عباد الله، إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله - عزَّ وجل - لعباده، يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ومن شرور مهلكة انفتحت أبوابها، إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يخوّف الله به عباده» فهو تخويف من عقوبات وشرور قد تنزل بالخلق لمخالفة أمر الله وعصيانه
أيها الناس، لقد ضلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا ولم يرفعوا به رأسًا ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ولم يقفوا بين يديه بالذّل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يُعلم بالحساب، فوَاللهِ واللهِ ما مثل هؤلاء إلا مثل مَن قال الله عنهم من الكفار المعاندين: ï´؟وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌï´¾ [الطور: 44]
قد ثبت عن النبي - ï·؛ - أنه قال: «يخوّف الله بهما عباده»
عباد الله، يا سبحان الله ! كيف يليق بِمَن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله - ï·؛ - قال عن الكسوف: «إن الله يخوَّف به عباده» ثم يقول هو: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يُعرف بالحساب ؟
إن كون الكسوف أمرًا يُعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف،
فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان: حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفة عند علماء الفلك وأهل الحساب ولم يبيِّنها رسول الله ï·؛؛ لأن الجهل بها لا يضر بل قد يكون الجهل بها خيرًا،
وأما الحكمة الأخرى فهي: الحكمة الشرعية وهي: تخويف العباد، وهذه لا يعلمها إلا الله - عزَّ وجل - أو مَن أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله تعالى الكسوف ؟ إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدَّره لكذا وكذا وهذا هو ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته؛ حيث قال: «يخوّف الله به عباده»
أيها المسلمون، لا تهملوا هذه الآيات، اعتبروا بها وأحدِثوا بها توبة إلى الله - عزَّ وجل - ورجوعًا إليه وإنابة؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
جزء من الكسوف - الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
أيها الناس، لقد ضلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا ولم يرفعوا به رأسًا ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ولم يقفوا بين يديه بالذّل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يُعلم بالحساب، فوَاللهِ واللهِ ما مثل هؤلاء إلا مثل مَن قال الله عنهم من الكفار المعاندين: ï´؟وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌï´¾ [الطور: 44]
قد ثبت عن النبي - ï·؛ - أنه قال: «يخوّف الله بهما عباده»
عباد الله، يا سبحان الله ! كيف يليق بِمَن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله - ï·؛ - قال عن الكسوف: «إن الله يخوَّف به عباده» ثم يقول هو: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يُعرف بالحساب ؟
إن كون الكسوف أمرًا يُعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف،
فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان: حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفة عند علماء الفلك وأهل الحساب ولم يبيِّنها رسول الله ï·؛؛ لأن الجهل بها لا يضر بل قد يكون الجهل بها خيرًا،
وأما الحكمة الأخرى فهي: الحكمة الشرعية وهي: تخويف العباد، وهذه لا يعلمها إلا الله - عزَّ وجل - أو مَن أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله تعالى الكسوف ؟ إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدَّره لكذا وكذا وهذا هو ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته؛ حيث قال: «يخوّف الله به عباده»
أيها المسلمون، لا تهملوا هذه الآيات، اعتبروا بها وأحدِثوا بها توبة إلى الله - عزَّ وجل - ورجوعًا إليه وإنابة؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
جزء من الكسوف - الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
منقول