفوا في تفسير كلام الله ، وقد يكون اختلافهم من اختلاف التنوع فيكون الجميع صحيحا ، وقد يكون اختلافهم من اختلاف التضاد فحينئذ أحد الأقوال هو الصحيح وما عداه فإنه باطل .
وكيف يتمكن الإنسان من الترجيح بين أقوالهم ؟ بواسطة هذه القواعد والأصول التي ندرسها في هذا العلم .
ولعلنا نقرأ مقدمة المؤلف رحمه الله تعالى في هذا اليوم ونكتفي بقراءة المقدمة ، نعم .
***********
يتبع إن شاء الله تعالى .
تعليق