السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اتخاذ آيات من القرآن شعارًا ودعاية لمآرب معينة (1)
مع تطور وسائل الدعاية والإعلان في هذا العصر، صار كل إنسان يحب أن تظهر له دعاية وإعلان يميزه، فلبلاغة القرآن الكريم صار كثير من الناس يتخذ له دعاية من القرآن، أو إعلانًا من القرآن، أحب أن أذكر بعض الكلمات منها، ليعلق عليها شيخنا حفظه الله، فالخياط مثلًا يرسم المقص ثم يجعل آية: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾; [الإسراء:12] كناية عن أنه يفصل الملابس، والحلاق يكتب على اللوحة أو على الإعلان: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ﴾; [الغاشية:8]، كناية عن تنعيم العارضين بعد حلقهما، ويجعلون قول الله عز وجل: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى﴾; [الأنفال:17] مزخرفة على صورة دبابة، ويجعلون قول الله عز وجل: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾; [الأنعام:164] على شكل موقد، ويجعلون قول الله عز وجل: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾; [طه:17] على شكل ثعبان، ويجعلون لفظ: (لا إله إلا الله) على شكل مفتاح كناية عن أنه مفتاح الجنة.
والسؤال هو: هل يجوز هذا، وهل يدخل تحت الاستهزاء أم لا؟
الإجابة:
الإجابة:
قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا * وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا﴾; [الإسراء:12-13] هذه الآية كقوله سبحانه: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾; [الزلزلة:7-8]، وكقوله سبحانه: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾; [الأنبياء:47]، ومثلها قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾; [الكهف:49].
وقوله: (فصلناه تفصيلًا) أي: أن الله أحصى كل شيء عددًا، وعلم كل حركات الإنسان وسكناته وبين ذلك، فقال عز من قائل: ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾; [محمد:19]. وقال تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾; [المجادلة:7].
أما الصنيع المذكور فينافي تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، وفيه جعل الأدلة فيما لا يليق جعلها فيه .. وعلى المسلم أن يتقي الله من هذا التلاعب بكتاب الله عز وجل، وهذا دليل ضعف التقوى في القلوب قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾; [الحج:32].
وقوله: (فصلناه تفصيلًا) أي: أن الله أحصى كل شيء عددًا، وعلم كل حركات الإنسان وسكناته وبين ذلك، فقال عز من قائل: ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾; [محمد:19]. وقال تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾; [المجادلة:7].
أما الصنيع المذكور فينافي تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، وفيه جعل الأدلة فيما لا يليق جعلها فيه .. وعلى المسلم أن يتقي الله من هذا التلاعب بكتاب الله عز وجل، وهذا دليل ضعف التقوى في القلوب قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾; [الحج:32].
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسئلة من وصاب العالي
(1) أسئلة من وصاب العالي
من مجموع فتاوى فضيلة الشيخ
يحيى بن على الحجورى
يحيى بن على الحجورى