تَقييداتٌ في إِعجَازِ القُرآنِ
بقَـلم
الدّكتُور محمَّد بن عَبْدالرّحمن أبو سَيْف الشظيفي
الدّكتُور محمَّد بن عَبْدالرّحمن أبو سَيْف الشظيفي
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
***
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله وحده لا شريك له, نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأصلى على النبي محمد وأسلم تسليماً كثيراً .أما بعد :
فإنني كنت بتوفيق من الله قد قيدت تقييدات في إعجاز القرآن, في معناه وفي دلالته وفي أنواعه .
فجمعتها في هذه المطبوعة وقدمت عليها تمهيداً في بيان الأولى من التسميات للمعجزة .
وترجمت لها بـ: "تقييدات في إعجاز القرآن" وأتقدم بها للقراء رجاء تعدية نفعٍ مظنون إليهم, محتسباً عند الله الأجر.
والله ولي التوفيق لاشريك له, وله الحمد أولاً وآخراً لاشريك له.
فإنني كنت بتوفيق من الله قد قيدت تقييدات في إعجاز القرآن, في معناه وفي دلالته وفي أنواعه .
فجمعتها في هذه المطبوعة وقدمت عليها تمهيداً في بيان الأولى من التسميات للمعجزة .
وترجمت لها بـ: "تقييدات في إعجاز القرآن" وأتقدم بها للقراء رجاء تعدية نفعٍ مظنون إليهم, محتسباً عند الله الأجر.
والله ولي التوفيق لاشريك له, وله الحمد أولاً وآخراً لاشريك له.
محمد عبدالرحمن أبو سيف الشظيفي
تمهيد
إن الأولى في تسمية ما أجراه الله لأنبيائه من الخوارق أن تسمى: آيات, أو بينات أو براهين, وذلك أجدر بها من تسميتها: معجزات, لوجوه:
الأول: أن لفظ "المعجزة" لم يرد في الكتاب ولا في السنة (1) , وإنما فيهما تسمية الخارق الذي يجري لنبي من الأنبياء آية أو بينة أو برهاناً, قال سبحانه: { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } (2) , وقال نبي الله صالح عليه السلام لقومه فيما حكاه الله عنه في كتابه: { قد جئتكم ببينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية } (3) وقال سبحانه: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات } (4) وقال سبحانه: { فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه } (5) .
الثاني: أن لفظ "آية" و "البينة" و "البرهان" في تسمية خوارق الأنبياء أدل على مقصودها من تسميتها معجزة, ولذلك اختصت بها هذه الألفاظ فلا تقع على غيرها, إذ حدها حد الدليل على صدق النبي, ولم تقم لمجرد الإعجاز. أما لفظ المعجزة فإنه وإن كان من بعض صفات آيات الأنبياء وشرط فيها وهو من لوازمها إلا ان العجز عن معارضتها غير مقصود لذاته وليس هو بمراد الله من إيتائه الآيات اأنبيائه بل المراد كونها دليلاً على ثبوت النبوة وبرهاناً لها وآية عليها (6) , كما سيأتي إيضاحه عند الكلام على معنى الإعجاز المقصود في آيات الأنبياء ودلالاته.
الثالث: أن عرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل وغيره جرى على تسميتها آيات (7) .
وقد جرى عرف من صنف في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم على تسمية مصنفاتهم فيها باسم " دلائل النبوة " ولم يسموها معجزات , ومن ذلك :
- دلائل النبوة لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ ( 8 ).
- دلائل النبوة لابن أبي الدنيا المتوفى سنة 281 هـ (9).
- دلائل النبوة لإبراهيم بن إسحاق الحربي المتوفى سنة 285 هـ (10).
- دلائل النبوة لأبي بكر الفريابي المتوفى سنة 301 هـ (11).
- دلائل النبوة لإبراهيم بن حماد المتوفى سنة 323 هـ (12).
- دلائل النبوة للنقاش المتوفى سنة 351 هـ (13).
- دلائل النبوة للطبراني المتوفى سنة 360 هـ (14).
- دلائل النبوة للقفال الكبير المتوفى سنة 365 هـ (15).
- دلائل النبوة لابن شاهين المتوفى سنة 385 هـ (16).
- دلائل النبوة للخركوشي المتوفى سنة 407 هـ (17).
- دلائل النبوة لأبي نعيم المتوفى سنة 430 هـ ( 18 ).
- دلائل النبوة للمستغفري المتوفى سنة 432 هـ (19).
- دلائل النبوة لأبي ذر الهروي – أحد رواة صحيح البخاري – المتوفى سنة 435 هـ (20).
- دلائل النبوة للبيهقي المتوفى سنة 458 هـ (21).
- دلائل النبوة لابن دلهاث المتوفى سنة 478 هـ (22).
- دلائل النبوة لقوام السنة التميمي المتوفى سنة 535 هـ ( 23 ) .
