هل سمي مأثورا لانه توقيفي او سمي مأثورا لأن المفسر يتابع في معنى الآية ما جاء عن السلف فلا يحدث معنى خارجا عن اقوالهم؟
بعض الناس فهم ان المراد بالمأثور هو التوقيف وهذا غير صحيح ويلزم منه ان القائل بالتفسير المأثور لا يجوز الاجتهاد في تفسير الآية.
ويلزم منه ان لا تفسير مأثور الا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به بعضهم.
والصحيح ان التفسير بالمأثور قائم على اصل تفسير الدين وهو اعتماد ان لا يفسر القرآن بمعاني لم تأت عن السلف ولذلك كان تفسير القرآن بالقرآن مأثورا لان المفسر لا يأت
بمعنى من عند نفسه انما بمعنى جاء في آية يفسر به آية اخرى. او على الصور الاخرى في تفسير القرآن بالقرآن.
وتفسير القرآن بقول الصحابي مأثورا لأن اصل تفسير الدين بما جاء عن الرسول وأصحابه الذين اختصهم الله بمشاهدة نزول القرآن والعلم بما احتف به وبمعرفة المعنى المراد ...
فإذا اختلف لا نخرج عن خلافهم ...
فما جاء عن الله ورسوله على الرأس والعين.
وما جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعين.
وما جاء عن التابعين ليس كذلك الا ان يجمعوا .
وهذا اصل جميع أئمة الدين اهل الاجتهاد.
ولذلك في تفسير القرآن بالرأي نشترط في قبوله شروطا خمسة:
الشرط الاول : ان لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد؛ فلا يحدث المفسر للآية معنى يخرج عن اقوال السلف.
الشرط الثاني : ان يناسب السياق سباقا ولحاقا.
الشرط الثالث : ان يتفق مع دلالة اللفظ لغة.
الشرط الرابع : ان لا ينصر به اقوال اهل البدع.
الشرط الخامس : ان لا يخللف ما جاء في الشريعة.
فإذا تحققت هذه الشروط فهو من الرأي المحمود المقبول.
فلاحظ ان التفسير بالرأي ينبغي ان لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد.
فلا نمنع الاجتهاد في تفسير القرآن ضمن تحقق هذه الشروط والله الموفق.