آداب التلاوة
1 ـ إخلاص النية لله تعالى فيها، لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة ، وقد قال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل، من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أحمد.
ومعنى "يتعجلونه": يطلبون به أجر الدنيا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل، من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أحمد.
ومعنى "يتعجلونه": يطلبون به أجر الدنيا.
2 ـ أن يقرأ بقلب حاضر، يتدبر ما يقرأ، ويتفهم معانيه، ويخشع عند ذلك قلبه، ويستحضر بأن الله يخاطبه في هذا القرآن، لأن القرآن كلام الله عز وجل.
3 ـ أن يقرأ على طهارة، لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل، ولا يقرأ القرآن وهو جنب حتى يغتسل إن قدر على الماء، أو يتيمم إن كان عاجزاً عن استعمال الماء لمرض أو عدمٍ، وللجنب أن يذكر الله ويدعوه بما يوافق القرآن إذا لم يقصد القرآن، مثل أن يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، أو يقول: "ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".
4 ـ أن لا يقرأ القرآن في الأماكن المستقذرة، أو في مجمع لا ينصت فيه لقراءته، لأن قراءته في مثل ذلك إهانة له، ولا يجوز أن يقرأ القرآن الكريم في بيت الخلاء ونحوه مما أعد للتبوّل أو التغوّط، لأنه لا يليق بالقرآن الكريم.
6 ـ أن يحسن صوته بالقرآن ويترنم به، لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله لشيء" أي: ما استمع لشيء، "كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن بجهر به".
وفيهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه صلى الله عليه وسلم".
لكن إن كان حول القارئ أحد يتأذّى بجهره في قراءته، كالنائم والمصلي ونحوهما، فإنه لا يجهر جهراً يشوش عليه أو يؤذيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن" رواه مالك في الموطأ، قال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح.
7 ـ أن يرتل القرآن ترتيلاً، لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}، فيقرأه بتمهّل بدون سرعة، لأن ذلك أعون على تدبر معانيه، وتقويم حروفه وألفاظه.
وفي صحيح البخاري: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كانت مداً. ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم".
وسئلت أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان يقطع قراءته آية آية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين" رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة". ولا بأسبالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ، بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ما لا يصح إدغامه، فإن كان فيها إخلال باللفظ فهي حرام.لأنها تغيير للقرآن.
8 ـ أن يسجد إذا مر بآية سجدة وهو على وضوء في أي وقت كان من ليل أو نهار، فيكبر للسجود ويقول: سبحان ربي الأعلى، ويدعو، ثم يرفع من السجود بدون تكبير ولا سلام لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم،
إلا أن يكون السجود في أثناء الصلاة، فإنه يكبر إذا سجد وإذا أقام، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أنه كان يكبر في الصلاة كلما خفض ورفع، ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك" رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع وخفض وقيام وقعود" رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه.
وهذا يعم سجود الصلاة، وسجود التلاوة في الصلاة
مجالس رمضان للشيخ العثيمين