- دلائل النبوة لأبي بكر محمد بن حسن المعري المتوفى سنة 851 هـ (24).
وقد جرى عرف من صنف في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم على تسمية مصنفاتهم فيها باسم " دلائل النبوة " ولم يسموها معجزات , ومن ذلك :
- دلائل النبوة لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ ( 8 ).
- دلائل النبوة لابن أبي الدنيا المتوفى سنة 281 هـ (9).
- دلائل النبوة لإبراهيم بن إسحاق الحربي المتوفى سنة 285 هـ (10).
- دلائل النبوة لأبي بكر الفريابي المتوفى سنة 301 هـ (11).
- دلائل النبوة لإبراهيم بن حماد المتوفى سنة 323 هـ (12).
- دلائل النبوة للنقاش المتوفى سنة 351 هـ (13).
- دلائل النبوة للطبراني المتوفى سنة 360 هـ (14).
- دلائل النبوة للقفال الكبير المتوفى سنة 365 هـ (15).
- دلائل النبوة لابن شاهين المتوفى سنة 385 هـ (16).
- دلائل النبوة للخركوشي المتوفى سنة 407 هـ (17).
- دلائل النبوة لأبي نعيم المتوفى سنة 430 هـ ( 18 ).
- دلائل النبوة للمستغفري المتوفى سنة 432 هـ (19).
- دلائل النبوة لأبي ذر الهروي – أحد رواة صحيح البخاري – المتوفى سنة 435 هـ (20).
- دلائل النبوة للبيهقي المتوفى سنة 458 هـ (21).
- دلائل النبوة لابن دلهاث المتوفى سنة 478 هـ (22).
- دلائل النبوة لقوام السنة التميمي المتوفى سنة 535 هـ ( 23 ) .
- دلائل النبوة لأبي بكر محمد بن حسن المعري المتوفى سنة 851 هـ (24).
وربما سموا تصانيفهم في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم بـ " أعلام النبوة " ومنه :
- أعلام النبوة لأبي داود السجستاني المتوفى سنة 275 هـ (25).
- أعلام النبوة لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ (26).
- أعلام النبوة لابن أبي الدنيا (27).
- أعلام النبوة لابن فطيس المتوفى سنة 402 هـ ( 28 ).
- أعلام النبوة للماوردي المتوفى سنة 450 هـ (29).
- أعلام النبوة للبكري المتوفى سنة 478 هـ (30).
- أعلام النبوة لابن ظفر المتوفى سنة 565 هـ (31).
- أعلام النبوة لأبي داود السجستاني المتوفى سنة 275 هـ (25).
- أعلام النبوة لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ (26).
- أعلام النبوة لابن أبي الدنيا (27).
- أعلام النبوة لابن فطيس المتوفى سنة 402 هـ ( 28 ).
- أعلام النبوة للماوردي المتوفى سنة 450 هـ (29).
- أعلام النبوة للبكري المتوفى سنة 478 هـ (30).
- أعلام النبوة لابن ظفر المتوفى سنة 565 هـ (31).
وإطلاق لفظ " المعجزة " و " الإعجاز " في ذكر آيات الأنبياء كان معروفاً في أواخر القرن الثالث وكان ربما يقرن بلفظ الدلائل ولفظ الأعلام ,ومن هذا تسمية أبي عوانة الاسفرائيني المتوفى سنة 316 هـ كتاباً له في دلائل النبوة باسم : "دلائل الإعجاز" (32) , وذكر أبو الحسن الأشعري المتوفى سنة 324هـ مما اختلف فيه المتكلمون اختلافهم في ظهور الأعلام المعجزات على غير الأنبياء جائز أم لا (33).
وكان لفظ المعجزة يطلق على كل خارق سواء ظهر لنبي أو لولي غير نبي, لا فرق في ذلك عندهم ويدل عليه قول الأشعري رحمه الله في كتابه مقالات الإسلاميين: " واختلفوا هل يجوز أن تظهر الأعلام على غير الأنبياء, فقال قائلون : لا تجوز أن تظهر الأعلام المعجزات على غير الأنبياء "إلى أن قال:" وقال قائلون: جائز أن تظهر المعجزات على الصالحين الذين لا يدعون النبوة " (34).
ولكن استقر الاصطلاح عن المتأخرين على قصر اسم "المعجزة" على خارق النبي, وسموا خارق الولي "كرامة" (35).
------------------
(1) انظر الجواب الصحيح لابن تيمية 4/67-70, والمواهب اللدينة 1/348.
(2) الرعد 38 وغافر 78.
(3) الأعراف 73.
(4) الحديد 25.
(5) القصص 32.
(6) انظر: النبوات 287و289و310.
(7) قاله ابن تيمية . انظر الفتاوى 11/311.
( 8 ) ذكره ابن النديم في الفهرست 116 وصاحب كشف الظنون 1/760 .
