الحمد لله العزيز الغفار المذكور بالجمل في الليل والنهار، والصلاة والسلام على نبينا المختار، وعلى آله وصحابه الأخيار.
أما بعدُ:
فقد أمر الله عز وجل بالذكر الكثير وحث عليه ورغب فيه، قال الله تعالى: { وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال: 45، الجمعة: 10].
وقال الله تعالى: { وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْرَاً عَظِيماً} [الأحزاب: 35].
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41].
وجاء الترغيب في ذكر الله الكثير في الأحاديث، أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان.
قال: ((سيروا هذا جمدان سبق المفردون)).
قالوا: وما المفردون يا رسول الله.
قال: ((الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)).
فكيف نصبح منهم ونسير سيرهم؟
أخرج أبو داود واللفظ له وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وفي ((شعب الإيمان)) وصححه الألباني: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: ((من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصلَّيا ركعتين جميعاً؛ كُتِبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)).
وجاء عن سلف الصالح في هذا أقوال:
قال أبو الحسن الواحدي رحمه الله كما في كتاب ((الأذكار)): قال ابن عباس رضي الله عنهما: (المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدوا وعشيا، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى).
وقال مجاهد رحمه الله كما في كتاب ((الأذكار)): (لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا).
وقال عطاء بن أبي رباح رحمه الله كما في كتاب ((تفسير البغوي)): (ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35]).
وقال النووي رحمه الله في كتابه ((الأذكار)): ((وسئل الشيخ الإمام أبو عمر بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا - وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة - كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)) اهـ.
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرا كثيرا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى الله، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب.
وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة الله ومعرفته، وعون على الخير، وكف اللسان عن الكلام القبيح)) اهـ.
هذا ما وقفت عليه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
ككلة: يوم الجمعة 1 ربيع الآخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 30 ديسمبر سنة 2016 م
أما بعدُ:
فقد أمر الله عز وجل بالذكر الكثير وحث عليه ورغب فيه، قال الله تعالى: { وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال: 45، الجمعة: 10].
وقال الله تعالى: { وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْرَاً عَظِيماً} [الأحزاب: 35].
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41].
وجاء الترغيب في ذكر الله الكثير في الأحاديث، أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان.
قال: ((سيروا هذا جمدان سبق المفردون)).
قالوا: وما المفردون يا رسول الله.
قال: ((الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)).
فكيف نصبح منهم ونسير سيرهم؟
أخرج أبو داود واللفظ له وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وفي ((شعب الإيمان)) وصححه الألباني: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: ((من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصلَّيا ركعتين جميعاً؛ كُتِبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)).
وجاء عن سلف الصالح في هذا أقوال:
قال أبو الحسن الواحدي رحمه الله كما في كتاب ((الأذكار)): قال ابن عباس رضي الله عنهما: (المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدوا وعشيا، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى).
وقال مجاهد رحمه الله كما في كتاب ((الأذكار)): (لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا).
وقال عطاء بن أبي رباح رحمه الله كما في كتاب ((تفسير البغوي)): (ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35]).
وقال النووي رحمه الله في كتابه ((الأذكار)): ((وسئل الشيخ الإمام أبو عمر بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا - وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة - كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)) اهـ.
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرا كثيرا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى الله، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب.
وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة الله ومعرفته، وعون على الخير، وكف اللسان عن الكلام القبيح)) اهـ.
هذا ما وقفت عليه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
ككلة: يوم الجمعة 1 ربيع الآخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 30 ديسمبر سنة 2016 م
تعليق