(9) ذكره الذهبي في السير 13/402.
(10) ذكره ابن أبي يعلى في الطبقات 1/86.
(11) وهو مطبوع .
(12) ذكره ابن النديم في الفهرست 282 وصاحب ايضاح المكنون 1/477.
(13) ذكره الذهبي في السير 15/574.
(14) ذكره الذهبي في السير 16/128.
(15) ذكره الذهبي في السير 16/284.
(16) ذكره في الرسالة المستطرفة ص78.
(17) ذكره الذهبي في السير 17/256.
( 18 ) وهو مطبوع.
(19)ذكره الذهبي في السير 17/564 , وانظر : كشف الظنون 1/760.
(20) ذكره في السير 17/560.
(21) وهو مطبوع.
(22) ذكره في السير 18/568 وسماه صاحب إيضاح المكنون 1/104: "أعلام النبوة".
(23) وهو مطبوع.
(24) ذكره في كشف الظنون 1/760.
(25) ذكره في الرسلة المستطرفة 79 وسماه في كشف الظنون 1/760: " دلائل النبوة" وقال: "ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب".
(26) ذكره الذهبي في السير 13/397 وسماه صاحب الفهرست ص116: "دلائل النبوة" وكذا في كشف الظنون 1/760.
(27) ذكره الذهبي في السير 13/401 وأفرده عن دلائل النبوة ولعله هو.
( 28 ) ذكره في السير 17/212 وسماه في تذكرة الحفاظ 2/1061: "دلائل الرسالة" وسماه الداودي في طبقات المفسرين 1/292 "أعلام النبوة ودلالات الرسالة", وكذا في هدية العارفين 1/515, وفي الرسالة المستطرفة 79: "دلائل الرسالة".
(29) وهو مطبوع.
(30) ذكره في السير 19/35, وانظر: ايضاح المكنون 1/104.
(31) ذكره في كشف الظنون 1/126.
(32) ذكره في الرسالة المستطرفة ص79 معطوفاً على كتاب دلائل النبوة.
(33) انظر: مقالات الإسلاميين ص438.
(34) انظر: مقالات الإسلاميين ص438.
(35) انظر الفتاوى 11/311.
(1) انظر الجواب الصحيح لابن تيمية 4/67-70, والمواهب اللدينة 1/348.
(2) الرعد 38 وغافر 78.
(3) الأعراف 73.
(4) الحديد 25.
(5) القصص 32.
(6) انظر: النبوات 287و289و310.
(7) قاله ابن تيمية . انظر الفتاوى 11/311.
( 8 ) ذكره ابن النديم في الفهرست 116 وصاحب كشف الظنون 1/760 .
(9) ذكره الذهبي في السير 13/402.
(10) ذكره ابن أبي يعلى في الطبقات 1/86.
(11) وهو مطبوع .
(12) ذكره ابن النديم في الفهرست 282 وصاحب ايضاح المكنون 1/477.
(13) ذكره الذهبي في السير 15/574.
(14) ذكره الذهبي في السير 16/128.
(15) ذكره الذهبي في السير 16/284.
(16) ذكره في الرسالة المستطرفة ص78.
(17) ذكره الذهبي في السير 17/256.
( 18 ) وهو مطبوع.
(19)ذكره الذهبي في السير 17/564 , وانظر : كشف الظنون 1/760.
(20) ذكره في السير 17/560.
(21) وهو مطبوع.
(22) ذكره في السير 18/568 وسماه صاحب إيضاح المكنون 1/104: "أعلام النبوة".
(23) وهو مطبوع.
(24) ذكره في كشف الظنون 1/760.
(25) ذكره في الرسلة المستطرفة 79 وسماه في كشف الظنون 1/760: " دلائل النبوة" وقال: "ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب".
(26) ذكره الذهبي في السير 13/397 وسماه صاحب الفهرست ص116: "دلائل النبوة" وكذا في كشف الظنون 1/760.
(27) ذكره الذهبي في السير 13/401 وأفرده عن دلائل النبوة ولعله هو.
( 28 ) ذكره في السير 17/212 وسماه في تذكرة الحفاظ 2/1061: "دلائل الرسالة" وسماه الداودي في طبقات المفسرين 1/292 "أعلام النبوة ودلالات الرسالة", وكذا في هدية العارفين 1/515, وفي الرسالة المستطرفة 79: "دلائل الرسالة".
(29) وهو مطبوع.
(30) ذكره في السير 19/35, وانظر: ايضاح المكنون 1/104.
(31) ذكره في كشف الظنون 1/126.
(32) ذكره في الرسالة المستطرفة ص79 معطوفاً على كتاب دلائل النبوة.
(33) انظر: مقالات الإسلاميين ص438.
(34) انظر: مقالات الإسلاميين ص438.
(35) انظر الفتاوى 11/311.
تعليق